تاريخ النشر 16 ابريل 2021     بواسطة الدكتور عبدالصمد عبدالحميد الجشي     المشاهدات 1

فصام الطفولة

فصام الطفولة هو اضطراب عقلي غير شائع ولكن حاد حيث يفسر الأطفال الواقع بشكل غير طبيعي. ينطوي الفصام على مجموعة من المشاكل في التفكير (المعرفي)، أو السلوك أو المشاعر. وقد يؤدي إلى مزيج من الهلوسات، والأوهام، والتفكير والسلوك المضطرب للغاية الذي يضعف قدرة الطفل على العمل. فصام الطفولة هو نفس فص
ام البالغين في الأساس، لكنه يحدث في مرحلة مبكرة من العمر وله تأثير عميق على سلوك الطفل ونموه. في فصام الطفولة، يمثل ظهور المرض في عمر مبكر تحديات خاصة في التشخيص والعلاج والتعليم والنمو العاطفي والاجتماعي.
الفصام هو حالة مزمنة تتطلب علاجًا مدى الحياة. إن تشخيص فصام الطفولة والبدء في علاجه بشكل مبكر قدر الإمكان قد يؤدي إلى تحسن كبير في نتائج الطفل على المدى الطويل.

الأعراض
ينطوي فصام الشخصية على مجموعة من المشكلات في التفكير أو السلوك أو العواطف. يمكن أن تتنوع العلامات والأعراض -ولكنها عادة ما تشمل الأوهام، أو الهلوسات، أو الحديث غير المتناسق-حيث أنها تعكس ضعف القدرة الوظيفية. وقد يؤدي تأثير الحالة إلى إعاقة.

تبدأ أعراض فصام الشخصية بوجه عام من أواسط سن العشرينيات إلى أواخره. ولا يشيع تشخيص الأطفال بفصام الشخصية. تحدث أول إصابة بفصام الشخصية قبل عمر 18 عامًا. تكاد لا تحدث الإصابة المبكرة جدًا بفصام الشخصية لدى الأطفال الأقل من 13 عامًا.

يمكن أن تختلف الأعراض في نوعها وشدتها عبر الوقت، مع اختبار فترات من تدهور الأعراض وسكونها. كما يمكن لبعض الأعراض أن تظل قائمة. قد يصعب تمييز فصام الشخصية في المراحل الأولى.

الأعراض والعلامات المبكرة
قد تتضمن المؤشرات المبكرة على الإصابة بفصام الشخصية في الطفولة مشاكل في النمو، مثل:

تأخر المهارات اللغوية
الزحف المتأخر أو غير العادي
التأخر في المشي
سلوكيات حركية أخرى غير طبيعية؛ مثل التأرجح أو رفرفة الذراعين
ويشيع ظهور بعض هذه العلامات والأعراض أيضًا لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نمو شامل، مثل اضطرابات طيف التوحد. لذا يعد استبعاد اضطرابات النمو هذه من أولى خطوات التشخيص.

الأعراض لدى المراهقين
تتشابه أعراض فصام الشخصية لدى المراهقين مع تلك الأعراض التي يشهدها البالغون، ولكن قد يصعب تمييز هذه الحالة في تلك الفئة العمرية. يمكن أن يرجع ذلك جزئيًا إلى أن بعض من أعراض الشيزوفرينيا المبكرة لدى المراهقين شائعة في النمو العادي أثناء سنوات المراهقة مثل:

الانسحاب من الاصدقاء والعائلة
تدهور الأداء المدرسي
صعوبة في النوم
الشعور بالضيق أو الاكتئاب
نقص الدافعية
السلوكيات الغريبة
تعاطي المخدرات
مقارنة بأعراض الشيزوفرينيا لدى البالغين، يمكن أن يكون المراهقون:

أقل احتمالاً للإصابة بالأوهام
أكثر احتمالية للمعاناة من الهلوسات البصرية
علامات وأعراض لاحقة
كلما كبر الأطفال المصابون بفصام الشخصية، زادت علامات الاضطراب وأعراضه التي تبدأ في الظهور. تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:

الأوهام. هذه اعتقادات خاطئة غير قائمة في الواقع. كأن تعتقد أنك تتعرض للأذى أو التحرش، أو أن إيماءات أو تعليقات موجهة لك، أو أن لديك فدرة خارقة أو مشهور، أو أن شخصًا آخر واقع بحبك، أو أن كارثة كبرى على وشك الوقوع. يعاني معظم الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا من الأوهام.
الهلوسات. عادة ما تتضمن هذه الأوهام رؤية أو سماع أشياء غير موجودة. إلا أنه بالنسبة للشخص المصاب بفصام الشخصية، فهذه الهلوسات لها كامل القوة والتأثير في خبرات الحياة العادية. يمكن أن تصيب الهلوسات كافة الحواس، ولكن سماع أصوات هو أكثر الهلوسات شيوعًا.
عدم انتظام التفكير. يُستدل على التفكير غير المنظم من خلال الحديث غير المنظم. يمكن أن يضعف الاتصال الفعال، كما يمكن أن تكون إجابات الأسئلة غير ذات صلة جزئيًا أو كُليًا. نادرًا ما قد يتضمن الحديث وضع كلمات غير ذات معنى معًا، والتي لا يمكن فهمها، والمعروفة في بعض الأحيان بسلطة الكلمات.
سلوك حركي غير مُنظم للغاية أو غير طبيعي. قد يظهر ذلك بعدة طرق تتراوح بين حماقة طفولية إلى اهتياج مفاجئ. السلوك الذي بلا يركز على الهدف، مما يصعّب القيام بالمهام. يمكن أن يتضمن السلوك مقاومة للتوجيهات، أو اتخاذ وضعية غريبة أو غير مناسبة، أو نقص تام في الاستجابة، أو حركة مفرطة وغير ذات مغزى.
أعراض سلبية. يشير ذلك إلى نقص القدرة على الوظيفية بشكل طبيعي أو قلتها. على سبيل المثال، قد يتجاهل المريض النظافة الشخصية أو يبدو أنه يفتقر إلى العاطفة، مثل عدم إجراء تواصل بصري مع الآخرين، أو عدم تغيير تعبيرات الوجه، أو التحدث بنبرة ثابتة دون تغيير في نبرة الصوت. قد يعاني المريض أيضًا ضعف القدرة على المشاركة في الأنشطة، مثل عدم الاهتمام بالأنشطة اليومية أو العزلة الاجتماعية أو ضعف القدرة على الإحساس بالسعادة.
قد يصعب تفسير الأعراض
عندما يبدأ فصام الشخصية في مرحلة مبكرة من الطفولة، فقد تتراكم الأعراض تدريجيًا. وقد تكون العلامات والأعراض المبكرة شديدة الغموض بحيث لا يمكن تمييز المشكلة، أو ربما يتم إيعازها إلى مرحلة النمو.

ومع مرور الوقت، قد تصبح الأعراض أكثر حدة وأكثر وضوحًا. وفي النهاية، قد يصاب الطفل بأعراض الذهان، ومنها الهلوسات والأوهام وصعوبة تنظيم الأفكار. كلما أصبحت الأفكار أقل تنظيمًا، أفاد هذا في الغالب وجود حالة من "الانفصال عن الواقع" والتي تؤدي في كثير من الحالات إلى دخول المريض المستشفى والعلاج بالأدوية.

متى تزور الطبيب
قد يكون من الصعب التعرف على الطريقة التي تتعامل بها مع التغيرات السلوكية الغامضة لدى طفلك. فقد ينتابك الخوف من التعجل بالنتيجة النهائية للتشخيص وهي أن طفلك مصاب بمرض عقلي. وقد يساعدك معلم الطفل أو أي موظف آخر بالمدرسة في لفت انتباهك إلى التغيرات التي تطرأ على سلوك طفلك.

اطلب المساعدة الطبية إذا كان طفلك:
يعاني تأخر النمو مقارنة بأشقائه الآخرين أو قرنائه
توقف عن القيام بالأعمال اليومية الروتينية، مثل الاغتسال وارتداء الملابس
لم يعد يرغب في الاندماج الاجتماعي مع الآخرين
يتراجع في الأداء الدراسي
له طقوس غريبة عند تناول الطعام
يعاني من الشك الزائد في الآخرين
يظهر منه نقص العاطفة أو تظهر منه عواطف غير ملائمة للموقف
لديه أفكار ومخاوف غريبة
يخلط بين الأحلام أو التليفزيون والواقع
لديه شذوذ في الأفكار أو السلوك أو الكلام
يتسم بالاهتياج أو السلوك العنيف أو العدواني
هذه العلامات والأعراض العامة لا تعني بالضرورة إصابة طفلك بفصام الشخصية الطفولي. وقد تدل هذه العلامات على مرحلة أخرى من اضطرابات الصحة النفسية مثل الاكتئاب أو القلق، أو على حالة صحية أخرى. التمس الرعاية الطبية في أقرب وقت ممكن إذا كانت لديك مخاوف من سلوك الطفل أو نموه.

أفكار وسلوكيات انتحارية
تشيع الأفكار والسلوك الانتحاريين بين الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا. إذا كان لديك طفل أو مراهق مُعرض لخطر ارتكاب محاولة الانتحار أو أنه قد حاول الانتحار، فتأكد من بقاء شخص ما معه. اتصل بالرقم 911 أو رقم الطوارئ المحلي على الفور. أما إذا كنت تعتقد أنك يمكن أن تفعل ذلك بأمان، فخذ الطفل إلى أقرب غرفة طوارئ في مستشفى.

الأسباب
ليس معروفًا ما الأسباب وراء الإصابة بفصام الشخصية الطفولي، لكن يُعتقد أنه يظهر بنفس الطريقة التي يظهر بها فصام الشخصية لدى البالغين. لكن يعتقد الباحثون أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والعوامل أخرى خاصة بكيمياء المخ تساهم في الإصابة بهذا الاضطراب. وليس من الواضح حتى الآن السبب في بدء ظهور فصام الشخصية مبكرًا للغاية لدى البعض دون البعض.

قد تساهم مشاكل بعض المواد الكيميائية بالمخ التي تحدث بشكل طبيعي، بما في ذلك الناقلات العصبية التي يُطلق عليها دوبامين وجلوتامات، في انفصام في الشخصية. تعرض دراسات التصوير العصبي التغييرات في البنية الدماغية والجهاز العصبي المركزي للأشخاص المصابين بانفصام في الشخصية. ويشير الباحثون إلى أن الانفصام في الشخصية مرض بالدماغ، على الرغم من عدم تأكدهم من أهمية هذه التغييرات.

عوامل الخطر
على الرغم من أن السبب الدقيق للفصام ليس معروفًا، إلا أن بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة بالفصام أو تحفزه، بما في ذلك:
وجود تاريخ عائلي للإصابة بالفصام
زيادة تنشيط جهاز المناعة، مثل الالتهاب أو أمراض المناعة الذاتية
كبر عمر الوالد
بعض مضاعفات الحمل والولادة مثل سوء التغذية والتعرض للسموم والفيروسات التي يمكن أن تؤثر على نمو الدماغ
تناول أدوية مغيرة لكيمياء المخ (نفسية أو نفسية) خلال سنوات المراهقة

المضاعفات
قد يؤدي عدم علاج مرض الفصام في مرحلة الطفولة إلى حدوث مشاكل انفعالية، وسلوكية وصحية حادة. قد تحدث المضاعفات المرتبطة بالإصابة بالفصام في مرحلة الطفولة أو في وقت لاحق، مثل:
الانتحار، ومحاولات الانتحار، والتفكير في الانتحار
إلحاق الأذي بالنفس
الإصابة باضطرابات القلق، واضطرابات الذعر واضطراب الوسواس القهري (OCD)
الاكتئاب
سوء استخدام الكحول أو المخدرات الأخرى، بما في ذلك التبغ
النزاعات العائلية
عدم القدرة على العيش باستقلالية أو الذهاب إلى المدرسة أو العمل
العزل الاجتماعي
المشكلات الطبية والصحية
التعرض للإيذاء
مشاكل قانونية ومالية، والتشرد
السلوك العدواني بالرغم من عدم شيوع هذه الحالة

الوقاية
يمكن أن يساعد التحديد والعلاج المبكران للإصابة بالفصام في مرحلة الطفولة على السيطرة على الأعراض قبل حدوث المضاعفات الخطيرة. كما أن العلاج المبكر أيضًا بالغ الأهمية في المساعدة في تقويض النوبات الذهانية والتي يمكن أن تكون مخيفة للغاية للطفل والوالدين. كما يمكن للعلاج المستمر تحسين مظهر الطفل على المدى الطويل.


أخبار مرتبطة