تاريخ النشر 17 ابريل 2021     بواسطة الدكتور عمار خالد العمران     المشاهدات 1

تأخر نمو العظام عند الأطفال: أسباب ومعلومات هامة

أهمية النمو السليم للعظام خلال فترة الطفولة والبلوغ تحصل الزيادة في قوة وحجم الكتلة العظمية خلال فترتي الطفولة والبلوغ. ومع وصول الطفل مرحلة البلوغ بشكل خاص تبدأ هرمونات الجسم بالتأثير على العظام ليتسارع نمو العظام وتطورها في الجسم، فتصبح العظام أكثر طولًا وعرضًا، كما تزداد الكثافة العظمية
.
وتستمر العظام بالتغير واكتساب المزيد من الحجم، لتبلغ الكتلة العظمية أقصى حد لها مع مشارفة مرحلة البلوغ على الانتهاء ومع بداية مرحلة العشرينات من العمر. 

وبعد ذلك وعندما يقترب الشخص من عمر الثلاثين، تبدأ العظام بخسارة جزء من كثافتها وكتلتها ببطء كنتيجة طبيعية لبدء التقدم بالسن.

لذا كلما تمكن الجسم من تكوين وادخار كمية أكبر من الكتلة العظمية خلال فترتي الطفولة والبلوغ، كلما كان الشخص أقل عرضة للإصابة بأمراض العظام المختلفة مع مرور الوقت، مثل: مرض هشاشة العظام.

أسباب تأخر نمو العظام عند الأطفال
إليك قائمة بأهم الأسباب والعوامل التي قد تؤدي لتأخر نمو العظام عند الأطفال بشكل دائم أو بشكل مؤقت:

1. الوراثة والجينات
في بعض الحالات قد يكون تأخر نمو العظام عند الطفل حالة دائمة ناتجة عن حالات وراثية، مثل: 
قصر القامة الوراثي (Inherited short stature). 
القزامة (Dwarfism) بأنواعها. 
متلازمة تيرنر (Turner syndrome).

2- أمراض ومشكلات في جهاز الغدد الصماء
قد يكون سبب تأخر نمو العظام عند الأطفال وتأخر نمو الجسم عمومًا هو الإصابة بمرض أو خلل في هرمونات الجسم، مثل:

أمراض الغدة الدرقية.
نقص هرمون النمو الناتج عن خلل في الغدة النخامية.
متلازمة كوشنج الناتجة عن خلل في الغدد الكظرية.
نقص هرمون الإستروجين.
نقص هرمون التستوستيرون.

3. أمراض تؤثر على أجهزة مختلفة في الجسم
من الممكن أن يكون سبب تأخر النمو الحاصل هو الإصابة بأمراض أو مشكلات صحية مزمنة يطال تأثيرها أجهزة مختلفة في الجسم، مثل الأمراض التالية:
أمراض الجهاز الهضمي.
أمراض الكلى.
أمراض القلب.
أمراض الرئتين.
السكري.
التوتر المزمن.

4. حالة تأخر النمو البنيوي (Constitutional growth delay)
غالبًا ما يكون تأخر نمو عظام الطفل وبنيته في هذه الحالة أمرًا مؤقتًا، وسرعان ما يتداركه الجسم خلال مرحلة البلوغ، إذ تعود أنسجة الجسم للنمو بسرعة حال دخول الطفل في مرحلة المراهقة، فتبدأ مقاسات جسم الطفل باللحاق تدريجيًا بمقاسات أقرانه والمقاسات الطبيعية لبنية أجسام أفراد عائلته. 

وغالبًا ما يتم تشخيص هذه الحالة بعد استبعاد الحالات المرضية الأخرى المذكورة في هذه القائمة والتي ربما كانت هي السبب في تأخر نمو العظام عند الأطفال.

5. أسباب أخرى
يوجد عدة أسباب أخرى قد تلعب دورًا في رفع خطر الإصابة بقصر القامة الدائم أو تأخر نمو العظام عن الأطفال لفترة مؤقتة، مثل:

الإصابة بعيوب خلقية قد تؤثر على نمو أنسجة الجسم، وهي عيوب غالبًا ما تنشأ لدى الجنين أثناء فترة الحمل بسبب عوامل مثل التدخين خلال فترة الحمل.
البلوغ المبكر، فهذا قد يتسبب في تثبيط نمو الطفل وإصابته بقصر القامة.
مشكلات تغذوية، مثل: نقص فيتامين د، وسوء التغذية.
الإصابة بأمراض قد تؤدي إلى شلل أو إعاقة الحركة، مثل: ضمور العضلات، والشلل الدماغي.
تناول بعض أنواع الأدوية، مثل: الستيرويدات القشرية، ومضادات الاختلاج، ومثبطات الجهاز المناعي.
عادات وممارسات خاطئة، مثل: فرط ممارسة الرياضة، والتدخين.
أعراض مشكلات النمو عند الأطفال
في بعض الحالات من الممكن تشخيص مشكلات النمو منذ الولادة، حيث يبدو الطفل أصغر حجمًا من المعدل الطبيعي لمن هم في مثل سنه. 

وفي حالات أخرى قد لا يظهر هذا النوع من المشكلات الصحية إلا في فترات لاحقة، عندما يبدو وكأن نمو الطفل متأخر بعض الشيء عن نمو أقرانه من نفس العمر.

وأحد الأعراض الأكثر وضوحًا لتأخر النمو ومشكلات النمو عند الطفل هو نمو الطفل بمعدل أقل من 3.5 سنتمتر سنويًا بعد بلوغه عمر 3 سنوات.

تشخيص وعلاج مشكلات النمو عند الأطفال
عادة ما يتم تشخيص حالة تأخر نمو العظام عند الأطفال أو تأخر نمو الجسم عمومًا عند الأطفال بعد إخضاع الطفل للمراقبة ولبعض الفحوصات الضرورية، مثل: مراقبة تغير قياسات جسم الطفل كل بضعة أشهر، وفحوصات دم، والتصوير بالأشعة السينية.

يختلف العلاج المتبع من حالة لأخر تبعًا لعدة عوامل، مثل: سبب تأخر نمو العظام، وحالة الطفل الصحية، وقابلية جسم الطفل لتحمل بعض أنواع الأدوية والإجراءات العلاجية.


أخبار مرتبطة