تاريخ النشر 19 ابريل 2021     بواسطة الدكتور يوسف صالح العلاوي     المشاهدات 1

ما هي الغدة النخامية والأمراض المرتبطة بها؟

لى الرغم من أن حجم الغدة النخامية (Pituitary gland) لا يتجاوز حبة البازلاء، إلا أنها تكتسب أهمية كبيرة في الجسم، فقد سميت بالغدة الرئيسية لأنها تفرز العديد من الهرمونات وتسيطر على عدد من الغدد الهرمونية الأخرى، تعرف عليها أكثر في هذا المقال. ما هي الغدة النخامية؟ تعتبر الغدة النخامية جزءًا
من الجهاز الصماوي، وتقع داخل جوف عظمي في منطقة قاعدة الدماغ، وتتكون من جزئين:

الفص الأمامي: المسؤول عن إنتاج الهرمونات.
الفص الخلفي: يساعد في إطلاق الهرمونات الناتجة عن الخلايا العصبية في منطقة المهاد.
كما وقد تؤثر الغدة النخامية على ضغط الدم، والوزن، والنمو، وغيرها من أنشطة الجسم المختلفة الأخرى.
هرمونات الغدة النخامية وفوائدها
تكتسب الغدة النخامية أهمية كبيرة بسبب الهرمونات الضرورية التي تفرزها وتطلقها سواءً في الجزء الأمامي  أو الخلفي، فما هي هذه الهرمونات؟

1. الهرمونات في الفص الأمامي
وهي الهرمونات المخزنة بالجزء الأمامي وهي:

البرولاكتين(Prolactin): يحفز هرمون البرولاكتين إنتاج الحليب في الثدي بعد الولادة، ويؤثر على مستويات الهرمونات الجنسية في المبيضين عند النساء وفي الخصيتين عند الرجال.
هرمون النمو (GH): في مرحلة الطفولة، يساعد هذا هرمون النمو في نمو الجسم بشكل سليم، أما عند البالغين فإنه يحافظ على كتلة العضلات والعظام.
الهرمون المنشط لقشرة الكظرية (Adrenocorticotropic): يقوم على إنتاج هرمون الكورتيزول (هرمون الإجهاد) الذي يساعد في الحفاظ على مستويات ضغط الدم والسكر في الجسم، ويتم إنتاجه بكميات أكبر تحت ضغط الإصابة أو المرض.
هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH): يحفز الغدة الدرقية لإنتاج هرموناتها، والتي بدورها تنظم عملية التمثيل الغذائي، وتنشط الجهاز العصبي، وتوازن الطاقة في الجسم.
الهرمون اللوتيني (LH): يحفز إنتاج هرمون التستوستيرون عند الرجال وإطلاق البويضات عند النساء.
الهرمون المنبه للحويصلة (FSH):يعمل على تنشيط إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال ويحفز المبيضين على إنتاج الإستروجين عند النساء.
2. الهرمونات في الفص الخلفي
أما الهرمونات المخزنة في الجزء الخلفي من الغدة النخامية فتشمل:

الهرمون المضاد لإدرار البول (Antidiuretic): يقوم بتنظيم توازن الماء في الجسم، ويحافظ على نسبتها عن طريق تقليل كمية المفقود في البول.
الأوكسيتوسين (Oxytocin): يساعد الأوكسيتوسين في تدفق الحليب من الثدي في النساء المرضعات.
 تحت المهاد والغدة النخامية
من الأجزاء المهمة لعمل الغدة هي تحت المهاد (Hypothalamus)، الذي يعد بمثابة جهاد الاتصالات للغدة النخامية، حيث يقوم بإرسال إشارات إليها على شكل هرمونات، وعن طريق مجرى الدم والأعصاب تنتقل تلك الإشارات إلى أسفل الغدة، حيث تعمل بعد ذلك على التحكم بإفراز العديد من الهرمونات في الجسم.

ويؤثر الهايبوتلاموس على وظائف تنظيم درجة الحرارة، وتناول الطعام، والشعور بالعطش، وأنماط النوم والإستيقاظ، والسلوك العاطفي والذاكرة، وربما تستغرب أن الدراسات الحديثة تسعى للتحكم في الهايبوتلاموس من أجل إبطاء عملية الشيخوخة وزيادة طول العمر.

مشاكل الغدة النخامية
تكمن الخطورة في المشاكل الناتجة من خلل الغدة النخامية، أنها غير مرتبطة بأعراض معينة، وقد تبقى لسنوات دون وجود أي عرض، وهناك ثلاث حالات عامة للمشاكل المرتبطة بالغدة ومنها:

فرط إفراز الهرمونات: يؤدي حدوث ورم في الغدة النخامية إلى حدوث إفراط في إفراز الهرمونات في الجسم.
نقص إفراز الهرمونات: إن كون وظائف الغدد الإفرازية تتداخل مع الغدد الأخرى، فإن حدوث أي نقص إفرازي من تلك الغدد، يؤدي إلى خلل في إفراز الهرمونات في الغدة نفسها، مثل؛ نقص إفراز الغدة النخامية الناتج عن الجراحة أو إشعاع الورم.
تأثيرات الأورام: عندما يحدث ورم في الغدة النخامية (غالبًا ما يكون حميدًا) فإنه يضغط عليها وعلى مناطق أخرى في الدماغ، مما يؤدي إلى المعناة من الصداع، ومشاكل في الرؤية، أو غيرها من التأثيرات الصحية.
ومن أكثر الحالات سوءًا، حدوث ما يسمى بالسكتة النخامية، الذي يمكن أن يعطل وظيفة الغدة النخامية فجأة (بسبب النزيف أو الصدمة)، مما يؤدي إلى نقص هرمونات حيوية قد تهدد الحياة.

أمراض أخرى ترتبط بالغدة النخامية
1- متلازمة سيلا الفارغة (Sella Empty Sella)
هو اضطراب يحدث في البنية العظمية في قاعدة الدماغ التي تحيط وتحمي الغدة النخامية، مما يؤدي إلى وجود فراغ فيها يظهر بشكل واضح في تصوير الرنين المغناطيسي (MRI)، وهناك نوعان منه، هما:

النوع الأساسي:عندما يزيد الضغط  فوق الغدة النخامية على جزء السيلا يؤدي ذلك إلى انسداد الغدة، أو يكون حجمها أصغر من المعتاد، ويرتبط هذا النوع بالسمنة وارتفاع ضغط الدم عند النساء.
النوع الثانوي: غالبًا ما يحدث هذا النوع بعد جراحة الأورام أو العلاج الإشعاعي، مما يؤدي إلى خلل في وظائف الغدة النخامية مما يسبب التعب، أو حدوث العقم، كما وتصيب متلازمة سيلا الفارغة الأطفال في سن مبكرة، حيث تضعف هرمون النمو.
2- متلازمة شيهان
تسمى متلازمة شيهان (Sheehan’s Syndrome) أيضًا بقصور الغدة النخامية، وتحدث هذه المتلازمة بعد أو أثناء الولادة جراء النزيف الحاد، حيث يؤدي فقدان كميات كبيرة من الدم إلى موت الأنسجة في الغدة النخامية، بالتالي حدوث قصور في الغدة، وفي حين اخر عدم قدرتها على العمل بشكل صحيح.

وفي الحالات الأكثر خطورة للنزيف، حدوث تشوهات غير طبيعية بالمشيمة في حالات الحمل المتعدد (توأم أو ثلاث توائم).

3- الأورام متعددة الغدد الصماء
تصنف الأورام متعددة الغدد الصماء(MEN) أنها من الأمراض الوراثية، حيث تسبب وجود أكثر من غدة في نظام الغدد الصماء خللًا في النمو، مما ينتج كميات كبيرة وغير طبيعية من الهرمونات التي تسبب مجموعة من الأعراض المختلفة.

4- التهاب الكبد الليمفاوي
ومن الأسباب الأخرى لقصور الغدة النخامية، التهاب الكبد الليمفاوي الذي يحدث بعد الولادة، حيث يحدث التهابًا في الغدة النخامية الناتجة عن الخلايا المناعية، وإن حدوث قصور في الغدة النخامية بعد الولادة يعود في كثير من الأحيان إلى هذه الحالة أكثر من متلازمة شيهان.


أخبار مرتبطة