تاريخ النشر 19 ابريل 2021     بواسطة الدكتور عبدالرحمن محمد المعاوي     المشاهدات 1

رتق المريء

إن رتق المريء، هو عبارة عن عاهة جسدية خَلقية، التي تتمثل بعدم نمو المريء بشكل سليم، حيث يكون جزء المريء العلوي مسدودًا وجزؤه السفلي، في أغلب الأحيان، مرتبطًا مباشرة بالقصبة الهوائية. إن نسبة انتشار ظاهرة رتق المريء هي 1 لكل 4000 مولود، بينما أسباب حدوثها غير معروفة. تكون هذه العاهة الجسدية م
صحوبة بعاهات جسدية خَلقية أخرى، التي تصيب أعضاءً أخرى مثل العمود الفقري (vertebral cord)، عاهات في القلب، العمود الفقري وعاهات في المستقيم (rectum) والشرج (anus). إن هذه العاهات الجسدية المرافقة، المعروفة باسم Vacter association، مرجح أن تكون خفيفة، ولا تحتاج إلى علاج معين، ولكن في حالات معينة، عندما تكون العاهات معقدة (صعبة)، فإنها توجب إجراء عملية جراحية.

تشخيص رتق المريء
يمكن تشخيص %50 من العاهات الجسدية، عن طريق إجراء فحص لأنظمة (أجهزة) الجسم. توجد في 60 % من الحالات زيادة في كمية الصَّاء (السائل السَّلَوِي) (amniotic fluid).

يمكن، بعد الولادة، مباشرة، أو على أبعد تقدير في غضون ساعات قليلة من الولادة، ملاحظة الأعراض الناتجة عن انسداد المريء. تنبع هذه الأعراض من عدم قدرة المولود على بلع لعابه، مما يؤدي إلى تراكم اللعاب والمخاط في الفم.

يمكن أن يؤدي تراكم كمية كبيرة من المخاط، إلى صعوبة في التنفس، انخفاض في أكسدة الدم وزرقة (cyanosis) حول الشفتين.

إن تشخيص العاهة الجسدية بسيط، وفي حال الاشتباه بوجودها، يعتمد على إدخال أنبوب (زوندا - zonda) عن طريق الفم إلى داخل المريء، وفي حال وجود انسداد فإن الأنبوب يَعْلَقَ ولا يستطيع الاستمرار في التقدم إلى داخل المريء؛ أما في حال الاشتباه في مدى صحة التشخيص، فيمكن إدخال عامل تباين (contrast agent) عن طريق أنبوب إلى داخل المريء، والنظر إليه بواسطة الأشعة السينية، وفي حال وجود انسداد، يمكن ملاحظة عدم قدرة مادة التباين على عبور الانسداد.

تظهر هذه العاهة الجسدية في عدة أشكال: الصورة الأكثر شيوعًا (85 %من الحالات) هي وجود انسداد في طرف القسم العلوي من المريء، بينما القسم السفلي مربوط مباشرة بالقصبة الهوائية. أما باقي الأشكال فهي نادرة نسبيًّا.

علاج رتق المريء
توجب هذه العاهة الجسدية إجراء عملية جراحية، وفي أغلب الحالات من الممكن القيام بربط طرفي المريء؛ أما في حال عدم القدرة على ربط طرفي المريء، نظرًا للبعد الكبير بينهما، فتوجد عدة طرق علاجية بديلة:

إجراء فغر المعدة (gastrostomy): حيث يتم فتح طاقة (إحداث شق) داخل جدار البطن وإدخال أنبوب من أجل تغذية المريض. يزداد طول الجزء العلوي المغلق من المريء، في أغلب الحالات، خلال 3 – 4 أشهر، بحيث يصبح بالإمكان الربط بين طرفي المريء.
يمكن، في حال عدم اقتراب طرفي المريء، استبدال المريء عن طريق رفع المعدة إلى داخل الصدر، وربطها مباشرة بالقسم العلوي من المريء. يمكن أيضًا، استبدال المريء عن طريق استعمال عروة (loop) من الأمعاء الدقيقة أو الغليظة. ينبغي في البداية بذل كل الجهد الممكن، من أجل ربط المريء الأصلي (الأولي)، وفقط في حال عدم وجود إمكانية أخرى، يمكن استبدال المريء.
إن البعد بين طرفي المريء، في أغلب الحالات، يكون قصيرًا جدًّا، بحيث يمكن بنجاح الربط بين طرفيه مباشرة بعد الولادة؛ إن هؤلاء الأولاد، عادة ما ينشأون بشكل طبيعي، دون حدوث مشاكل أو مضاعفات في المستقبل.


أخبار مرتبطة