تاريخ النشر 20 ابريل 2021     بواسطة الدكتورة ابتسام حسن فيدة     المشاهدات 1

ترويض حب الشباب

بشرة الوجه هي سمة الشخصية وعنوان الجمال، وعندما تغزو الحبوب والبثور هذه البشرة فانها تفقد رونقها ونضارتها. وأكثر ما يؤرق النساء أو الرجال هو ظهور (حب الشباب) على البشرة، فبجانب الآثار الطبية التي تبدو واضحة على الوجه فان الانعكاسات النفسية المترتبة هي أهم ما يشغل من يعاني من هذه المشكلة. تك
شف الدكتورة ابتسام حسن فيدة استشارية الامراض الجلدية والتجميل بمستشفى الملك فهد بجدة ان حب الشباب يعتبر من الامراض الشائعة في العقدين الثاني والثالث من العمر ويصيب نسبة كبيرة من الاشخاص ذكوراً واناثاً خلال سنوات المراهقة وخصوصاً ما بين 15 -20 سنة وهذا لا يمنع ظهوره بعد سن الثلاثين، وهو في حد ذاته يعتبر ناتجاً عن تغيرات فسيولوجية والتي تحدث لدى الانتقال من مرحلة الطفولة الى مرحلة المراهقة وذلك نتيجة لارتفاع مستوى الهرمونات وخاصة الهرمون الذكري (التستيترون) اثناء البلوغ الذي يؤدي الى تضخم الغدد الدهنية بالجلد.

عامل الوراثة
وتشير د.فيدة الى انه لا توجد اسباب معينة ولكن توجد عوامل مؤثرة كعامل (الوراثة) ويتحكم في حجم كثافة الغدد الدهنية وترك الآثار والندب على الوجه، وقد اثبتت نظريات عديدة ان الاطعمة ليس لها تأثير كبير في انتشار حب الشباب ولكن يجب الاقلاع عن تناول بعض الاطعمة الدهنية والحليب والمكسرات، وايضاً اضطراب بعض الهرمونات تؤدي لظهور الحبوب المؤنثة وتكون مصاحبة لامراض المبيض، واضافة الى ذلك توجد بعض الميكروبات في الجريبة الشعرية الدهنية وخاصة ميكروب (coryne dacterium acne) والتي تفرز بعض الخمائر المحللة الى احماض دهنية وتسبب بالتالي الالتهابات في الجريبات في مناطق الجلد المحيطة بها، ايضاً الاستخدام العشوائي للكريمات الدهنية والتركيبات التجارية التي انتشر استعمالها بالصيدليات أو عن طريق الصديقات لاحتوائها على مادة الكورتيزون.

وتلفت د.فيدة ان حب الشباب يظهر على هيئة حطاطات وبثور بالاضافة الى الاكياس والزوائد وحجم الرؤوس السوداء والبيضاء، وتظهر عادة على الوجه وتتواجد على الظهر والصدر والكتفين وذلك لوجود الغدد الدهنية باعداد كبيرة في هذه المناطق، وما يجب التنبيه ان حب الشباب لا ينتشر عن طريق العدوى ولكن يجب ان ينفرد كل شخص بأدواته الخاصة كمبدأ للنظافة الشخصية.. وتضيف ان العوامل التي تؤدي الى زيادة الاعراض هي الضغط النفسي والجو الحار والرطوبة العالية ومستحضرات التجميل المحتوية على نسب عالية من الدهون وقبل واثناء منتصف الدورة الشهرية.
وتمضي قائلة: بالرغم من ان حب الشباب ليست مرضاً بل هي فترة معينة تمر على كل شخص تقريباً يعاني فيها من ظهور الحب، ولكن من المهم جداً ان يراعي المريض جهود الطبيب في تحديد نوع وفترة العلاج تبعاً لشدة ظهور واماكن انتشاره وذلك لتفادي حصول آثار وندب.

أنواع العلاج
وعن العلاج تقول د.فيدة: هناك نوعان من العلاج وهما اما عن طريق الفم أو العلاج الموضعي، فالعلاج عن طريق الفم يتم بواسطة عقار من مشتقات فيتامين (أ) وهو فعال جداً وخاصة لحب الشباب الكيسي والمتوسط والشديد الذين لا يستجيبون للعلاجات الموضعية، ويعطى للشباب والفتيات وخاصة غير المتزوجات لأنه لابد للمرأة المتزوجة ان تستخدم معه موانع قوية للحمل وذلك تفادياً لحصول تشوهات بالحمل ويمنع منعاً باتاً استخدامه للحامل ولذلك يجب تفهم الآثار الجانبية عن طريق الطبيب حيث يجب على المريض تحليل نسبة الدهون ووظائف الكبد بالجسم، ومدة العلاج تستغرق ما بين 3-5 شهور وتحسب الجرعة على حسب وزن المريض، وانوه ان هذا العلاج لا يصرف عن طريق الصيدليات وانما عن طريق طبيب جلدية مختص ومتفهم للآثار الجانبية التي يمكن حصولها للمريض، وبالرغم من دقة الاستعمال لهذا العلاج فهو فعال ولا يؤدي الى مشاكل طالما استخدم بالطريق الصحيحة.

اما العلاج الآخر فيتمثل في المضادات الحيوية وخاصة ان كان هناك ظهور بثور ويستخدم لتقليل الجراثيم الموجودة في الجريبات، وايضاً الهرمونات الانثوية (حبوب منع الحمل)، وحبوب الكورتيزون واستخدامها في حالات معينة لحب الشباب منها كعلاج الاكياس الملتهبة.. وتأخذ د.فيدة جانب العلاجات الموضعية فتوضح انها عبارة عن غسولات وقوابض وكريمات تحتوي على فتيامين (أ) حيث تقوم باذابة السوادات الكيراتينية الموجودة في فتحات الغدد الدهنية وقد تقوم بعمل بعض التقشيد بالجلد، وايضاً المضادات الحيوية الموضعية وخاصة عند وجود بثور، اما حب الشباب المتميز بالاكياس فيتم علاجه عن طريق حقن الاكياس بمركبات الكورتيزون.

وتواصل د.فيدة ان هناك علاجات حديثة تتمثل في العلاج بالليزر ويكون بعدة جلسات ويعتمد على نوع الحالة، والعلاج بالضوء الازرق (ويكون عادة لعلاج الحالات البسيطة أو يجب ان يكون مصاحباً للعلاج عن طريق الفم أو مصاحباً لعلاج موضعي لحصول النتائج المرضية، وهو ايضاً يجب ان يكون بعدة جلسات من اسبوع أو اسبوعين ولعدة اسابيع، اما العلاج بالتقشيد الكيميائي سواء السطحي والعميق ويكون عادة لعلاج آثار حب الشباب سواء كان تلويناً بالجلد أو علاج الندب ولتخفيف ايضاً حدة المادة الدهنية بالجلد، ويجب ان يؤدى عن طريق طبيب مختص وليست عناصر بواسطة صوالين التجميل وذلك تفادياً لحصول الآثار الجانبية.


أخبار مرتبطة