تاريخ النشر 22 ابريل 2021     بواسطة الدكتور أحمد محمد الثويمر     المشاهدات 1

قسطرة الشرايين الطرفية

يعتبر مرض السكر من الإمراض المنتشرة عالميا وفي البلاد هناك الكثير من المرضى بهذا المرض ومنهم من يتطور إلى درجة بتر الأرجل نتيجة عدم وصول الدم إلى الأرجل مع جروح وتلوث في القدم، وحتى قبل سنوات عديدة لم يكن أي حل أمام الطب الحديث للتعامل مع الحالة إلا ببتر الجزء المريض، إلا انه وفي السنوات الأخير
ة حدث تطور علاجي هائل ومع وجود الأساليب الحديثة وطرق استخدام المعدات المتطورة لمعالجة الأوعية الدموية الصغيرة المسدودة أصبح في الإمكان إنقاذ القدم المريضة من البتر في غالبية الحالات بواسطة (قسطرة القدم) هذا الإجراء يتطلب الدخول إلى أوعية دموية صغيرة جدا لا يزيد قطرها عن بضعة مليمترات، يتم توسيع الانسداد في الشريان بواسطة بالون، وبالتالي السماح للدورة الدموية أن تتجدد تجاه القدم.

كيف يتم التشخيص ؟
يتم التشخيص بفحص الشرايين بالموجات الصوتية - الدوبلكس الملون – وهو جهاز يعتمد على الموجات الصوتية في التشخيص ولا يحتاج لأي حقن او صبغة من أي نوع لأجراء الفحص، وهو جهاز حساس ودقيق في تشخيص قصور الدورة الدموية بالشرايين. ويمكن به تحديد نسبة سريان الدم في الشرايين، وضيق الشرايين وطول الأضرار، ونسبتها بدقة عالية وبالتالي يعطي معلومات تفصيلية ودقيقة لجراح الأوعية الدموية، الذي يقرر وفقاً لنتائج الفحوصات، ما إذا كان المريض يحتاج لإجراء قسطرة في الشرايين أم لا لتقويم الأوعية أو عمل دعامة أو تحويله جراحية.

ماهي عملية قسطرة الشرايين؟

هي فحص بواسطة الاشعة لشرايين الساق والقدم حيث يقوم الطبيب المختص بادخال القسطرة (وهي انبوب بلاستيكي رفيع) لشريان أعلى الفخذ تحت تخدير موضعي وتعقيم للمنطقة ولا تحتاج إلى تخدير عام، ويضخ المادة الملونة ليحصل على صورة الاشعة اللازمة والتي تعكسها المادة الملونة، وهكذا يمكن دراسة الشرايين من الداخل ليتمكن من كشف مكان وطبيعة ضيق أو انسداد الشرايين.

لماذا يحتاج المريض لعملية القسطرة؟

ان من اهم الاسباب لحاجة المريض الى عملية القسطرة هي الاعراض المرضية التي يشتبه فيها تضيق او انسداد في احد الشرايين بسبب تصلب الشرايين فعندما تضيق الشرايين فانه يقل تدفق الدم للأطراف وفي المراحل الأولى يشعر المريض بألم بالعضلات سواء الساق أو الفخذ عند بذل مجهود كالمشي لمسافات أو الركض وهذا الألم عادة يزول عندما يرتاح المريض، وعندما تزيد نسبة الضيق فان المريض يشعر بألم في الساق أو القدم حتى عند عدم بذل مجهود. في مراحل متقدمة قد تموت بعض الأنسجة في الأطراف مما يسمى بالغرغرينا. وهكذا فان القسطرة من الممكن ان تحدد بالضبط مكان و مدى و سبب التضيق او الانسداد، وعلى العموم قبل ان يقوم المريض بعمل القسطرة عليه ان يطلب من طبيبه ان يشرح له آي سؤال او توضيح ما يخطر بباله.

كيف تتم عملية القسطرة؟وهل هي مؤلمة؟

1-ادخال القسطرة الى الشريان:
سيقوم الطبيب المعالج بتنظيف الجلد بمواد معقمة خاصة مكان ادخال القسطرة والتي يكون عادة في اعلى ثنية الفخد او ثنية الذراع، بعد التنظيف يحقن الطبيب كمية بسيطة من البنج الموضعي بحيث لا يشعر المريض بعدها باي الم عند ادخال القسطرة وقد يشعر بنمنة وضغط بسيط، ويدفع الطبيب بانبوب القسطرة الى المكان المراد تصويره بالاشعة حيث تظهر انبوبة القسطرة على ستار التلفزيون المتصل بجهاز الاشعة ولا يشعر بتاتا بمرور القسطرة في شرايينه.

2-حقن المادة الملونة:
عندما يصل طرف انبوب القسطرة الى الجهة المطلوب تصويرها تحقن المادة الملونة وفي نفس الوقت يبدأ التصوير، وعادة يتم حقن المادة الملونة على دفعات يصاحبها اخذ صور الاشعة حتى تتم عملية التصوير كاملة.
3-علاج ضيق الشرايين والانسداد بواسطة إدخال أسلاك:

بعد عمل القسطرة وكشف مكان وطبيعة ضيق الشرايين أو حتى وجود انسداد في الشرايين فانه يتم علاج هذا الضيق والانسداد بواسطة إدخال أسلاك رفيعة جداً، وقسطرة بلاستيكية خلال الضيق ونفخه بالبالون، وفى بعض الحيان لا تكفى البالون لإبقاء الشريان مفتوحا فيتم وضع دعامة معدنية تبقى في الشرايين لضمان بقائها مفتوحة.

4-سحب انبوب القسطرة من الشريان:

يتم ذلك بعد الانتهاء من الفحص الشعاعي وسحب الانبوب لا يسبب اي الم ، ويتم الضغط على ذلك المكان لمدة عشرة الى عشرين دقيقة.

ان عملية القسطرة بأكملها تستغرق من نصف ساعة الى ساعة واحدة ولكنها في بعض الأحيان أكثر من ذلك خصوصا اذا ما قرر الطبيب ان يعالج مكان انسداد الشريان بتوسيعه او حقن الادوية لإذابة الجلطة الدموية اذا ما وجدت.


أخبار مرتبطة