تاريخ النشر 26 ابريل 2021     بواسطة الدكتور سعد علي الموسى     المشاهدات 1

جفاف العين وطرق الوقاية

تحصل اصابة جفاف العين عندما لا تكون كمية الدمع كافية لإعطاء العين ما يلزمها من الرطوبة. من الممكن أن تكون أسباب نقص الدمع عديدة ومتنوعة. الشعور بجفاف العينين، أمر غير لطيف بحد ذاته، كما أنه من الممكن أن يكون مصحوبا بشعور بالحرقة أو الوخز في العين. من الممكن أن نشعر بهذا الأمر في عدة حالات، مثل
ا بعد رحلة طيران، بعد المكوث  في غرفة مكيّفة أو بعد التحديق في شاشة التلفزيون بشكل متواصل لعدة ساعات.

أعراض جفاف العين
يعتبر جفاف الملتحمة بحد ذاته، واحدا من الأعراض المرضية، وليس مرضا، لكنه غالبا ما يكون مصحوبا بواحد أو أكثر من الأعراض التالية:

شعور بالوخز، الحكة أو حُرقة بالعين.
مخاط (Mucus) على شكل خيط حول العين أو داخلها.
إرهاق العين بعد القراءة، حتى لو لمدة قصيرة.
صعوبة عند استعمال العدسات اللاصقة.
فترات طويلة من إفراز الدمع.
تشويش في الرؤية، يزداد سوءاً في نهاية اليوم أو بعد تركيز النظر لفترة متواصلة على نقطة واحدة.
أسباب وعوامل خطر جفاف العين
يتألف سائل الدمع من الماء، مواد دهنية، بروتينات، وكهارل (Electrolytes‏). تحافظ الدموع على سطح العين نظيفا وملسا كما تساعد على وقاية العين من التلوث.

يمكن أن يحدث الجفاف نتيجة لخلل في التوازن بين مركبات الدمع المختلفة، أو نتيجة لنقص بسائل الدمع. من الممكن أن يحدث هذا النقص بسبب مشاكل الجفن، استخدام أدوية معينة، أو حتى التعرض لعوامل  بيئية معينة.

مركبات الدمع
من الممكن أن تكون حالة انخفاض جودة الدمع ناتجة عن خلل بأي مركب من مركبات الدمع الثلاثة الأساسية:

الطبقة الدهنية الخارجية - يتم إنتاجها في الغدد الميبومية (Meibomian Glands) الموجودة على طرف الجفن، والتي تحتوي على مواد دهنية. تعمل هذه الطبقة على مساعدة سائل الدمع على الانزلاق، وتقلل من وتيرة تبخر الطبقة الوسطى الأكثر سيولة منها. يؤدي النقص في إنتاج هذه الطبقة لتبخر الطبقة الوسطى بوتيرة أعلى، وتكون النتيجة جفافا في العين. يعتبر انسداد الغدد التي تنتج هذه الطبقة أكثر انتشارا لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجفون (Blepharitis) ومن الأمراض الجلدية المختلفة.
الطبقة السائلة الوسطى - المركب المركزي في هذه الطبقة هو الماء، والقليل من الأملاح. ويتم إنتاجها في الغدة الدَّمعيَّة (Lacrimal gland). تقوم هذه الطبقة بتنظيف وغسل العينين من الجزئيات التي تدخل إليها. في حال وجود نقص في هذه الطبقة تختلط الطبقة الدهنية الخارجية بطبقة المخاط الداخلية  وتنتج مخاطا خيطيا.
طبقة المخاط الداخلية - تساعد هذه الطبقة على توزيع الدمع بشكل سليم وموحد على مختلف أنحاء سطح العين.
الفئة المعرضة للخطر:
يحصل تراجع إنتاج الدمع بشكل ملحوظ ومنتشر لدى من هم:

فوق سن الخمسين عاما
لدى النساء في جيل انقطاع الطمث
 لدى من أجروا عمليات جراحية بالليزر
لدى ذوي الغدد الدمعية المضطربة
لدى المصابين بأمراض مجموعية مختلفة مثل السكري، داء التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، النقرس (Gout)، الذئبة (Lupus) وتصلب الجلد (Scleroderma).
من شأن اضطراب أداء الجفن أن يؤثر على توزيع الدمع السليم على سطح العين، ويؤدي لازدياد وتيرة التبخر، مما ينتج عنه حالة من جفاف العين.

يعتبر جفاف الملتحمة من الأعراض الجانبية المنتشرة المصاحبة لاستخدام أدوية كثيرة، من بينها: مدرات البول (Diuretics)  التي تستخدم من أجل خفض ضغط الدم، مضادات الهيستامين (Antihistamines) للحساسية، حبوب منع الحمل، مضادات الاكتئاب، مسكنات الآلام، والفيتامين (أ) لعلاج حب الشباب.

عوامل بيئية
كذلك، ينتج الجفاف عن عوامل بيئية متعددة مثل:
الريح
الارتفاع الشاهق
الهواء الجاف
الأعمال التي تستدعي التركيز لفترات متواصلة
كما قد يكون النقص في بعض العناصر الغذائية، خاصةً الفيتامين (أ) و أوميغا 3 (Omega 3) من مسببات جفاف العين.

مضاعفات جفاف العين
من الممكن أن يزيد جفاف العين من مخاطر دخول الملوثات المختلفة إلى العين، مما يؤدي للإصابة بالالتهاب.

في حال كان الجفاف شديدا ولم تتم معالجته لفترة طويلة، من الممكن أن تنشأ ندوب (Cicatrices) على سطح القرنية، قد تؤدي لتشويش النظر.

تشخيص جفاف العين
من أجل تشخيص جفاف الدمع وقياس كمية الدمع التي يتم إنتاجها، تتم الاستعانة بطريقة الفحص المسماة على اسم "شيرمر" (Schirmer''s test)، والتي يتم خلالها استخدام ورق فحص خاص يوضع على الجفن الأسفل، وبعد خمس دقائق يتم فحص كمية السائل الدمعي التي في الورق. من خلال هذا الفحص، يمكننا تشخيص إذا ما كان سبب الجفاف هو نقص كمية الدمع.

في فحص آخر، يتم استخدام عدة ألوان تساعد على تمييز مركبات سائل الدمع وانتشارها على سطح العين. بهذه الطريقة يمكننا فحص إذا ما كانت مركبات الدمع موجودة بالنسب الصحيحة بينها، وإذا ما كانت منتشرة بشكل موحد ومتجانس على سطح العين.

علاج جفاف العين
غالبا ما يكون علاج هذه الظاهرة من خلال قطرات العيون، دون الحاجة لوصفة طبيب، لكن أحيانا تكون هناك حاجة لعلاج أكثر تعقيدا، وفقا لمسبب  جفاف الملتحمة الأساسي.

ان علاج جفاف العين بقطرة العينين، التي تباع دون الحاجة لوصفة طبيب، بأثرها الجيد لدى أغلب المصابين بهذه المشكلة. هناك أنواع من القطرة تحوي على مواد حافظة يمكنها أن تؤدي لحصول تهيّجات معينة في العين لدى بعض الأشخاص. تعتبر فترة صلاحية القطرة الخالية من المواد الحافظة قصيرة نسبيا، وهي عادة ما تأتي بعبوات صغيرة أحادية الاستعمال، حيث لا يمكن استخدامها مجددا لأكثر من مرة بعد فتحها. في حال وجود حاجة لقطرة أكثر من 4 مرات، من المفضل استعمال القطرات الخالية من المواد الحافظة.
تعتبر مراهم العينين أطول فاعلية، لكنها من الممكن أن تسبب تشويش الرؤية. لذلك، من المحبذ استخدامها قبل النوم تحديدا.  

في حال لم يكن بالإمكان استخدام القطرات لأي سبب كان، بالإمكان علاج جفاف العين بواسطة مستحضر يتم وضعه بين العين والجفن الأسفل، مرة في كل يوم. يقوم هذا المستحضر، وبشكل بطيء، بإفراز سائل مشابه للدموع الاصطناعية، على مدار اليوم كله.

في بعض الحالات، يتم القيام بإيقاف تدفق الدمع من العين بشكل مقصود، وذلك من أجل زيادة كمية الدموع داخل العين. من الممكن أن يكون هذا الإيقاف (السد) مؤقتا بواسطة سدادات من السليكون، قابلة للنزع، أو قد تكون هذه السدادات مثبتة بواسطة الحرارة.

كذلك هنالك عدسات خاصة تغطي الجزء الأكبر من مساحة العين، وتحافظ بذلك على مستوى عال من الرطوبة.
في حال كانت المشكلة مزمنة، من الضروري القيام بتشخيص المسبب الأولي لهذه الظاهرة وعلاجه.

الوقاية من جفاف العين
وقاية العينين من المثيرات المباشرة مثل الريح، الجفاف، والمواد الكيميائية المختلفة. وذلك بواسطة النظارات أو نظارات السباحة.
فترات من الاستراحة خلال أداء النشاطات التي تتطلب تركيز النظر بشكل متواصل.
وضع شاشة الحاسوب في مكان أقل ارتفاعا من مستوى العينين، من أجل تفادي فتح الجفون بشكل كبير.
التوقف عن التدخين أو عدم التعرض للدخان.


أخبار مرتبطة