تاريخ النشر 8 مايو 2021     بواسطة الدكتورة ميادة محمد الدنكلي     المشاهدات 1

الولادة الطبيعية مراحلها والاستعداد لها

عندما يقترب موعد ولادتك سوف تبدئين البحث عن العلامات والمؤشرات التي تدل على بدء عملية المخاض السابقة للولادة الطبيعية. فكيف تتم عملية الولادة الطبيعية وما هي مراحلها من المخاض الى عناق مولودك الجديد: تبدأ الولادة الطبيعية عندما يبدأ المخاض وتنتهي بعد لحظات من قدوم الطفل الى هذا الحياة. ويتم تق
سيم عملية المخاض الى ثلاث مراحل:

توسع عنق الرحم وهي المرحلة الاولى والاطول
عندما ينفتح عنق الرحم بشكل كافي ليخرج الجنين من خلال المهبل، وهنا يطلب منك أن تساعدي الجنين في الخروج من خلال الدفع الى جانب التقلصات الرحمية
مرحلة خروج المشيمة وتقلص الرحم. واليك فيما يلي تفاصيل كل مرحلة على حدة

ولادة طبيعية ومراحل المخاض الأولى
لكي تصلي الى مرحلة التوسع الكامل والكافي لخروج الجنين يجب أن يتسع عنق الرحم الى ما يصل 10 سم وهذا ما يعرف بـالتوسع الكافي الذي تسبقه تقلصات أو انقباضات تصيب المرأة في بداية المخاض تعمل على تليين عنق الرحم للمساعدة على فتحه بالتدريج، قد تحتاج عملية التليين هذه ساعات عديدة حتى تصل المرأة الى ما يعرف بالمخاض الناشيء.

متى يبدأ نشوء المخاض؟
يبدأ نشوء المخاض عندما يصبح التوسع في عنق الرحم بما يزيد عن 3 سم وهذا ما تقيسه وتحدده القابلات أو الطبيب المشرف على الولادة. وفي أحيان كثيرة اذا تعجلت المراة الحامل في الذهاب الى المستشفى ما قبل نشوء المخاض قد تنصح بالعودة الى منزلها  لقضاء الوقت الذي تحتاجه عملية التليين بدلا من البقاء في المستشفى.

وهنا ننصحك بابتاع النصائح التالية:
تناولي وجبة خفيفة تمدك بالطاقة اللازمة لعملية الولادة، مثل وجبة تتكون من كوب حليب أو لبن مع التمر أو أي حبة فواكه.
خذي حمام ماء دافىء فهو سيساعدك على الاسترخاء ويقلل من الآلام.
ابقي بالوضع العمودي وتمشي قليلاً وبلطف فهذا سيساعد في نزول الجنين الى الحوض وتعزيز وضعية الولادة، ويساهم في زيادة سرعة عملية التوسع.
ما هي مدة المرحلة الأولى؟
عادة ما تستمر العملية ما بعد نشوء المخاض (توسع 3 سم فأكثر) والتوسع الكامل ما بين 6 الى 12 ساعة وخاصة في تجربة الولادة الأولى.
قد تختلف هذه المدة من سيدة الى أخرى وتكون أقل في تجارب الحمل المتكررة. ستعمل القابلة على تفقد عملية التوسع من وقت لآخر. 

متى تبدئين عملية الدفع المساعدة لخروج الجنين؟
لا ينصح بان تبادري ببذل أي مجهود ما قبل أن يصبح رأس المولود في اسفل عنق الرحم ويمكن رؤيته بعد انفتاح عنق الرحم تماماً، وهنا تبدأ القابلة أو الطبيب المشرف على ولادتك بتشجيعك على عملية الدفع التي تساعد في خروج الجنين.
ننصحك خلال انتظارك لهذه المرحلة أن تقومي بأخذ نفس بشكل بطيء أو نفس قوي بحسب الرغبة دون القيام بعملية الدفع الى حين يأمرونك بذلك.
قد تجد بعض النساء راحة أكبر عند الاستلقاء على جنبها أو عند الجثو على الركبتين والمرفقين للتخفيف من ضغط رأس الجنين على عنق الرحم.

تجهيز غرفة الولادة لطبيعة وظروف الولادة
كيف تتم مراقبة صحة الجنين خلال الولادة؟
عادة ما تتم متابعة دقات القلب للجنين طوال فترة المخاض ومن خلال عدة أساليب، فأي تغيير قد يحدث على دقات قلب الجنين قد يكون مؤشر على عدم شعور الجنين براحة والحاجة الى تدخل ما. وتتم مراقبة نبضات قلب الجنين:

المراقبة بالموجات الصوتية المحمولة يدوياً لمدة دقيقة كل 15 دقيقة، وهنا تكون حركتك أكثر حرية.
المراقبة باستخدم الشاشة الالكترونية التي تبين تقلصات الرحم ونبض الجنين وتعرف  بجهاز مراقبة قلب الجنين (CTG - Cardiotocograpy)، وقد يقيد هكذا جهاز حركتك  فهي عادة ما يرتبط بحزام يربط حول بطن الام.
في بعض الاحيان قد يتعثر موضوع مراقبة دقات قلب الجنين بواسطة الطرق السابقة، مما قد يستلزم وضع مشبك على رأس الجنين من خلال المهبل لقياس دقات قلبه، مما قد يؤدي الى نزول ماء الرأس ان لم يكن قد نزل مسبقاً، وهنا من الضروري أن تستوضحي سبب القيام بذلك من قبل قابلتك أو الطبيب المشرف. 
كيفية تسريع عملية المخاض؟
احياناً قد تكون التقلصات بطيئة وليست بالقوة الكافية أو وضعية الجنين غير ملائمة مما قد يؤثر على سير عملية المخاض ويجعلها تحتاج وقت أطول، ومن هنا قد يضطر طبيبك لاستخدام بعض الاساليب، مثل:

تَمْزيقُ أَغْشِيَةِ الجَنِيْن (ARM - artificial rupture of membranes)، وهو اجراء ثقب صغير بالغشاء المحيط بالجنين للمساعدة على خروج ماء الرأس عن طريق اجراء فحص داخلي باستخدام الاصبع أو مسبار طويل ورفيع.
حقنة من دواء السينتوسينون syntocinon، يتم وضعها في وريد الذراع لزيادة التقلصات، وتستخدم هذه الطريقة ان لم يجدي ثقب غشاء الجنين نفعاً. وهذه العملية قد تتطلب أحياناً أخذ مسكن ليساعد في احتمال الألم.
وخلال هذه الاجراءات يجب الاستمرار بمراقبة نبض الجنين وتقلصات الرحم بشكل متواصل وباستخدام جهاز مراقبة قلب الجنين CTG.

ولادة طبيعية ومرحلة دفع الجنين
مرحلة الدفع
تبدأ مرحلة الدفع عندما يكون الرحم قد توسع بالشكل الكافي والذي يسمح بمرور رأس الجنين، وهنا في هذه المرحلة يمكن رؤية رأس الجنين، وسترشدك القابلة الى الوضعية الصحيحة والطريقة الأمثل لعملية الدفع.

ما هي الوضعية الأمثل للولادة الطبيعية؟
ان ايجادك الوضعية الأمثل لك خلال الولادة ستسهل الامور عليك كثيراً، اليك بعض من هذه الوضعيات:
التمدد في السرير مع دعم الظهر بالوسادات
الاستلقاء على أحد الجانبين
الوقوف بشكل مستقيم
الجثو على الركبتين والمرفقين- قد تساعدك في حال كنت تعانين من الام ظهر سابقة
وضعية القرفصاء - قد تكون صعبة ان لم تكوني معتادة عليها من قبل.
عملية دفع الجنين إلى الخارج
عندما ينفتح عنق الرحم مما يمكن من رؤية رأس الجنين من خلال المهبل، سيصبح من الضروري أن تقومي بعملية دفع مساندة للتقلصات لكي يخرج الجنين، وتنصح هنا المرأة بأخذ نفسيين عميقين مع بدء التقلصات ومن ثم الدفع الى أسفل، وتكرار ذلك عدة مرات الى أن ينتهي التقلص، ومن ثم خذي راحة واستعيدي قواك لتستعدي للتقلص اللاحق. قد تكون العملية شاقة الا أن وجود زوجك ومن تحبين بجانبك بالاضافة الى قابلتك والطبيب المشرف سيهون هذه العملية عليك. وقد تأخذ هذه العملية ما يقارب ساعة من الزمن.

الولادة وخروج الجنين
خلال هذه المرحلة يصبح رأس الجنين جاهزاً للخروج وقابلاً للرؤية من خلال المهبل. وهنا ستطلب منك القابلة التوقف عن الدفع وأخذ أنفاس سريعة وقصيرة واخراجها من خلال الفم فذلك سيساعد على خروج رأس الجنين ببطء ولطف دون احداث أي تشققات في منطقة المهبل والعجان(المنطقة ما بين المهبل والشرج). 
عادة ما قد يحدث شق في منطقة العجان مما قد يتطلب اجراء عملية جراحية من قبل الطبيب وخياطة هذا الشق بعد اعطاء مادة مخدرة.
وبمجرد خروج رأس الجنين تنتهي المرحلة الأصعب لتكتمل عملية خروج المولود بسرعة وسهولة ، ومن ثم  يقوم الطبيب بقطع الحبل السري لتحمليه بين ذراعيك، وينتهي الألم. 

ولادة طبيعية: المرحلة الاخيرة واحتضان المولود
خروج المشيمة
حتى بعد ولادة المولود الجديد ستستمر التقلصات لتدفع بالمشيمة خارجاً. عادة ما يتم اعطاء دواء (السينتوسينون Syntocinon) على شكل حقنة في الفخذ لتسريع عملية إخراج المشيمة عن طريق زيادة التقلصات الرحمية، وتقليل كمية النزيف بعد الولادة وبالتالي تقي من النزيف الحاد.

بعد خروج مولدك بسلام قومي بحمله ووضعه على صدرك ليلامس جلده جلدك، وسارعي بارضاعه، فالرضاعة الطبيعية تساهم في عودة الرحم الى وضعيته السابقة.


أخبار مرتبطة