تاريخ النشر 10 مايو 2021     بواسطة الدكتور عبدالله محمد النملة     المشاهدات 1

الحروق، علاج الحروق ومضاعفاته

الحروق او حرق هي إصابة واسعة الانتشار، تحدث يوميا، حيث يكون الحديث، بالغالب، عن إصابات طفيفة. هنالك عدد كبير من أنواع الحروق، غير أن أكثر هذه الأنواع انتشارا هي تلك الناتجة عن التعرض للحرارة بشكل مباشر. كذلك، قد يحدث أيضا حرق بسبب التعرض للشمس أو للأشعة، التعرض للتيار الكهربائي، أو لبعض المواد
 الكيميائية أو غير ذلك.

تصنيف الحروق
يتم تصنيف الحروق بناء على درجات خطورتها، حيث أن لكل درجة من هذه الدرجات مميزاتها الخارجية الخاصة ومضاعفاتها المميزة. كما أنها قد تتطلب طرق علاج مختلفة

حرق من الدرجة 1 (الأقل خطرا): لا تكون الإصابة في هذه الحالة سوى في الطبقة الخارجية من الجلد (Epidermis)، وعادة ما تكون طبقة الجلد المصابة حمراء أو متورمة، لكن ليس من المتوقع حدوث ضرر دائم بسبب حرق كهذا.
حرق من الدرجة 2: وهي إصابة طبقتين من طبقات الجلد، الابديرمس والدرمس (Dermis). عند التعرض الى حرق من هذا النوع، يكون الجلد بالغالب رطبا، وقد تظهر عليه البثور.
كما من المرجح أن يترك الحرق في المكان ندبة مزمنة.
حرق من الدرجة 3: عند التعرض الى حرق من هذا النوع، يصل الضرر إلى ما بعد طبقات الجلد، بحيث يصيب الأنسجة الموجودة تحت الجلد. عادة ما يكون الجلد قاسٍ وشمعي، وفي بعض الاحيان يكون خشنا.
من الممكن ان تلحق الإصابة بأطراف الأعصاب، مما يسبب الشعور بالوخز والخدر في منطقة الاصابة.
حرق من الدرجة 4 (الأكثر خطورة): عند التعرض الى حرق من هذا النوع، يبلغ الضرر الطبقات العميقة جدا بحيث يتخطى الجلد والطبقات المتواجدة تحته ليصل إلى العضلات والأوتار والأربطة، والأوعية الدموية والأعصاب والعظام. يكون الجلد أسود اللون أو متفحما.
كما أن إصابة الأعصاب قد تكون سيئة وشديدة جدا لدرجة عدم الشعور بالالم.
مضاعفات الحروق
من الممكن ان تسبب الحروق أضرارا أخرى غير تلك التي تصيب منطقة الحرق:

التلوث: يعمل الجلد كدرع واقٍ من دخول المواد الضارة للجسم. تضرّ حالة حرق هذا الدرع الواقي، لتسلل الملوثات إلى الجسم، بحيث يكون من الممكن أن تسبب تلوثا موضعيا في مكان الحرق، أو أن التلوث قد يكون أكثر خطورة ويصبح تلوثا عاما يسبب إنتان الدم (Sepsis)، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لحياة المصاب.
نقص حجم الدم: قد نخسر، بسبب التعرض الى حالة حرق، كمية كبيرة من سوائل الدم، نتيجة لتضرر الأوعية الدموية وتضرر الدرع الجلدي الذي يحمينا من تسرب السوائل خارجا. من الممكن أن تسبب هذه الحالة نقصا في حجم الدم (Hypovolaemia)، الأمر الذي يؤدي لانخفاض كمية الدم التي يضخها القلب لبقية أعضاء الجسم، وينجم عنها ضرر شديد.
انخفاض حرارة الجسم: قد تؤدي إصابة الجلد لفقدان جزء كبير من حرارة الجسم. وإذا لم  يستطع الجسم توفير الحرارة اللازمة من أجل معادلة (تعويض) الحرارة المفقودة عقب هذه الإصابة، فإن درجة حرارة الجسم ستنخفض بشكل يهدد حياة المصاب بالخطر الحقيقي. 
خلل في الجهاز التنفسي: من الممكن أن يؤدي استنشاق الهواء الساخن والدخان للإضرار بالمجاري التنفسية، الأمر الذي قد يلحق ضررا كبيرا، ويسبب مشاكل كثيرة للجهاز التنفسي. 
التندّب (حدوث الندوب): خلال عملية الشفاء الطبيعي للحروق، قد تظهر في بعض الأحيان ندوب، خصوصا عندما تكون الأنسجة المتضررة خارجية. قد تكون هذه الندوب غير لطيفة من الناحية الجمالية، كما أنها من الممكن ان تحد من القدرة على الحركة إذا جاءت فوق أحد مفاصل الجسم. كذلك، فإن عملية تكوّن الندوب من الممكن أن تحصل في الأنسجة الداخلية أيضا، حيث من الممكن أن تمر الأنسجة العضلية والوترية بحالة من التندب تؤدي لتقلصها، للحد من القدرة على الحركة، ولحدوث خلل في المفصل نفسه.
علاج الحروق
يتعلق علاج الحروق بعمقها وبحجمها، حيث من الممكن أن يتراوح هذا العلاج ما بين العلاج المنزلي عند الإصابة في حرق طفيف، وصولا إلى العلاج في المستشفى عند التعرض الى حالة حرق بالغة الخطورة.

من أجل إعداد برنامج علاجي مناسب، لا بد في المرحلة الأولى من إجراء تقييم لمدى حدّة الإصابة وخطورتها، ولمدى انتشار الحرق، وحجم المناطق المتضررة. 

يمكن تقييم عمق الحرق وفق لون الجلد في المناطق المتضررة، طول المدة الزمنية التي تعرض المصاب خلالها لمسبب الحرق، وطبعا نوع مسبب الحرق.

يتم تقييم حجم المناطق المتضررة بحسب قانون التسعات، حيث أن:
الرأس والرقبة - 9 %، المعدة والصدر - 18 %، الظهر - 18 %، 9 % لكل ذراع - 18 % لكل ساق ومنطقة العانة - 1 %.

في حال كان هنالك اشتباه باستنشاق الدخان، فإن التقييم يشمل أيضا إجراء تصوير منطقة الصدر والتنظير (Endoscopy) من أجل معرفة إذا ما كانت مجاري التنفس والرئتين قد تضررت. يتطرق التقييم الطبي كذلك لوضع المصاب الصحي ولعمره. 

علاج الدرجة الاولى والثانية
عند الإصابة في حرق من الدرجة الأولى أو الثانية، والتي لا تكون منتشرة على مساحة كبيرة من الجسم، من الممكن أن يتم علاج الحروق بالبيت بالطريقة التالية:
من المفضل الابتعاد عن مسبب الحروق.
من المفضل تبريد الحرق بواسطة الماء بدرجة حرارة الغرفة (10-25 درجة).
يجب تدهين مستحلب للرطوبة لمنع جفاف منطقة الحرق. ينصح باستخدام المستحضرات المستخرجة من الألوفيرا (Aloe Vera) وذلك بسبب فاعليتها المرطّبة والمسكنة للآلام.
تغطية الحرق بشاش معقم، كما من المهم عدم الضغط بشدة على منطقة الحرق.
يمكنك استخدام مسكنات الألم المنزلية.
يتوجب الامتناع عن فقء البثور لأن هذه العملية تزيد من خطر حدوث التلوث. إذا انفجرت البثور، يجب تنظيف المكان جيدا باستخدام الماء والصابون، ثم دهن مرهم مضاد حيوي وتضميد الحرق.
علاج الدرجة الثالثة والرابعة
حرق بدرجات خطورة اكثر، أو حرق بمناطق واسعة الانتشار، ذات قطر أكبر من 7.5 سم، و حرق في راحتي اليدين والأرجل، في الأربية والوجه أو إذا كانت هناك صعوبة في التنفس بعد استنشاق الدخان، يجب التوجه لتلقي العلاج الطبي بشكل فوري ومستعجل. 

إلى حين تلقي العلاج المناسب، يجب التاكد من:
إزالة مسبب الحرق عن المنطقة المتضررة: إخماد الملابس المشتعلة، إبعاد الأحماض التي أدت الى حصول حرق، وغيرها.
التأكد من أن المصاب يتنفس، والبدء بعملية الإنعاش (CPR) إذا لزم الأمر.
تغطية الحرق بواسطة ضمادة معقمة أو قطعة قماش نظيفة.
لا يجوز استخدام الأقمشة المصنوعة من الألياف مثل السجاد أو المنشفة، وذلك لأنه من الممكن أن تلتصق هذه الألياف بمنطقة الحرق.
العلاج الطبي
يشمل العلاج الطبي ما يلي:

إذا فقد المريض كمية كبيرة من السوائل، يتم إعطاؤه سوائل عن طريق الوريد، تنظيف الحرق، علاج بالمضادات الحيوية لمنع انتشار التلوث، استخدام مسكنات الألم، وتضميد الحرق. في الحالات السيئة، يتم إجراء عملية جراحية يجري خلالها إزالة الطبقة المتضررة وزرع أنسجة جلدية مكانها.
عند ظهور الاحمرار، التورمات، أو الآلام الشديدة في منطقة الحرق، الحمى عقب الحرق، وعدم شفاء الحرق خلال عدة أسابيع، يتحتم على المصاب التوجه للطبيب.
الوقاية من الحروق
الحروق هي ظاهرة شائعة تحدث غالبا في البيت، لذلك، علينا دائما التأكد من أن البيئة المحيطة بنا آمنة. كما يتوجب علينا إبعاد بقايا السجائر والقابس الكهربائي عن متناول أيدي الأطفال الصغار، والوقاية من أضرار أشعة الشمس. من الممكن علاج الحروق في المنزل، ولكن من المهم أن ندرك الحالات التي تتطلب معالجة طبية خاصة. من المفضل أن يحتوي كل منزل على المستحضرات المستخرجة من الألوفيرا (Aloe Vera) وعلى الضمادات المعقمة لعلاج الحروق البسيطة.


أخبار مرتبطة