تاريخ النشر 22 مايو 2021     بواسطة الدكتور احمد عبدالله جمجوم     المشاهدات 1

ثقافة القلب المفتوح .. تجربة شخصية!

قبل عام هجري 20/5/1430 الموافق 15/5/2009 دخنت آخر شيشة معمرة بأفضل أنواع الجراك ثم انقدت لنفسي وزوجتي وأبنائي إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مسلما أمري لله تعالى، مودعا بيني وبين نفسي تفاصيل بيتي، وإن كنت سأعود إليه مجددا.!؟ وفي صباح اليوم التالي دخلت غرفة العمليات ليجري لي الدكتور
 غسان باسليم عملية قلب مفتوح لم أفق منها إلا بعد خمسة أيام تقريبا، لأرى وأسمع بطريقة مشوشة أحبائي وهم يهنئونني بالسلامة، وطاقم التمريض في العناية الفائقة يعملون على إفاقتي من البنج وأنا في واد آخر لايعلمه إلا الله الذي أعادني للحياة من جديد لحكمة يعلمها سبحانه.

لا أدري ما الذي يدفعني إلى استعادة هذه الذكرى القاسية.؟ الحقيقة أن الدافع يكمن في عبارة سمعتها من استشاري أمراض القلب عندما كان يناقشه ابني الدكتور هاني طلبا لموعد عملية قسطرة لوالدته التي رافقتني طوال مرضي وبذلت من الجهد والعطاء، بنكران ذات، ما يعجز عنه شكري وامتناني.

قال الاستشاري مبررا عدم إعطاء موعد قريب: عندنا زحمة؟!، وهذه ملاحظة تدل على تفشي أمراض القلب بكل أنواعها، لكن السؤال الأهم الذي يجب طرحه ومناقشته بصوت عال، خاصة إذا ما علمنا أن تكلفة العلاج عالية جدا: ما هي أسباب انتشار هذه الأمراض؟، هل هو المطبخ السعودي!؟ أم التدخين بكل أنواعه؟! أم عدم ممارسة الرياضة!؟ أم هي العوامل الوراثية؟! أم زواج الأقارب؟! أم ما لانعرفه كمواطنين ويعرفه أهل الاختصاص؟! أم هي كل هذه العوامل معا؟! وهل قامت وزارة الصحة بمسح شامل لمعرفة الأسباب؟ ولو فعلت فهل من الأفضل أن يعرف المواطنون حتى يمكن السيطرة على انتشار هذه الأمراض أم العكس؟! هذه كلها استفسارات تحتاج إلى إجابات واضحة!؟ 

على المستوى الشخصي وقد من الله علي بالشفاء ليس أمامي إلا الشكر لله أولا وآخرا، ثم لمعالي الأستاذ إياد أمين مدني وزير الثقافة والإعلام السابق، وكل أفراد الأطقم الطبية والتمريضية والفنية في قسم أمراض وجراحة القلب، وطبعا الدكتور ناصر عبدالله مهدي استشاري أمراض القلب، والدكتور غسان محمد علي باسليم استشاري جراحة القلب، والدكتور أحمد جمجوم رئيس قسم القلب، وطبعا الدكتور طارق عبدالله لنجاوي الرئيس التنفيذي للمستشفى، فقد بذل الجميع كل جهد ممكن بتوفيق من الله وعنايته لأخرج من أزمتي سليما ولله الحمد، مع شكري وتقديري لكل من حضر وسأل. وإن يأتي الشكر متأخرا أفضل من أن لايأتي أبدا.؟!


أخبار مرتبطة