تاريخ النشر 17 يونيو 2021     بواسطة البروفيسور حسن علي الزهراني     المشاهدات 1

د. حسن الزهراني: ممارسة الرياضة تغني عن التدخلات

الجراحية وأسلوب الحياة الخاطئ يساهم في تصلب الشرايين. الرياضة أصبحت صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواء حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الر
ياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا الي وم البروفيسور الدكتور حسن بن علي الزهراني استشاري جراحة الأوعية الدموية.

هل توثر الوجبات السريعة بشكل مباشر على الشرايين والأوعية؟
نعم تؤثر وقد ثبتت العلاقة بين مكوناتها وبين تصلب الشرايين لاحتوائها على الدهون المشبعة والكوليسترول، إضافة إلى ارتباطها بمرض السكري وهو أحد الأمراض المرتبطة بقوة بتصلب الشرايين.
 
هل ممارسة الرياضة جيدة لمن يعاني من انسداد الشرايين؟
لممارسة الرياضة فوائد صحية عديدة مباشرة وغير مباشرة في مرض تصلب الشرايين الطرفية فهي تساعد في تحسين تدفق الدم للأطراف السفلية خاصة وقد تغني أحياناً عن التدخلات الجراحية أو القسطرة العلاجية.
 
ما الأشياء التي يجب تجنبها لعدم الإصابة بانسداد الشرايين؟
عدم تناول الطعام غير الصحي وبالذات المحتوي على كميات كبيرة من الدهون، التدخين بكافة صوره، السمنة، الإصابة بارتفاع ضغط الدم وكذلك مرض السكري، الضغوط النفسية الزائدة عن المعتاد.

هل تُغني ممارسة الرياضة بمجهود مضاعف وتصاعدي عن بعض عمليات فتح الأوعية والشرايين؟
- نعم، تغني في كثير من حالات تضيق وانسداد الشرايين الطرفية السفلية كرياضة المشي المنتظم يومياً.

التوعية دون المستوى
هل توافقني بأن التوعية الصحية والطبية لاتزال قليلة عن الشاشات التلفزيونية بالملاعب لتوعية الجماهير؟
- أوافق وبشدة، فمرض تصلب الشرايين هو أحد الأمراض الناتجة عن نهج أسلوب حياة خاطئ من الناحية الصحية كتعاطي التدخين والركون للدعة وقلة الحركة مع تناول وجبات غذائية عالية السعرات والدهون. ومرحلة الشباب هي المرحلة المثلى لإدخال التغييرات على نظام الحياة وليس بعد وقوع الفأس في الرأس في ثمالة العمر.

وأعتقد أنك معي، حول حسابات الأندية بمواقع التواصل وبعدها عن الحملات التوعوية الطبية؟
- معك 100 % وقد انتبهت لذلك فرق عالمية فصارت تنتهز الفرص لتوعية جماهيرها في بلدانها وحول العالم.

 لا مقارنة بين اللاعب والطبيب
بين رواتب اللاعبين ورواتب الأطباء من يغلب من؟
"كل ميسر لما خلق له"، ولا مقارنة فاللاعب الجيد سيكسب أفضل من أقرانه الأطباء، ولا مجال للمقارنة فلكل طبيعة حياته، وإن كنت كطبيب أرى بأن الطبيب الجيد لم ينل حقه من التكريم المادي ظناً من المجتمع بأن "الصيت خير من الغنى".

هل تعتقد بأن لغة المال طغت على جانب الإبداع والإخلاص؟
- نعم ولكن لازال للمبدعين والمخلصين مكانتهم في المجتمعات الراقية.

هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسللاً بلغة كرة القدم؟
- نعم، عملنا وبعض الزملاء دراسة جدوى لمركز طبي يعتمد أرقى المقاربات في الطب الشمولي، وبعدما صرفنا مليوني ريال خرجنا من الملعب مهزومين بهدف لأصحاب المال مقابل صفر لنا كأطباء بزعم أن دراستنا "تسلل" لملعبهم.

 في الرياضة يحصد الفائزون الكؤوس، فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى طبياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً؟
الذكر الحسن والدعاء.. ورضا الوالدين.. وهذا يكفي.

العقل السليم في الجسم السليم عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية لا تملك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة بديلة لجيل المستقبل؟
الجسم السليم لا يكون إلا لدى من يملك عقلاً راجحاً يحفظ للفرد صحته ويطوع الجسد للعقل.

السامبا لم نعرفها إلا من البرازيل
هل ترى بأن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟
- الرياضة نوع حديث من الثقافة لم يكن معروفاً قبل قرن من الزمان، رقصة السامبا لم يعرفها العالم إلا من مدرجات مشجعي البرازيل عندما كان بيليه يصول ويجول كأفضل لاعب في العالم.

في نظرك هل الرياضة تفرق أم تجمع، ولماذا؟
كلا الأمرين واردان، ولكنها تجمع في الغالب ولكل قاعدة شواذ، مثال المشجعين الهمجيين لبعض الفرق الأوروبية.

بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟
في صباي كان نصيبها 30 % ثم تراجع إلى 20 % أثناء دراستي للطب ثم 10 % في البعثة، وصفر % بعد عودتي من الابتعاث، ثم عدت لرياضة المشي المعتدل مؤخراً.

متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية ولأي لقاء حضرت؟
من الذكريات العالقة بذهني في مرحلة الشباب: دخول ثلاثة مشجعين من أحد أندية جدة وسط عشرات الألوف من مشجعي النادي المنافس في ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة ولا أعلم إن كان ذلك عمداً أم سهواً والذي أعلمه أن المشجع الكبير سحب أخوه الصغير -ولاذا بالفرار- وقاما بتسليم العلم لمرافقهما المقيم العربي والذي تلقى من الصفعات واللكمات ما الله به عليم حتى خلصه بعض الطيبين من أيدي المجانين الذين اعتبروا رفعه للعلم في مدرجهم إعلان حرب عليهم يستحق عليه القتل والسحل.

ومن يومها لم أحضر مباراة في ملعب كرة قدم حتى لا أهدر كرامتي ولو بالخطأ، ومن يومها أفر من مشجعي كرة القدم الأوروبيين -الهوليجانز- حتى لا أمر بتجربة ذلك الضعيف، ولا أمر أمام أبواب الحانات، ولا أناقش مجنوناً، ولا أمازح طفلاً أو ضعيف عقل، وأسير على نفس القاعدة في التعامل مع المجانين الافتراضيين والذين عمت بهم البلوى مؤخراً هنا وهناك، سمعت بأن الوضع اليوم أفضل ولكن "لكل وقت أذان".

بصراحة ما ناديك المفضل؟
الوحدة في صباي ثم الأهلي في شبابي، ثم المنتخب ثم المنتخب.

أي الألوان يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟
البيج.

لمن توجه البطاقة الصفراء؟
لكل مغرور في هذه الحياة وقد كتبت عليها قول: "يوم لك ويوم عليك ويوم كفاك الله شره.. فانتبه".

والبطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟
لكل لاعب يستخدم قوته في "تكسير" أرجل الفريق الخصم على قاعدة "إذا فاتتك الكورة لا يفوتك الزول"

لو خُيرت للعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟
- من باب "الرياضة للجميع" وتحت شعار "الحركة بركة" فهذا ما تعلمناه من فسيولوجيا جسم الإنسان، فالحركة تقي من تصلب المفاصل وضمور العضلات، وحركة الأمعاء تمنع الإمساك، وخفقان القلب ونبضات الشرايين تمنع من تكون الخلايا السرطانية في الشرايين، ولو ذهبت أعدد الأمثلة لضاق المقام، طبيعي أنني لا أعني الحركة الزائدة المؤدية للفوضى الجسدية والذهنية، فمثلاً زيادة ضربات القلب الناتجة عن الخفقان الأذيني قد تؤدي بحياة صاحبها لتكون الجلطات، وزيادة حركة الجهاز الهضمي تسبب القولون العصبي والإسهال والصحيح هو تحريك الجسم من خلال تحريك أجهزته وأعضائه وتجديد خلاياها بهدف المحافظة على حيويتها ومنع ضمورها أو تكلس مفاصلها أو دخولها في الجمود الذهني والتشتت كما يحدث عند التقدم في السن وهو ما أشار إليه القرآن. الجسم الإنساني هو نموذج واحد ولكنه في ظني النموذج الأعظم.

روشتة طبية توجهها إلى الجماهير السعودية؟
الورقة لا تكفي وسأكتفي بطلب واحد وهو تناول طعام صحي متوازن مع الحركة، فمعلوم بأن "الذي تأكله سراً ستلبسه علناً". وهي حكمة تعني أن إسرافك في الأكل خفية سيظهر عليك علانية على شكل سمنة مفرطة وأمراض كالسكري والضغط والقلب والروماتيزم والسرطان وغيرها.

للأسف كلما رأيت مريضاً زائداً عن الوزن الطبيعي تكون ردة فعله: أنا لا آكل يا دكتور!!، فأنظر لمرافقيه فيثنون على كلامه: صحيح أنه تقريباً لا يأكل مطلقاً، فأقول لهم!: خيراً إن شاء الله!، فلو كذبته أمام أولاده مشكلة، كما أنه من المعلوم بالضرورة أن الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى نحو حلها، فمعظم هؤلاء المرضى يأكلون سراً لأنهم لا يريدون أن يراهم أحد فيعكر مزاجهم بالنصح فيفسد لهم متعة الأكل، فما الحل يا أحبتي؟!. ملاحظة: أستثني من ذلك بعض الأدواء والأدوية التي تسبب زيادة الوزن (وهي قليلة).


أخبار مرتبطة