تاريخ النشر 14 اغسطس 2021     بواسطة الدكتورة مها علي رقبان     المشاهدات 1

الحمل عالي الخطورة .. 10 % يمكن أن يتعرضن الوفاة

تعتبر فترة الحمل بالنسبة لغالبية النساء مرحلة لا تضاهيها أي مرحلة أخرى في حياة المرأة من حيث التوقعات والآمال المبهجة بانتظار الحدث السعيد, أما من الناحية البيولوجية فإن الحمل هو مرحلة طبيعية بالرغم مما يصاحبها من التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على وظائف العديد من أعضاء الجسم ومنها على سبيل الم
ثال القلب والأوعية الدموية, الرئتين, الكلى وغيرها. وجميع هذه التغيرات مهمة جدا لتهيئة جسم المرأة لاستقبال الجنين ونموه داخل الرحم ولكن هل الحمل دائما مرحلة طبيعية وهل يؤدي بالضرورة إلى النتيجة المرجوة؟ هناك 5 إلى 10 في المائة من الحوامل يمكن أن يتعرض حملهن إلى مضاعفات قد تسبب إعاقة للأم أو الجنين وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى الوفاة. تعريف الحمل عالي الخطورة هو الحمل الذي يكون مصحوبا بخطورة إضافية بسبب وجود عامل أو عدة عوامل تزيد من احتمال إصابة الأم أو الجنين أثناء الحمل أو الولادة بإعاقات ربما تؤدي في أخطر الأحوال إلى الوفاة .

 العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى خطورة الحمل هي: 
- الحمل في سن مبكرة جدا (أقل من 15 سنة) أو في سن متأخرة ( فوق الأربعين ) . 
- السمنة المفرطة لما قد يصاحب ذلك من زيادة احتمال الإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم وكذلك النحول الشديد حيث إن الأم تكون عرضة للولادات المبكرة أو نقص في نمو الجنين. 
- تعرض الأم لولادات مبكرة أو إجهاضات متكررة في السابق. أن تكون الأم مصابة بارتفاع في ضغط الدم أو بمرض السكري, الذئبة الحمراء, اختلال في صمامات القلب أو أحد الأمراض المزمنة التي يمكن أن تؤثر في نمو الجنين داخل الرحم, إضافة إلى احتمال تدهور حالة الأم خلال فترة الحمل. 
- ولادة طفل يعاني تشوهات خلقية كتشوهات القلب أو الجهاز العصبي أو يعاني خللا في الجينات الوراثية. 
- وجود تاريخ لمرض وراثي في العائلة. 
- أن تكون الأم قد تعرضت في حمل سابق لوفاة الجنين داخل الرحم أو بعد الولادة مباشرة. 
- حمل التوائم وخاصة الثلاثية وما فوقها.

 إن تصنيف الحمل على أنه عالي الخطورة لا يعني بالضرورة أن تكون النتائج سلبية دائما بل إن نسبة عالية جدا من هؤلاء الحوامل يمكن لهن تفادي المضاعفات أو التقليل من آثارها على صحتهن وصحة أطفالهن وذلك بالمتابعة الجيدة والمنتظمة خلال فترة الحمل.

 لذلك فإن الخطوة الأولى لحل أي مشكلة هي التعرف عليها وتشخيصها, وللتعرف على الأمهات والأجنة الأكثر عرضة للخطر أثناء الحمل أو الولادة لابد من إجراء مسح شامل لجميع الحوامل لتحديد المجموعة ذات الحمل عالي الخطورة ويتم ذلك عن طريق متابعة ما قبل الولادة (رعاية الحمل) , لذا يجب على جميع الحوامل وخاصة من لديهن تاريخ مرضي أو عامل خطورة مراجعة المراكز الصحية المتخصصة برعاية الحمل ابتداء من الشهور الأولى, كما أود أن أنوه أيضا بأن الحمل قد لا يكون مصحوبا بأي عامل خطورة منذ البداية ولكن تظهر لاحقا أعراض أو مؤشرات تدل على احتمال وجود خطر ما على صحة الأم أو الجنين لذا لابد من التأكيد على ضرورة انتظام المتابعة خلال الحمل. 

تـشخيص الحمل عالي الخطورة يمكن اختصار أساسيات تشخيص وعلاج الحمل عالي الخطورة كالتالي:
 - التاريخ الصحي الدقيق من الممكن أن يكشف عن أسباب معينة أو عوامل تشكل خطورة على الحمل. 
- فحص الأم فحصا دقيقا وشاملا يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف اعتلال لم يكن معروفا في السابق. - إجراء التحاليل الطبية الروتينية الضرورية للحامل. - التقييم الدقيق والمنتظم لحالة الأم الصحية خلال فترة الحمل وإحالتها إلى العيادة المختصة إذا لزم كعيادة السكري أو عيادة القلب أو إخصائي التغذية. - الفحص الدقيق والشامل للجنين بواسطة الأشعة الصوتية وكذلك إجراء بعض التحاليل الأخرى استنادا إلى تشخيص الحالة. 
- اختيار طريقة الولادة الصحيحة وتحديد وقتها إذا استدعى الأمر لتجنب أي اصابات يمكن أن تحدث خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل أو خلال الولادة مع التنويه على أن غالبية الأجنة يمكن أن تتم ولادتهم طبيعيا دون حدوث إعاقات إذا تمت مراقبة الجنين بصورة مكثفة أثناء الولادة. 
- الفحص الدقيق للطفل مباشرة بعد الولادة للتأكد من عدم وجود إصابات قد تؤدي إلى إعاقة دائمة.

 إن متابعة الأم خلال الحمل عامل أساسي مهم لاكتشاف وتشخيص حالات الحمل عالي الخطورة لكي يتم تفاديها أو التقليل من آثارها على صحة الأم والجنين كما أن هناك بعض الحالات التي لابد فيها من استشارة الطبيب قبل الحمل كحالات الأمراض المزمنة التي تستدعي تغيير العلاج أو تنظيم جرعاته قبل الحمل بفترة كافية. 
ولسوء الحظ فإن أكبر عامل خطورة على صحة المرأة إجمالا هو الحالة الاقتصادية و الاجتماعية المتدنية (الفقر) حيث إن غالبية النساء ضمن هذه الفئة ليس لديهن الوعي التام لأهمية المتابعة خلال الحمل إضافة إلى عدم توافر الإمكانيات المادية لمراجعة العيادات المتخصصة لذا لابد من تضافر الجهود لدى جميع المنظومات الصحية من أجل تسهيل وصول الخدمات الصحية والوعي التثقيفي لهذه الفئة من المجتمع. استشارية أمراض النساء والولادة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للشؤون الصحية في الحرس الوطني 


أخبار مرتبطة