تاريخ النشر 11 أكتوبر 2021     بواسطة البروفيسور خالد حسان المالكي     المشاهدات 1

الصوت ثروة قابلة للضياع إذا أسيء استخدامه

الرياضة أصبحت صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواء حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد
في حياتهم. ضيفنا البرفسور خالد بن حسان المالكي أستاذ طب الصوت والتخاطب في جامعة الملك سعود

    تخصصك هو "طب التخاطب"، فما هذا التخصص؟
- هو تخصص طبي، فطبيب التخاطب يشخص ويعالج أمراض الصوت والبلع واللغة والكلام، ويقوم بتنظير الحنجرة والبلعوم، ويصرف الأدوية التي تعالج هذه الأمراض، وبرامج التدريب في هذا التخصص لا تقبل إلا خريجي كليات الطب.
- عادة في متابعة المباريات حضورياً بالمدرجات تسمع أهازيج الرابطات التشجيعية وبعضها مزعج جداً؛ مما يسبب تشتتا لتركيز المتابع، فهل هناك علاقة بين ارتفاع الصوت والتركيز؟-
- هناك صوت يوجه انتباهك إلى حدث ما، وهناك صوت يصرف انتباهك عن متابعة الحدث الذي تريد، والمؤكد بأن أطباء الصوت والتخاطب لا ينصحون بالحديث في وجود خلفية أصوات عالية لأن ذلك يجعل المتكلم يرفع صوته لا شعوريا فيؤذي حنجرته.

    ما نصيحتك للمحافظة على الصوت والحنجرة؟
الصوت ثروة، قابلة للضياع إذا أسيء استخدامه، وتستحق الاستثمار لتقويتها والمحافظة عليها، هناك عادات غير صحية ننصح بالابتعاد عنها، وعادات صحية من المهم الالتزام بها للمحافظة على صحة الصوت والحنجرة، أما المحظورات فهي: التدخين بشتى أشكاله، ورفع الصوت والصراخ، وإجهاد الصوت بكثرة الكلام أو باستخدام طبقات غير مناسبة للحنجرة، والحديث في وجود أصوات عالية ومزعجة، وكثرة النحنحة، وتناول الأكلات والمشروبات التي تزيد من تهيج المعدة وزيادة إفرازاتها خصوصا قبل النوم، كالدهون والأكلات الحراقة والمشروبات الغازية والإكثار من الشاي والقهوة والنعناع والأكلات المحتوية على الكثير من الطماطم، وأما الواجبات فهي: الإكثار من شرب الماء، واستعمال الميكروفونات في المحاضرات، وتوزيع الجهد الصوتي على اليوم، وزيادة الاطلاع على وسائل المحافظة على الصوت والحنجرة، والكشف عند طبيب التخاطب أو طبيب الأنف والأذن والحنجرة إذا استمرت بحة الصوت أكثر من أسبوعين. 

أعتقد أنك معي، حول حسابات الأندية المتابعة وكثافتها بتويتر لا تزال بعيدة عن الحملات التوعوية الطبية؟
صحيح، ولكن قد يقول القائمون عليها بأن حساباتنا رياضية وليست طبية، والصحيح أن تستضيف هذه الحسابات بشكل دوري المختصين في المجالات الصحية التي تهم الرياضيين، وذلك للحديث والتوعية عما يحتاجون إليه ويحافظ على صحة أجسادهم ونفسياتهم.

بين رواتب اللاعبين ورواتب الأطباء من يغلب من؟
يبدو أنه ليس من العدل المقارنة هنا، فالحاجة للطبيب تستمر لسنوات طويلة، أما اللاعبون فسنوات عطائهم في الملاعب محدودة، والطبيب يهتم بأغلى ما يملك الإنسان بعد دينه وهي صحته، وعلى كل حال، كل ميسر لما خلق له، وأسأل الله أن يبارك للاعبين فيما يتقاضونه، وأوصيهم بالمحافظة على صحتهم خصوصا بعد الاعتزال حتى لا يحتاجون للأطباء.

 هل تعتقد بأن لغة المال طغت على جانب الإبداع والإخلاص؟
المال ضرورة للحصول على الكثير من الضروريات والكماليات، ولكنه ليس شرطا -في نظري- للوصول إلى الإخلاص في العمل، وقلة المردود المالي لا تبرر الإهمال، فإن كان المردود المالي لعملك لا يكفيك فاتركه وابحث عن غيره، ولكن لا تخن من استأمنك.

هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسللا بلغة كرة القدم؟
نعم، بعض حالات التسلل في حياتي كان مستحقة بسبب الاستعجال وعدم التأني في دراسة الموضوعات، وبعضها كان نتيجة استعجال من "الحكم" باحتساب التسلل أو لعدم رجوعه للـ VAR، وأكثر هذه الحالات إزعاجا -وهي قليلة ولله الحمد- أن يصر الحكم على رأيه ويحكم علي بالتسلل بالرغم من انتفاء ذلك على جميع الشاشات. 

في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى طبياً وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا؟
الأجر والبركة من الله، وهي الأغلى والأجمل والأنفع، ثم الاستفادة المادية على محدوديتها أحيانا، ولن أنسى السيرة الطيبة بين الناس، وكذلك الدعوات القلبية بالتوفيق والأجر.

العقل السليم في الجسم السليم عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية لا تملك جسدا سليما، باختصار نريد منك عبارة بديلة منك لجيل المستقبل؟
ما أكثر من أنعم الله عليهم بقوة الجسم والعقل ولكنهم عطلوا عقولهم واشتغلوا بأجسامهم فقط، وهناك من ابتلاهم الله بضعف جسم، ولكنه برحمته عوضهم برجاحة العقل، وهناك أيضا من ابتلوا بضعف العقل والجسم شفاهم الله وعافاهم، وأقول لنفسي وأولادي وبناتي ما قاله الله سبحانه لنا في كتابه الكريم: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، فإذا أنعم الله عليك بجسم أو بعقل أو بكليهما فإن هذا من وسعك، وأنت مكلف به، وسيحاسبك الله عليه هل أحسنت استخدامه أم لا.

 هل ترى بأن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟
قد يكون من الأنسب أن أصف الرياضة بأنها "القوة الناعمة"، فقد عرفنا البرازيل بكرة القدم قبل أن نذوق بُنَّها، وشجع بعضنا برشلونة مثلا وهو لا يعرف في أي دولة هو، وشجع الكثير منا نادي النصر السعودي وهو لم ير السعودية في حياته.

في نظرك هل الرياضة تفرق أم تجمع، ولماذا؟
ببساطة ووضوح.. إذا أبقيت الكرة بين قدميك فهي تجمع ولا تفرق، وإن جعلتها في قلبك فهي تفرق بل وتطلِّق.

 بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟
 إذا لعبت المملكة أو النادي الذي أشجعه فقد يصل اهتمامي إلى 70 ٪ وقت المباراة، أما خارج أوقات المباريات فقد لا يتجاوز اهتمامي بها 5 ٪.

متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية ولأي لقاء حضرت؟
لم أدخل ملعبا لأشاهد مباراة في حياتي. الوقت ضيق وتكفيني المتابعة على تويتر، ومشاهدة الأهداف إن حصلت.


 بصراحة ما ناديك المفضل؟
أول عالمي في آسيا.

أي الألوان يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟
 البني ودرجاته، والرصاصي وطبقاته.

 لمن توجه البطاقة الصفراء؟
للمهمل في عمله.

والبطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟
لمن لا يحترمني.

 لو خُيرت للعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟
 سأفكر أولا في دخول مرسول بارك، وبعد ذلك يكتب الله ما فيه الخير.

* روشته طبية توجهها إلى الجماهير السعودية؟
 لا مانع في أن "تتحمس" في تشجيع فريقك، ولكن لا تكن "متعصبا"، الحماسي يشجع فريقه وليس لديه مانع في أن يمدح المنافس إذا كان أفضل من فريقه، أما المتعصب فهو أعمى ويراها دائما "عنز ولو طارت".

أخيرا ما نصيحتك للأجيال المقبلة طبيا؟
 نصيحتي لجميع العاملين وللعاملين في القطاع الصحي بشكل خاص: احرص على الإخلاص في عملك، واستمتع بكل جوارحك بدعوة المريض لك ولوالديك إذا أتقنت عملك معه وأديت واجبك نحوه.


أخبار مرتبطة