تاريخ النشر 17 يونيو 2009     بواسطة الدكتور عبدالله محمد الشرقي     المشاهدات 201

الكبتاغون

محذراً الطلبة من مروجيه أوقات الامتحانات د. الشرقي: الكبتاجون يدمر خلايا المخ والأعصاب ويسبب إعاقة ذهنية مستديمة تعمل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات حالياً على تكثيف التوعية عن مخاطر المخدرات وخاصة مادة الكبتاجون التي يكثر مروجوها أوقات الامتحانات حيث يقومون بالتغرير بالطلبة وإيهامهم بأن
ها تساعد على الاستذكار.
وتسعى اللجنة بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض وعدد من الجهات المختصة على وضع خطة عمل مشتركة لتوعية الطلبة وتنويرهم بما تسببه المخدرات من مآس وفضح الأساليب التي يستخدمها مروجوها.
وفي هذا الإطار ناشد الدكتور عبدالله بن محمد الشرقي استشاري الطب النفسي ومستشار اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أبناءه الطلاب بالابتعاد عن تعاطي مادة الإمفيتامين "الكبتاجون" والتي لا تقل خطراً عن تعاطي مادتي "الهيروين" أو "الحشيش" حيث أشار إلى أن تناولها يؤدي إلى تدمير مراكز الأعصاب المركزية بالمخ مما ينتج عنه إعاقة مستديمة والسلوك العدواني العنيف والاضطرابات الاضطهادية كما يؤدي إلى فقدان الأهلية العقلية في مدة قصيرة.
ولخطورة الكبتاجون تم تشكيل فريق متخصص لاخضاع ظاهرة تعاطي الحبوب البيضاء وإعداد دراسة مستفيضة حول مادة الإمفيتامين "الكبتاجون" ومدى تأثيرها وبيان خطورتها على المتعاطي وما تسببه من هلاك متسارع لخلايا الدماغ وزيادة عدد المدمنين عليها.
وقد أشار الدكتور الشرقي إلى أن مركز السموم بالمنطقة الشرقية ومجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام أعدا دراسة تحليلية حول خطورة الكبتاجون، واتضح أن مادة الكبتاجون تحتوي على مادتي "الإمفيتامين والميثامفيتامين" واللذين لهما تأثير منبه سلبي للجهاز العصبي المركزي.
حيث اثبتت الدراسة انهما يدمران الخلايا العصبية التي تفرز الأدرنالين والدوبامين والسيروتونين ويستمر هذا التأثير السلبي فترة طويلة تصل إلى ثلاث سنوات.
وأكد أن سمية الإمفيتامين المشار إليها ترجع إلى مقدرة هذا المركب على انتاج مواد أيضية مؤكسدة مثل نور ادرينالين. وهيدروكسي دوبامين، إضافة إلى ثنائي هيدروكسي تربتامين التي لها المفعول السمي الذي ينتج عنه تدمير الأعصاب المركزية في المخ.
وأشار إلى أن هناك مواداً أخرى مثل الأفدرين والكاثين والكاثينون "المركبات الموجودة في القات" تضاف إلى الإمفيتامين "الكبتاجون" تزيد من توافر النواقل الكيميائية العصبية ونواتج تؤدي إلى زيادة تدمير نهاية الأعصاب المركزية للسيروتونين مما ينتج عنها إعاقة ذهنية مستديمة حتى بعد سحب الإمفيتامين من الجسم مما يزيد فترة بقاء المدمن في المصحات ومراكز العلاج، وزيادة فترة التنويم وبالتالي إلى زيادة فترة انتظار المدمنين الذين لم يتمكنوا من الدخول إلى تلك المراكز.
وأوضح الدكتور عبدالله الشرقي انه يضاف إلى الكبتاجون بعض المواد الأخرى مثل الكينين التي أثبتت الدراسات بأنها من المواد التي تمنع تكسير الإمفيتامين في الكبد مما يزيد من قوة ومدة تأثير الإمفيتامين حيث يصل إلى الخلايا العصبية المركزية بتركيز عال جداً ويبقى تأثيره لفترة زمنية طويلة تؤدي إلى قوة تدميرية للأعصاب المركزية وإعاقة مستديمة حيث إن تصنيع مثل هذا المستحضير يجعله عرضة لملوثات كيميائية مثل الأفدرين وبعض العناصر الكيميائية التي تستخدم كعوامل محفزة تزيد من سرعة تفاعل التحضير والمعروف ان المواد المخلوطة مع الكبتاجون تسبب تلفاً للخلايا العصبية المركزية الذي ينتج عنه الشلل الرعاشي إضافة إلى تلف أنسجة القناة الهضمية والكبد ونخاع العظم مسبباً قرح معدية وتليف في الكبد ويرقان وفقر الدم.
ونبّه د. الشرقي الأسر وأولياء الأمور انه يتضح على متعاطي الكبتاجون وتتكون علامات دالة عليه مثل الثرثرة والعصبية والقلق وارتجاف اليدين وزيادة العرق وجفاف الأنف والفم وتسبب شعوراً بالاضطهاد والشك الزائد نحو الأسرة والآخرين، كما أن متعاطي الكبتاجون يصبح حساساً لبعض الكلمات والعبارات التي يطلقها بعض الزملاء أو الأقارب ويفسرها متعاطي الكبتاجون في غير محلها مما تؤدي بمعظمهم لارتكاب الجرائم مثل القتل والانتحار.
ويتم تصنيع حبوب الكبتاجون في أماكن مشبوهة وسرية في بعض الدول ولا تخضع لأي مواصفات.
وحض الشرقي أولياء أمور الطلاب على متابعة ومراقبة أبنائهم وبناتهم بشكل غير مباشر لمنعهم من الوقوع في هذه المشكلة وتوضيح خطورة تعاطيها وتحذيرهم من مغبة الوقوع فيها. مطالباً المعلمين ومرشدي الطلاب بالمساهمة في توعية الطلبة وتبصيرهم بالأساليب الصحيحة للاستذكار والتحذير من الوقوع في براثن المخدرات.
يذكر ان المخدرات تعد من أكبر المشكلات التي تعاني منها شعوب العالم لما لها من مخاطر بالغة على الناحية الصحية والاقتصادية والدينية والاجتماعية، واتفقت كافة الأديان وكافة دول العالم على محاربة هذه الآفة بكل السبل والطرق.
وقد سنت دول العالم العديد من القوانين والأنظمة وعقدت المؤتمرات الدولية والندوات والبروتوكولات من أجل حماية شعوبها ومجتمعاتها من شراك المخدرات. وحرصاً من المملكة على أبنائها فقد صدر قرار مجلس الوزراء الموقر بتفعيل دور اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية لتقوم اللجنة بكامل مهامها ورسم مساراتها التوعوية ضد هذه الآفة التي يهدف أعداء هذه الأمة من ترويجها وإدخالها إلى داخل البلاد لإيقاع أبنائنا في وحل المخدرات واستنزاف طاقاتهم وتدمير عقولهم المبدعة، ليكونوا أسرى تحت وطأة هذه الآفة.


أخبار مرتبطة