تاريخ النشر 23 نوفمبر 2021     بواسطة الدكتورة رهف يوسف صابر الحباب     المشاهدات 1

شباب الوجه لا يعتمد على فيلر وبوتكس فقط

لم يعد تجميل الوجه يقتصر على علاج مشاكل وعيوب البشرة فقط، بل أصبح يركز على استعادة شباب البشرة وصفائها والحفاظ عليها. واختراع حقن علاج التجاعيد والتقنيات التجميلية ساهم في تأخير علامات وأعراض الشيخوخة. وترتبت على ذلك ملاحظة أن مظهر كبار السن في الوقت الحالي يبدو أصغر سناً مقارنة بمن كانوا في نف
س أعمارهم قبل 10 سنوات. ومع تطور طب التجميل والتقنيات التكنولوجية، ازاد الوعي بأن التجميل لا يقتصر على علاج التجاعيد وتكبير الشفاه والخدود باستخدام حقن التعبئة (الفيلر) والبوتكس فقط، بل يتضمن إجراءات تجميلية مختلفة، لكل منها غرضه وفائدته. و«يعتقد البعض أن حقن البوتكس الفيلر (التعبئة) كافية لتحسين مظهر الوجه واستعادة شبابه، ولكن الأمر لا يخلو من الحاجة لعلاج مشاكل البشرة وتحسين طبيعتها وصفائها. وقد ازداد الوعي حالياً بأهمية الحفاظ على ما يسمى بـ«مثلث الوجه المقلوب»، الذي يدل على الشباب والوجه المشدود، ولكل شخص مشاكله الخاصة والعلاجات المناسبة له أيضاً. لذا، يقوم المعالج خلال جلسة الاستشارة بتقييم مشاكل الوجه، واقتراح أفضل الحلول. وينصح بدمج عدة إجراءات تجميلية، مثل الحقن وجلسات التقشير وتقنيات تنشط كولاجين البشرة للوصول إلى أفضل نتيجة».
مثلث الشباب
يتميز وجه الشاب بما يمكن وصفه بـ«المثلث المقلوب»، الذي تمتد قاعدته الواسعة بين العينين وتعبر عظام الخد البارزة. أما زاويته الحادة، فتتكون من الذقن المحدود والمشدود. ومع تقدم العمر وظهور أعراض الشيخوخة، ينقلب شكل مثلث الوجه لتصبح قاعدته العريضة عند الذقن المترهل وزاويته الحادة بين العينين. وعلّقت د. توكيرا قائلة: «يترك تقدم العمر آثاره على الوجه، ليسبب ترهل الجلد وميل الوجه إلى الشكل العريض والطويل ليصبح الذقن عريضاً. ويرجع ذلك إلى انخفاض جودة الجلد نتيجة للجفاف ونقص مواد الكولاجين والاستين وحمض الهيلورينك. وهي المواد التي كانت تحافظ أثناء الشباب على مرونة وقوام وشد الجلد».
تقسيم الوجه
حتى يقوم المعالج بتشخيص مشاكل الوجه، فيقسمه إلى 3 أقسام ولكل منها مشاكله:
ــــ الجزء العلوي: تظهر أعراض الشيخوخة عبر خطوط التجاعيد البارزة في منطقة الجبهة وبين الحاجبين وحول العين. وعلاجها عادة ما يتم بحقن البوتكس وأحيانا الفيلر.
ــــ الجزء الوسط: تكون أعراض الشيخوخة أكثر وضوحاً وتنوعاً في هذا الجزء، حيث تظهر التجاعيد والخطوط حول العين وعلى أجناب الخد وتكثر تصبغات البشرة وتتوسع المسام ويترهل الجلد، ويقل امتلاء الخد ليصبح مسطحاً، كما تتغير منطقة تحت العين لتصبح غائرة وداكنة، ويترهل الجلد حولها لتظهر تجاعيد ودوائر داكنة. ولكل حالة العلاجات التي تناسبها، وغالباً لا يقتصر العلاج على حقن الفيلر والبوتكس، بل يشمل إجراءات تعالج أساس المشكلة، مثل جلسات التقشير وتقنيات تحفّز نشاط عمليات ترميم البشرة وبناء الكولاجين، وإجراءات شد الوجه مثل خيوط التجميل غير الجراحية.
ــــ الجزء السفلي: تظهر أعراض الشيخوخة عبر خطوط تحيط الفم، وترهل البشرة الذي يسبب نزول زوايا الشفاه، وترهل جلد الذقن والرقبة، وتتحسن هذه الأعراض كثيرا عبر حقن الفيلر والبوتكس، لكن هناك علاجات أخرى مفيدة جداً لشد ترهل البشرة، مثل أجهزة موجات الليزر أو السونار المركز أو التردد الحراري.
جلسات لشد الوجه من دون ألم
من أحدث الأجهزة الفعالة لشد البشرة واستعادة حيوتها هو جهاز يسمى «موجات الالتراساوند المركز أو التيرا»، ويتم خلال جلساته تسليط موجات السونار المركزة على طبقات الجلد العميقة حتى تنشط الكولاجين والاستين، فتزداد مرونة الجلد وشد البشرة. وتشير من خضعن لهذه الجلسة إلى فعالية الجلسة في شد الوجه المترهل (ترهل بدرجة خفيف إلى متوسط)، وهو من الإجراءات التجميلية غير المؤلمة، التي لا تخلف آثاراً جانبية كالإحمرار أو التورم. وتظهر نتيجة الجلسة خلال عدة أيام، ليلحظ التحسن في طبيعة البشرة وشد الجلد، ويستمر ذلك لمدة 6 ــ 9 أشهر. لذا، ينصح بتكرار الجلسة كل 6 أشهر للحفاظ على شباب البشرة والوقاية من أعراض الشيخوخة.
من يحتاج إلى خيوط التجميل؟
بحسب درجة ترهل الوجه، يقرر المعالج طريقة العلاج المناسبة، سواء عبر جلسات جهاز السونار المركز أو خيوط التجميل غير الجراحية أو العملية الجراحية. وبالنسبة إلى أجهرة السونار فهي مفيدة لعلاج الدرجات الخفيفة من الترهل، بينما تنصح الحالات التي لديها ترهل بدرجة متوسطة بخيوط التجميل. وشرحت د. توكيرا: «ينصح من تتراوح أعمارهم ما بين 35 و55 سنة بالخضوع لجلسات جهاز التيرا لتأخير أعراض شيخوخة البشرة. فهي مفيدة للحفاظ على حيوية وشباب البشرة واستعادتها أيضا. ولكن، في حال وصل الترهل إلى درجة متوسطة، فلن تكون نتيجة هذه الجلسات مرضية. وفي هذه الحالة ينصح بخيوط التجميل غير الجراحية. أما حالات الترهل الشديدة فأفضل علاج لها هو العملية الجراحية، لأنها تتطلب استئصال الجلد المترهل وشد العضلات والجلد أيضا».جهاز الوخز بالإبر
يشتكي الكثيرون من مشكلة توسع مسام البشرة التي يرافقها ترهل وشحوب فيها، وأفضل علاج لهذه المشكلة هي جلسات «الميكرونيدل» وأجهزة التردد الحراري لأنها ستعزز طبيعة البشرة وتقلص حجم المسام وشد البشرة. بالنسبة لتقنية الميكرونيدل تعتمد فكرتها على تمرير أداة تحتوي على إبر لوخز البشرة وعمل جروح صغيرة جدا، (حجم الابرة يقاس بالميكروميليمتر)، وذلك سيحفز بدء عمليات الترميم والالتئام وتنشيطا لكولاجين البشرة. وذلك بدوره سيعالج مشاكل البشرة ويستعيد نضارتها وحيويتها. وبما أن هذا الوخز سيفتح ممرات في طبقات البشرة العميقة، فذلك سيضاعف من قدرتها على امتصاص الفيتامينات والعلاجات التي يضعها المعالج على البشرة أثناء جلسة العلاج. ويتم اختيار عمق الإبر المستخدمة بحسب الهدف من العلاج ونوع البشرة وعمق الندبات والمسام. وتلحظ السيدة نضارة بشرتها وتحسن مظهرها كثيرا بدءا من اليوم التالي للجلسة.
الخيوط التجميلية
الخيوط التجميلية من الإجراءات الحديثة جدا في مجال التجميل، وقد أصبحت شائعة جدا بعد حصولها على موافقة فدرالية الغذاء والدواء FDA نظرا لفعاليتها في علاج ترهل الوجه والرقبة والذقن المزدوج. وتعتبر من ضمن الإجراءات غير الجراحية لأنها لا تتطلب ادوات جراحية وتتم في العيادة الطبية تحت تأثير حقن التخدير الموضعي (تحقن المنطقة التي تدخل الخيوط منها فقط). ويسمح للمريض بالمغادرة بعد الإجراء والعودة إلى المنزل. وعادة ما تختفي آثار الجلسة خلال 24 ساعه. وشرحت د. توكيره: «يتم أولا تحديد مناطق إدخال الخيوط ومساراتها في الوجه بدقة، ومناقشة المريضة حول الفائدة التي ستحصل عليها. ويعتقد الكثرون خطأ ان الغرض من هذه الخيوط هو شد الجلد وخياطته، بينما الحقيقة هي ان هذه الخيوط تغرز في طبقات الجلد العميقة ثم تترك لتذوب في مكانها ويمتصها الجلد. ويترتب على ذلك تنشيط لمكونات الجلد العميقة والسطحية حتى تتحسن طبقة الكولاجين وألاستين وتسبب شد الوجه وتحسنا لطبيعة البشرة».
بعد العلاج
لا يخلف هذا الإجراء أثرا خارجيا على البشرة، ما عدا جروحا صغيرة في نقاط إدخال الخيوط. وغالبا ما يختفي اثرها خلال 24 ساعة. وستلحظ السيدة التحسن في مظهر الوجه خلال 2 ــ 3 أسابيع، ويستمر هذا الأثر لمدة 1 ــ 2 سنة اعتمادا على نوع الخيط المستعمل.


أخبار مرتبطة