تاريخ النشر 27 نوفمبر 2021     بواسطة الدكتور عبدالرؤوف عبدالله ميمني     المشاهدات 1

العلاج بالطب النووي

يمكن علاج السرطان بالطب النووي حيث يمكن استخدامه مع الخيارات العلاجية الأخرى أو بعدها، كالعلاج الكيميائي والإجراءات الجراحية. إذ لا يؤدي عادةً إلى الشفاء ما لم يُستخدَم مع وسائل علاجية أخرى. ولكن سيسيطر هذا العلاج على الأعراض لدى العديد من المرضى، فضلاً عن تقليص الأورام وإيقاف نموها لسنوات في ب
عض الأحيان. ويُعد العلاج بالطب النووي أحيانًا خيارًا مثاليًا للمرضى الذين توقفت حالاتهم عن الاستجابة للعلاجات الأخرى.

وتكمن فعالية العلاج بالطب النووي في استخدام الجزئيات الإشعاعية لتعمل عمل الدواء (العلاج الإشعاعي الجزيئي). حيث يعمل الدواء على رصد الخلايا السرطانية. إذ يُحقن من خلال الوريد، ثم ينتشر عبر الجسم ليلتصق بالخلايا السرطانية، ويبث الإشعاع داخلها مباشرةً للقضاء عليها. ولكن تظل بعض جزيئات الدواء حرة طليقة في الدم، فلا تلتصق مطلقًا بالخلايا السرطانية ليتخلص الجسم منها غالبًا في نهاية المطاف من خلال البول. ومع مرور الوقت، يتوقف الدواء الإشعاعي عن إطلاق الموجات الإشعاعية؛ ما يعني عدم القضاء على المزيد من الخلايا السرطانية. ولتحقيق أقصى استفادة، غالبًا ما يتكرر العلاج بالطب النووي عدة مرات.

يُطلَق أيضًا على العلاج بالطب النووي عدة تسميات، وهي العلاج باستهداف مستقبِلات الببتيدات بالنُّوكليدات المُشِعَّة والعلاج الإشعاعي الاستهدافي والعلاج بالنُّوكليدات المُشِعَّة والطب النووي العلاجي، فضلاً عن النهج التشخيصي العلاجي لعلاج السرطان.

اصبح الآن بإمكان المرضى المصابين بأورام الغدد العصبية الصماء NETs، بما في ذلك أورام البنكرياس النادرة، الحصول على علاج مستقبِلات الببتيدات بالنُّوكليدات المُشِعَّة بشكل أيسر من ذي قبل، وذلك عَقِب موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الصادرة في يناير 2018 على دواء وهو لوتيتيوم لو 177 دوتاتات (لوتاثيرا). ولا غنى عن هذا الخيار العلاجي نظرًا لانتشار الأورام العصبية الصماوية NETs في الجسم على نحو يصعُب معه إزالتها بالجراحة.
ما يمكنك توقعه

فور تشخيص حالتك والتشاور مع فريق الرعاية الصحية والاتفاق على أن العلاج بالطب النووي هو الخيار العلاجي المثالي لحالتك، سيُحدَّد موعد لبدء تلقّي العلاج. وقد يستغرق بدء العلاج ما يقرب من الشهر حتى تُستكمَل اختبارات الدم وفحوصات التصوير، وتعديل جرعات الأدوية وتغييرها، والاستعداد لتلقّي العلاج. وعادةً ما يتم العلاج على مدار أربع جلسات للحقن بمعدل جلسة واحدة كل ثمانية أسابيع.

كما يتلقّى المريض العلاج في العيادات الخارجية. وضع في اعتبارك أنك قد تمكث في المستشفى حتى ثماني ساعات في كل مرة. وعند وصولك إلى المستشفى، سيتولى رعايتك فريق من الاختصاصيين من ذوي المهارات الفائقة لتقديم خطة علاج آمنة وفعالة.

كما ستتلقى أدوية لتقليل الشعور بالغثيان قبل بدء العلاج. ثم يُدخل أنبوب صغير (قِسطار) في الوريد بأحد ذراعيك حيث يستقبل قطرات من محلول حمض أميني لحماية الكُلى. ويتدفق هذا المحلول لمدة نحو 30 دقيقة قبل بدء تلقّي الدواء المخصص لاستهداف الخلايا السرطانية والقضاء عليها (لوتاثيرا).

وبعدها يتدفق دواء لوتاثيرا عبر الوريد لمدة تتراوح بين 30 و40 دقيقة. ثم ستستأنف تلقّي محلول الحمض الأميني لمدة تُقارب 3 ساعات. وبمجرد إزالة أنبوب القسطرة، يمكنك مغادرة المستشفى.
رعاية أورام الغدد الصم العصبية في Mayo Clinic
وضع خطة علاجية بالطب النووي تناسب حالتك

تجربة السرطان فردية وتتفاوت من شخص لآخر، وكذلك الأمر بالنسبة للاستجابة للعلاج. يبدأ معظم الأشخاص بالتحسن بعد الجرعة الثانية. سيأخذ الفريق الطبي عدة عوامل بعين الاعتبار عندما يقررون علاج حالتك باستخدام الطب النووي، وسيضبطون العلاج مع مرور الوقت.

بعد كل جلسة حَقن، قد يطلب منك الأطباء الخضوع لتصوير مقطعي محوسب بالفوتونات المفردة (SPECT). يقيس هذا الفحص كمية المادة النووية التي التصقت بالخلايا السرطانية وسرعة خروج الدواء من الجسم. ويَستدل أعضاء الفريق الطبي بهذه المعلومات لاختيار أفضل توقيت للعلاج وأنسب كمية منه لقتل السرطان وتجنب الأعراض الجانبية.

بعد أن تكمل العلاج، سيطلب منك الطبيب أن تعود بانتظام لإجراء الفحوصات التفقدية، والتي قد تتضمن مزيدًا من اختبارات الدم والاختبارات التصويرية.
الآثار الجانبية المحتملة

من الممكن حدوث آثار جانبية، وهي تعتمد على العلاج المحدد لك وعلى حالتك الطبية. قد كان من الشائع قديمًا شعور الناس بالغثيان عند تلقي العلاج بالطب النووي، ولكن لم يَعُد الأمر كذلك الآن. وقد يستمتع الكثير من المرضى بتناول الطعام أثناء تلقي العلاج. وقد يتعرض البعض لتساقط الشعر، لكن لا يتجاوز ذلك عادةً خصلات قليلة، ويعود الشعر للنمو مرة أخرى.

ونادرًا ما يصاب الشخص الذي خضع للعلاج بالطب النووي بسرطان الدم بعد شهور أو حتى سنوات من تلقي العلاج.

جديرٌ بالإشارة أنه إذا كان الشخص مسافرًا بعد تناول دواء لوتاثيرا، فقد يضطر إلى تأجيل موعد السفر. فتحدث مع طبيبك حول مزايا هذا العلاج ومخاطره.
التعرف على العلاج بالطب النووي

تحدث مع فريق الرعاية الخاص بك حول ما يمكن توقعه قبل العلاج وأثناء تلقيه وبعد الانتهاء منه، وعادةً ما تتلقى هذا العلاج على مدار ما يصل إلى أربع زيارات للعيادة الخارجية.
تحديد ملاءمة الطب النووي لحالتك

سيَدرس فريق الطب النووي عدة عوامل قبل وصف هذا النوع من العلاجات لحالتك المرضية. يحتمل أن يأخذ الأطباء صورة مقطعية بالإصدار البوزيتروني (PET) للتأكد من ملاءمة العلاج النووي لحالة السرطان لديك.

عند الحاجة لأخذ صورة مقطعية بالإصدار البوزيتروني، سيحقن الأطباء المريض بنمط مشابه للدواء الذي سيستخدم لاحقًا في العلاج النووي. يعوم الدواء في الدم وينتقل خلال الجسم. فإذا التقى الدواء مع خلايا سرطانية، فإنه يعلق بها. لكن هذا النمط من الدواء لا يقتل الخلايا السرطانية. وبدلًا من ذلك، فإنه يبث نشاطًا إشعاعيًا ضئيلًا.

سيسجل الماسح البوزيتروني النشاط الإشعاعي ثم يحوّل المعلومات إلى صورة ثلاثية الأبعاد لكامل الجسم، وسيتمكن الأطباء من خلالها من معرفة أماكن اختباء السرطان. يمكن للمسح البوزيتروني أن يظهر ما إذا كان الدواء سيلتصق بالخلايا السرطانية كما هو متوقع. ويَستنتج الأطباء من خلال هذه الطريقة ما إذا كان الطب النووي ملائمًا لحالة المريض.
الخيارات العلاجية الأخرى

سوف ينسق أطباء Mayo Clinic معك لإطلاعك على جميع الخيارات العلاجية واختيار نهج علاجي يناسب احتياجاتك وتطلعاتك. لا يَدمج الأطباءُ العلاجَ النووي عادةً مع علاجات أخرى، لكن بالإمكان دمجه مع علاجات أخرى يقدمها اختصاصيو طب الأورام، أو اختصاصيو طب الأورام الإشعاعي، أو اختصاصيو الأشعة التدخلية:

    العلاج الكيميائي
    العلاج الهرموني
    العلاج البيولوجي للسرطان
    الحزم الإشعاعية الخارجية
    الجراحة الإشعاعية بسكين جاما
    العلاج بالبروتونات
    علاج بالإشعاع التجسيمي (SBRT)
    المعالجة الإشعاعية الداخلية
    الإصمام الإشعاعي، ويسمى أيضًا العلاج الإشعاعي الداخلي الانتقائي (SIRT)

يتوفر العلاج النووي في ثلاثة من مواقع Mayo Clinic.

في معظم الحالات، يُحال المريض عن طريق أحد الأطباء إلى الفريق المتخصص في العلاج النووي. استشر طبيبك بشأن ملاءمة هذا الخيار العلاجي لحالتك. وتعتمد الأهلية لهذا العلاج على عدة عوامل مرتبطة بالورم نفسه والصحة العامة للمريض.

وقد يفحصك الأطباء في أحد مقرات العيادة الرئيسية في فينيكس/سكوتسديل في ولاية أريزونا، أو جاكسونفيل في ولاية فلوريدا، أو روتشستر في ولاية مينيسوتا. وتتوفر في كل من هذه المواقع الخبرات والتقنيات اللازمة لتوجيهك أثناء العلاج بالطب النووي. وتتوفر في كل المواقع أجهزة سيكلوترون ومختبرات كيمياء إشعاعية للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) وصيدليات للأدوية النووية المشعة. حيث أن جميع هذه التقنيات ضرورية للعلاج النووي ولإنتاج الأدوية اللازمة للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني وكذلك التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة (SPECT). كما تتوفر في كل المواقع أجهزة تصوير حديثة جدًا، منها: أجهزة PET/CT و PET/MRI و SPECT/CT.

السيكلوترونات هي مسارعات جُزيئات تُنتِج ذَرّات نشطة إشعاعية (نويدات مشعة). ويَدمج المختصون هذه الذرات في أدوية معينة ويختبرون جودتها وسلامتها حسب تشريعات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). ويَصنع الخبراء هذه الأدوية مباشرة في المختبر بطريقة مناسبة لحالة كل مريض بعينه.


أخبار مرتبطة