تاريخ النشر 27 نوفمبر 2021     بواسطة الدكتور عبدالله محمد النملة     المشاهدات 1

إعادة الأعضاء المبتورة «مهمة مستحيلة» ونجاحها يصل

إلى 60% بدأت أم محمد صباحها كالمعتاد.. ثم جلست بجوار طفلها ذي الأربع سنوات لإعداد وجبة الغداء، دون أن تدري أن المأساة ستنسج فصولها بعد قليل، فحين ذهبت من مكانها إلى الثلاجة سمعت فجأة صرخة مدوية هرولت بعدها مسرعة إلى حيث مكان الطفل بجوار مفرمة اللحم، وكانت المأساة قد وقعت حين أبصرت أثناء الص
راخ أصابع طفلها داخل المفرمة وقد تحولت إلى كومة من اللحم المفروم، عندما حاول وضع قطع اللحم في المفرمة كما كانت تفعل والدته وبعد خضوعه لجراحة استمرت 16 ساعة لم يستطع فريق الجراحين من إعادة سوى أصبع واحد ليده بسبب التهشم الكبير للأصابع وتقطع الشرايين والأوردة.

وفي قسم الطوارئ بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني، كانت (الرياض) متواجدة على هامش هذه المأساة الحزينة، فتوجهت إلى قسم جراحة إعادة الأعضاء، وهو أحد الأقسام السبعة في مركز الطوارئ بالمستشفى، والتقت الدكتور عبد الله محمد النملة استشاري جراحة تجميل وجراحة اليد ليحدثنا عن هذه الجراحات المعقدة والدقيقة التي تتيح إعادة الكف والذراع والأصابع والأقدام كليا إلى أجسادها لتؤدي وظائفها كاملة.

بداية أوضح الدكتور النملة أنه يصلهم في المستشفى حوالي (6) حالات في السنة تتعلق ببتر العضو بتراً كاملاً، أما الحالات الأخرى مثل الكسور وقطع الأوتار وتقطع الجلد فتصل إلى 10 20 حالة يوميا، وأغلبها نتيجة لحوادث المرور أو لعب كرة القدم، بالإضافة إلى بعض حالات الأطفال وحوادث إغلاق الأبواب، مطالباً أولياء الأمور لاسيما من الأمهات القيام بتدابير احترازية لضمان سلامة الأطفال من أثر وجود مثل هذه الأجهزة الحساسة مثل جهاز فرم اللحم، قائلاً: (هذا الجهاز خطره أكثر من نفعه، وقد وصلتنا حالات كثيرة لأطفال تهشمت أصابع أيديهم ووصلت حتى الكف بسبب التصرف الخاطئ بجهاز الفرم، ففي عيد الأضحى الماضي وصلتنا حالتان لطفلين أقل من سبع سنين ولم نستطع أن نعيد أيا من أصابعهم بسبب التهشم الذي طال جميع أصابع اليد).

وأضاف أن إعادة العضو المبتور تتوقف على وقت إصابة المصاب ونوعية الجهاز الذي تسبب في الإصابة، مثل جهاز فرامة لحم أو آلة حادة أوحادث أو وقوع جسم صلب على العضو، كما يتوقف الأمر على عمر المصاب وبعض عاداته فإذا كان المصاب من المدخنين، سيكون لذلك دور سلبي على الإصابة، وبالنسبة لكبار السن والشباب عادة لا تنجح عمليات إعادة الرجل المبتورة لجسم المصاب لأنه يتعرض بعد الجراحة لعدم الإحساس ومن ثم للالتهابات التي قد تؤثر على صحة المريض وتؤدي إلى احتمال الوفاة.

طريقة الحفاظ على العضو المبتور
وأشار إلى أن الطريقة المثلى للحفاظ على العضو المبتور أثناء وقوع الحادث، ومراحل العملية الدقيقة. قائلاً: الطريقة المثلى لحفظ العضو المبتور أن يلف بالشاش المبلل ثم يدخل الكيس الحافظ ويوضع فوق الثلج وهذه قد تحفظه لمدة 96 ساعة بعد الإصابة، أما مراحل إجراء جراحة إعادة العضو فهي تبدأ بتنظيف الجرح وإزالة الخلايا الميتة وإيجاد الشرايين والأوردة في العضو المبتور والمبتور منه وتثبيت العظام بعد تقصيرها وتوصل الشرايين وبعدها الأوردة ومن ثم الأعصاب والأوتار موضحاً أن الأجهزة المستخدمة في هذه النوعية من الجراحات هي جهاز الميكروسكوب المكبر حتى 25 مرة وهو الذي نعتمد عليه في هذه النوعية من العمليات لأننا نتعامل مع أوردة وشرايين دقيقة جداً، كما أن الخيوط المستعملة بهذه الجراحة لا ترى بالعين المجردة، مؤكداً على أنه إذا عاد العضو المبتور للعمل بنسبة 60% فسنعتبر هذا نجاحا و بامتياز.


أخبار مرتبطة