تاريخ النشر 4 ديسمبر 2021     بواسطة الدكتور مجدي محمد ادريس     المشاهدات 1

د . إدريس استشاري أمراض الصدر: التدخين يسبب

تليف الرئة ويصيب الرجال أكثر من النساء حذر استشاري أمراض الصدر في مستشفى القوات المسلحة بالرياض الدكتور مجدي محمد إدريس من تعاطي التدخين مبيناً بأنه من أسباب تليف الرئة مضيفاً بأن الرجال أكثر عرضة للاصابة بهذا المرض من النساء وأن احتمال إصابة كبار السن من سن ال60 فما فوق أكبر بكثير من غيرهم
..كما أوضح د. إدريس أن الكورتيزون والعلاج الكيماوي يستخدمان لايقاف تقدم هذا المرض رغم تأثيرهما على قوة العظام وصلابتها وتضعف جهاز المناعة.. د. مجدي إدريس حل ضيفاً على «الجزيرة» خلال الأسطر التالية..
** ما هو التهاب تليف الرئة؟ وكيف يتم؟
تتكون الرئة من عدد من الخلايا المختلفة والتي تشمل خلايا ليفية Fibroblast وهي التي تقوم ببناء الأنسجةالليفية المسؤولة عن إعطاء الرئة الدعامة الهيكلية المطلوبة وهناك الخلايا الرئوية Pneumocyte وهي التي تقوم ببناء جدار الاكياس «الحويصلات» الهوائية المسؤولة عن ايصال الاكسجين واستئصال ثاني اكسيد الكربون من الدم بالاضافة الى خلايا المناعة والخلايا العصبية وغيرها وتقوم جميع هذه الخلايا بالانقسام ضمن برنامج محدد منظم بحسب وظيفة كل نوع من الخلايا بحيث لا يطغى أحدها على الآخر. أما في حالة وجود مرض التليف الرئوي فان الخلايا الليفية تقوم بالانقسام والتكاثر بشكل كبير مما يؤدي الى زيادة أعداد هذا النوع من الخلايا على حساب الأنواع الاخرى مما ينعكس سلبياً على عمل تلك الخلايا وبالتالي فقد الرئة لوظيفتها تدريجياً.
** من الأشخاص المعرضون للاصابة بتليف الرئة؟
ان أسباب زيادة انقسام الخلايا الليفية وما ينتج عنه من تليف رئوي يرجع لأسباب عديدة منها ما هو مجهول ومنها ما يكون ناتجاً عن التهابات رئوية سابقة أو نتيجة التعرض لبعض المواد المهيجة كما هو الحال عند بعض المزارعين أو عمال المصانع وقد ينتج تليف الرئة كعرض جانبي لبعض العقاقير الطبية أو نتيجة للاصابة ببعض أمراض المناعة كأمراض الروماتيزم وخلافه، كما يعتبر التدخين من الأسباب المساعدة على احتمال اصابة الشخص بهذا المرض، ويلاحظ أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من النساء وكذلك فان احتمال إصابة كبار السن )ممن تجاوزوا سن الستين( أكبر بكثير من غيرهم .
صعوبة في التنفس
** ما أعراضه؟
تنتج أعراض مرض التليف الرئوي عن فقد الرئة لوظيفتها تدريجياً بسبب تراكم الخلايا الليفية ونقص أعداد الخلايا الرئوية المسؤولة عن عملية التنفس وبالتالي يعاني المريض من صعوبة بالتنفس تزداد تدريجياً مع الوقت، كما تظهر أعراض أخرى كالسعال الجاف المزمن وكما ذكرنا تزداد هذه الأعراض تدريجياً على مدى السنوات وفي بعض الحالات المتقدمة ينقص مستوى الاكسجين في الدم الى معدلات خطيرة مؤدياً الى ارتفاع حاد في ضغط الرئة والذي ينتج عنه اضطراب في وظائف القلب وبالتالي فشله كما قد يلاحظ بعض المصابين بهذا المرض انتفاخاً في إطراف أصابع اليد والقدم وربما زرقتها.
** كيف يتم تشخيصه؟
يتم التشخيص مبدئياً بأخذ تاريخ المرض والفحص الاكلينيكي الطبي من قبل الطبيب المختص ومن ثم القيام بعمل بعض التحاليل الطبية لقياس نسبة الاكسجين وثاني اكسيد الكربون في الدم. كما يلزم القيام بعمل الأشعات اللازمة كالأشعة السينية والمقطعية والتي تساعد بشكل كبير في تشخيص المرض. كما ينبغي عمل اختبار وظائف الرئة لمعرفة مدى تقدم المرض وتحديد مدى استجابة المريض للعلاج في المستقبل، ولا يزال أخذ عينات من الرئة «الخزعات» جراحياً وفحصها مخبرياً هو السبيل الأفضل والأمثل لتشخيص المرض ومعرفة نوعه ومسبباته ومدى تقدمه وهذا ما ننصح به المرضى في أغلب الأحيان .
وقد يكتفي الطبيب المعالج في بعض الأحيان بعمل الأشعة المقطعية واختبار وظائف الرئة وعدم اللجوء الى التشخيص الجراحي نظراً لحالة المريض وتبعاً لبعض الأعراف والمفاهيم الطبية.
الكورتيزون شر لابد منه
** وما طرق علاجه؟
يعد مرض تليف الرئة من الأمراض الخطيرة والتي يجب تشخيصها وعلاجها في مراكز متخصصة لها خبرة كافية في مجال التعامل مع هذه الأمراض، وتتكون العلاجات إجمالاً من إعطاء الاكسجين طوال اليوم «أو لاكثر فترة ممكنة» وذلك في حال هبوط نسبة الاكسجين في الدم عن المستوى المتعارف عليه طبياً ومن الناحية العلاجية فان مكونات الستيرويد «الكورتيزون» وأدوية العلاج الكيماوي تعد حجر الزاوية في علاج هذا النوع من الأمراض وذلك في محاولة لايقاف تقدم المرض ولجعل الحالة مستقرة طبياً، وتقوم الدراسات الحديثة حالياً باختبار أنواع جديدة من الأدوية والتي يفترض أن توقف انقسام الخلايا الليفية من غير التعرض لباقي أنواع الخلايا «على عكس مفعول مركبات الكورتيزون والعلاجات الكيميائية والتي تؤثر سلباً على وظائف جميع الخلايا بلا استثناء» وينتظر لهذا النوع من الأدوية أن تقوم بنقلة نوعية هامة في علاج هذا المرض الخبيث وأن كانت لاتزال حالياً تحت التجربة والاختبار للتأكد من تأثيرها الإيجابي على المرضى وسلامتها من الأعراض الجانبية،
وأما عملية زراعة الرئة، «عادة يكتفي بزراعة رئة واحدة» فانها قد تناسب بعض الحالات فقط وذلك تبعاً لعمر المريض وحالته ومدى استجابته للعلاج.
تضعف العظام وجهاز المناعة
** هل هناك تأثيرات جانبية من علاج تلف الرئة؟
مما هو معلوم فان لمركبات الكورتيزون والأدوية الكيماوية تأثيرات جانبية وسلبية على الجسم فهي تؤثر على قوة العظام وصلابتها من جهة كما تضعف جهاز المناعة عند الانسان.
من جهة اخرى، مما قد يجعل الشخص المتعاطي لهذا النوع من الأدوية عرضة في بعض الأحيان للإصابة ببعض الالتهابات الخطيرة.
ومن هنا فان الواجب عدم أخذ هذه العقاقير الا تحت إشراف طبيب مختص في هذا المجال مع مراعاة المتابعة المستقرة للتأكد من فعالية الدواء وتجنب الاصابة بتلك المضاعفات الخطيرة .


أخبار مرتبطة