تاريخ النشر 4 ديسمبر 2021     بواسطة الدكتورة نعيمة محمد الشنقيطي     المشاهدات 1

الحمل العنقودي..

إن الحَمْلَ العُنقودي هو ورم غير سرطاني ينشأ داخل الرحم، حيث يحدث الحمل العنقودي عندما تتطور المشيمة إلى مجموعة من الحويصلات ولا تتطور لحمل سليم يحوي أنسجة مشيمة سليمة وجنينًا. لا توجد في الحمل العنقودي الكامل أنسجة مشيمة سليمة بتاتًا ولا يوجد جنين أيضًا، بالمقابل في الحمل العنقودي الجزئي يوجد
 القليل من أنسجة المشيمة السليمة إضافةً إلى أنسجة جنين غير سليمة، ولذلك لا يمكن أن يتكون جنين حي.
قد يتحول الحمل العنقودي إلى نوع نادر من الورم السرطاني، ولذلك يجب معالجة هذه الحالة بشكل عاجل، حيث أن المتابعة الحذرة لمسار الحمل العنقودي هامة من أجل تقليل مضاعفات هذه المشكلة ولإتاحة الفرصة لحدوث حمل سليم في المستقبل.
أعراض الحمل العنقودي
يظهر الحمل في المراحل الأولى من الحمل العنقودي كحمل سليم، ولكن بعد ذلك تبدأ أعراض الحمل العنقودي بالظهور، وهي:
    نزيف مَهْبِلي يظهر في الثلث الأول من الحمل وغالبًا ما يكون باللون البني الغامق إلى الأحمر الفاتح.
    غثيان شديد وتقيؤ.
    خروج كيسة يكون شكلها كالعنب.
    إحساس بالضغط أو الألم في منطقة الحوض.
    تضخم سريع جدًّا في الرحم، أي أن حجم الرحم يكون كبيرًا جدًّا نسبةً لحجم الرحم المفروض أن يكون في هذه المرحلة من الحمل.
    ضغط دم مرتفع.
    تسمم الحمل (Preeclampsia).
    كيسات في المبيض.
    فقر دم.
    فرط الغدة الدَّرَقِيَّة.
    مشيمة سميكة ومليئة بالكيسات تملأ تجويف الرحم.
أسباب وعوامل خطر الحمل العنقودي
يتم في الحمل السليم تلقيح البويضة من الأم بواسطة الحيوان المنوي من الأب وهي تحتوي على 46 كروموسوم، 23 كروموسوم مصدرها من بويضة الأم و23 الباقية مصدرها من الحيوان المنوي لدى الأب.
1. أسباب الحمل العنقودي
تشمل أسباب الحمل العنقودي ما يأتي:
    يكون مصدر كل الكروموسومات من الأب في الحمل العنقودي الكامل بسبب فقدان الكروموسومات التي يكون مصدرها من الأم وتضاعف الكروموسومات الأبوية المصدر.
    لا يكون هناك في الحمل العنقودي الجزئي فقدان للكروموسومات التي يكون مصدرها من الأم، ولكن تكون مجموعة مضاعفة من الكروموسومات التي مصدرها الأب أي أن البويضة الملقحة تحتوي على 69 صبغيًّا.
    يحدث الحمل العنقودي الجزئي عندما يكون هناك تضاعف بعدد الكروموسومات التي يكون مصدرها من الأب، أو بعد تلقيح بويضة واحدة على يد حيوانين منويين مختلفين.
2. عوامل الخطر
يُوجد عدة عوامل خطر تؤدي إلى حدوث الحمل العنقودي:
    العمر: الحمل العُداري شائع أكثر في حالات الحمل التي تحدث لدى النساء اللواتي بلغن عمر 35 وما فوق أو الفتيات اللواتي دون عمر 20 عامًا.
    حمل عُداري سابق: احتمال حدوث حمل عُداري لدى النساء اللواتي سبق وحدث لهن حمل عُداري أعلى بـحوالي 10 أضعاف من نسبة حدوثه لدى باقي النساء.
    العِرق: الحمل العُداري شائع أكثر لدى النساء اللواتي من أصل جنوب شرقي آسيا.
مضاعفات الحمل العنقودي
إن لدى 10% من الحالات بعد إسقاط الحمل العنقودي وإخراج أنسجة المشيمة المريضة تبقى بالرحم أنسجة عُدارية التي تستمر بالنمو، حيث يمكن ملاحظة هذا الأمر عند إجراء فحص دم إذ يظهر معدلات عالية لهرمون الحمل ويحدث نزيف مَهْبِلي في حالة اختراق الأنسجة العُدارية لطبقات الرحم.
تتطور الأنسجة العُدارية في أحيان نادرة جدًّا لتصبح أنسجة سرطانية مشيمائية (Choriocarcinoma) وقد تتفشى لتصل إلى أعضاء أخرى في الجسم، كما يعتمد علاج السرطانة المشيمائية أيضًا على دمج أدوية كيماوية وعادةً ما يتكلل بالنجاح.
تشخيص الحمل العنقودي
في فحص الموجات فوق الصوتية الذي يُفضل إجراؤه في هذه المرحلة عبر المَهْبِل يمكن غالبًا ملاحظة عدم وجود جنين، وعدم وجود السائل السَّلَوي (Amniotic fluid)، وغيرها من الأعراض.
كما يجب إجراء ما يأتي:
    فحص قوة الدم.
    فحص مستوى هرمون الغدة الدَّرَقِيَّة.
    فحص تسمم الحمل.
علاج الحمل العنقودي
لا يوجد أي احتمال بأن يتحول الحمل العنقودي إلى حمل سليم ولذلك يجب إزالة الحمل العنقودي في أقرب وقت ممكن، حيث يتم استئصال الحمل بواسطة عملية جراحية يمكن إجراؤها تحت تأثير التخدير الموضعي أو التخدير العام، حيث أن مدة العملية الجراحية قصيرة وعلى الأغلب تستمر لمدة 15 دقيقة حتى 30 دقيقة.
تتم العملية عن طريق المَهْبِل ولا تستدعي شق البطن ففي حالة كان حجم الأنسجة العُدارية كبيرًا والمرأة ليست لديها رغبة في الإنجاب يمكن استئصال الرحم بالكامل، يتم بعد العملية الجراحية متابعة مستوى هرمون الحمل في الدم؛ للتأكد من أنه تمت إزالة الأنسجة العُدارية بشكل كامل.
بعد عودة مستوى الهرمون إلى المستوى الطبيعي تستمر متابعة الحالة لمدة نصف سنة وحتى سنة، وقد يُنصح الطبيب خلال هذه الفترة بعدم الحمل ليتأكد أن زيادة ارتفاع هرمون الحمل غير ناجم عن تطور الأنسجة العُدارية من جديد.
قد تُستوجب هذه الحالة علاجًا كيماويًّا وبشكل عام ينتهي الأمر بنجاح. 
الوقاية من الحمل العنقودي
لا يوجد طريقة للوقاية، لكن يجب المتابعة الدورية من قبل الطبيب للمرأة التي سبق وعانت من الإصابة بالحمل العنقودي لتجنب الإصابة به لاحقًا.


أخبار مرتبطة