تاريخ النشر 26 ديسمبر 2021     بواسطة الدكتور بدر غازي بن حمد     المشاهدات 1

السمنة لدى الأطفال.

خلال 30 سنة الأخيرة وصل تعداد حالات السمنة لدى الأطفال والبالغين في العالم إلى حد الوباء. يُعاني ربع البالغين اليوم من السمنة وهناك تقديرات بوصول هذه النسبة إلى النصف لدى المراهقين خلال العقد القادم. يتم تعريف السمنة على أنها زيادة في الأنسجة الدهنية في الجسم نسبة إلى السن والجنس. يتم تحديد
كتلة الده,ن وفق مستوى الموازنة بين استهلاك السعرات الحرارية وحرقها، والذي يتم تنظيمه بواسطة شبكة هرمونات وأعصاب.
يمكن لأي اضطراب يطرأ على أحد مركبات هذه العملية أن يتسبب في اختزان الطاقة وزيادة الوزن.
إيجابيات خفض الوزن
لقد أوضحت أبحاث عدة أن انخفاض الوزن يؤدي إلى الحد من عوامل الخطر، مثل:
    انخفاض ضغط الدم.
    انخفاض مستوى السكر في الدم.
    تحسين مستوى الدهنيات في الدم.
يتوجب التعرف على الأفراد الذين توجد لديهم احتمالات زائدة من خطر الإصابة بالسمنة ومضاعفاتها، ويجب علاج السمنة لديهم حتى الوصول بهم إلى الوزن المطلوب والمحافظة عليه، ويكون هذا مترافقًا مع الحفاظ على تغذية ملائمة تُمكن من استمرار النمو والنضوج بشكل سليم.
السمنة الثانوية عند البالغين
السمنة الثانوية نادرة لدى البالغين وناجمة عن خلل في نشاط الهرمونات، مثل: قلة نشاط الغدة الدرقية، وإفراز زائد للكورتيزول، وضرر في مركز الشبع في الغدة تحت المهاد (Hypothalamus)، أو ناتجة عن متلازمات جينية.
تتسم السمنة الثانوية باضطرابات في النضوج الجسدي والجنسي، وبظهور دلائل مميزة عند إجراء الفحص الجسدي، ويُعتبر ظهور السمنة المبكرة مسببًا خطيرًا لارتفاع نسبة الاعتلال المرضي والموت.
ترتبط سمنة البالغين بتضاعف أخطار الإصابة بالأمراض القلبية في عمر الشباب، مثل:
    ضغط دم مرتفع.
    زيادة في نسبة الدهنيات في الدم.
    مقاومة الإنسولين وظهور مرض السكري من نوع الثاني.
أعراض السمنة لدى الأطفال
العرض الأساسي الملاحظة في السمنة عند الأطفال بأنه يكون الطفل ذو وزن عالي وحجم كبير مقارنةً بأقرانه.
أسباب وعوامل خطر السمنة لدى الأطفال
تنجم معظم حالات سمنة الأطفال عن سمنة أولية التي تُعتبر نتاجًا لمؤثرات وراثية وبيئية.
1. أسباب السمنة عند الأطفال
في الآتي أهم الأسباب للسمنة عند الأطفال:
    العامل الوراثي
يُؤثر العامل الوراثي بشكل كبير على كمية الدهنيات في الجسم، وطريقة الأكل، وحرق السعرات الحرارية، بالإضافة لذلك تم تحديد خلل في جينات تُسبب السمنة، مثل: خلل في جين الليبتين (Leptin)، ومستقبل الليبتين، ومستقبل الملانوكورتين (Melanocortin).
    العامل البيئي
من ناحية أخرى فإن الزيادة السريعة في حالات السمنة تُشير إلى أهمية تأثير العوامل البيئية.
في الماضي كانت لميزة تخزين الدهنيات أهمية كبيرة في صراع البقاء في فترات المجاعة، لكن في العالم الغربي الذي يغتني بوفرة الطعام، وتقلص فيه النشاط البدني بشكل ملحوظ نتيجة ارتفاع عدد مشاهدة التلفزيون، واستخدام الحاسوب تحول تخزين الدهنيات إلى مسألة سلبية.
2. عوامل الخطر
من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسمنة:
    عدم ممارسة الرياضة.
    طبيعة أكل الأطفال غير الصحية.
    التاريخ العائلي المرضي.
    التوتر العائلي.
    المشاكل الاقتصادية.
    تناول بعض الأدوية التي ترفع الوزن، مثل: بريدنيزون (Prednisone).
مضاعفات السمنة لدى الأطفال
هناك أمراض تظهر لدى المصابين بالسمنة تشمل:
    ضيق التنفس أثناء النوم.
    توقف التنفس أثناء النوم.
    تعب متزايد وانخفاض في مستوى التحصيل الدراسي.
    ميل لحدوث ضغط زائد داخل الجمجمة من ميزاته الإحساس بوجع في الرأس وتشويش الرؤية.
    مشاكل نفسية واجتماعية حيث أن الأولاد يرفضون مصاحبة السِمان، ولذلك يميل الطفل البدين للاكتئاب.
تشخيص السمنة لدى الأطفال
يتم تشخيص المرض عن طريق الإجراءات الآتية:
1. قياس مؤشر كتلة الجسم (BMI)
لتقدير السمنة من الممكن الاستعانة بمقياس كتلة الجسم حيث يتم حسابها بناءً على حساب وزن الجسم بالكيلوغرام مقسومًا على مربع الطول بالمتر، مقارنة مع الرسم البياني النموذجي.
يتم تعريف الزيادة في الوزن عندما يكون منسب كتلة الجسم في نطاق يفوق الشريحة المئوية 85%، أما تعريف سمنة فيكون عندما يفوق مؤشر كتلة الجسم الشريحة المئوية لنسبة 95%، وذلك بالتناسب مع العمر والجنس.
2. فحوصات الدم
من أهم الفحوصات المجراة للكشف عن السمنة ومخاطرها:
    فحص الكولستيرول.
    فحص السكر بالدم.
علاج السمنة لدى الأطفال
تعتمد أسس علاج السمنة على الآتي:
1. علاج السمنة بالتغذية
من خلال وجبات متوازنة مع تقليل في استهلاك الدهنيات خصوصًا الدهون الحيوانية، والامتناع عن منتجات مشبعة بالسعرات الحرارية.
2. علاج السمنة السلوكي
تطوير قدرات للمحافظة على الوزن السليم على مدى الزمن، والتحكم بالرغبات، والتثقيف لاكتساب عادات غذائية صحيحة.
3. النشاط البدني
من خلال رفع مستوى إنتاج الطاقة، وزيادة ساعات الفعاليات الجسدية، والتقليل من ساعات مشاهدة التلفزيون والألعاب الإلكترونية.
4. علاج السمنة بالعقاقير
حتى الآن لم يتم التصديق على استعمال عقاقير لمعالجة سمنة الأولاد وتُجري أبحاث كثيرة لفحص فعالية وسلامة استعمال هذه العقاقير لدى الصغار في السن.
فقط جزء من البالغين الذين يستجيبون للعقاقير المتوفرة اليوم، ولمعظم هذه العقاقير توجد آثار جانبية، وفي حالة التوقف عن استعمال العقار فإن السمنة تعاود الظهور في العموم.
من العقاقير المتواجدة في الأسواق:
    أورليستات (Orlistat)
هو دواء مثبط لإنزيم الليباز المساعد في امتصاص الدهنيات مما يُقلل من امتصاص الدهون المتواجدة في الأكل.
الأعراض الجانبية للدواء تشمل:
    البراز الدهني.
    غازات.
    أوجاع في البطن.
    السيبوترامين (Sibutramine)
يعمل الدواء على الجهاز العصبي المركزي ويمنع امتصاص المتجدد للسرتونين (Seratonine)، والنيروبينيفرين (Norepinephrine)، وتؤدي إلى الإحساس بالشبع وزيادة إنتاج الطاقة.
الأعراض الجانبية للدواء تشمل:
    نبض سريع.
    ارتفاع ضغط الدم.
    جفاف في الفم.
    تشويش في النوم.
لا يُنصح بإجراء عمليات جراحية للأولاد إلا في الحالات التي تُشكل خطورة على الحياة في المدى القريب بسبب السمنة.
في السنوات الأخيرة حدث تطور في فهم آلية السمنة ولكن هذا الفهم حتى الآن لم يُعط فعالية في كبح وعلاج السمنة، بما أن التعقيدات الناتجة عن السمنة تظهر في سن صغير يتوجب التعامل مع السمنة كمرض مزمن يستلزم المتابعة، في هذه الفترة علاج السمنة الأكثر فعالية هو محاولة منع السمنة أو الوقاية منها.
الوقاية من السمنة لدى الأطفال
يُمكن الوقاية من السمنة عند الأطفال عن طريق:
    اتباع نظام غذائي صحي.
    ممارسة الرياضة.
    النوم بشكل كافي.


أخبار مرتبطة