تاريخ النشر 2 يناير 2022     بواسطة البروفيسور اسماء عبدالله الدباغ     المشاهدات 1

"الماموجرام الرقمي" يزيد معدلات التشخيص المبكر

لسرطان الثدي كشفت دراسة أجراها فريق من الباحثين البريطانيين أن التحول من استخدام "الماموجرام الشعاعي" إلى "الماموجرام الرقمي" ساعد على زيادة الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي بنسبة 14% في المملكة المتحدة. ووفق الدراسة، التي نشرتها دورية "راديولوجي" (Radiology)، فقد بدأ استخدام "الماموجرام الرقمي"
 قبل 15 عامًا بشكل كبير؛ نظرًا للمزايا العديدة التي يتسم بها مقارنة بالتقنية التقليدية التي تعتمد على تصوير الثدي باستخدام الأشعة السينية وطبع الصور على فيلم.
ويعتبر تصوير الثدي بأشعة "الماموجرام" أكثر أنواع فحوصات الثدي انتشارًا؛ إذ يُستخدم للكشف المبكر عن سرطان الثدي قبل ظهور أي أعراض، كما يُستخدم أيضًا لتشخيص أمراض الثدي في حالة وجود أعراض مثل التورم أو الألم أو إفرازات الحلمة.
ويتم تصوير الثدي بأشعة "الماموجرام" عن طريق استخدام جرعة خفيفة من الأشعة لفحص الثدي، من خلال تحويل هذه الأشعة إلى إشارات كهربية تُستخدم بعد ذلك لإنتاج مجموعة من الصور لمنطقة الثدي.
وفي بعض الأحيان، يتم حقن مادة صبغية في الوريد لزيادة حساسية ودقة فحص "الماموجرام"؛ إذ تساعد المادة الصبغية على إظهار الأنسجة غير الطبيعية فقط، حتى يتمكن الأطباء من تجنُّب التشخيص الإيجابي الكاذب، وتستغرق عملية التصوير بأشعة "الماموجرام" دون صبغة حوالي 15 دقيقة، وعند إجراء التصوير بالصبغة تستغرق العملية 20 دقيقة فقط.
تقول "روزاليند جيفن-ويلسون" –أخصائية الأشعة بمستشفيات جامعة "سان جورج" في لندن، والباحثة المشاركة في الدراسة- في تصريحات لـ"للعلم": "إن جودة الصورة التي تظهر في الماموجرام الرقمي -الذي يقوم بتحويل الأشعة السينية إلى إشارات كهربية يتم تخزينها في كمبيوتر- تكون أفضل؛ إذ تُظهر التكلسات الموجودة بين الأنسجة السميكة، كما يسمح الجهاز بضبط الصورة، ما يزيد من دقتها".
قام الباحثون بتقييم تأثير "الماموجرام الرقمي" على تشخيص السرطان من خلال رصد بيانات حصلوا عليها من 80 جهةً مشاركة في برنامج فحص سرطان الثدي، التابع لخدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة.
وأتاح الكم الضخم من المعلومات للباحثين قياس تأثير "الماموجرام الرقمي" من خلال 11.3 مليون فحص لسيدات تتراوح أعمارهن بين 45 و70 عامًا.
ونتج عن ذلك زيادة معدل تشخيص السرطان بنسبة 14% نتيجةً للتكنولوجيا الرقمية، فضلًا عن ارتفاع معدل اكتشاف أنواع السرطان الخطيرة من الدرجة الأولى والثانية (وهي سرطانات تكون في مرحلة مبكرة، ولكنها تصبح مهددة للحياة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها مبكرًا).
ولم يتمكن الباحثون من معرفة لماذا يستطيع "الماموجرام الرقمي" تشخيص السرطانات سريعة الانتشار من الدرجة الأولى والثانية، علمًا بأن الخلايا في هذه الحالات تكون أشبه بالطبيعية، في حين يصعب عليه تشخيص السرطان نفسه من الدرجة الثالثة، والتي تبدو ككتل من الأنسجة الرخوة غير المحددة، مرجحين أن "هذه الأنسجة يصعب التمييز بينها وبين الكتل الكثيفة الحميدة أو الأنسجة الطبيعية".
تضيف "ويلسون" قائلةً: "نحاول معرفة الأسباب وراء صعوبة تشخيص الدرجة الثالثة من هذه السرطانات، ونسعى حاليًّا لتحديد الخصائص الإشعاعية للدرجة الثالثة من السرطان؛ لمعرفة إذا كان تحسين صورة الإصابة يُمكن أن يساعد في التشخيص أم لا، كما ندرس العلاقة بين سرطانات الدرجة الثالثة والأورام التي تظهر في تلك الفحوصات".
تشير الدراسة إلى أن "الماموجرام الرقمي" نجح في اكتشاف معدل أعلى من بعض أنواع الأورام، مثل "السرطان القنوي الموضعي" الذي يصيب القنوات اللبنية في الثدي، ويتم تشخيصه في مرحلة مبكرة من أول فحص أو في الفحوصات اللاحقة.
وعن المراحل المتبعة في حالة إذا كانت نتائج "الماموجرام الرقمي" غير مرضية، تقول "ويلسون": "إن استدعاء هذه الحالات يتبعه إعادة فحصها إكلينيكيًّا خلال أسبوعين مع إجراء موجات فوق صوتية وأشعة مقطعية، وإذا اقتضى الأمر أخذ عينة من الثدي لتحليلها، وتُعرض النتيجة على فريق متعدد التخصصات، وإذا تم اكتشاف ورم حميد أو خبيث، تُرسل الحالة إلى وحدة جراحة الأورام لاتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة".
وتوضح "ويلسون" أن برنامج فحص الثدي سواء بـ"الماموجرام الشعاعي أو الرقمي" يتم في المملكة المتحدة كل ثلاث سنوات للسيدات من سن 50 إلى 70 عامًا، أما النساء اللاتي لديهن احتمال كبير للإصابة فيتم فحصهن سنويًّا.


أخبار مرتبطة