تاريخ النشر 8 مارس 2011     بواسطة البروفيسور اسكندر سليمان القثمي     المشاهدات 201

التدخين

أوضح الدكتور إسكندر بن سالم القثمي، استشاري وأستاذ جراحة القلب والصدر في كلية الطب مستشفى جامعة الملك عبد العزيز في جدة, أن عمليات زراعة الرئتين بلغت حتى نهاية عام 2009 أكثر من 30 ألف عملية، إلا أن العدد محدود جدا في المملكة، مرجعا السبب وراء ذلك إلى قلة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة نتيجة الافتقا
ر إلى الوعي التثقيفي بأهمية التبرع وإنقاذ حياة أناس هم في أمس الحاجة, وقال في حوار مع «الاقتصادية» إن زراعة الرئتين تشهد تطورات ملحوظة، منها تأهيل رئة المتبرع بعد الوفاة (توقف القلب والرئة), وذلك بوضع رئة المتوفى في جهاز مغلق بحجم الرئتين ويتم توصيله بجهاز التنفس الصناعي ومن ثم يتم استخدامها وزرعها للمريض. كما تناول عددا من الموضوعات فإلى تفاصيل الحوار:
ما الأمراض التي تصيب الرئة وتسبب فشلا في أداء وظيفتها؟
أمراض عديدة, لكن أكثرها انتشارا هو التليف الرئوي غير معروف السبب الذي يتميز بتطوره المستمر البطيء وينتهي بالفشل الرئوي. هناك أمراض أخرى مثل الالتهاب المزمن الصديدي الناتج عن تكرار الالتهابات الرئوية الذي يسبب تهتكا وتمددا للحويصلات الشعبية, وبالتالي الفشل الرئوي، كذلك الأمراض الناتجة عن التدخين والتي تسبب تآكل الأغشية والحويصلات والشعب الهوائية.
هناك شح في المتخصصين في زراعة الرئة. ما الأسباب؟ وهل يشهد هذا المجال تطورا وتقدما؟
زراعة الرئتين تعتمد على برنامج وفريق طبي متخصص عالي الكفاءة من الناحية الفنية والمهنية, ناتج عن تدريب طويل ومستمر في مراكز متميزة مشهود لها عالميا، لكن هذه المراكز محدودة بعدد أصابع اليد, وبالتالي ينعكس ذلك على أعداد المختصين في هذا المجال.
زراعة الرئتين تشهد تطورات ملحوظة وخاصة في إيجاد السبل المثلى لزيادة أعداد الرئة من المتبرعين وذلك لإجراء عدد أكبر من عمليات الزراعة للمرضى. هناك إبداع جديد في هذا المجال وهو تأهيل رئة المتبرع بعد الوفاة (توقف القلب والرئة) وذلك بوضع رئة المتوفى في جهاز مغلق بحجم الرئتين ويتم توصيله بجهاز التنفس الصناعي وتغذية الرئتين بسائل درجة حرارته منخفضة وغني بالبروتين عن طريق الشريان الرئوي لمدة 24 ساعة, ومن ثم يتم استخدامها وزرعها للمريض.
كم بلغت عمليات زراعة الرئة في العالم, وفي المملكة بصفة خاصة؟ وهل لديكم إحصائية بعدد المرضى الذين على قائمة الانتظار لزراعة الرئة؟
بلغت عمليات الزراعة للرئتين حتى نهاية عام 2009 أكثر من 30 ألف عملية, في المملكة العدد محدود جدا وقد يكون السبب وراء ذلك قلة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة نتيجة الافتقار إلى الوعي التثقيفي بأهمية التبرع وإنقاذ حياة أناس هم في أمس الحاجة إليها، وللأمانة المركز السعودي لزراعة الأعضاء يقوم بحملات توعية جيدة عن طريق إقامة منتديات عامة. قائمة الانتظار لزراعة الرئة كبيرة وفي ازدياد ومع كل أسف هناك مرضى على قائمة الانتظار يموتون بسبب عدم وجود العضو المتبرع.
يلاحظ أن مراكز جراحة القلب تتركز في مدينة أو اثنتين هل ترون أن هناك أهمية فعلية لتوزيع الخدمات الصحية بصفة عامة على أرجاء المملكة كافة؟
مراكز جراحات القلب في المملكة كثيرة وغير مقننة من الناحية الجغرافية والتعداد السكاني لمختلف المناطق والمدن, وهذا في حد ذاته ينعكس سلبا على مستوى الرعاية المقدمة. على سبيل المثال مدينة جدة تعداد سكانها 3.5 مليون نسمة تقريبا، فيها عشرة مراكز للقلب حكومية وخاصة، أكثر هذه المراكز تفتقر إلى الكفاءة العلمية والأكادمية والعملية, وذلك بسبب عدم التوزيع المنطقي لمرضى القلب وهذا أدى إلى ضعف عدد الحالات القلبية لمناظرتها في كل مركز من المراكز, وبالتالي أدى إلى ضعف الخبرة المهنية المبني على البراهين الطبية وكذلك الخبرة البحثية في أكثر هذه المراكز.
بصورة عامة عدد مراكز القلب المراد إنشاؤها يعتمد على جغرافية المنطقة من ناحية تعداد السكان ونسبة أمراض القلب المنتشرة في تلك المنطقة. هناك معايير عالمية لإنشاء مركز قلب جديد، وحتى يتم الاعتراف به كمركز مقبول، فاعل وآمن، هو أن يثبت المركز إجراء الحد الأدنى من عدد عمليات القلب المفتوح, وهو لا يقل عن 200 عملية قلب في السنة الواحدة ولمدة ثلاث سنوات من إنشاء المركز مع التأكيد بزيادة عدد العمليات الجراحية لكل عام. بعد ذلك يعاد النظر في الاستمرار أو سحب الترخيص . لذا أهيب بوزارة الصحة الممثلة في وزيرها الرائع الدكتور عبد الله الربيعة الذي أكن له كل التقدير والاحترام, بمراقبة تلكم المراكز في المملكة والتأكد من أهليتها للعمل ومطابقتها المعايير العالمية. على سبيل المثال في مدينة جدة عدد حالات القسطرة القلبية التشخيصية أو التداخلية المتوقع إجراؤها في السنة للكبار هو عشرة آلاف حالة, وعدد عمليات القلب المفتوح المتوقع إجراؤها في السنة هو 2500 عملية، أرى من الأجدر أن توحد الجهود والطاقات وتوزع هذه العمليات على اثنين أو ثلاثة مراكز قلب على الأكثر.
قطعت المملكة شوطا كبيرا في مجال جراحة القلب. كيف تصفون الإنجازات في هذا المجال؟ وما الجديد (أبحاث دراسات) في أمراض وجراحة القلب؟
جراحة القلب في المملكة تطورت على مدار الأعوام من بداية الثمانينيات الميلادية حتى الآن, وهذا نتيجة الدعم السخي والمتواصل من قبل الدولة ـــ حفظها الله ـــ انعكس تأثيرها الإيجابي على الإنجازات في مجال جراحات القلب والصدر. على سبيل المثال العمليات الجراحية لأمراض القلب والصدر تجرى بواسطة استخدام المناظير عن طريق فتحات صغيرة مثل استخدام جهاز الإنسان الآلي (الروبوت) الذي يتميز به مستشفى جامعة الملك عبد العزيز, حيث أجرينا عدة عمليات ناجحة مثل استئصال الغدة الزعترية في التجويف الصدري وإزالة أورام رئوية, وهذه العمليات تجرى في مراكز محدودة في أوروبا وأمريكا.
هل تحدثنا عن أمراض الصدر وكيف تتم الوقاية منها؟
سرطان الرئتين من الأمراض الصدرية القاتلة, ومع كل أسف عدد الحالات في المملكة في تزايد مستمر في كل من الذكور والإناث والسبب الرئيس هو زيادة عدد المدخنين. حيث إن 90 في المائة من سرطان الرئة له علاقة قوية بالتدخين. وكثير من هذه الحالات تأتي في مراحل متقدمة لا يمكن علاجها. لذا الوقاية تكون بالتوقف والابتعاد عن التدخين والفحص الصحي الدوري المستمر لاكتشافه في مراحله الأولى وعلاجه. لذا أهيب بعامة الناس إناثا وذكورا الذين ابتلوا بمرض التدخين وأعمارهم 50 عاما وأكثر إجراء أشعة مقطعية اللولبية الدينامكية Low-dose spiral CT للتجويف الصدري كل عام, واستشارة طبيب مختص وكفء للنظر في هذه الحالات, وذلك حتى يتم اكتشاف المرض في مراحله الأولى.


أخبار مرتبطة