تاريخ النشر 19 يناير 2022     بواسطة الدكتور زهدي خالد نقشبندي     المشاهدات 1

الورم الليفي في الرحم .

هو ورم حميد يصيب أنسجة عضلة الرحم لدى النساء في عمر الخصوبة، حيث يُعد هذا الورم شائعًا جدًا وتُصاب به نحو 75% من النساء خلال حياتهن، لكنه ليس خطيرًا لأنه لا يتحوّل إلى ورم سرطاني ولأنه لا يشكّل أي خطر للإصابة بالأورام السرطانية الرحمية، لذلك فلا حاجة لأي إجراء طبي لعلاجه. في حال تسبب الورم بأو
جاع أو أدى لظهور أعراض أخرى يمكن علاجه من خلال تناول الأدوية، أو بواسطة إجراء عملية استئصال كامل للورم.
أعراض الورم الليفي في الرحم
بشكل عام لا تشكو النساء من أعراض الورم الليفي في الرحم، أما في الحالات التي يسبب فيها هذا الورم شكاوى معينة فإن الأعراض التي قد تعاني منها المصابات تكون على النحو الآتي:
    نزيف حاد خلال فترة الطمث يستمر لمدة أسبوع.
    ضغط وأوجاع في منطقة الحوض.
    ارتفاع وتيرة التبول.
    صعوبات في تفريغ المثانة البولية بشكل كامل.
    إمساك.
    آلام في الظهر أو الأرجل.
نادرًا ما تشعر المصابة بالورم العضلي بآلام حادة، لكن إذا حصلت أوجاع كهذه فذلك يعني أن الورم قد تضخم إلى حد لم يعد الدم الواصل إليه كافيًا فتحصل هنا حالة من الغرغرينا التي هي حالة من الموت الموضعي للخلايا.
تقوم هذه الخلايا الميتة بإفراز مواد في المنطقة المحيطة بها، حيث تؤدي هذه المواد التي تم إفرازها إلى ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالألم.
أسباب وعوامل خطر الورم الليفي في الرحم
تنمو الأورام العضلية الرحمية من نسيج العضل الأملس الموجود في الرحم بسبب انقسام إحدى خلايا النسيج العضلي بطريقة خارجة عن السيطرة، مما يؤدي لتكوّن كتلة صلبة مختلفة عن محيطها، وحتى يومنا هذا لم تعرف بعد العوامل التي تؤدي لحدوث الأورام العضلية في الرحم، لكنها على ما يبدو ترتبط بعلاقة واضحة بما يأتي:
1. الطفرات الوراثية
في كثير من حالات الأورام العضلية تم تشخيص طفرات جينية خصوصًا في المناطق المختصة بتحويل الخلايا لخلايا عضلية رحمية.
2. الهرمونات
الإستروجين والبروﺟﺴﺘﯿﺮون هي الهرمونات المسؤولة عن تجهيز الرحم للحمل وعن نمو بطانته، وقد تم إيجاد علاقة بين ظهور الأورام العضلية الرحمية وبين هذه الهرمونات حيث كانت نسبة هرمون الإستروجين ومستقبلات الإستروجين مرتفعة جدًا لدى النساء المصابات مقارنةً بالنساء اللاتي كان لديهن نسيج رحمي سليم.
3. التاريخ العائلي
قد تبين أن المرأة الآتية من عائلة تم تشخيص هذا المرض فيها تكون أكثر عرضة للإصابة بالورم العضلي.
4. الأصل العرقي
كما تبين أن النساء شديدات السمرة معرضات أيضًا للإصابة بالمرض أكثر من غيرهن، وقد تبين أن الأورام العضلية لدى هؤلاء النسوة كانت أكبر حجمًا وظهرت في عمر مبكر نسبيًا مقارنةً بغيرهن من النساء.
5. السمنة الزائدة
أما العلاقة بين السمنة الزائدة والورم العضلي فإنها غير مؤكدة، رغم أن العديد من الأبحاث أظهرت أن السمنة الزائدة تزيد من احتمال الإصابة بالورم العضلي في الرحم.
مضاعفات الورم الليفي في الرحم
بشكل عام لا تُعد الأورام العضلية في الرحم خطيرة ولا تؤدي إلى أي مضاعفات ولكنها قد تؤدي إلى شعور من عدم الارتياح، ولكن من الممكن أن تؤدي إلى ما يأتي:
    فقر الدم: إذا كانت تسبب نزيفًا حادًا.
    تقليل فرصة الحمل: إذ تسبب منع دخول السائل المنوي من عنق الرحم إلى قناة فالوب فتقلل من احتمالات حصول الحمل
    الولادة المبكرة: إن الأورام العضلية الكبيرة والكثيرة قد تجعل وضعية الجنين الجسدية داخل الرحم غير سليمة وقد تؤدي إلى حدوث ولادة مبكرة.
    تشويه شكل الرحم: قد يؤدي إلى زيادة حجمه بشكل ملحوظ حتى يصل إلى الحجاب الحاجز.
تشخيص الورم الليفي في الرحم
يكون حجم الورم صغيرًا جدًا بحيث لا يمكننا رؤيته إلا بواسطة المجهر، في أغلب الحالات يتم الكشف عن وجود الأورام العضلية في الرحم بالصدفة حيث يلاحظ الطبيب وجود خلل في شكل الرحم.
إذا تطلب الأمر تأكيد التشخيص بالإمكان إجراء الآتي:
    فحص بالأمواج فوق الصوتية عبر جدار البطن أو عبر المهبل، ولكن في حال عدم القدرة على الكشف عن الورم بشكل واضح بالطرق المذكورة يكون بالإمكان الاستعانة بفحوص أكثر تعقيدًا، حيث تشمل:
        تصوير الرحم بالأشعة.
        تنظير الرحم.
        التصوير المقطعي المحوسب للرحم.
        التصوير بالرنين المغناطيسي للرحم.
    الأعراض المختلفة تساعد في اكتشاف موقع الورم العضلي، حيث أن:
        الأورام العضلية الموجودة داخل تجويف الرحم تسبب نزيف طمث حادًا يستمر لمدة طويلة.
        الأورام العضلية الموجودة خارج التجويف الرحمي تؤدي لحدوث ظواهر أخرى نتيجة للضغط الذي يحدثه الورم العضلي على الأعضاء الموجودة في تجويف البطن بالقرب من الرحم.
علاج الورم الليفي في الرحم
في أغلب الأحيان لا تكون هنالك حاجة لتقديم أي علاج إنما يتم الاكتفاء بمتابعة ومراقبة الورم فقط، لكن في حال الحاجة للعلاج فيتم علاج الورم الليفي في الرحم بواسطة الأدوية أو من خلال إجراء عملية جراحية حيث ليس هنالك علاج واحد يُعد أفضل من غيره، لكن لا بد من تقديم العلاج الأفضل والأنسب لكل حالة، وتشمل العلاجات:
1. العلاج الدوائي
يمكن استخدام ما يأتي:
    دواء ليوبرورلين (leuprolide) الذي يقلل حجم الورم.
    استخدام اللولب الرحمي (Intrauterine device) الذي يحتوي على البروجستين (Progestin).
    استعمال هرمون الأنْدرُوجين (Androgen) الذي يخفف بالأساس من الآثار المرافقة للورم العضلي.
2. العلاج الجراحي
في الحالات الشاذة وشديدة التعقيد بالإمكان إجراء عملية لاستئصال الرحم كاملًا، لكن في المراحل الأولى من المرض يمكن إجراء عملية استئصال للورم العضلي بعدة وسائل، تشمل:
    تنظير الرحم: تتم العملية بواسطة إدخال جهاز عن طريق عنق الرحم، وهي وسيلة مناسبة لاستئصال الأورام الموجودة داخل تجويف الرحم.
    جراحة تنظير البطن: تتم العملية الجراحية بواسطة عدة فتحات صغيرة يتم إحداثها في جدار البطن، وهي مناسبة لاستئصال الأورام الموجودة خارج الرحم.
    الجراحة البطنية: تتم من خلال فتح البطن واستخراج الأورام العضلية، حيث تعد هذه الجراحة مناسبة لاستئصال الأورام الكبيرة والكثيرة.
الوقاية من الورم الليفي في الرحم
لم يتم حتى اليوم تحديد الوسائل المؤكدة الفعالة بالوقاية من الأورام العضلية في الرحم، فعلى الرغم من وجود عدة نصائح وحِميات غذائية وعلاجات بديلة قد تكون عوامل مساعدة إلا أنه لم يتم إثبات فاعليتها حتى الآن. 
كذلك بينت عدة أبحاث أن تناول أقراص منع الحمل، والحمل ذاته، والولادة تعد من العوامل الوقائية التي تحمي من الإصابة بالمرض بل وتحدّ من مخاطر الإصابة بالورم العضلي الرحمي.


أخبار مرتبطة