تاريخ النشر 2 مارس 2022     بواسطة الدكتور عبدالله عبدالباري باحميد     المشاهدات 1

الحمى عند الاطفال,

الحمى ليست مرضًا بل عرض ومؤشر على وجود التهاب ما في الجسم، وقد تكون الحمى تعبيرًا أوليًا عن عشرات الأمراض بدرجات متفاوتة الحدة والخطورة، عادةً في معظم الحالات تكون خفيفة وتزول تلقائيًا. تتراوح درجة حرارة الجسم العادية الطبيعية بين 36 - 38 درجة مئوية، وتختلف درجة حرارة الجسم تبعًا لسن الإنسان و
تبعًا للموقع الذي يتم فيه قياس درجة الحرارة، فلدى البالغين تكون درجة حرارة الجسم عادةً أقل بنحو نصف درجة مئوية مقارنة مع الأطفال والشباب، كما تكون درجة حرارة الجسم التي تقاس في الفم أقل بنحو نصف درجة مئوية من تلك التي تقاس من فتحة الشرج، لذا ينبغي اعتبار كل قيمة أعلى من 37.5 درجة مئوية ارتفاعًا في درجة حرارة الجسم.
أعراض الحمى
من أبرز أعراض الشعور بالحمى ما يأتي:
1. أعراض الحمى العامة
من أبرز أعراض الحمى الشعور بالآتي:
    الرجفة والشعور بالبرد.
    التعرق.
    فقدان الشهية.
    التجفاف.
    زيادة الحساسية للألم.
    فقدان الطاقة والنعاس.
    صعوبة التركيز.
2. أعراض الحمى عند الأطفال
من أبرز علامات ارتفاع الحرارة عند الأطفال ما يأتي:
    الشعور بالحرارة عند لمس الطفل.
    احمرار الخدين.
    التعرق.
    التهيّج.
    الارتباك.
    نوبات الصرع.
3. أعراض تستدعي زيارة الطبيب عند ارتفاع الحرارة
في الحالات الآتية يُفضل التوجه إلى الطبيب:
    حالة تستمر فيها ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من ثلاثة أيام.
    الأطفال الرضع حتى سن شهرين عند حصول أي ارتفاع في درجة الحرارة.
    الحمى المصحوبة بالظواهر الآتية:
        الصداع الشديد.
        الغثيان.
        القيء.
        النعاس.
        حصول تغير في الحالة الإدراكية.
        الوجع عند البلع.
        الحـَرْق أثناء التبول.
        الطفح المنتشر على الجلد أو النفطات.
        الاختلاجات (Convulsions).
    سن المريض فوق 75 عامًا وأكثر.
    المرضى الذين يُعانون من أمراض القلب، أو السكري، أو أمراض الرئتين المزمنة المعروفة.
أسباب وعوامل خطر الحمى
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وهي على النحو الآتي:
1. أسباب ارتفاع درجة الحرارة
تتحدد درجة حرارة الجسم الطبيعية بواسطة ناظم الحرارة (Thermostat) الموجود في الدماغ، ومن أبرز أسباب الحمى ما يأتي:
    الالتهاب
عند وجود التهاب في الجسم تُفرز كريّات الدم البيضاء (Leukocytes) مواد كيميائية، مثل: سيتوكينات (Cytokines)، أو إنترليكونات (Interleukins)، هذه المواد تُسبب اضطرابًا في عمل ناظم الحرارة مما يؤدي إلى زيادة النشاط العضلي إلى درجة حدوث رجفة، وارتفاع درجة حرارة الجسم.
بالإضافة إلى ذلك ففي الحالات التي تكون فيها درجة حرارة البيئة المحيطة مرتفعة جدًا ترتفع درجة حرارة الجسم أيضًا نتيجة لامتصاص الحرارة الخارجية.
    التقاط العدوى
المسبب الرئيس لارتفاع درجة حرارة الجسم هو العدوى الفيروسية (Infection Viral)، أو العدوى البكتيرية (Bacterial infection).
السمة الأساسية التي تُميز مرضًا جرثوميًا هي ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ والميل إلى الرجفة، خلافًا للمرض الفيروسي الذي ترتفع فيه درجة الحرارة بشكل تدريجي ولمدة أطول.
    بعض أنواع الأمراض
ثمة أمراض أخرى تُسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم تشمل:
    الأمراض الالتهابية، مثل: أمراض الروماتيزم.
    الأمراض التي تُؤثر على الجهاز المناعي (Immune system) وإنتاج الأجسام المضادة (Antibodies)، مثل: مرض الذئبة (Systemic lupus erythematosus - SLE).
    أمراض أقل شيوعًا، مثل: الأمراض الورمية التي تُصيب الكبد، أو الجهاز الليمفيّ (Lymphoid system)، أو أضرار كبيرة في الدماغ.
    بعض الأدوية
في بعض الحالات يمكن أن يحصل ارتفاع درجة الحرارة بسبب استهلاك بعض الأدوية بما فيها المضادات الحيوية (Antibiotics)، وفي معظم الحالات لا تُشكل الحمى لوحدها العلامة الوحيدة ويجب البحث عن علامات جسدية وإجراء فحوص مخبرية إضافية للوصول إلى التشخيص الصحيح.
2. عوامل الخطر
كما ذُكر فإن الارتفاع الطفيف في درجة حرارة الجسم لا يُسبب ضررًا للأشخاص الأصحاء، أما هناك بعض الفئات المعرضين للخطر وهم على النحو الآتي:
    الأطفال الرضع.
    المسنين.
    المرضى الذين يُعانون من أمراض مزمنة، مثل: أمراض القلب، والسكري، وأمراض الرئة.
مضاعفات الحمى
تحدث أبرز مضاعفات ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال الرضع والتي غالبًا تتمثل بحدوث نوبات الصرع.
تشخيص الحمى
ينبغي قياس درجة الحرارة بواسطة ميزان الحرارة في الفم، أو في الإبط، أو في الأذن، أو في فتحة الشرج، وينبغي أن يكون القياس دقيقًا وموضوعيًا دون الاعتماد على الانطباع المتولد من وضع اليد على الجبين، أو مجرد الإحساس بأن درجة الحرارة مرتفعة.
حيث يُمكن للطبيب تشخيص الحمى عن طريق فحص درجة حرارة جسم الشخص بميزان الحرارة، ولكن سيحتاج أيضًا يجب تشخيص سبب الحمى، ويتم ذلك من خلال:
1. أخذ التاريخ المرضي
للقيام بذلك سيقوم الطبيب بفحص المريض وسؤاله عن أي أعراض أخرى وتاريخه المرضي، كما أنه إذا تعرض الشخص مؤخرًا لالتقاط عدوى، أو إذا خضع لعملية جراحية مؤخرًا، أو إذا كان هناك ألم أو تورم في منطقة ما فقد يُساعد ذلك إلى تحديد نوع الجرثومة المحتمل وجودها.
2. الفحوصات المخبرية
لتأكيد التشخيص قد يُوصي الطبيب بما يأتي:
    اختبار الدم.
    اختبار البول.
    اختبارات التصوير.
علاج الحمى
يتم علاج ارتفاع درجة الحرارة على النحو الآتي:
1. علاج مسبب ارتفاع درجة الحرارة
الارتفاع المعتدل في درجة حرارة الجسم لدى الأطفال أقل من 39 درجة مئوية ويكون مصحوبًا غالبًا بمرض فيروسي يتلاشى تلقائيًا خلال فترة زمنية معينة ولا يتطلب أي علاج، ويكون مثل هذا المرض في الغالب مصحوبًا بسعال خفيف، وآلام في العضلات، وآلام في الحلق، ونَزلة (Catarrh)، وشعور عام بالضعف.
في مثل هذه الحالات لا حاجة إلى علاج الحمى، وغالبًا قد يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم مفيدًا، إذ قد يُساعد في مواجهة المرض بطريقة أنجح وأفضل، وتكمن المشكلة الرئيسة في التمييز بين مرض فيروسي خفيف، أو بين مرض جرثوميّ، أو مرض يتطلب معالجة أكثر دقة وتركيزًا، ومن هنا فلدى ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ما يزيد عن 39 درجة مئوية مصحوبًا بألم ومعاناة يُمكن دواء لخفض درجة الحرارة.
2. استخدام خافضات الحرارة
من بين الأدوية الأكثر شيوعًا لخفض درجة الحرارة:
    الباراسيتامول (Paracetamol).
    الأسبيرين (Aspirin). 
من غير المحبذ إعطاء الأسبرين للرضع والأطفال دون سن 13 عامًا، وخاصة في حالات الإنفلونزا (Influenza) تحسبًا من حصول ضرر للكبد، أو من الإصابة بمتلازمة راي (Reye''s syndrome) التي تُسبب أضرارًا خطيرة في الكبد، وضررًا في الدماغ.
ثمة أدوية أخرى لخفض درجة الحرارة لكنها تتطلب عادةً وصفة طبية وإشرافًا طبيًا، مثل: مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Non steroidal Anti Inflammatory Drug - NSAIDs).
يُمكن لبعض العلاجات من مجال الطب التكميلي (Complementary medicine)، مثل: المعالجة المثلية (Homeopathy)، أو المعالجة المثلية الحديثة (Homeotoxology) أن تكون مناسبة ومفيدة في مثل هذه الحالات، وفي كل الأحوال ينبغي استشارة الطبيب أولًا.
الوقاية من الحمى
يُمكن الوقاية من ارتفاع درجة الحرارة خصوصًا المصاحبة لالتقاط العدوى على النحو الآتي:
    الحرص على غسل اليدين جيدًا: احرص على ذلك قبل تناول الطعام، وبعد الخروج من الحمام، وبعد التواجد لفترة طويلة في منطقة مكتظة.
    تعليم الأطفال على غسل اليدين جيدًا: وذلك من خلال استخدام الماء والصابون وفرك اليدين جيدًا.
    أخذ المطهر عند الخروج: استخدامه في حال التواجد في أماكن لا تحتوي على الصابون.
    تجنب بلمس الوجه، أو الأنف، أو العينين: حيث أن هذه المناطق هي التي تتعرض للعدوى بشكل أكبر.
    تغطية الفم والأنف عند العطس: احرص على حماية الآخرين من انتقال العدوى.
    تجنب تشارك الأدوات الشخصية مع الآخرين: للحماية من الإصابة بالجراثيم.


أخبار مرتبطة