تاريخ النشر 29 يونيو 2022     بواسطة الدكتور مشعل خالد العقيل     المشاهدات 4

القلق .

من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق أو بالفزع من حين إلى آخر، أما إذا كان الإحساس بالقلق يتكرر في أحيان متقاربة دون أي سبب حقيقي إلى درجة أنه يعيق مجرى الحياة اليومي الطبيعي فالمرجح أن هذا الإنسان يعاني من اضطراب القلق، هذا الاضطراب يُسبب القلق الزائد وغير الواقعي وشعورًا بالخوف، وهو يفوق ما يمكن
 اعتباره رد فعل طبيعيًا على حالة معينة.
أنواع القلق
الإصابة بالقلق تندرج أسفل عدة أنواع مختلفة، والتي تشمل الآتي:
    رهاب الخلاء (Agoraphobia): وهو الخوف من الميادين والتواجد في الأماكن العامة.
    اضطراب القلق بسبب حالة طبية: وهو نوع من القلق يأتي نتيجة الإصابة بمشكلة طبية وحالة صحية معينة.
    اضطراب القلق المتعمم (Generalized anxiety disorder): القلق الزائد من القيام بأي نشاط أو الانخراط بأي أحداث حتى الروتينية.
    اضطراب الهلع (Panic disorder): هي سلسلة من القلق والخوف التي تصل إلى أقصى مستوياتها خلال دقائق قليلة، وقد يشعر المصاب بهذا النوع من القلق بضيق وتسارع في التنفس وألم في الصدر.
    الصمت الاختياري (Selective mutism): هو فشل الأطفال في الكلام في مواقف محددة، مثل: التواجد في المدرسة.
    قلق الانفصال: هو اضطراب طفولي يتمثل في الخوف والقلق من الانفصال عن الوالدين.
    الرهاب الاجتماعي: الخوف من الانخراط في الأحداث الاجتماعية والشعور بالخجل وقلة الثقة بالنفس.
أعراض القلق
تختلف أعراض القلق من حالة إلى أخرى، سواء من حيث نوعية الأعراض المختلفة أو من حيث حدتها، وتشمل أعراض القلق:
    الصداع.
    العصبية أو التوتر.
    الشعور بغصة في الحلق.
    صعوبة في التركيز.
    التعب.
    التهيج وقلة الصبر.
    الارتباك.
    الإحساس بتوتر العضلات.
    الأرق.
    فرط التعرق.
    ضيق النّفـَس.
    آلام في البطن.
    الإسهال.
فقد يشعر المصاب بالقلق بأنه قلق جدًا حيال أمنه الشخصي وأمن أحبائه، أو قد يتولد لديه شعور بأن شيئًا سيئًا سيحدث حتى إذا لم يكن هناك أي خطر محسوس، تبدأ نوبة القلق عادةً في سن مبكر نسبيًا.
أسباب وعوامل خطر القلق
كما هو الحال في معظم الاضطرابات النفسية من غير الواضح تمامًا ما هو المسبب لاضطراب القلق، إذ يعتقد الباحثون بأن مواد كيميائية طبيعية في الدماغ تسمى الناقلات العصبية، مثل: السيروتونين (Serotonin) والنورأدرينالين (Noradrenaline) تؤثر في حصول هذه الاضطرابات.
أسباب الإصابة بالقلق
يمكن الافتراض بأن لهذه المشكلة مجموعة متنوعة من الأسباب، تشمل الحالات الآتية:
    اضطراب الهلع.
    اضطراب القلق المتعتم.
    اضطراب الرهاب.
    اضطراب التوتر.
    الإصابة ببعض الأمراض، مثل: السكري، وأمراض القلب.
عوامل خطر الإصابة بالقلق
ثمة عوامل يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة باضطراب القلق المتعمم، وهي تشمل الآتي:
1. الطفولة القاسية
الأطفال الذين عانوا من صعوبات أو ضائقة في طفولتهم بما فيها كونهم شهودًا على أحداث صادمة، مثل: الإصابة بأمراض خطيرة كالسرطان قد يصابون بنوبة من القلق، أو التخوف من المستقبل وما يحمله كالحالة الاقتصادية.
2. التوتر النفسي
إن تراكم التوتر النفسي نتيجة لحالات موترة وضاغطة في الحياة قد يُولّد شعورًا بالقلق الحاد، فمثلًا: المرض الذي يستدعي التغيب عن العمل مما يسبب خسارة في الأجر والمدخول من شأنه أن يسبب توترًا نفسيًا، وبالتالي اضطراب القلق المتعمم. 
3. الشخصية
الأشخاص الذين يتمتعون بمزايا شخصية معينة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق، والأشخاص ذوو الاحتياجات النفسية غير المتوفرة كما يجب، مثل: الارتباط بعلاقة عاطفية غير مرضية قد يشعرون بعدم الأمان مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق.
4. العوامل الوراثية
وجود تاريخ عائلي وراثيّ لاضطراب القلق المتعمم يجعله ينتقل وراثيًا من جيل إلى آخر.
مضاعفات القلق
إن اضطراب القلق يسبب للمصاب به أكثر من مجرد الشعور بالقلق، فهو قد يسبب له أو يُفاقم لديه أمراضًا صعبة وخطيرة، ويمكن أن يكون من بينها:
    اللجوء إلى استعمال مواد مسببة للإدمان.
    أرق وإحساس بالاكتئاب.
    اضطرابات هضميّة أو معويّة.
    صداع.
    صرير الأسنان.
تشخيص القلق
لكي يتم تشخيص إصابة شخص ما باضطراب القلق يجب أن تتلاءم حالته مع المعايير الآتية:
    شعور حاد بالقلق الشديد والتخوف يوميًا وعلى مدار ستة أشهر على الأقل.
    صعوبة في مواجهة الشعور بالقلق ومقاومته.
    الشعور بنوبة من القلق مصحوبة بعدد من الأعراض المحددة، مثل: الشعور بالعصبية والتوتر، وصعوبة التركيز، والإحساس بتوتر العضلات وانشدادها، واضطرابات في النوم.
    الشعور بنوبة من القلق تولّد شعورًا بضائقة حادة تعيق مجرى الحياة العادي والطبيعي.
    الشعور بالقلق غير المرتبط بحالات أو مشكلات طبية صحية أخرى، مثل: نوبة الهلع، أو استعمال مواد مسببة للإدمان.
علاج القلق
يتركب علاج القلق من علاجين رئيسين، هما: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، كل منهما على حدى أو كلاهما معًا، وقد تكون هنالك حاجة إلى فترات تجربة وخطأ من أجل تحديد العلاج العيني الأكثر ملاءمة وفعالية لمريض معين تحديدًا والعلاج الذي يشعر معه المريض بالراحة والاطمئنان، ويمكن توضيح العلاج بالآتي:
1. علاج الدوائي للقلق
تتوفر أنواع شتى من علاج القلق الدوائي الهادفة إلى التخفيف من أعراض القلق الجانبية التي ترافق اضطراب القلق، ومن بينها:
    أدوية مضادة للقلق: كالبنزوديازيبينات (Benzodiazepines) هي مواد مهدئة تتمتع بأفضلية تتمثل في أنها تخفف من حدة الشعور بالقلق في غضون 30 – 90 دقيقة.
    أدوية مضادة للاكتئاب: هذه الأدوية تؤثر على عمل الناقلات العصبية (Neurotransmitter) التي من المعروف أن لها دورًا هامًا في نشوء وتطور اضطرابات القلق كدواء فلوكسيتين (Fluoxetine).
2. علاج نفسي للقلق
يشمل العلاج النفسي للقلق تلقي المساعدة والدعم من جانب العاملين في مجال الصحة النفسية ومن خلال التحدث والإصغاء.
الوقاية من القلق
يمكن أن تساعد عادات النوم الجيدة في منع الأرق وتعزيز النوم السليم، كما قد تساعد العوامل الآتية على الوقاية منه:
    حافظ على تناسق وقت نومك ووقت استيقاظك من يوم لآخر، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع.
    حافظ على نشاطك فالنشاط المنتظم يُساعد على تعزيز النوم الجيد ليلًا.
    تحقق من الأدوية الخاصة بك لمعرفة ما إذا كانت تساهم في الأرق.
    تجنب أو الحد من القيلولة.
    تجنب الكافيين والكحول أو قلل منه، ولا تستخدم النيكوتين (Nicotine).
    تجنب الوجبات الكبيرة والمشروبات قبل النوم.
    اجعل غرفة نومك مريحة للنوم واستخدمها فقط للجنس أو النوم.
    اعمل نشاطات مريحة لوقت النوم مثل: أخذ حمام دافئ، أو القراءة، أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
العلاجات البديلة
قد تُساعد بعض علاجات الطب البديل والتكميلي في التخفيف من القلق، لكن يجب استشارة الطبيب حول إمكانية استخدام هذه العلاجات لضمان السلامة العامة وعدم تداخلها مع العلاج الدوائي، والتي تشمل ما يأتي:
    نبتة العرن (Hypericum).
    أوميغا 3.
    حمض الفوليك.
    فيتامين ب6.
    المغنيسيوم.
    التمارين الرياضية.
    التعرض للضوء.
    نبات الناردين (Valerian).


أخبار مرتبطة