تاريخ النشر 13 ابريل 2023     بواسطة البروفيسور محمد زهير القاوي     المشاهدات 1

الطب يطمئن الطلاب والمتعاملين بالأرقام

حينما ينسى أحدنا الرقم السري لبطاقته الائتمانية أو رقم مفتاح هاتفه الجوال، أو حينما يعجز عن حفظ أرقام بطاقاته الخاصة باعهوية أو المستشفى أو رخصة القيادة ونحوها.. البعض قد يظن أنه مصاب بمبادئ أمراض الذهن والذاكرة ومنها على سبيل المثال الزهايمر، فهل هذا الاعتقاد في محله؟ الجواب يقدمه لنا هنا الدك
تور محمد زهير القاوي.
*****
من الأمراض الانتكاسية
ولمعرفة حقيقة الموضوع وضعنا استفساراتنا أمام الدكتور محمد زهير القاوي كبير الاستشاريين في علوم المخ والأعصاب - مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وحول استفسارنا عن ماهية مرض الزهايمر وأي الأعمار عرضة للإصابة به أفادنا د. محمد بأنه عندما يذكر مرض الزهايمر يتبادر إلى ذهن الكثيرين كل مشاكل الذاكرة أو مشاكل التقدم في السن ولكن مرض الزهايمر بالتحديد هو شكل من أشكال أمراض الدماغ التي تدعى بالتنكسية ومعنى الكلمة الأخيرة مشتق من النكوص والتراجع والتأخر كما هو في القرآن الكريم {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ}.
فإذن هو من الأمراض التي ترتبط عادة بالتقدم في السن وتؤدي إلى تراجع في القدرات الذهنية وهو ما يعرف عند العامة بالخرف.
وأكد أنه ليس كل تراجع في القدرات الذهنية لدى المسنين أو غيرهم يحدث بسبب مرض الزهايمر فهناك أسباب مرضية أخرى كثيرة وإن كان أشهرها مرض الزهايمر الذي يسبب ضموراً متزايداً في المخ.
الرجال أم النساء
أما أيهما أكثر عرضة للمرض فأفادنا د. زهير بأن مرض الزهايمر يصيب النساء والرجال على حد سواء ويزداد احتمال الإصابة به مع تقدم السن فبينما يكون تقريباً 15% عند تجاوز الخامسة والستين من العمر يرتفع احتمال الإصابة إلى أكثر من 40% لدى من تجاوزوا الثمانين وهذا مؤشر ظاهر على ارتباطه بالتقدم في السن ويبدو وأن تراكم بعض المواد التي تعتبر فضلات يتعسر على الجسم التخلص منها وتراكم هذه المواد مع الوقت يؤدي إلى إعاقة عمل الدماغ وبالتالي إلى تباطؤ العمليات الذهنية كالذاكرة والإدراك وهو ما يميز هذا المرض.
الطلاب والطالبات
أرجع بعض الطلاب والطالبات عدم تذكرهم للمعلومات الدراسية إلى مرض الزهايمر فما هو تعليق د. القاوي؟
أفادنا موضحاً ومطمئناً الطلاب وكذلك من يشتكون نسيان بعض التفاصيل كالأسماء وأرقام الهواتف أنه ليس كل نسيان ناتج عن مرض الزهايمر ويجب أن نتساءل أولاً: هل اختزنت المعلومة بشكل كاف مبدئياً حتى يتم استرجاعها في المستقبل.
وحول سؤالنا عن حلول لمن يعانون مشاكل الذاكرة أو من أصيبوا بالزهايمر في ظل ارتباط معاملاتنا (بالرقم السري) وغيره أوضح د. محمد القاوي أن المعلومات التي ليس لها رابط منطقي مثل رقم الهاتف أو الرقم السري عادة من الأشياء سهلة النسيان والضياع وليس لها حل وبخاصة لمن يعانون من مشاكل الذاكرة إلا عن طريق تثبيتها كتابة وحفظها في مكان آمن.
المراحل المبكرة
وعن هجوم المرض أيكون مفاجئاً أم على مراحل؟ أفاد د. القاوي بأن مرض الزهايمر يبدأ خلسة ويتطور ببطء وعادة ما يتغاضى أهل المريض عن الأعراض الأولى بحجة أنها متوقعة في سن قريبهم ولا يلجؤون إلى المشورة الطبية إلا بعد تقدم المرض بالرغم من أن الأدوية المتوفرة حالياً أكثر نجاعة في المراحل المبكرة إلى المتوسطة من المرض.
وحول ما يشاع عن أن بعض المحليات الصناعية تؤدي إلى مرض الزهايمر نفى ما يشاع وأنه لا أساس له من الصحة.
وعن كيفية تفادي هذا المرض يوضح أنه لا يوجد حتى اليوم وسيلة واقية تماماً من هذا المرض لكنه يعتقد أن تجنب العوامل المعروفة بخطورتها على الأوعية الدموية مثل ارتفاع الضغط وزيادة الكولسترول يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
أما الجديد في علاج مرض الزهايمر فأضاف د. القاوي أن هناك أبحاثا ووسائل متعددة يجري تجريبها من أجل علاج هذا المرض نظراً لعدد المصابين في الدول الغربية والتي تشكل العناية بهم عبئاً كبيراً على ميزانية الخدمات الصحية (ولا نستبعد في السنوات القريبة القادمة إيجاد أدوية أكثر فعالية ونجاعة في معالجة هذا المرض).


أخبار مرتبطة