تاريخ النشر 28 أكتوبر 2014     بواسطة الدكتور نزار محمد عمر الحبشي     المشاهدات 201

عدوى الكلاميديا

الكلاميديا أو المتدثِّرة هي عدوى جرثومية شائعة الانتشار، تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية. يُصاب الإنسانُ بهذا المرض عند ممارسة الجنس خارجَ إطار الزواج أو عبر الاتصال الجنسي مع زوج مُصاب بالعدوى. وهو مرضٌ يمكن أن يصيبَ الرجال والنساء على حد سواء. ولا تسبِّب العدوى بجراثيم الكلاميديا أيَّةَ أعراض
عادةً؛ لكن عندما تظهر الأعراض، فإنَّها يمكن أن تشمل الشعور بالحرقة في أثناء التبوُّل أو خروج مفرزات غير طبيعية من المهبل أو القضيب. قد تصيب العدوى بجراثيم الكلاميديا الجهازَ البولي عند الرجال والنساء على حد سواء. ويمكن أن تؤدِّي إصابة الجهاز التناسلي عند النساء إلى الإصابة بالداء الالتهابي الحوضي، وهو ما قد يسبِّب العقمَ، أو قد يؤدِّي إلى مشاكل خطيرة في أثناء الحمل. ومن الممكن أيضاً أن تنجب الأم المصابة طفلاً مصاباً بالتهابات في العينين أو الرئة بسبب الكلاميديا. أمَّا عند الرجال، فيمكن أن يُصابَ البربخ، أي الأنبوب الذي ينقل السائل المنوي، ممَّا قد يسبِّب الألم والحمَّى، والعقم في حالات نادرة. يمكن معالجةُ العدوى بجراثيم الكلاميديا باستعمال المضادَّات الحيوية. ويجري تخفيضُ احتمال العدوى بجراثيم الكلاميديا من خلال استعمال العازل الذكري. كما ينصح بعضُ الأطبَّاء النساء من ذوات الخطر المرتفع بعمر 25 سنة أو أصغر (في المجتمعات التي تنتشر فيها الممارسات الجنسية غير الشرعية) بإجراء فحص الكلاميديا كلَّ عام. 
مقدِّمة
الكلاميديا أو المتدثِّرة هي عدوى جرثومية شائعة الانتشار، تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية. يُصاب الإنسانُ بهذا المرض عند ممارسة الجنس خارجَ الإطار الشرعي أو عبر الاتصال الجنسي مع زوج مصاب بالعدوى. يمكن أن تصيبَ العدوى بجراثيم الكلاميديا الجهازَ البولي عند الرجال والنساء على حد سواء. كما يمكن أن تؤدِّي إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل العقم وغيرها من المشاكل المتعلِّقة بالحمل. ولكن يمكن معالجةُ الكلاميديا والوقاية منها. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم أفضل للعدوى بجراثيم الكلاميديا، ويوضح أسبابها، ومضاعفاتها، وتشخيصها، ومعالجتها. 
الكلاميديا
الكلاميديا هي عدوى جرثومية شائعة الانتشار، تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية. وهي من أكثر الأمراض الجنسية التي تصيب النساء والرجال. الكلاميديا عدوى تسبب بجرثومةٌ تعيش في السائل المهبلي أو السائل المنوي. قد يُصاب الانسان بعدوى الكلاميديا عند ممارسة الجنس خارجَ إطار الزواج أو بالاتصال الجنسي مع زوج مصاب بالعدوى. ومن الممكن أيضا أن تنجبَ الأمُّ المصابة بالكلاميديا طفلاً مصاباً بالكلاميديا. من الممكن أن تصيب العدوى بجراثيم الكلاميديا الجهازَ البولي عند الرجال والنساء على حد سواء. وقد تؤدِّي الإصابة بالكلاميديا إلى تضرُّر الأعضاء الإنجابية للمرأة. أمَّا عند الرجال، فيمكن أن تسبب مفرزاتٍ من القضيب. تسبِّب الكلاميديا مضاعفاتٍ خطيرة أحياناً، تؤدِّي إلى أضرار طويلة الأمد أو دائمة، مثل العُقم. غالباً لا يدرك الشخص بأنَّه مصاب بعدوى الكلاميديا، التي تعرف باسم "المرض الصامت"، لأنَّها لا تسبِّب أيَّةَ أعراض عادة. ولهذا السبب، ينصح الأطباء الرجال والنساء من ذوي الخطر المرتفع بإجراء فحص الكلاميديا كلَّ عام، بما في ذلك النساء بعمر 25 سنة أو أصغر. على الرغم من أنَّه يمكن علاج الكلاميديا بالمضادَّات الحيوية، لكن يجب محاولة الوقاية من العدوى لتجنُّب المضاعفات الخطيرة. ومن الممكن تقليل احتمال العدوى بجرثومة الكلاميديا من خلال استعمال العازل الذكري. 
الأعراض
لا يعاني حوالي 70 بالمئة من المصابين بعدوى الكلاميديا من أيَّة أعراض. لكن عندما تظهر الأعراض، فهي تظهر عادة بعد فترة أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد الإصابة. وقد تكون الأعراضُ المبكِّرة خفيفة، وتشمل:
خروج مفرزات غير طبيعية، أو القَيح، أو المخاط من المهبل أو القضيب
ألم في أثناء التبوُّل.
من الممكن أن تنتشر الكلاميديا داخل الجسم إذا لم تتم معالجتها. وقد تؤدي الجرثومة عند النساء الى إصابة عنق الرحم والجهاز البولي، وإلى الداء الالتهابي الحوضي، في حال انتقالها إلى أنبوبي فالوب (البوقين الرحميين). تشتمل الأعراض عند انتشار العدوى من عنق الرحم إلى أنبوبي فالوب على:
نزف بين فترات الطمث.
الحمَّى.
ألم في أسفل الظهر.
ألم في أسفل البطن.
الغثيان.
ألم في أثناء الجماع.
لا تعاني بعض النساء من أيَّة أعراض، حتى بعد انتشار العدوى. ويمكن أن تنتقلَ الجرثومة عند الرجال الى داخل الجسم من خلال القضيب وتصيب الجهاز البولي. وقد يشعر الرجال المصابون بالكلاميديا أيضا بحرقة وحكَّة حول فتحة القضيب. يُصاب الرجالُ أو النساء الذين يمارسون العلاقة الجنسية الشرجية (اللواط) بعدوى الكلاميديا في المستقيم، التي تسبِّب:
نزفاً من المستقيم.
خروج مفرزات من المستقيم.
ألماً في المستقيم.
من الممكن أن توجد الكلاميديا أيضاً في حلق النساء والرجال الذين يمارسون العلاقة الجنسية الفموية مع زوج مصاب. وقد تؤدِّي إلى التهاب الحلق وأعراض تشبه الأنفلونزا. كما يمكن أن تصيب الجرثومة التي تسبب الكلاميديا غشاء العين وأن تسبِّب التهاباً يعرف بالتهاب الملتحمة أو "العين القرنفلية" (الرمد). من المهم أن نلاحظ أن معظمَ أنواع التهابات "الرمد" أو "العين القرنفلية" لا تكون ناجمةً عن الكلاميديا. تشتمل بعض أعراض الرمد على:
لون قرنفلي أو أحمر في بياض العين أو العينين.
خروج القيح من العينين.
حكة أو تهيُّج أو حرقة في العينين.
الأسباب
يمكن أن تنتقل الكلاميديا إلى الشريك في أثناء الممارسة الجنسية المهبلية أو الشرجية (اللواط) أو الفموية، لأنَّ الجرثومة التي تسبب الكلاميديا موجودة في السائل المهبلي أو السائل المنوي. كما يمكن أيضاً أن تنتقل الكلاميديا من الأم المصابة إلى طفلها في أثناء الولادة الطبيعية. وقد يُصاب الطفل بالتهاب خطير في الرئة أو العين. قد يُصاب أيُّ شخص يمارس الجنس خارجَ إطار الزواج بالكلاميديا. وكلَّما ازداد عدد الشركاء الجنسيين زاد احتمالُ الإصابة بالعدوى. 
المضاعفات
تتطوَّر عدوى الكلاميديا إلى مشاكل صحية خطيرة أحياناً إذا لم تتم معالجتها. ويكون الضررُ الذي تسبِّبه الكلاميديا "صامتاً" مثل المرض نفسه. يمكن أن تؤدِّي عدوى الكلاميديا عندَ النساء، إذا لم يتم تشخيصها أو معالجتها، إلى الإصابة بالداء الالتهابي الحوضي الذي يسبِّب الندوب في أنبوبي فالوب، ومن ثَمَّ إلى انسداد هذين الأنبوبين ومنع تلقيح البويضة. تعاني الآلاف من النساء من العقم في كلِّ عام بسبب الداء الالتهابي الحوضي. تمنع الندوبُ البويضةَ الملقحة من الوصول الى الرحم خلال الحمل. وبدلا من ذلك، فقد تلتصق البويضة الملقحة بأنبوب فالوب. تسمى هذه الحالة "الحمل خارج الرحم". لا يكون هذا النوعُ من الحمل ناجحاً ولا يمكن أن تنمو البويضة الملقحة لتصبح جنيناً. كما يمكن أن تهدِّد هذه الحالة حياة المرأة. أمَّا عند الرجال، فقد تؤدي الكلاميديا التي تُترَك دون علاج إلى ألم أو تورُّم في منطقة القضيب والخصيتين. وعلى الرغم من أنَّ المضاعفات نادرة عند الرجال، فقد تسبِّب العدوى الألم والحمى، وكذلك العقم أو عدم القدرة على الإنجاب. ومن الممكن أن تزيدَ الكلاميديا والأمراض المنقولة جنسياً الأخرى من احتمالات الإصابة بفيروس الإيدز، في حال التعرُّض له. وفي حالات نادرة، يمكن أن تسبِّب عدوى الكلاميديا التناسلية متلازمة رايتر، وهي نوعٌ من التهاب المفاصل الذي يسبِّب الألم والتورُّم في المفاصل. ويمكن أن تترافقَ مع آفات في الجلد والتهاب في العين والإحليل. وقد يُصاب الطفلُ الذي يتعرَّض لجرثومة الكلاميديا في قناة الولادة، خلال الولادة، بالتهاب في العينين أو الرئتين. يعالج الأطبَّاء هاتين الحالتين بالمضادَّات الحيوية عادة. ينصح العديد من الأطبَّاء النساء الحوامل بإجراء فحص لجرثومة الكلاميديا خلال الحمل بسبب مخاطرها على الأطفال حديثي الولادة. 
التشخيص
تُعدُّ الاختباراتُ المخبرية من أدق الطرق للكشف عما إذا كانت الاعراض ناتجة عن الكلاميديا. يأخذ الطبيب عيِّنة من السائل من المهبل أو القضيب ثم يرسلها إلى المختبر لفحصها والتأكُّد من وجود هذه الجرثومة. يمكن إجراءُ اختبار آخر لجرثومة الكلاميديا في عينة من البول. تصدر النتائج عادة خلال 24 ساعة. يتمُّ الخلط أحياناً بين الكلاميديا والسيلان، الذي هو مرض ينتقل عن طريق الممارسة الجنسية أيضاً. يسبِّب السيلان اعراضاً مشابهة للكلاميديا. ويمكن الإصابة بالمرضين معاً في الوقت نفسه. تؤكد الاختبارات المخبرية سببَ الأعراض، وما إذا كان المريض مصاباً بالكلاميديا أو السيلان، أو الاثنين معاً. 
خيارات المعالجة
تستخدم المضادات الحيوية لمعالجة الكلاميديا. تُؤخَذ بعض أنواع المضادات الحيوية ليوم واحد، بينما تُؤخَذ بعض الأنواع الأخرى لمدة أسبوع. عند الاصابة بالكلاميديا، يجب التقيُّدُ بتعليمات الطبيب وتناول الجرعة الصحيحة من المضادات الحيوية للفترة المحددة.إذا شعر المريضُ بالتحسُّن، من المهم ألاَّ يتوقَّفَ عن تناول الدواء من تلقاء نفسه، بل لابدَّ من مواصلة العلاج الذي وصفه له الطبيب. على المريض مراجعة الطبيب مرة أخرى إذا لم تتوقَّف الأعراضُ خلال أسبوع إلى أسبوعين بعد الانتهاء من تناول الدواء. يجب أن يتوقَّف المصابون بالكلاميديا عن ممارسة الجنس حتى الانتهاء من العلاج. وهذا الأمرُ مهم لتجنب انتشار العدوى إلى الشريك الآخر. من المهم أيضاً أن يخبر المصابُ الشريكَ الآخر عن إصابته كي يجري اختبار الكلاميديا ويخضع للعلاج، إذا لزم الأمر. يتعيَّن على النساء والرجال إجراء اختبار الكلاميديا مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر من علاج العدوى الأولى. هذا الاختبار ضروري حتى لو كانوا يعتقدون أنَّ الشريك الآخر قد شُفي. 
الوقاية
من غير المحتمل أن يُصابَ الزوجان اللذان لا يمارسان العلاقة الجنسية مع الآخرين بعدوى الكلاميديا. تُعرَف هذه الحالةُ بعلاقة الإخلاص المتبادل، ويصبح من المستحيل أن يُصابَ الزوجان بالعدوى إذا كان الطبيب قد أجرى لهما الاختبار وتبيَّن أنهما غير مصابين بالكلاميديا. يمكن للأشخاص الناشطين جنسياً، الذين يمارسون العلاقة الجنسية مع أكثر من شريك واحد (خارج إطاز الزواج الشرعي)، استخدام العازل الذكري بشكل صحيح للوقاية من الكلاميديا. يمكن التقليل من احتمال الإصابة بالكلاميديا ومضاعفاتها باستخدام العازل الذكري خلال الممارسة الجنسية المهبلية أو الشرجية أو الفموية. يجب التوقُّف عن ممارسة العلاقة الجنسية ومراجعة الطبيب على الفور عند الشعور بأعراض في الأعضاء التناسلية، مثل الحرقة في أثناء التبوُّل و مفرزات لكريهة الرائحة أو النزف غير الطبيعي. يتعيَّن على الأشخاص المصابين بأمراض تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية أن يخبروا الشركاء الذين مارسوا معهم الجنسَ مؤخَّراً كي يقوم هؤلاء بزيارة الطبيب لتقييم وضعهم. يجب التوقُّف عن النشاط الجنسي حتى يتم فحص جميع الشركاء ومعالجتهم، إذا لزم الأمر. 
الخلاصة
الكلاميديا أو المتدثِّرة هي عدوى جرثومية شائعة الانتشار تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية. يمكن أن تنتقلَ الكلاميديا إلى الشريك الآخر في أثناء الممارسة الجنسية المهبلية أو الشرجية (اللواط) أو الفموية. كما يمكن أيضاً أن تنتقل الكلاميديا من الأم المصابة إلى طفلها في أثناء الولادة الطبيعية. لا تسبِّب العدوى بجراثيم الكلاميديا أيَّةَ أعراض عادةً؛ لكن عندما تظهر الأعراض، فقد يشعر المصاب بحرقة في أثناء التبوُّل، أو قد يلاحظ خروج مفرزات غير طبيعية من المهبل أو القضيب. ويمكن أن تسبب الكلاميديا مضاعفات خطيرة حتى عند عدم ظهور أيَّة أعراض. تعدُّ الاختباراتُ المخبرية من أدق الطرق للكشف عما إذا كانت العدوى هي الكلاميديا. تستخدم المضادات الحيوية لمعالجة الكلاميديا. يجب تناولُ كل الدواء للمدة المحددة من الطبيب. من الممكن أن تزيد الالتهابات المتكرِّرة من احتمال حصول مضاعفات في الجهاز التناسلي. لا يُصاب الناسُ بالكلاميديا إذا كانوا لا يمارسون الجنس على الإطلاق، أو عندما يقيمون علاقة جنسية مع شريكة واحدة غير مصابة بالعدوى (الزوجة). يمكن الوقايةُ من الكلاميديا باستخدام العازل الذكري بشكل صحيح في أثناء الممارسة الجنسية. يجب أن يجري الناس الناشطون جنسياً، الذين يقيمون علاقة مع شركاء جدد خارج الزواج، فحصاً منتظماً للأمراض المنتقلة جنسياً. 


أخبار مرتبطة