تاريخ النشر 9 مارس 2009     بواسطة الدكتور فايز عبدالله فلمبان     المشاهدات 201

د. عبدالرحمن سعد العرابي يكتب عنه

في ذهنيتنا المجتمعية المحلية كنا ولا نزال نؤمن بعقدة (الخواجة) والأجنبي هو هكذا (حاف) باسمه الخاص وبدون ألقاب أو رتوش أو تفخيم لفظي أو كتابي على الإطلاق، فهو أحد (مفاخر) الطب السعودي في جراحة العظام، وهو ضمن (نخبة) من الأطباء السعوديين المتميزين في تخصصات طبية عديدة. في ذهنيتنا المجتمعية المح
لية كنا ولا نزال نؤمن بعقدة (الخواجة) والأجنبي، وهي عبارة عن تراكمات ذهنية وحياتية وتجربة مجتمعية من فترات زمنية ماضية في كون الخواجة او الأجنبي هو الأقدر والأكثر تعلماً وفهماً وحساً مهنياً من السعودي لعلمه ومعرفته وثقافته وخلفيته المجتمعية والبيئية التي قدم منها. كان ذلك آنذاك أمراً طبيعياً ومقبولا كون مجتمعنا المحلي لم يشهد التطور التعليمي والمعرفي الذي عايشه في سنوات ماضية قريبة. فقد كان مجتمعنا نامياً و(ناشئاً) بالمعايير المجتمعية الأكاديمية والدولية بعد تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله.
ومع النهضة التعليمية والتطور الحضاري في أشكاله المادية والبشرية التي شهدها مجتمعنا المحلي مع نهاية السبعينيات الميلادية حدثت تحولات مجتمعية فكرية ومعرفية هائلة. فامتد التعليم إلى كل أركان الوطن وتأهلت كوادر سعودية في مجالات المعرفة والتعليم، وفتحت أبواب البعثات التعليمية لثقافات أجنبية ريادية في مجالات معرفية عدة، فنهل منها الشباب السعودي المعرفة الحقيقية.
لم يكن إبداع الشباب السعودي المبتعث في المجال الدراسي المتخصص فقط، بل استطاع أولئك الشباب أن يثبتوا للعالم كله أنهم لا يختلفون إطلاقاً عن أقرانهم في ثقافات متقدمة، فـ(سجّلوا) تفوقهم المهني والمعرفي حتى على أبناء تلك الحضارات.
والدكتور فايز فلمبان استشاري جراحة العظام في المركز الطبي الدولي أحد أولئك الشباب الذين أثبتوا أنهم لا يقلون معرفة ومهنية و(احترافاً) عن أقرانهم الأوروبيين والأمريكيين.. فهو وأنا أتحدث عنه بعد تجربة شخصية مع والدتي يحفظها الله منذ أكثر من ثمانية عشر عاماً، أثبت أنه لا يقل في قدراته وكفاءته الطبية والجراحية عن أقرانه من أبناء الثقافات والمجتمعات المتقدمة.
فقبل ثمانية عشر عاما وفايز لم يزل (حديث) تجربة أجرى في مستشفى القوات المسلحة في مدينة الطائف عملية استبدال وتركيب مفصل ركبة صناعي لوالدتي يحفظها الله.. وقبل أسبوعين أجرى عملية أخرى لاستبدال المفصل الآخر، وكنا كلنا في أسرتنا متخوفين من هكذا عملية، وكثيري التردد قبل الموافقة على إجرائها لما سمعناه من قصص لآخرين ولرغبتنا في إجرائها خارج المملكة.
ولكن معرفة الوالدة يحفظها الله وتجربتها مع الدكتور فايز أصرت على إجرائها معه هو في أي مكان يعمل فيه، فأجرى العملية وكانت بشائر سعد، فقد أثبت فايز وزملاؤه في الفريق الطبي أنهم بحق وحقيق ليسوا بأقل إن لم يكن بأفضل من نظرائهم الخواجات. وهو ما أحدث في ذهني تحولاً جوهرياً حول قدرة أطبائنا السعوديين ومستشفياتنا (المؤهلة) على إجراء أعقد العمليات وأكثرها تطوراً هنا فوق تربة هذا الوطن العزيز.
إن أهم ما يميّز فايز ليس فقط قدرته وكفاءته الطبية والمهنية والمهارية، بل إنسانيته الرائعة التي يتعامل بها مع مرضاه. فالوالدة يحفظها الله وأنا أتحدث عنها كتجربة (إثباتية) تعامل معها د. فايز وكأنها والدته، وهو ما خفف كثيراً من صعوبة حالتها لأنها شعرت بأمان واطمئنان.. هكذا سلوك في اليقين الطبي والعلاجي والنفسي أحد أهم العوامل الإيجابية التي تدفع وتحفِّز المريض إلى الاستجابة للشفاء والتحسن الصحي. وهو ما يمارسه بكل بساطة الدكتور فايز مع مرضاه.
الدكتور الفلمبان أحد مفاخر الطب السعودي في مجال جراحة العظام، وهو ضمن سلسلة من نخبة طبية أعرف عن قرب أنهم ممن يُشكِّلون (ضياءً) مجتمعياً سعودياً يدعو إلى الفخر والتباهي في كل التخصصات ومنهم لمجرد المثال الأساتذة الدكاترة حسن جمال، وياسر جمال، وطارق جمال أبناء المرحوم الشيخ صالح جمال، والدكاترة عبدالرحمن الصبياني، وهشام أكبر، ويوسف قاري، وهشام جمجوم، وحسن فارسي، وسمير زمو.. وكثيرون يرفعون الرأس ويُشكِّلون زينة وعلامة مضيئة في فضاء المجتمع السعودي.


أخبار مرتبطة