تاريخ النشر 5 يونيو 2023     بواسطة الدكتور محمد القرني     المشاهدات 1

قسطرة الشريان السباتي: أسباب إجرائها والنتائج

المنتظرة منها قسطرة الشريان السباتي يشير مصطلح الشريان السباتيّ إلى ذلك التفرّع الرئيس للأوعية الدمويّة التي تُعدّ مسؤولةً عن إيصال التروية والتغذية الدمويّة للدماغ، حيث يتواجد في كلّ جهةٍ من الرأس أو الرقبة فرعٌ من أفرع هذا الشريان السباتيّ،[١] حيث قد تتسبّب الإصابة ببعض المشاكل الصحيّة حدوث
اضطرابٍ أو انسدادٍ أو تصلّبٍ في هذه الأفرع للشرايين السباتيّة مما يستدعي وجود وتدخّل طريقةٍ للعلاج، حيث يمكن السيطرة على أمراض الشرايين السباتيّة باتّباع عدّة طرقٍ منها التوقّف عن التدخين، ممارسة التمارين الرياضيّة، اتباع نظامٍ غذائيّ صحيّ قدر الإمكان، السيطرة على الحالات المرضيّة الأخرى التي يعاني منها الشخص مثل أمراض القلب والشرايين، استخدام بعض الطرق العلاجيّة الدوائيّة والمحافظة على الالتزام بها،[٢] وبشكلٍ عام فإنّه بالإضافة إلى تلك الطرق العلاجيّة فقد يتمّ القيام بإجراء قسطرةٍ تشخيصيّةٍ أو علاجيّةٍ للشرايين السباتيّة بهدف التأكد من وجود اضطرابٍ في هذه الشرايين أو عدم وجود ذلك، وسيتمّ الحديث في هذا المقال عن تفاصيل هذا الإجراء التشخيصيّ والعلاجيّ لهذه الشرايين السباتيّة.[٣] أسباب إجراء قسطرة الشريان السباتي كما تمّ الحديث سابقًا فإنّه في بعض الأحيان قد يتسبّب تجمّع الموادّ الدهنيّة ونواتج الأيض الناتجة عن تراكم بعض المواد في جدران هذه الأوعية الدمويّة، الأمر الذي قد يتسبّب إما في تصلّبها، أو تضيّقها وقلّة تدفّق الدم الناتج عن مروره بها، أو قد يؤدّي إلى انسدادها بشكلٍ كليّ في بعض الأحيان، حيث تتسبّب الإصابة بأيٍ من ذلك في حدوث نقصٍ في التروية الدمويّة في الدماغ ونقص الأكسجين الذي يصل له،[١] وبشكلٍ عام فإنّ هناك بعض الأسباب التي تستدعي إجراء قسطرةٍ للشرايين السابتيّة،[٤] ومن أهم هذه الأسباب والدواعي هي ما يأتي: استئصال باطنة الشريان السباتي: حيث تُعدّ هذه الطريقة والإجراء أحد أهمّ الطرق التي يتمّ إجراؤها إما بهدف تنظيف الشريان السباتيّ من التراكمات الدهنيّة التي تتواجد فيها وعلى جدرانه أو بهدف إعادة فتحه وتوسيعه، حيث إنّ الهدف الرئيس من القيام بها هو منع حدوث السكتة الدماغيّة أو إصابة الشخص بها، ويتمّ القيام بهذا الإجراء الجراحيّ وذلك عن طريق إجراء قسطرةٍ للشريان السباتيّ.[٥] زراعة شبكة في الشريان السباتيّ: يتمّ في بعض الحالات التي تستدعي ذلك القيام بزراعة شبكةٍ على هيئة أسطوانةٍ معدنيّةٍ متشابكةٍ في المناطق المغلقة أو المسدودة في الشرايين السباتيّة ولذك للحفاظ على بقاء هذه الشرايين مفتوحة ومنع التصاقها ببعضها البعض أو تضيّقها، وبشكلٍ عام فإنّ هذه الشبكة التي يتمّ زراعتها قد يرافقها احتماليّة الإصابة بتخثّراتٍ دمويّةٍ في المنطقة المحيطة بهذه الشبكة.[٦] كيفية إجراء قسطرة الشريان السباتي بشكلٍ عام فإنّه كما تمّ الحديث مسبقًا فإنّ الإجراء الجراحيّ المتعلّق بقسطرة الشريان السباتيّ يُعدّ من الإجراءات الطبيّة قليلة التداخل الجراحيّ، أي أنّها لا تحتاج إلى إجراء عمليّةٍ جراحيّةٍ كبيرةٍ، ويتمّ القيام بهذه القسطرة عن طريق مجموعةٍ من الخطوات والتي من أهمّها ما يأتي:[٤] يتمّ إعطاء المريض دواءٌ مخدّر ودواءٌ يعمل على ارتخاء وتهدئة الأعصاب قبل البدء بإجراء هذه العمليّة. يتمّ بعد ذلك إجراء جرحٍ بسيطٍ من قبل الطبيب المختصّ في المنطقة الإربيّة القريبة من الفخذ. يتمّ إدخال أنبوب القسطرة المراد استخدامه عبر الجرح الذي تمّ إجراؤه ومن ثمّ إدخاله إلى أحد الشرايين عبر الشرايين المتواجدة هناك، وانتقال أنبوب القسطرة إلى الشرايين المتواجدة في منطقة الرقبة حتى يتمّ استهداف المنطقة التي يوجد بها انسدادٌ في هذا الشريان السباتيّ عبر جهاز أشعةٍ سينيّةٍ لمعرفة المكان بشكلٍ واضح. يتمّ إدخال سلكٍ يوجد في نهايته بالونٌ عبر أنبوب القسطرة بحيث يتمّ العمل على نفخ هذا البالون فور وصوله إلى المنطقة التي يوجد بها انسدادٌ في الشريان، حيث يعمل البالون المنفوخ على تكوين قوّةٍ ضاغطةٍ تعمل على الضغط على جدران الشريان مما يؤدّي إلى فتح الشريان وتدفّق الدم إلى الدماغ. يتمّ في بعض الأحيان إدخال الشبكة المراد تثبيتها وزراعتها في الحالات التي تستدعي ذلك في نفس الخطوة التي يتمّ فيها إدخال البالون، حيث يعمل البالون على توسّع الشبكة وتمددها مما يؤدّي إلى ثبات الشريان بشكلٍ مفتوحٍ مما يؤدّي إلى استمرار تدفّق الدم إلى الدماغ، ومن ثم يقوم الجراح بإزالة هذ البالون.
النتائج المنتظرة من قسطرة الشريان السباتي بشكلٍ عام فإنّ إجراء قسطرة الشريان السباتيّ يُعدّ من الإجراءات الطبيّة الحديثة نسبيًا، حيث إنّه نتيجةً لذلك فإنّ النتائج المتوقعة بعد القيام بهذا الإجراء الطبي ما زالت قيد الدراسة والملاحظة والبحث، إلا أنّه من المعروف أنّ الهدف الرئيس من القيام بهذه القسطرة هو زيادة تدفّق الدورة الدمويّة والتروية الدمويّة للدماغ، حيث إنّ طبيعة المتابعة الدوريّة بعد القيام بهذا الإجراء الجراحيّ تعتمد على ماهيّة هذه النتائج التي تحدث بعد القيام بالقسطرة، وبشكلٍ عام فإنّه من أجل الحصول على أفضل النتائج فإنّه يجب اتباع نمط حياةٍ صحيٍّ خالٍ من التدخين، السمنة، والأمراض المزمنة الأخرى، ومليءٍ بالنشاط البدنيّ، حيث يؤدّي ذلك كلّه إلى الحصول على أفضل النتائج المرجوّة.[٣] مخاطر إجراء قسطرة الشريان السباتي بعد الحديث عن النتائج المتوقعة والمنتظرة من قسطرة الشريان السباتيّ فإنّه من المهم الانتباه إلى المخاطر المُحتمل حدوثها نتيجةً للقيام بهذه القسطرة الشريانيّة، وبشكلٍ عام فإنّ من أهم هذه المخاطر والتي يجب على الطبيب أو مقدّم الرعاية الصحيّة إبلاغ المريض بشأنها هي ما يأتي:[٤] حدوث ردّ فعلٍ تحسسيّ من المادّة الملوّنة التي يتمّ استخدامها أثناء عمليّة القسطرة. الإصابة بتجلّطاتٍ دمويّةٍ أو نزفٍ دمويّ في مكان جرح القسطرة. الإصابة بضررٍ أو تلفٍ في الدماغ. الإصابة بانسدادٍ أو ترسبٍ للمواد الدهنيّة داخل الشبكة -وهو ما يُسمّى بإعادة التضيّق-. الإصابةبالنوبة القلبيّة. حدوث تلفٍ أو ضررٍ للكلى، حيث تزداد احتماليّة حدوث ذلك في الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مسبقةٍ في الكلى. الإصابة بتشنّجاتٍ عصبيّة -بالرغم من ندرة حدوث هذا العرض الجانبيّ إلا أنّ احتماليّة حدوثه موجودةً وقائمة-. الإصابة بالسكتة الدماغيّة نتيجةً لإعادة التضيّق أو التخثّر أو النزيف. كيفية الاستعداد لإجراء قسطرة الشريان السباتي بعد الحديث عن المخاطر المتوقّع حدوثها لقسطرة الشريان السباتيّ فإنّه من المهم معرفة كيفيّة الاستعداد للقيام بهذه القسطرة، ومن أهم الإجراءات التي يجب القيام بها واتباعها قبل القيام بالقسطرة ما يأتي:[١] إيقاف تناول الأدوية التي تعمل على التأثير على تميّع الدم مثل المميعات أو مضادّات الصفائح قبل القسطرة بأسبوعين تقريبًا . التوقف عن التدخين قبل أسبوعين تقريبًا من القيام بها. يجب إبلاغ الطبيب عن أيّ حالة عدوى أو نزلة بردٍ يُصاب بها الشخص أثناء فترة أسبوعين من القيام بالقسطرة. تجنّب تناول المشروبات أو الأطعمة قبل منتصف ليلة العمليّة. وإضافةً إلى تلك التعليمات التي يجب على امريض اتباعها والقيام بها فإنّه من المهم إجراء بعض الفحوصات المخبريّة أو الشعاعيّة وذلك بهدف تأكّد الطبيب المختص من عدم وجود مشاكل صحيّةٍ أخرى لدى المريض وتقييم الوضع الصحيّ الكلي له، ومن أهم هذه الفحوصات ما يأتي:[٧] القيام بتخطيطٌ للقلب. إجراء بعض فحوصات الدم المخبريّة والتي من أهمّها فحص الدم المتكامل وذلك بهدف معرفة وجود فقر دمٍ أو وجود عدوى لدى الشخص. القيام بصورة أشعةٍ سينيّةٍ للصدر. إجراء تصويرٌ فوق صوتيّ للرقبة والشرايين والأوعية الدمويّة المتواجدة فيها. القيام بتصويرٌ طبقيّ للأوعية الدمويّة المتواجدة في منطقة الرقبة أيضًا بهدف معرفة مقدار الانسداد أو التصلّب فيها. ما بعد قسطرة الشريان السباتي بشكلٍ عام فإنّ القيام بقسطرةٍ للشريان السباتيّ قد تحتاج إلى إبقاء المريض داخل المستشفى وذلك بهدف ملاحظة حدوث أيّ مضاعفاتٍ صحيّةٍ للمريض أو بهدف مراقبة الوضع الصحي العام للمريض، إضافةً إلى ذلك فإنّه بهدف الحصول على أفضل النتائج فإنّه يجب على المريض القيام بتغييراتٍ في نمط الحياة واتّباع نظام حياةٍ صحيّ،[١] ومن أهم هذه الخطوات التي يجب اتباعها من أجل الحصول على نظام حياةٍ صحيّ وتقليل حدوث المضاعفات أو إعادة الإصابة بهذا التضيّق في الشرايين ما يأتي:[٨] تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهنيات المُشبعة أو تلك التي تحتوي على نسبةٍ عالية من الكولسترول. الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضيّة بشكلٍ منتظمٍ وخاصةً تلك التمارين الرياضيّة الهوائيّة. الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم ضمن الحد الطبيعيّ وتجنّب الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن. تجنّب التدخين وإيقافه قدر المُستطاع. اتباع تعليمات الطبيب المختص والمعالج في ما يتعلّق بتنظيم مستوى دهنيات الدم ومستوى تميّع الدم أيضًا، إضافةً إلى السيطرة على الحالات المرضيّة الأخرى التي يعاني منها المريض.



أخبار مرتبطة