تاريخ النشر 6 سبتمبر 2023     بواسطة استشارية نجلاء عبد العزيز بن سلم     المشاهدات 1

قد يصيب البالغين المصابين باضطراب نقص الانتباه

مرض القلب قد يصيب البالغين المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بحث جديد يشير إلى أن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) قد يثير ما هو أكثر من المضاعفات النفسية فحسب: البالغون الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط قد يكونوا أكثر عرضة كذلك للإصابة بأحد أنواع الأمراض القلبية
الوعائية.

“يحتاج الأطباء للتفكير جيدًا في الحالات المرضية المصاحبة للحالات النفسيّة وعوامل نمط الحياة للمساعدة في الحد من خطر CVD [المرض القلبي الوعائي] لدى الأفراد المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، ولكننا نحتاج أيضًا لمزيد من البحث لاكتشاف الآليات البيولوجية المعقولة، مثل المكونات الجينية المشتركة لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والمرض القلبي الوعائي” بحسب ما ذكرته كبيرة الباحثين لين لي. وهي باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه بقسم الوبائيات الطبية والإحصاء الحيوي في معهد كارولينسكا في السويد.

لا يمكن أن تثبت هذه الدراسة أن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يتسبب في المرض القلبي الوعائي، كل ما هنالك أنه يبدو أن هناك ثمة رابط بين الحالتين، بحسب ما أشار إليه الباحثون.

أضافت لي أن العوامل الأخرى قد تلقي الضوء على الصلة بين اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والمرض القلبي الوعائي.

“لقد توصلنا إلى حالات مرضية مصاحبة للحالات النفسيّة، وخاصة فيما يتعلق باضطراب تعاطي المخدرات واضطرابات الأكل، والتي يمكن أن تفسر جزئيًا الصلة بين اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والمرض القلبي الوعائي” بحسب ما قالته.

وذكرت لي “ولكن لا يوجد لدينا معلومات مفصلة حول عوامل نمط الحياة، على سبيل المثال، التدخين والأنشطة البدنية، والتي يمكن ربطها بزيادة خطر المرض القلبي الوعائي بين البالغين المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط”. “هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كانت العوامل الجينية قد تفسر الصلة.”

أشارت لي كذلك إلى أن العقاقير التي جرى استخدامها لعلاج أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لم تقلل من خطر المرض القلبي الوعائي بين هؤلاء الذين يعانون من الحالة.

من أجل الدراسة، جمع الباحثون البيانات المتعلقة بأكثر من 5 مليون بالغ، 37000 منهم مصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. خلال فترة متابعة بلغت 12 عامًا في المتوسط، أصيب 38% ممن يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بمرض قلبي وعائي، مقارنة بـ 23.5% ممن لا يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

هؤلاء المصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط كانوا معرضين بشكل خاص لمخاطر توقف القلب، والسكتة الدماغية النزفية و أمراض الأوعية الدموية الطرفية. كانت الصلة أقوى بين الرجال مقارنة بالنساء، وكذلك رفعت اضطرابات الأكل وإدمان المخدرات فرص الإصابة بالمرض القلبي الوعائي بين الأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

نُشرت هذه النتائج في 8 أيلول/سبتمبر في دورية World Psychiatry.

أشار أحد خبراء القلب الأمريكيين الذين لم يشاركوا في الدراسة إلى أن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هو تشخيص حديث فحسب.

“السبب في عدم فهم الصلة بين اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ومرض القلب جيدًا من قبل هو أن معدلات التشخيص زادت بشكل كبير فقط في الـ 45 عامًا الأخيرة. وحاليًا بدأت إصابة الأشخاص ممن يبلغون 45 عامًا بالمرض التاجي تتزايد بشكل متسارع” بحسب ما أشار إليه الدكتور بنيامين هيرش، وهو طبيب قلب في نورثويل هيلث في جريت نيك، نيويورك.

العلاقة بين اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والمرض القلبي الوعائي معقدة، ولكنها ترتبط بالتأكيد بآثر الصدمة العاطفية الناجمة عن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، واستخدام الأمفيتامينات لفترة طويلة، والسلوكيات مثل زيادة معدل التدخين، بحسب ما ذكره.

“ما يتضح من الدراسة وضوح الشمس ولا يدع مجالًا للشك هو أنه يتعين على هؤلاء المرضى مراجعة طبيب القلب المتابع لهم سنويًا” بحسب ما أوصى به هيرش. “اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط نفسه هو عامل خطورة للإصابة بمرض القلب، وعلينا مراقبة ما يتعرضون له من خطر جراء إصابتهم باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والسيطرة على عوامل الخطورة الأخرى لديهم بشكل صارم للغاية”.

المثير في الأمر كذلك هو أن تأثير الحالة على المرض القلبي الوعائي لم يقل في حقيقة الأمر عند استخدام أدوية اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، بما في ذلك المحفزات، بحسب ما ذكره.

“علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بفاعلية وبشكل مسؤول أساسي لتحسين جودة حياتهم في أي عمر ولتحسين صحتهم خلال فترة حياتهم، على الرغم من ضرورة الاستمرار في توخي الحذر وقت اسعمال المحفزات” بحسب ما أشار إليه هيرش.

كذلك من المهم في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط التأكيد على سلوكيات التكيف الصحية. “ثبتت قدرة التمارين الرياضية، على سبيل المثل، مجددًا على تحسين أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط كافة” بحسب ما أضافه.


أخبار مرتبطة