تاريخ النشر 2 أكتوبر 2023     بواسطة الدكتور وليد حماد     المشاهدات 1

مرض بلاونت: مرض يسبب تقوس الساقين

ما هو مرض بلاونت؟ ما هي أعراضه وأسبابه؟ كيف يؤثر هذا المرض على جسم طفلك؟ وهل له علاج؟ معلومات في غاية الأهمية نطرحها في هذا المقال. يعرف مرض بلاونت (Blount disease) بمسميات عديدة، مثل: الظنبوب الأفحج (Tibia vara)، والدَاءٌ العَظْمِيٌّ الغُضْروفِيٌّ الظُنْبوبِيٌّ المُشَوِّه (Osteochondrosis def
ormans tibiae). فلنتعرف عليه في ما يأتي: 
ما المقصود بمرض بلاونت؟ 
مرض بلاونت هو أحد اضطرابات النمو التي قد تصيب عظام الأطراف السفلية مسببة حصول تقوس في إحدى الساقين أو كليهما. قد يظهر هذا المرض في أي مرحلة عمرية، ولكنه أكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين. 
يؤثر هذا المرض سلبًا على صفائح النمو (The growth plates) الموجودة في محيط الركبة، حيث يخل بقدرتها على إنتاج الأنسجة العظمية الجديدة، مما قد يؤدي لظهور مشكلات متنوعة، مثل: التقوس، وصعوبة المشي. 
لم يتمكن العلماء بعد من تحديد أسباب هذه الحالة بدقة، ولكن يعتقد أن عوامل مثل: الجينات، والسمنة قد تلعب دورًا في نشأتها.
يصاب الأطفال أحيانًا بتقوس بسيط في الساقين، ولكن هذا التقوس يميل للتحسن مع تقدم الطفل في العمر، على عكس مرض بلاونت، حيث يميل التقوس الحاصل للتفاقم، لذا يجب تشخيص الحالة والبدء بمتابعتها مع الطبيب بمجرد حدوثها. غالبًا ما تستجيب الحالات مع العلاج جيدًا إذا تم البدء بالعلاج باكرًا. 
أنواع مرض بلاونت
يصنف مرض بلاونت في نوعين، وهما:
1. مرض بلاونت الطفولي (Infantile Blount’s Disease) 
يصيب هذا النوع الأطفال، ليظهر قبل بلوغ المصاب عمر 3 أعوام. ينشأ هذا النوع جراء وجود خلل في عظمة الظنبوب (Tibia) تحديدًا وغالبًا ما يصيب كلا الساقين. يعد مرض بلاونت الطفولي النوع الأكثر شيوعًا. 
2. مرض بلاونت لليافعين (Adolescent Blount’s Disease)
يصيب هذا النوع الأشخاص الأكبر سنًا، ليظهر لدى من تجاوزوا عمر 10 أعوام. ينشأ مرض بلاونت لليافعين غالبًا جراء حصول خلل في عظمتي الظنبوب والفخذ (Femur)، لكن وعلى عكس النوع السابق غالبًا ما يصيب هذا الخلل إحدى الساقين فقط.
أسباب مرض بلاونت
ينشأ مرض بلاونت نتيجة حصول خلل في صفائح النمو الموجودة في الأطراف السفلية والتي تتواجد عادة أعلى عظمة الظنبوب. يطلق على هذه الصفائح علميًّا اسم الأنمية (Physis)، وهي مكونة من غضاريف لينة ومهمتها الأساسية هي إتاحة المجال لنمو عظام جديدة ليزداد طول الأطراف السفلية مع الوقت. 
لكن وتحت تأثير عوامل معينة، قد تصاب هذه الصفائح بمشكلات قد تخل بنمو الأنسجة العظمية على الجانب الداخلي من عظمة الظنبوب، بينما تواصل الأنسجة العظمية على الجانب الخارجي من الظنبوب نموها بالطريقة المعتادة.
ومع نمو الأنسجة العظمية على إحدى جانبي عظمة الظنبوب مقابل بطء أو توقف نموها على الجانب الآخر، قد يؤدي ما يحصل لتقوس الساقين إلى الخارج بدلًا من نموهما مستقيمتين.
    عوامل الخطر
الأسباب الدقيقة لهذا المرض غير معروفة، ولكن يعتقد أن العوامل الآتية قد ترفع من فرص الإصابة: 
    السمنة أو كسب الوزن السريع. 
    العرق، إذ تعد هذه الحالة أكثر شيوعًا بين ذوي الأصول الأفريقية.
    توقيت المشي، فالأطفال الذين يبدؤون بالمشي قبل بلوغ عمر 12 شهرًا قد يكونون أكثر عرضة للإصابة. 
    عوامل أخرى، مثل: الوراثة والجينات، والجنس فمرض بلاونت أكثر شيوعًا بين الإناث. 
أعراض مرض بلاونت 
هذه أبرزها: 
    انحناء وتقوس في الساق قد يؤثر سلبًا على طريقة المشي. 
    ألم في منطقة الركبة قد يزداد حدة مع ممارسة الأنشطة الجسدية. غالبًا ما يظهر الألم المرافق لمرض بلاونت فقط لدى اليافعين، أما الأطفال فلا يترافق التقوس الحاصل لديهم مع أي ألم عادة. 
    اتجاه أصابع الأقدام للداخل بدلًا من اتجاهها للأمام.
يمكن أن يتسبب المرض مع مرور السنوات في مضاعفات عديدة، مثل: التهاب مفصل الركبة، وصعوبة المشي، وتباين في طول الأطراف السفلية. 
تشخيص مرض بلاونت
يمكن تشخيص الإصابة بمرض بلاونت من خلال: 
    إخضاع المريض لفحص جسدي كامل، وتحري ظهور أعراض المرض، والتي قد تشمل: تقوس الساق للأطفال، وتقوس الساق المصحوب بألم للأكبر سنًّا. 
    تصوير الأطراف السفلية بالأشعة السينية، لتحري وجود خلل في عظمة الظنبوب أو وجود أي أعراض أخرى للمرض.
علاج مرض بلاونت
إليك قائمة ببعض الخيارات العلاجية المتاحة:
1. خيارات غير جراحية
مثل الآتي:
    استخدام الدعامات (Bracing)، والتي قد تساعد على حث العظم لينمو مستقيمًا مع نمو الطفل. هذه الطريقة يتم اتباعها عادة مع الأطفال قبل بلوغهم عمر 4 - 3 سنوات. 
    استخدام مسكنات الألم، إذا كان المريض شخصًا مراهقًا أو بالغًا ويترافق مرضه مع ألم في الأطراف السفلية. 
2. الجراحة 
إذا لم تكن حالة المريض تسمح باستخدام الدعامات، كأن يكون التشوه حادًّا أو إذا تم استخدام الدعامات ولم تنجح هذه في تصحيح الخلل الحاصل، عندها قد يتم اللجوء لبعض أنواع الجراحة، مثل: 
    جراحة قطع العظم (Osteotomies) 
حيث يتم قص العظم ومحاولة تغيير وضعيته لتصبح العظام أكثر استقامة. هذا النوع من الجراحة قد يصحح الخلل الحاصل مباشرة. 
    جراحة تثبيت المشاشة من نوع (Hemiepiphysiodeses)
حيث يتم تثبيت أدوات خاصة على أحد أطراف الظنبوب لإيقاف نمو العظم في ذلك الجانب، مما يسمح للعظام على الطرف الحر الآخر بالنمو واللحاق بالعظم النامي على الجانب المقيد، لتصبح الساق أكثر استقامة.
تعد هذه الجراحة بسيطة، وقد تكون خيارًا جيدًا إذا كان المصاب في مرحلة نمو أو إذا كانت أعراض مرضه طفيفة.
قد يحتاج المريض بعد العملية لاستخدام جبيرة أو كرسي متحرك لفترة من الوقت، كما قد يتم إخضاعه بعد ذلك للعلاج الطبيعي. في العديد من الحالات قد يتعافى المريض تمامًا.


أخبار مرتبطة