تاريخ النشر 29 نوفمبر 2014     بواسطة الدكتور هيثم عبدالحليم بدر     المشاهدات 201

تعديل وضع الجنين

أختي الحامل، عندما يبدأ الشهر التاسع، يتوجه الجنين برأسه نحو قناة الولاده (أسفل البطن). وفي (3-4 %) من الحالات يتوجه الجنين بمقعده للأسفل ويكون الرأس في الجانب العلوي من الرحم ويبقى على هذا الحال حتى الولادة. إن ولادة الجنين بمقعده قد تحتوي على بعض المخاطر مقارنة بالولادة بالوضع الرأسي لذا فم
ن الممكن تعديل وضع الجنين لتتوجه رأسه إلى أسفل البطن وتتم الولادة بالرأس بالشكل الطبيعي عند ذلك.
محاولة تعديل وضع الجنين من المقعدي إلى الرأسي هو عبارة عن اجراء خارجي للبطن يتم في أجنحة الولادة، ويقوم الطبيب أو الطبيبة بخطوات خاصة عن طريق الضغط على بطن المرأة الحامل لمساعدة الجنين على تغيير وضعه إلى الوضع الرأسي، وتتكلل بالنجاح بما يقارب 65%  وحتى 80% مقارنة بنسبة تغير الوضع التلقائي بدون التدخل الطبي التي لا تتعدى 16%. وفي الغالب يفضل توقيت المحاولة عند الاسبوع 37 من الحمل حيث أن فرص عودة الطفل بعد ذلك إلى الوضع المقعدي مرة أخرى قليلة وأيضا لتجنب احتياج توليد الطفل بعمر جنيني مبكر يعرضه لمضاعفات الولادة الخديجة.
ولمحاولة تعديل وضع الجنين إلى الوضع الرأسي فوائد عديدة ومنها تجنب حدوث الولادة بالمقعد والتعرض إلى مخاطرها المحتملة والاقلال من معدل الاضطرار للجوء لعملية الولادة القيصرية بما في ذلك من احتمالات اضرار التخدير والجراحة بشكل عام.
وتعتبر تجربة محاولة تعديل وضع الجنين من المقعدي إلى الوضع الرأسي من الاجرائات الآمنة نسبيا حيث أن المخاطر لا تتعدى الثلاثة بالمئة بشكل عام، ويقوم الطبيب بالتأكد من مناسبة محاولة تغير وضع الجنين لوضعك الصحي ولوضع الجنين عن طريق معرفة تاريخك الصحي والجراحي والتأكد من نتائج الأشعة للجنين قبل عرض المحاولة عليك.  وقد أثبت الدراسات الطبية أنها من الاجرائات الآمنة حتى وان كنت قد خضعت لولادة قيصرية سابقة بما أنك ممن هن مؤهلات لمحاولة الولادة الطبيعية من بعد الولادة القيصرية. 
وكما ذكر فإن نسبة المخاطر فليلة جدا ومنها تغيرات في نبض الجنين وتعتبر عابرة في معظمها، انفصال بالمشيمة، وبذلك احتياج اجراء الولادة القيصرية الاسعافية بما لا يتعدى 1%
إن تعديل وضع الجنين ليس عملية جراحية. فبعد أن يتم شرح الاجرائات لك سيتم نتسيق يوم المحاولة بينك وبين الطبيب، وسيتم تنويمك في جناح الولادة ويجب أن تكوني صائمة قبل المحاولة ما بين 6 إلى 8  ساعات على الأقل. سيتم عمل تخطيط قلب للجنين عند وصولك لجناح الولادة واجراء بعض تحاليل الدم ووضع محلول وريدي  ثم يتم إعطاؤك حقنة تحت الجلد تضمن إرتخاء عضلات الرحم وعدم حدوث أي تقلصات بالرحم مما يزيد فرص نجاح التدوير.
سيقابلك الطبيب أو الطبيبة مرة أخرى لشرح الخطوات والاجابة على أسئلتك، وسيقوم باجراء فحص الموجات الصوتية للتأكد من حالة الجنين ووضعه وكمية السوائل المحيطة به ومكان المشيمة. وبعد ذلك سيقوم بدفع المقعد برفق إلى أعلى البطن وفي نفس الوقت يدفع برفق رأس الجنين إلى أسفل البطن وهكذا حتى يتم التعديل وقد يستغرق ذلك ما بين 20 – 30 دقيقة تتم مراقبة الجنين خلالها، عن طريق الموجات الصوتية وجهاز تخطيط الجنين. 
الآلام المتوقعة من محاولة التدوير للجنين قليلة ومحتملة بالغالب يكون الشعور باحساس عدم الراحة من الضغط على جدار البطن ويمكن استخدام غاز التخدير أثناء التدوير للاقلال من الشعور بالألم. واختلفت الدراسات في فائدة استخدام التخدير النصفي (إبرة الظهر) قبل التدوير.
بعد تمام التعديل ونجاح المحاولة يتم عمل تخطيط قلب للجنين للإطمئنان على حالته ثم تذهبين إلى المنزل، حتى موعدك المقبل بالعيادة أو موعد الولادة المحدد من قبل الطبيب. أما في حال حدوث آلام الولادة بعد التدوير ستبقين في غرفة الولادة لمتابعة حالتك حتى الولادة. ولكن إذا لم تنجح المحاولة لتعديل الجنين  وبقي الجنين على وضعه ( المقعد أسفل البطن) يتم التحدث معك عن الخيارات الممكنة بعد ذلك من حيث قابليتك لمحاولة الولادة المقعدية وسيتم شرح فوائدها ومخاطرها الممكنة وأيضا سوف يتم التحدث معك عن الولادة القيصرية كخيار آخر لكيفية الولادة للطفل المقعدي وسيتم شرح فوائدها ومخاطرها كذلك.
مع تمنياتي لك بالصحة والعافية 
هيثم عبدالحليم بدر
استشاري جراحة النسائية والتوليد 
مستشفى قوى الأمن


أخبار مرتبطة