تاريخ النشر 30 ديسمبر 2014     بواسطة البروفيسور عادل حمد السحيباني     المشاهدات 201

في ندوة طبية حول أسباب ضعف البصر.المتعب والسحيباني

ضعف البصر أحد أكثر الأمراض انتشاراً، ومن بين أهم الأمراض التي يمكن أن تصيب الناس في مراحل العمر المختلفة وله عدة أسباب منها على سبيل المثال الماء الأبيض مرض يصيب العين ويهدد الكثيرين بالإصابة بالعمى، وذلك وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية إضافة إلى أمراض أخرى ستكون مدار حوارنا في الندوة التالي
ة والتي يسرنا أن يشاركنا فيها كل من الدكتور محمد المتعب استشاري أمراض العيون والقرنية والماء الأبيض، والدكتور عادل السحيباني استشاري أمراض العيون والماء ألأبيض حيث دار الحوار التالي: 
نبدأ بالحديث مع الدكتور محمد المتعب لنتعرف منه على أهم أسباب ضعف البصر.. حيث قال: هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بضعف البصر، ولكن من أهم الأسباب والمعروفة عالمياً يمكن تحديدها في أربعة أسباب منها الماء الأبيض، الماء الأزرق، أمراض الشبكية الناتجة عن مرض السكر، أمراض القرنية. 
الماء الأبيض 
ويعرفنا الدكتور عادل السحيباني على مرض الماء الأبيض فيقول: يعد مرض الماء الأبيض أو عتامة العين أو الساد كما يعرف عالمياً من أهم أسباب العمى في العالم، ومن بين أهم أسباب الإصابة بالماء الأبيض الشيخوخة والتقدم في العمر، إضافة إلى الكثير من الأسباب الأخرى منها الإصابة بالسكري، إلا أن من يقرر إجراء العملية هو المريض وليس الطبيب فعندما يلاحظ المريض تأخراً في الإبصار، أو أن نظره لم يعد صافياً كما كان من قبل بل يغشاه غشاوة كالضباب وتؤثر سلباً على أدائه لعمله والوظيفية والحياتية اليومية بالرغم أنه من الممكن أن يكون نظره 6-6 لأن مقياس حدة البصر قياس كمي وليس نوعي، ولذا فإن تأخر المريض في اتخاذ القرار بإجراء العملية سيلاحظ عدداً من التغيرات التي ستطرأ في حياته. 
الماء الأزرق ليس بأزرق 
ونعود إلى الدكتور محمد المتعب لنسأله عن مرض الماء الأزرق «الجلوكوما» والتي قال عنها: الماء الأزرق أو الجلوكوما كما تعرف هو مرض يصيب العصب البصري ذلك الجزء المسؤول عن حمل الصور التي نراها في المخ، والسبب في ذلك ارتفاع ضغط العين ما يؤدي إلى إصابة العين بالتلف في أنسجة العصب البصري، وقبل المواصلة في الرد عن السؤال أود التوضيح أن تسمية الجلوكوما بالماء الأزرق خطأ شائع وهو اسم غير صحيح لأنه لا توجد مياه زرقاء داخل العين، لكن السبب في التسمية يعود إلى اللغة الإغريقية فكلمة جلوكوما تعني شلالات زرقاء لأن المريض يشاهد أحياناً هالات زرقاء حول مصدر الضوء فيعطي الانطباع أن بداخل العينيين مياه زرقاء. 
سبب رئيس 
ونستوقف ضيفنا لنتعرف منه على السبب الرئيس للإصابة بالجلوكوما؟ والتي قال عنها: يرجع سبب الإصابة بالحلوكوما أو ارتفاع ضغط العين إلى عدم وجود أي توازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين وبين قدرة القنوات الخاصة للعين على تصريف هذا السائل فينتج عن ذلك تجمع هذا السائل داخل العين والضغط على أنسجة العين الداخلية بما فيها العصب البصري. 
لكل الأعمار 
وننتقل إلى الدكتور عادل لنسأل: هل الجلوكوما مرض يصيب مراحل عمرية محددة؟ يقول: الجلوكوما مرض يصيب كل الأعمار على حد سواء إلا أن هناك أشخاصاً أكثر عرضة من غيرهم للإصابة به ونذكر منهم على سبيل المثال أفراد الأسر التي لها تاريخ وراثي لمرض الجلوكوما، والأفراد الذين يعانون من بعض أمراض العيون الأخرى بالإضافة إلى وجود إصابات سابقة للعين. 
أنواع الجلوكوما 
هل الجلوكوما نوع واحد أم أنواع متعددة؟ يقول الدكتور محمد المتعب: هناك خمسة أنواع لمرض الجلوكوما نوجزها باختصار وبشكل سريع هي: جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة، جلوكوما الزاوية المغلقة الحاد، جلوكوما الزاوية المغلقة المزمنة، الجلوكوما الخلقية، الجلوكوما الثانوية. 
الشبكية والسكري 
ونتحدث عن سبب آخر من أسباب ضعف البصر مع ضيفنا الدكتور عادل السحيباني وهو مرض الشبكية الناتج عن داء السكري، والذي يقول عنه ضيفنا: تشير الأرقام إلى أن نحو 120 مليون شخص حول العالم يعانون من مرض السكري كما يعد سبباً رئيساً في الإصابة بالعمى وضعف البصر لدى كبار السن خاصة في الدول المتطورة اقتصادياً، وتؤكد الدراسات أنه بعد 15 سنة من الإصابة بالسكري تطور مضاعفاته لدى نحو 10% من المرضى مسبباً ضعف البصر بينما يصاب 2% منهم يصابون بالعمى، وكما هو معروف أن داء السكري من الأمراض المزمنة، ولكن يمكن الحصول على نتائج جيدة إذا تم اكتشاف مضاعفاته مبكرا، ويمكن معالجتها بإذن الله خاصة إذا تمت المعالجة في الوقت الذهبي قبل تطور المرض، وفي المقابل فإن التأخر في إجراء الكشف الدوري يؤدي إلى المضاعفات التي تؤدي إلى فقدان البصر. 
وسائل معالجة 
* وحول أبرز وسائل المعالجة لمشاكل الشبكية الناتجة عن داء السكري يقول الدكتور محمد المتعب: هناك عدة طرق لمعالجة اعتلال الشبكية الناتجة عن داء السكري ومنها استخدام الليزر بأنواعه المختلفة لمعالجة التأثيرات لأطراف الشبكية أو لمركز الإبصار أو لكليهما معاً وذلك حسب الحالة، وخلال السنوات القليلة الماضية تمكن العلماء من اكتشاف علاج جديد يستخدم لمعالجة داء السكري وأمراض أخرى تصيب شبكية العين ومعها مادة تعرف باسم «افاستين Avastin» وهو مضاد لتكون الأوعية الدموية غير الطبيعية وتقليل الرشح في الشبكية، وفي حالات الإصابة المتقدمة والتي تكون إصابة القرنية مصاحبة لنزيف مزمن في الجسم الزجاجي أو انفصال شبكي بسبب السكري فإنها تكون بحاجة إلى التدخل الجراحي إضافة إلى الليزر في الوقت نفسه. 
أمراض القرنية 
ونتناول بحوارنا سبباً آخر من أسباب ضعف البصر وهو أمراض القرنية والتي يقول عنها الدكتور عادل السحيباني: كما هو معروف أن القرنية هي الجزء الذي يمر من خلالها الضوء إلى الجزء الداخلي للعين وهو ما يسمج لنا بالرؤية إن أمراض القرنية، وهناك أمراض القرنية تؤدي إلى الشعور بآلام شديدة جداً، منها التهابات القرنية سواء ما كان منها بكتيريا أو فطرياً أو فيروسياً وهي من الأسباب المنتشرة التي تؤدي إلى إصابة القرنية أو تقرحها. 
أمراض أخرى 
ونسأل الدكتور محمد المتعب هل هناك أمراض أخرى تصيب القرنية؟ يقول: من بين الأمراض الأكثر انتشاراً القرنية المخروطية وهو ما يعرف بالتحدب غير الطبيعي للقرنية، وتحلل القرنية الذي قد يحصل بعد جراحة الماء البيض «انتفاخ القرنية»، وبعض التغيرات الناتجة عن الشيخوخة قد تؤثر على شفافية القرنية، ومن بين بعض أمراض القرنية ما يكون لسبب وراثي وتؤدي إلى عتامة القرنية وفقدان البصر، ولذا فإنه إذا أصبحت القرنية معتمة تماماً فإن الطريقة الوحيدة لإعادة البصر للمريض باستبدال القرنية أو زراعتها، وهنا أود التأكيد إن عمليات زراعة القرنية أكثر عمليات زراعة الأنسجة نجاحاً. 
قرحة القرنية 
ونختتم ندوتنا بالحديث إلى الدكتور عادل السحيباني حول قرحة القرنية والذي قال عنها: تعرف قرحة القرنية بأنها عبارة عن تأكل أو وجود قرحة مفتوحة في الطبقة الخارجية للقرنية، أما أبرز أعراضها فهي الألم والإحمرار ومن بين أهم أسباب الإصابة بها العدوى حيث إن أغلب القرح التي تصيب القرنية تحدث نتيجة عدوى ومنها العدوى البكتيرية وتنتشر بين مستخدمي العدسات اللاصقة، وهناك العدوى الفيروسية ومنها فيروس الهربس والجديري المائي، وهناك العدوى الفطرية والتي تحدث نتيجة عدم العناية بنظافة العدسات اللاصقة أو الاستخدام المفرط لقطرات العين التي تحتوي على مادة الكورتيزون، ومن بين الأسباب للإصابة أيضاً دخول جسم غريب للقرنية أو الإصابة بخدوش القرنية ما يسبب إصابة سطح القرنية وهو ما يجعلها عرضة لاقتحام القرنية والتسبب في إصابة القرنية بالقرحة، وهناك أيضاً الإصابة وجفاف العين المزمن والذي يحدث نتيجة عدم وجود الطبقة الدمعية الرقيقة على سطح العين التي تعمل على التنظيف المستمر للعين وحمايتها من أي عدوى أو جسم غريب كحبيبات الرمل الصغيرة، أو التعرض للمواد الكيماوية داخل العين. 
أبرز الأعراض 
ويسلط الدكتور محمد المتعب الضوء على ابرز أعراض قرحة القرنية ويقول: تتمثل أعراض قرحة القرنية فيما يلي إحمرار شديد بالعين، وألم العين، الشعور بوجود جسم غريب في العين التدميع المستمر، إفرازات صديدية أو لزجة وسميكة في العين، وجود الزغللة بالرؤيا، الحساسية الزائدة للضوء، انتفاخ جفن العين، وجود بقع صغيرة مستديرة بيضاء أو رمادية اللون يمكن رؤيتها بالعين المجردة بالقرنية إذا كانت حجم القرنية كبير، ويتم تشخيص المرض من خلال طبيب العيون وأحياناً يشخص باستخدام اختبار الفلورسين وهو نوع من الصبغة لإظهار القرحة وسهولة رؤيتها. 
طرق للوقاية 
ويحدد الدكتور عادل السحيباني جملة من الإرشادات الهامة للوقاية من قرحة القرنية ويقول: إذا كان المصاب يرتدي عدسات لاصقة فيجب إزالتها فوراً، واستخدام الكمادات الباردة على العين المصابة، ويجب على المصاب فرك أو لمس العين باليد، والاهتمام بالغسيل المتكرر لليدين وتجفيفها باستمرار بواسطة منشفة نظيفة، ويجب ارتداء حامي للعين إذا كان هناك احتمال تعرضها لجزيئات صغيرة يمكن ان تدخل إلى العين، وإذا كان الشخص مصاباً بجفاف العين يجب استخدام قطرات الدموع الصناعية، العناية الدقيقة عند تنظيف العدسات، وعند الشعور بأي تهيج بالعين يجب إزالة العدسات اللاصقة وعدم وضعها بالعين إلا بعد التحسن. 


أخبار مرتبطة