تاريخ النشر 31 يوليو 2006     بواسطة البروفيسور حسان صلاح عمر عبدالجبار     المشاهدات 201

تقنية تجميد البويضات

د. حسان عبدالجبار: تقنية تجميد البويضات تتيح للمرأة التي تأخر زواجها الاحتفاظ بقدرتها الطبيعية على الإنجاب الرياض - هيام المفلح أكد البروفيسور حسان صلاح عمر عبد الجبار أن بإمكان تقنية تجميد البويضات غير الملقحة أن تساعد - نظرياً- النساء قبل سن اليأس لحفظ بويضاتهن، فيما إذا أصبحت هذه التقنية م
نتشرة وسهلة الاستخدام .
وأوضح البروفيسور حسان صلاح عمر عبد الجبار أستاذ علم أمراض النساء والولادة في كلية الطب والعلوم الطبية جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن علم تجميد الخلايا بصفة عامة ليس علما جديدا، فقد بدأ منذ أكثر من عشرين عاما ويتم تجميد أي نوع من الخلايا في الآزوت ( النيتروجين) - 196 درجة مئوية أي 196 درجة مئوية تحت الصفر . ومن أهم أنواع الخلايا التي قام العلماء بتجميدها الخلايا الجذعية، والحيوانات المنوية والبويضات .
وأضاف : يمكن تجميد الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري عند الولادة وحفظها للمولود لسنوات عدة وهي عبارة عن بوليصة تأمين لأكثر من ثمانين مرضا «بنوك الخلايا الجذعية» . أما الحيوانات المنوية فنحن نعرف بوجود بنوك للحيوانات المنوية تجمع من متبرعين وتحفظ لاستخدامها في حالات العقم الناتج عن عدم وجود حيوانات منوية في السائل أو في الخصية ولكن هذه الطريقة تجد اعتراضات في استخدامها إما دينية أو اجتماعية.
كما تستخدم تقنية تجميد الحيوانات المنوية في حالات عقم ناتج عن ضعف في الحيوانات أو عدم القدرة على إخراجها أثناء عملية أطفال الأنابيب فمن الممكن ان تجمع الحيوانات المنوية قبل عملية أطفال الأنابيب ثم حفظها وتجمدها لفترة معينة ومن ثم تسخينها واستخدامها.
وأيضاً يستخدم التجميد في حالة إصابة الرجل بمرض خبيث يستدعي استخدامه لعلاج كيميائي أو إشعاعي الذي قد يؤثر على الحيوانات المنوية.
ويمكن تجميد عينات من الخصية تحتوي على الحيوانات المنوية واستخدامها مستقبلا خاصة عن الرجال الذين لا يملكون حيوانات منوية في السائل .
وعن تجميد البويضات وفائدتها قال : تنقسم البويضات إلى بويضة ملقحة أو غير ملقحة البويضات الملقحة يسهل تجميدها وتسخينها واستخدامها وهي عبارة عن تقنية منتشرة ويمكن استخدامها في الكثير من المراكز، ولو نظرنا إلى عمليات أطفال الأنابيب وعند إنتاج أجنة متعدّدة في المختبر في آن واحد، ولكنها لا تزرع كلها في رحم المرأة، حيث يتم تجميد الأجنة الزائدة لاستخدامها في حال عدم نجاح التجربة الأولى.كما يمكن استخدامها بعد سنوات عديدة إذا قرّرتْ المرأة إنجاب طفل آخر.
وأضاف إن هذه التقنية مهمة بالنسبة للمرأة التي تكون خيارات الخصوبة المتاحة أمامها محدودة بسبب المرض أو الجراحة أو العلاج الكيميائي، فمثل هؤلاء النسوة هن أفضل من يستفدن من تقنية استخلاص البويضات وتجميدها لاستخدامها في المستقبل، غير أن هذه التقنية لا تزال في مراحلها التجريبية.
وقد استخدم عالم الطب عينات من المبيض بعد تجميدها لعدة سنوات وقد استخدمت هذه العينات لعلاج أعراض مرض سن اليأس .
وتستخدم تقنية تجميد البويضات في حالات الفائض من البويضات من عمليات أطفال الأنابيب، وكذلك في حالات ان تكون المرأة مريضة بمرض خبيث يستدعي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي الذي قد يؤثر على وظيفة المبيض.
أما إذا ما اصبح تجميد البويضات غير الملقحة تقنية منتشرة وتستخدم بسهولة، فنظرياً قد يمكن ان تساعد هذه التقنية النساء قبل سن اليأس لحفظ بويضاتهن .
وفي سؤال حول إمكانية استخدام تقنية تجميد البويضات في حالات خاصة مثل المرأة التي تجاوزت الأربعين بسنتين أو ثلاث، ومازالت تحيض بشكل طبيعي، لكنها لم تتزوج بعد، مثل هذه المرأة هل تستطيع تجميد بويضات للاحتفاظ بإمكانية إنجاب أطفال في حال تزوجت فيما بعد، يقول البروفسور حسان : الجواب على هذا السؤال من الناحية النظرية «نعم» ولكن هذه التقنيات مازالت في إطار التجارب .
إن عمر المرأة مهم جداً للإنجاب، وسن ما بعد الأربعين يعتبر حملاً ذا خطورة سواء كان حملاً طبيعياً أو بواسطة أطفال الأنابيب، وفي حال وجدت ألياف حميدة في الرحم فإنها قد لا يكون لها أي تأثير أو قد تكون عائقاً للحمل أو استمراره ويعتمد ذلك على حجمها وعددها وموقعها .
إذاً بإمكان المرأة نظرياً أن تحتفظ بقدرتها الطبيعية على الإنجاب في ظل وجود تقنية تجميد البويضات، ولكن ماذا سيحصل بعد ذلك.
إن من أهم الإنجازات الحديثة هو إمكانية إجراء الاختبارات الجنينية على الأجنة، إذ يتيح التشخيص قبل إعادة زرع البويضة في رحم المرأة. ويقوم الأطباء بفحص الأجنة للتأكد من عدم إصابتها بعيوب خلقية خطيرة أو تشوهات قد تؤدي إلى الإجهاض، وذلك قبل إعادة البويضة إلى الرحم.
وحاليا يمكن فحص أكثر من عشرة من 23 كروموزماً للتأكد من عدم إصابتها بتشوهات. وسيمثل ذلك إنجازا مهما للتخلص من جميع الأجنة التي ينبغي عدم زراعتها في الرحم . وهذه التقنية مهمة بصفة خاصة للنساء في منتصف الثلاثينات وأوائل الأربعينيات من العمر حيث تزداد احتمالات أن تكون البويضات مشوهة بصورة حادة.


أخبار مرتبطة