تاريخ النشر 4 مايو 2015     بواسطة الدكتور نزار محمد عمر الحبشي     المشاهدات 201

الرَّمَد

التهابُ المُلتَحِمة هو الاسمُ الطبِّي لما يُعرَف باسم "العين القرنفلية". ومن الممكن أن تسبِّبَ هذه الحالةُ تورُّماً وحكةً وإحساساً بالحُرقة في العين، إضافةً إلى خروج مُفرَزات وظهور احمرار في الغِشاء الواقي الذي يُبطِّن الجفنين ويُغطِّي المناطقَ المكشوفة من بياض العين. ومن أسباب هذه الحالة: • ال
عدوى الجرثومية أو الفيروسية. • الحساسية. •	المواد التي تسبِّب تهيُّج العين. • العدسات اللاصقة والمنتجات المتعلِّقة بها، أو القطرات العينية، أو المراهم العينية. ليس لالتهاب المُلتَحِمة أثرٌ سلبيٌّ في الرؤية في الأحوال العادية. يستطيع التهابُ المُلتَحِمة المُعدِي أن ينتقلَ بسهولة من شخصٍ لآخر. وتزول هذه العدوى عادةً من تلقاء نفسها ومن غير حاجة إلى معالجةٍ طبِّية. لكنَّ التهابَ المُلتَحِمة الناتج عن إصابةٍ جرثومية يكون في حاجةٍ إلى المعالجة بالمضادَّات الحيوية التي يمكن أن تكونَ على شكل قطرات أو مراهم عينية. 
مقدِّمة
يُدعى التهابُ المُلتَحِمة باسم "العين القرنفلية" عادةً. وهو يسبِّب التهاباً في البطانة الرقيقة الشفافة تحت الجفنين وعلى بياض العين. ويعطي هذا الالتهابُ العينَ لوناً وردياً أو محمَّراً. هناك أشياء كثيرة يمكن أن تسبِّبَ التهابَ المُلتَحِمة. ومن هذه الأسباب العدوى الفيروسية أو الجرثومية، فضلاً عن الحساسية. وهذه واحدةٌ من أكثر المشكلات العينية شيوعاً وقابليةً للمعالجة، وذلك لدى الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي أسبابَ كلِّ نوع من أنواع التهاب المُلتَحِمة وأعراضه. وهو يقدِّم معلومات عن طرق تشخيص التهاب المُلتَحِمة ومعالجته أيضاً. 
التهابُ المُلتَحِمة
التهابُ المُلتَحِمة حالةٌ عينيةٌ شائعةٌ في مختلف أنحاء العالم. وهي تعرف غالباً باسم "العين القرنفلية"، لأنَّها تسبِّب احمرار بياض العين. يستمدُّ التهابُ المُلتَحِمة اسمَه من اسم الجزء الذي يُصاب بهذا الالتهاب في العين، ألا وهو "المُلتَحِمة". والمُلتَحِمةُ هي الطبقة الرقيقة التي تُبطِّن الجفنين، وتغطِّي الجزءَ الأبيض من العين. يصيب التهابُ المُلتَحِمة الأطفال والكبار على حدٍّ سواء. وأمَّا العَرَضُ الأكثر شيوعاً لالتهاب المُلتَحِمة فهو الالتهاب أو التورُّم في ملتحمة العين. ينتج التهابُ المُلتَحِمة عن عدوى فيروسية أو جرثومية، أو عن الحساسية، وذلك من قبيل التحسُّس من وبَر الحيوانات المنزلية أو من عثِّ الغبار. ومن الممكن أيضاً أن ينجم التهاب المُلتَحِمة عن بعض المواد المُهيِّجة، وذلك من قبيل الملوِّثات الموجودة في الهواء أو الكلور الموجود في مياه برك السباحة. يُصنِّف الأطبَّاءُ حالات الإصابة بالتهاب المُلتَحِمة تبعاً لأسبابها عادةً. وقد يُشار إلى هذه الحالة باعتبارها:
التهاب المُلتَحِمة الفيروسي.
التهاب المُلتَحِمة الجرثومي.
التهاب المُلتَحِمة التحسُّسي.

الأعراض
يمكن أن تختلفَ أعراضُ التهاب المُلتَحِمة تبعاً لنوع هذا الالتهاب. لكنَّ العَرَضَ الرئيسي المشترك بين جميع أنواع التهاب المُلتَحِمة هو احمرار بياض العين، أو العينين معاً. يسبِّب التهابُ المُلتَحِمة الجرثومي ظهورَ لون أحمر في عينٍ واحدةٍ فقط عادةً. أمَّا إذا ظهر الاحمرارُ في العينين معاً، فإنَّ التهاب المُلتَحِمة يكون فيروسياً أو تحسُّسياً على الأغلب. هناك عرضٌ آخر من أعراض التهاب المُلتَحِمة، وهو خروج مُفرَزات أو قَيح من العين. وغالباً ما يكون القَيحُ أصفر اللون مُخضرَّاً. وهو أكثر شيوعاً في حالة عدوى المُلتَحِمة الجرثومية. هناك أعراضٌ أخرى لالتهاب المُلتَحِمة، ومن بينها:
زيادة الدمع.
الحكَّة والتهيُّج، أو الشعور بالحرقة في العين.
تورُّم المُلتَحِمة وانتفاخها.
وقد تشتمل أعراضُ التهاب المُلتَحِمة أيضاً على ما يلي:
ظهور قشور على الجفنين وعلى الأهداب، في الصباح خاصَّةً.
الإحساس كأن هناك شيئاً في العين، أو الإحساس بالحاجة إلى حكِّ العين.
الحساسية تجاه الضوء الساطع.
بعض أعراض الأنفلونزا أو الزكام، أو غير ذلك من أعراض العدوى التنفُّسية.
في بعض الأحيان، يؤدِّي التهابُ المُلتَحِمة إلى تورُّم العُقدة اللمفية الواقعة أمام الأذن، كما تصبح هذه العُقدةُ مؤلمةً قليلاً. وقد يشعر الإنسان عند لمس هذه العُقدة بأنَّها تشبه كُتلةً صغيرة تحت الجلد. تشبه أعراضُ التهاب المُلتَحِمة التحسُّسي أعراضَ التحسُّس الشائعة. ومن هذه الأعراض الإحساسُ بالحكَّة في الأنف، والعُطاس، وتخرُّش الحلق وضيق التنفُّس. 
الأسباب
يُصنِّف الأطبَّاءُ التهابَ المُلتَحِمة إلى ثلاث فئات عادةً، وذلك حسب سببه:
التهاب المُلتَحِمة الفيروسي.
التهاب المُلتَحِمة الجرثومي.
التهاب المُلتَحِمة التحسُّسي.
يمكن أن ينتجَ التهابُ المُلتَحِمة الفيروسي عن عددٍ من الفيروسات المختلفة. وقد يسبِّب كثيرٌ من هذه الفيروسات أيضاً عدوى في السُّبُل التنفُّسية العلوية، كما يمكن أن تسبَّب زكاماً أو التهاباً في الحلق. ينجم التهابُ المُلتَحِمة الجرثومي عن بعض الجراثيم التي تصيب العين. و غالباً ما يبدأ هذا النوعُ من التهاب المُلتَحِمة في عينٍ واحدةٍ فقط. ينجم التهابُ المُلتَحِمة التحسُّسي عن ردة فعل الجسم على بعض المواد التي تسبِّب التحسس. ومن الأمثلة على هذه المواد المُحسِّسة التي يمكن أن تسبِّب التهابَ المُلتَحِمة التحسُّسي:
العدسات اللاصقة والمحلول الخاص بها.
مواد التجميل.
وبَر الحيوانات.
عثُّ الغبار.
العَفن.
غبار الطلع من الأشجار والنباتات والأعشاب والزهور.
غالباً ما يكون التهابُ المُلتَحِمة التحسُّسي أكثرَ شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بأنواعٍ أخرى من التحسُّس، وذلك من قبيل "حمَّى القَشِّ" والرَّبو والإكزيمة. ويصيب هذا الالتهابُ العينين معاً عادةً. التهابُ المُلتَحِمة التحسُّسي:
يمكن أن يظهرَ في فصولٍ معيَّنة، عندما يكثر غبار الطلع.
يمكن أن يستمرَّ طوالَ العام بسبب مواد مُحسِّسة موجودة داخل المباني، وذلك من قبيل عثِّ الغبار ووبَر الحيوانات الأليفة.
التشخيص
يقوم الطبيبُ بإجراء فحصٍ جسدي، ويطرح أسئلةً على المريض تتعلَّق بالأعراض وبالتاريخ الطبي. ومن الممكن تشخيصُ معظم أسباب التهاب المُلتَحِمة من غير إجراء أيَّة اختبارات أو فحوص إضافية. في بعض الحالات، يمكن أن يأخذَ الطبيبُ عيِّنات من المُفرَزات العينية من أجل اختبارها بحثاً عن مزيدٍ من المعلومات، لتحديد نوع التهاب المُلتَحِمة. 
المعالجة
يعتمد أسلوبُ معالجة التهاب المُلتَحِمة على نوع الالتهاب وشدته. وقد يكفي استخدامُ القطرات العينية والكمادات الباردة من أجل تخفيف الجفاف والانتفاخ الناجمين عن معظم أنواع التهاب المُلتَحِمة. يمكن أن يصفَ الطبيبُ أدويةً مضادَّة للفيروسات من أجل معالجة الحالات الخطيرة من التهاب المُلتَحِمة الفيروسي. ولكن، لا تستطيع المضادَّاتُ الحيوية شفاءَ التهاب المُلتَحِمة الفيروسي، لأنَّ المضادات الحيوية لا تؤثِّر في الفيروسات. تكون معظمُ حالات التهاب المُلتَحِمة الفيروسي خفيفة، حيث لا يستمر الالتهاب، في أشد حالاته، أكثر من ثلاثة أو خمسة أيَّام. ومن الممكن أن يزولَ الالتهابُ خلال أسبوعٍ أو أسبوعين من غير أيَّة معالجة. أمَّا في بعض الحالات، فإنَّ التهابَ المُلتَحِمة الفيروسي يمكن أن يستمرَّ أسبوعين أو ثلاثة أو أكثر حتى يزول. غالباً ما تكون عدوى المُلتَحِمة الجرثومية خفيفةً. وهي تستمرُّ من يومين أو ثلاثة أيام إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وغالباً ما يتحسَّن التهاب المُلتَحِمة الجرثومي خلال يومين أو خمسة أيام من غير أيَّة معالجة. لكن هناك مضادَّات حيوية خاصَّة يصفها الطبيب غالباً من أجل معالجة هذه العدوى. من الممكن أن تتحسَّنَ عدوى المُلتَحِمة الجرثومية الخفيفة من غير أيَّة معالجةٍ بالمضادَّات الحيوية. لكنَّ المضادات الحيوية يمكن أن تكونَ مفيدةً في تقصير فترة المرض، وتخفيف انتشار العدوى إلى الآخرين. وتتوفَّر أدويةٌ موضعية عادةً على شكل قطرات عينية أو مرهم عيني. يزول التهابُ المُلتَحِمة التحسُّسي بمجرد زوال العامل المُحسِّس أو المُهيِّج للعين. ومن الممكن أيضاً أن تجري معالجةُ هذا النوع من التهاب المُلتَحِمة باستخدام الأدوية الخاصة بالتحسُّس. هناك أدويةٌ خاصةٌ بالتحسُّس وقطراتٌ عينية، بما فيها بعضُ القطرات التي لا تُباع إلاَّ بوصفةٍ طبية، يمكن أن تريح المريضَ من التهاب المُلتَحِمة التحسُّسي. وفي بعض الحالات، قد يجري استخدامُ مزيج من الأدوية من أجل تخفيف الأعراض. ويستطيع الطبيبُ مساعدةَ المريض على تحديد أسلوب المعالجة الأفضل إذا كان المريضُ مصاباً بالتهاب المُلتَحِمة التحسُّسي. 
الوقاية
التهابُ المُلتَحِمة الناتج عن العوامل المُحسِّسة غير مُعدٍ. لكنَّ التهابَ المُلتَحِمة الجرثومي أو الفيروسي يمكن أن ينتقلَ بسهولةٍ إلى أشخاصٍ آخرين، فيُعديهم. ويستطيع المريضُ عادةً أن يخفِّفَ من انتقال المرض إلى الآخرين من خلال التقيُّد ببعض الخطوات البسيطة الخاصة بالمحافظة على النظافة العامَّة. إذا كان المرءُ مُصاباً بالتهاب المُلتَحِمة الفيروسي أو الجرثومي، فإنَّه يستطيع الحدَّ من انتشار هذا المرض من خلال التقيُّد بالأمور التالية:
الإكثار من غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون. وفي حال عدم توفُّر الماء والصابون، فمن الممكن استخدام مناديل مبلَّلة بالكحول.
تجنُّب لمس العينين أو حكَّهما.
يجب غسلُ أيَّة مُفرَزات حول العينين عدَّةَ مرَّاتٍ في اليوم. وفي هذه الحالة، يجب غسلُ اليدين أوَّلاً. وبعد ذلك، يمكن تنظيفُ العينين باستخدام منشفة نظيفة أو قطن طبي أو منديل. يجب رميُ قطع القطن أو المناديل المستخدَمة بعد تنظيف العينين. وفي حالة استخدام منشفة في تنظيف العينين، فلابدَّ من غسلها بالماء الساخن ومستحضرات التنظيف. كما يجب غسلُ اليدين جيِّداً بالماء الدافئ والصابون بعدَ تنظيف العينين. لا يجوز استخدامُ عبوة القطرة العينية على العين السليمة بعد استخدامها على العين المصابة، حتَّى بالنسبة للمريض الواحد. يجب دائماً غسلُ اليدين بعدَ وضع القطرة العينية أو المرهم العيني. كما يجب غسلُ أغطية الوسائد والمِلاءات والمناشف بالماء الساخن ومستحضرات التنظيف. وينبغي غسلُ اليدين بعد ملامسة هذه الأشياء. ومن الأفضل أن يتجنَّبَ المريضُ مشاركةَ الآخرين في استخدام بعض المواد، كالمناشف والبطَّانيات وأغطية الوسائد. يجب تنظيفُ النظَّارات والحرص على عدم نقل التلوُّث إلى المواد الأخرى، كالمناشف مثلاً، والتي يمكن أن يستخدمها أشخاصٌ آخرون. ولا يجوز مشاركةُ الآخرين في استخدام مواد التجميل أو مستحضراته، أو العدسات اللاصقة أو علب العدسات اللاصقة أو النظارات. وعلى المريض أن يتجنَّبَ استخدامَ أحواض السباحة أيضاً. إضافةً إلى ما تقدَّم، فإنَّ هناك خطواتٍ يمكن لمريض التهاب المُلتَحِمة الجرثومي أو الفيروسي اتِّخاذها من أجل تجنُّب الإصابة بالعدوى من جديد بعد الشفاء؛ فعلى سبيل المثال، يجب أن يرمي المرءُ وأن يستبدل أيَّة أدوات استخدمها في تجميل الوجه أو العين في أثناء فترة العدوى. يجب استبدالُ المحلول الخاص بالعدسات اللاصقة الذي كان يستخدمه المريضُ في أثناء فترة العدوى. كما يجب التخلُّصُ أيضاً من العدسات اللاصقة القابلة للاستبدال، مع أغلفتها، إذا كان قد استخدمها في أثناء فترة العدوى. ويجب تنظيفُ العدسات ذات الاستخدام الدائم وفقاً للتعليمات الخاصَّة بها أيضاً. يجب تنظيفُ النظَّارات وعلب النظارات التي استُخدمت خلال فترة العدوى. 
الخلاصة
التهابُ المُلتَحِمة حالةٌ عينية تسبِّب التهابَ البطانة الرقيقة الشفافة داخل الجفنين وعلى بياض العين. ويؤدِّي هذا الالتهابُ إلى تلوُّن بياض العين باللون الوردي أو الأحمر. يُدعى التهابُ المُلتَحِمة أيضاً باسم "العين القرنفلية". يعدُّ التهابُ المُلتَحِمة واحداً من أكثر الحالات العينية الشائعة القابلة للمعالجة، وذلك لدى الأطفال والكبار على حدٍّ سواء. وهناك أشياء كثيرة يمكن أن تسبِّبَ هذا الالتهابَ، بما في ذلك الفيروساتُ والجراثيم والعوامل المُحسِّسة. العَرَضُ الرئيسي لالتهاب المُلتَحِمة هو احمرارُ بياض العين أو العينين. وفي معظم الأحوال، يكون التهابُ المُلتَحِمة جرثومياً إذا اقتصرت الإصابةُ على عينٍ واحدة. أمَّا إذا كانت الإصابةُ في العينين معاً، فإنَّ الالتهاب يكون فيروسياً أو تحسُّسياً في أغلب الحالات. إنَّ تشخيصَ التهاب المُلتَحِمة أمرٌ سهل. كما أنَّ الأنواعَ المختلفة من هذا الالتهاب تتطلَّب أساليب معالجةٍ مختلفة. إذا أُصيب المرءُ بالتهاب المُلتَحِمة، فعليه أن يستشيرَ الطبيبَ لمعرفة الطريقة المناسبة للمعالجة. 


أخبار مرتبطة