تاريخ النشر 18 مايو 2015     بواسطة الدكتور علوي شرف السعيدي     المشاهدات 201

التخدير المعتدل

قبل إجراﺀ العمل الجراحي يتم إعطاﺀ المريض مادة مُخَدِّرة لمنع الألم أو تخفيفه. في التخدير "الواعي"، أو "التَّركين" عن طريق الوريد، يتم استخدام مادة مخدرة خفيفة لتركين المريض وتخفيف الألم. يظل المريض صاحياً لكنه قد لا يتذكر العملية فيما بعد. أنواع التخدير الأخرى هي: التخدير المَوضعي: يتم تخدي
ر منطقة واحدة صغيرة من الجسم. ويبقى المريض يقظاً مدركاً ما يحدث. 
التخدير النَّاحيّ: يتم تخدير ناحية من الجسم، مثل الذراع أو الساق. كما أن التخدير فوق الجافية الذي يستخدم عند الولادة هو نوع من التخدير الناحي أيضاً. 
التخدير العام: يتم تخدير الجسم كله فيستغرق المريض في النوم ولا يشعر بأي شيء ولا يتذكر شيئاً بعد العملية. 
إن نوع التخدير الذي يختاره الطبيب يتوقف على الكثير من العوامل. لكن أهم هذه العوامل هو نوع العملية الجراحية وحالة المريض الصحية. 
مقدمة
قد يقرِّر الأطبَّاء إجراء عمل جراحي للمريض تحت التَّهدئة المعتدلَة. 
يساعد هذا البرنامجُ على شرح مَنافِع التَّهدئة المعتدلَة ومخاطرها. 
العملية
قد يقوم الطبيبُ بتهدئة المريض تهدئةً معتدلة لمنع شعوره بالألم في أثناء العمليَّة. 
تختلف التَّهدئة المعتدلَة عن التخدير العام؛ حيث يعطي الطبيبُ تعليماته للممرِّضة لإعطاء الدواء المهدِّئ للمريض، ويستمرُّ الطبيبُ والممرِّضة بمراقبة المريض، والتأكُّد من أن قلبه ورئتيه يعملان بشكلٍ سوي طوالَ الوقت الذي يمضيه تحت تأثير التَّهدئة المعتدلَة. 
يجري في البداية وضعُ أنبوب تسريب وريدي في يد المريض أو ذراعه لحقن الدواء عبره؛ ثمَّ يُعطى المريضُ دواء يساعده على الاسترخاء ويخفِّف من قلقه. وربَّما يشعر المريض بالنعاس، وقد لا يتذكَّر كلَّ ما يجري له، ولكنَّه يستيقظ بسهولة إذا لمسه أحدٌ ما أو كلَّمه. 
تقوم أجهزةُ مراقبة طبِّية خاصَّة بمراقبة قلب المريض ومعدَّل ضرباته وضغط دمه وتركيز الأكسجين في دمه. 
يعدُّ إعطاءُ الأكسجين للمريض في أثناء التَّهدئة المعتدلَة إجراءً معتاداً. 
بعد التخدير المعتدل
تستمرُّ مراقبةُ المريض بعد انتهاء العملية حتَّى يتلاشى تأثيرُ المهدِّئ، ويستغرقُ ذلك من ثلاثين إلى تسعين دقيقة عادة. 
يقوم الطبيبُ والممرِّضات قبل تخريج المريض بالتأكُّد من أنَّ العلامات الحيويَّة عنده مستقرَّة، وأنَّه يستطيع المشي دون أن يشعرَ بالدوخة، وأنَّه قادر على الشرب، ولا يعاني من الغثيان أو القيء. 
ليس هناك تأثيراتٌ ذات شأن تعقب التهدئة المعتدلَة، ولكن قد يعاني المريضُ من اضطراب في المحاكمة وتطاول في زمن الاستجابة وضعف في الذاكرة القريبة، وقد تستمرُّ هذه التأثيراتُ طوالَ اليوم التالي للعمليَّة. 
ولذلك، لا يستطيع المريضُ قيادةَ سيَّارته إلى البيت بنفسه، وعليه اصطحاب شخص بالغ آخر ليساعده على العودة إلى البيت. كما أنَّ عليه أن يتجنَّبَ التعامل مع الآلات الخطرة وقيادة السيَّارة واتِّخاذ قرارات هامَّة خلال هذه الفترة. 
مخاطر ومضاعفات التخدير المعتدل
تعدُّ التَّهدئة الدوائيَّة المعتدلَة آمنة إلى أقصى حدٍّ، وذلك بفضل التطوُّر المشهود في التكنولوجيا الطبِّية والأدوية المستعمَلة فيها. ولكن تبقى هناك بعضُ المخاطر والمضاعفات النادرة التي لابدَّ من الإشارة إليها، لأنَّ معرفة المريض بها تمكِّنه من عمل الكثير لتجنُّب حدوثها. 
لابدَّ أن يقومَ المريضُ بإخبار الطبيب عن أيَّة مشاكل صحِّية يعاني منها، كالمشاكل القلبيَّة والرئوية والكلوية والكبدية. 
ولابدَّ للمريض أيضاً من أن يخبرَ الطبيبُ عن أيَّة عمليَّات نقل للدم قد يكون قد تعرَّض لها من قبل، وما إذا كان مصاباً بالداء السكَّري أو ارتفاع ضغط الدم أو اليرقان، وعن كمِّية الكحول التي يشربها إذا كان يشرب الكحول. كما أنَّ عليه أن يخبر طبيبَه إذا كان يعاني من الاكتئاب أو أيَّة مشاكل نفسية أخرى قد يعاني منها أيضاً. 
وعليه أيضاً أن يخبرَه عن أيَّة حالة تهدئة وتخدير في السابق خضع لهما، وعن طريقة ردِّ فعل جسمه تجاهها. 
كما يجب على المريض أن يخبرَ الطبيبَ عن أيَّة أدوية من تلك التي تُباع من دون وصفة أو الأدوية العشبية أو المتمِّمات الغذائية التي يتناولها؛ فالأدويةُ التي يتناولها المريض قد تتعارض مع الأدوية التي تُستعمَل في التخدير. 
وينبغي أن يخبر المريضُ الطبيبَ عن أيَّة حالة تحسُّس تجاه الأدوية أو الأغذية أو اللاتكس، يعاني منها المريض. وقد يحدث عند المريض ردودُ فعل تحسُّسية لا تُكتشَف إلاَّ من خلال العملية، وذلك تجاه الشريط اللاصق واللاتكس والمحاليل التي تحتوي على اليود. 
قد يحدث غثيان وقيء بعد التَّهدئة الدوائيَّة المعتدلَة‎ في حالات نادرة، وهما يُعالجان بالأدوية المضادَّة للغثيان عادة. 
هناك خطرٌ لحدوث تباطؤ في التنفُّس، وتُعالج هذه الحالةُ بوضع قناع الأكسجين على وجه المريض. 
قد يضع الطبيبُ في بعض الحالات أنبوباً في الرُّغامى الهوائية لدى المريض لمساعدته على التنفُّس، الأمر الذي قد يسبِّب تقرُّحَ حلق المريض فيما بعد. ويُزال هذا الأنبوبُ حالما يستعيد المريضُ قدرتَه على التنفُّس بشكل أفضل دون مساعدة. 
هناك خطرٌ لحصول انخفاض في ضغط الدم خلال حقن الدواء المهدِّئ. وقد يقوم الطبيبُ ومساعدوه في هذه الحالة بتغيير وضعيَّة المريض أو بزيادة معدل ضخِّ السوائل إلى وريد المريض. 
كما أنَّ هناك خطراً بسيطاً أيضاً لتعرُّض المريض للعدوى أو السكتة الدماغيَّة أو اضطرابات في نظم القلب أو النوبات القلبية واحتمال الموت في أثناء التَّهدئة المعتدلَة. ولكنَّ هذه الأمورَ نادرة الحدوث، وهي أكثر شيوعاً عندَ المسنِّين والمرضى الذين يعانون من مشاكل صحِّية أو لديهم سوابق إصابات بالسكتات الدماغية أو النوبات القلبية. 
يكونُ اختصاصيُّ التخدير مستعدَّاً لمعالجة أيَّة ردود فعل على الأدوية المستعمَلة في غرفة العمليات. ولكن، على الرغم من اتِّخاذ أفضل الاحتياطات، فإنَّ مثل هذه الأمور، وفي حالات نادرة جداً، قد تكون قاتلة. ولذلك، يكون إخبارُ الفريق القائم بالتخدير حول جميع حالات التحسُّس المعروفة والتي يعاني منها المريض أمراً في غاية الأهمِّية. 
كما أنَّ على المريضة أن تتأكَّدَ من إخبار اختصاصي التخدير فيما إذا كان هناك أيُّ احتمال لأن تكون حاملاً. لأنَّ هناك إجراءاتٍ خاصَّة يجب اتِّخاذُها في غرفة العمليات في هذه الحالة. 
الخلاصة
تعدُّ التَّهدئة الدوائيَّة المعتدلَة آمنةً جداً. ولكن، كما قلنا سابقاً، قد تحدث بعضُ المخاطر والمضاعفات. 
يمكن تجنُّبُ حدوث معظم هذه المضاعفات عن طريق التَّواصل الجيِّد بين المريض والطبيب. 
على المريض التأكُّد من إخبار أطبائه والممرِّضات حول جميع الحالات الطبِّية التي يعاني منها، والأدوية التي يتناولها، وحالات التحسُّس التي سبق أن تعرَّض لها، وعن حالات التهدئة التي سبقَ أن خضعَ لها. 


أخبار مرتبطة