تاريخ النشر 25 مايو 2015     بواسطة الدكتور محمد علي خواجي     المشاهدات 201

متلازمة موت الرضيع الفجائي

إن متلازمة الموت المفاجئ للرضيع هي موت مفاجئ غير متوقع لرضيع عمره أقل من عام واحد. ويطلق البعض على هذه الحالة اسم "موت المهد" لأن الكثير من الرضع الذين يموتون بسببها يكونون نائمين في مهودهم. إن متلازمة الموت المفاجئ للرضيع هي السبب الأبرز للموت عند الأطفال بين عمر شهر واحد وسنة واحدة. وتحدث معظ
م حالات الموت متلازمة الموت المفاجئ للرضيع عندما يكون عمر الرضيع من شهرين إلى أربعة أشهر. ومع أن اختصاصيي الرعاية الصحية لا يعرفون سبب هذه المتلازمة فإنهم يعرفون طرق تقليل هذا الخطر. ومن هذه الطرق: •	يجاب أن يوضع الرضيع على ظهره عندما ينام. ولا يجوز وضعه على بطنه إلا عند وجود من يستطيع مراقبته باستمرار. •	استخدام سطح ثابت لنوم الرضيع، مثل فراش مغطى بملاءة مناسبة. •	إبعاد الأشياء الناعمة والرخوة بعيداً عن منطقة نوم الرضيع. •	الحرص على عدم تعريض الرضيع للدفء الزائد من خلال المحافظة على درجة حرارة ملائمة في الغرفة. 
مُقدِّمة
مُتلازمةُ مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ هي مَوت الطفل على نحو مفاجئ من غير سبب معروف، وذلك عند الأطفال الذين لم يكملوا سنتهم الأولى من العمر. مُتَلازِمَةُ مَوت الرَّضيع الفُجائِيِّ هي حالة نادرة الحدوث، ولكنَّها تبقى مع ذلك السَّببَ الأوَّل للموت عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر واحد وسنة واحدة. يعدُّ وضعُ الطفل على ظهره أفضلَ إجراء للوقاية من مُتَلازِمَة مَوت الرَّضيع الفُجائِيِّ. وقد اكتشف العُلماء أيضاً بعضَ العوامل التي قد تُؤدِّي إلى تعرُّض الأطفال للموت بسبب مُتلازِمة مَوت الرَّضيع الفُجائِيِّ. يُساعد هذا البرنامج التثقيفي على فهم مُتَلازِمَة مَوت الرَّضيع الفُجائِيِّ، ويُقدِّم بعضَ النصائح حول طُرُق وقاية الطفل منها. 
مُتَلازِمَة مَوت الرَّضيع الفُجائِيِّ
تحدث مُعظمُ حالات مُتلازمة موت الرَّضيع الفُجائيِّ عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين وأربعة أشهر، ويندر أن تحدثَ عند الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن شهر واحد أو تزيد على ستَّة أشهر. يبدو ضحايا مُتَلازمَة مَوت الرَّضيع الفُجائِيِّ بصحَّة جيِّدة قبل وفاتهم. ويحدث الموت بسرعة من غير معاناة، وذلك في أثناء النوم عادة. تكون مُتَلازمَةُ مَوت الرَّضيع الفُجائِيِّ نادرة الحدوث، إذ يموت أقلّ من طفل واحد من كلِّ مائة ألف طفل بسبب مُتَلازِمَة مَوت الرَّضيع الفُجائِيِّ في العالم . ويُمكن أن تحدث هذه المُتلازمة عند أيِّ طفل، ولكنَّها تميل للحدوث بشكل أكبر عند الأطفال الذين ينامون على بُطونهم أو الذين ينامون في فراش واحد مع أشخاص آخرين. إنَّ أفضل إجراء تقوم به الأُمُّ لحماية طفلها من مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائِيِّ هو وضعه على ظهره في أثناء النوم. لقد أنقصت حملةُ تعليم الأُمَّهات أهمِّية نوم الأطفال على ظهورهم نسبة الموت بسبب مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائِيِّ بنسبة خمسين بالمائة تقريباً في بعض الأماكن. قد يبكي الأطفال أكثر عند وضعهم للنوم على ظهورهم في البداية، ولكنَّ مُعظمهم يعتاد على هذه الوضعية سريعاً. 
الأسباب وعوامل الخُطورة
لا يعرف العُلماء على وجه الدِّقَّة سبب مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ، لكن هناك عدَّة نظريات حول ذلك. ويُحاول الأطبَّاء أو المحقِّقون عندما يموت طِفل أن يحدِّدوا سبب الوفاة. وهم يطلقون اسم مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ بعد استبعاد جميع الأسباب الأُخرى. ولا تُسمَّى الحالة كذلك إذا وقع الموت نتيجة حادث أو إيذاء جسديٍّ أو غير ذلك من الحالات الطبِّية. يُطلق بعض الناس اسم "مَوت المهد" على مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ، لأنَّ كثيراً من الأطفال الذين يموتون نتيجة لهذه المُتلازمة يجري العثور عليهم مَوتى في أسرَّتهم، ولكنَّ السرير أو المهد الآمن لا يُسبِّب الموت بالطبع. لا تمارسُ لقاحات الطفولة أيَّ دور في مُتلازمة موت الرّضيع الفُجائيّ. هناك عوامل خُطورة معروفة لمُتلازمة موت الرَّضيع الفُجائيِّ. وعاملُ الخُطورة هو أيَّةُ حالة تجعل الرضيع أكثر استعداداً للتعرُّض لمُتلازمة موت الرَّضيع الفُجائي.
يتعرَّض الرُضَّع الذكور للموت بسبب مُتلازمة موت الرَّضيع الفُجائي أكثر من الرضيعات الإناث.
يتعرَّض الأطفال الخُدَّج، أي الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم، أو الأطفال ناقصو الوزن للموت بسبب مُتلازمة موت الرَّضيع الفُجائي أكثر من غيرهم.
إنَّ أطفال الأُمَّهات المُدخِّنات أو اللواتي تتعاطين المُخدِّرات هم أكثر عرضة للموت بسبب مُتلازمة موت الرَّضيع الفُجائي، سواء أحدث التدخين أو تعاطي المخدِّرات قبل الحمل أو في أثنائه أو بعده.

نصائح حول نوم الطفل
إنَّ الخطوة الأولى للوقاية من مُتلازمة موت الرَّضيع الفُجائي هي تعلُّم الطريقة الصحيحة لوضعيَّة الطفل في أثناء النوم. يجب وضعُ الأطفال على ظُهورهم في أثناء النوم، حتَّى إذا كان الأمر لا يتعدَّى قيلولة قصيرة. يوضع الطفلُ على بطنه فقط عندما يكون مُستيقظاً، ويقوم شخص راشد بمُراقبته. كما يجب وضعُ الطفل على بطنه عندما يكون مُستيقظاً كي تقوى عضلات رقبته والجزء العلوي من جسمه. يجب تذكيرُ المُربِّية وغيرها ممَّن يعتنون بالطفل بضرورة الانتباه إلى أنَّ الطفل يجب أن ينامَ على ظهره، وعدم افتراض أنَّهم يعرفون ذلك من تلقاء أنفسهم. إنَّ تجنُّب وضع الطفل للنوم في وضعيَّات أُخرى أمر ذو أهميَّة خاصَّة إذا كان معتاداً على النوم على الظهر. يجب استعمالُ فراش ثابت متين لنوم الطفل دائماً، كفراش المهد المُغطَّى بقماش مُناسب. كما ينبغي تجنُّب استخدام الوسائد والحشيات وغيرها من الأشياء الطريَّة لنوم الطفل تجنُّباً تاماً. كما يجب أن يُلبِّي سرير الطفل معايير السلامة المُعتمَدَة أيضاً. يجب إبقاءُ الأشياء الطريَّة والشراشف ذات الأوبار أو الخيوط "المُشرشرة" بعيداً عن مكان نوم الطفل. كما يجب إبعادُ كلِّ الشراشف والأشياء عن وجه الطفل، وذلك لمنع "إعادة استنشاق" الهواء الذي تم طرحه مع الزفير. ينبغي عدمُ المُبالغة في تدفئة الطفل. ولابدَّ من المُحافظة على حرارة الغُرفة في الدرجة نفسها التي تُناسب البالغين، وعدم إلباس الطفل الكثير من الملابس أيضاً. قد يغطُّ الطفل في نوم عميق، ويصبح من الصعب إيقاظه إذا كان دافئاً جداً. يُمكن إعطاءُ الطفل "اللهاية" في الليل وفي أثناء القيلولة، ولكن يجب أن تكونَ نظيفة وجافَّة. ويجب الانتظار حتَّى يكمل الطفلُ شهرَه الأوَّل على الأقلّ، أو حتَّى يعتاد على الرضاعة قبل إعطائه اللهَّاية إن كان يرضع من صدر أمِّه. يُشكِّل استعمالُ اللهَّاية بانتظام عامل وقاية للطفل من مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ، حتى إذا كانت اللهَّاية تسقط من فم الطفل في أثناء النوم، ولكن لا ينبغي إكراه الطفل على مصِّ اللهَّاية إذا لم تعجبه. يجب الالتزامُ بتعليمات الطبيب حول طريقة إطعام الطفل ووضعيَّة نومه إذا كان يُعاني من الجزر المعِدي المريئي أو من حرقة المعدة . يجب إعادةُ الطفل إلى سريره أو مهده كي ينام. وقد يكون من الأفضل وضعُ سرير الطفل في الغُرفة التي تنام فيها الأمُّ خلال الأشهر الستَّة الأولى من عمر الطفل. ولقد ثبت أنَّ ذلك يقلِّل من خطورة حدوث مُتلازمة موت الرضيع الفُجائيِّ. يجب الامتناعُ تماماً عن وضع الطفل في سرير الأم كي ينام، لأنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى حوادث، فقد تنقلَّب الأُمُّ في أثناء النوم مثلاً، ممَّا يمكن أن يؤدِّي إلى اختناق الطفل. كما أنَّ الطفل قد يسقط من الفراش ويتعرَّض للأذى، أو قد ينحشر بين الفراش والجدار. إنَّ لفَّ الطفل أو تقميطه يجعله ينام على ظهره بشكل مُريح. وعلى الأمِّ أن تتعلَّم كيف تُقمِّط طفلها بشكل صحيح. إذا كانت اللفافة أو القِماط رخواً جداً، فقد تفلت البطانيَّة وتخنق الطفل؛ أمَّا إذا كان القماط مشدوداً كثيراً، فقد يضغط على صدر الطفل ويمنعه من التنفُّس بسهولة. قد تُلاحظ الأمُّ أنَّ رأسَ طفلها قد أصبح مُسطَّحاً بشكل طفيف من جانب واحد إذا كان ينام على ظهره دائماً. ويُسمِّي الأطبَّاء هذه الحالة الرأسَ الوارِب. ليس الرأسُ الوارب حالةً خطيرة، ولا يسبِّب أيَّةَ مشاكل صحِّية للطفل، وسوف يعود رأس الطفل إلى استدارته الطبيعيَّة ثانية في أثناء نموِّ الطفل. تستطيع الأمُّ التخفيف من شدَّة حالة الرأس الوارب عن طريق وضع الطفل على بطنه مرَّات كثيرة عندما يكون مُستيقظاً وتحت مُراقبتها وإشرافها. وعلى الأمِّ أيضاً تقليل مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل على ظهره في أماكن أخرى، مثل مقاعد السيَّارة الخاصَّة بالأطفال وكذلك حاملات الأطفال. يجب عدمُ منع الطفل من التدحرج عندما يصبح قادراً على ذلك، لأنَّه يكون قد اصبح قادراً على اختيار وضعيَّة النوم المُناسبة له. قد تشعر بعضُ الأمَّهات بالقلق من أنَّ نوم الطفل على ظهره قد يسبِّب له الاختناق. ولكن، لم يثبت أنَّ هناك زيادة في حالات الاختناق أو المشاكل الأخرى عند الأطفال الرضَّع الذين ينامون على ظهورهم. على الرَّغم من أنَّه لا توجد وسيلة مضمونة لمنع موت الرضيع الفجائيِّ، لكنَّ معرفة المخاطر بشكل جيِّد تُساعد الأمَّ على تقليل فرص تعرُّض طفلها للموت الفُجائيِّ غير المُفسَّر. 
الوقاية
إنَّ الوسيلة الأولى للوقاية من موت الرضيع الفجائي هي تعلُّم الطريقة الصحيحة لوضع الطفل في أثناء نومه. يناقش هذا القسم النصائحَ الإضافية التي قد تساعد على الوقاية من هذه المُتلازمة. على الأمِّ التوقُّف عن التدخين في أثناء الحمل؛ فطفلُ الأمِّ التي تُدخِّن في أثناء الحمل مُعرَّضٌ لخطر الموت بسبب مُتلازمة موت الرَّضيع الفُجائيِّ أكثر من غيره من الأطفال الذين لا تُدخِّن أُمَّهاتُهم بثلاث مرَّات إلى أربع مرَّات. يجب إبعادُ الطفل عن أماكن التدخين أيضاً، حيث يُضاعف التدخين السلبيُّ من احتمال موت الطفل بسبب مُتلازمة موت الرَّضيع الفُجائيِّ. إذا كانت الأم لا تستطيع الامتناعَ عن التدخين، فإنَّ عليها على الأقلّ ألاَّ تُدخِّن داخل المنزل، وأن تحرص على أن تكون بيئةُ بيتها خالية من التدخين. ولا يكفي مُجرَّد فتح النافذة في أثناء التدخين. كما أنَّ التدخين في غُرفة أُخرى لا يكفي أيضاً. يجب الحرصُ أيضاً على ألاَّ يُدخِّن أيٌّ من أفراد الأُسرة أو الأقرباء أو الأصدقاء داخل المنزل، حيث يُمكن أن يبقى دُخان السجائر في الهواء مُدَّةً تصل إلى ساعتين ونصف الساعة. كما أنَّ أثر دُخان السجائر المُتبقِّي على الألبسة والأثاث يُمكن أن يُسبِّب التعرُّضَ للتدخين السلبي "الثالثي". على الأمِّ أن تُرضع طفلها من صدرها. وهناك بعضُ الأدلَّة على أنَّ الأطفال الذين يتلقَّون إرضاعاً طبيعيَّاً يكونون أقلَّ تعرُّضاً للموت بسبب مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ. ويُمكن أن تُكوِّن الرضاعةُ الطبيعيَّة مناعة عند الطفل تجاه الأمراض والعدوى التي قد تُساهم في حدوث مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ. يجب أن تحرصَ الأمُّ على إجراء فحوص مُنتظمة لطفلها عند الطبيب؛ فالفحوصُ الدوريَّة هامَّة من أجل صحَّة الطفل، خاصَّة أنَّ مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ تحدث بغتة من غير إنذار. كما ينبغي أيضاً تجنُّبُ المُنتجات التي يزعم مُنتجوها أنَّها تقلِّص من احتمال تعرُّض الطفل لمُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ، من غير تقديم بُرهان علميٍّ من الهيئات الطُّبيَّة؛ فمُعظمُ هذه المُنتجات لم تُختبر بعد، وقد لا تكون آمنة. 
متى ينبغي طلب المُساعدة
ينبغي على الأمِّ استشارة الطبيب إذا أحسَّت أنَّ طفلها قد يكون مريضاً. وعليها الاتِّصال بالطبيب إذا كان طفلها:
لا يتنفَّس بشكل جيِّد أو يعاني من الوزيز (صوت يرافق الزفير).
مُبلَّلاً بالعرق أو مرتفعَ الحرارة.
شاحب اللون.
لا يستجيب لها بشكل طبيعيٍّ.
يعاني من طَفَح، خاصَّة إذا بدا للأم أنَّ هذا الطفح مقلق.
كما يجب أن تتعلَّم الأمُّ أيضاً إجراء الإنعاش القلبي التنفُّسي (الإنعاش القلبي الرئوي) للأطفال. يستطيع الوالدان تعلُّم دروس في الإنعاش القلبيِّ التنفُّسيِّ مجَّاناً. ويُمكن إجراء الإنعاش القلبيِّ التنفُّسيِّ فوراً إذا توقَّف الطفل عن التَّنفُّس أو إذا توقَّف قلبه عن الخفقان. 
الخُلاصة
مُتلازمةُ مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ هي مَوت مُفاجئ دون سبب واضح لطفل عُمره أقل من سنة واحدة. لا يعرف العُلماء سبب مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ على وجه الدِّقَّة. ومن الممكن أن يعدُّ الطبيب أنَّ الوفاة قد حدثت بسبب مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ عندما يستبعد جميع الأسباب الممكنة الأُخرى للموت. لقد تراجع مُعدَّلُ حدوث مُتلازمة مَوت الرَّضيع الفُجائيِّ. ويعود ذلك جُزئيَّاً إلى حملة التوعية التي ركَّزت على أهمِّية وضع الأطفال على ظُهورهم في أثناء النوم. 


أخبار مرتبطة