تاريخ النشر 18 سبتمبر 2013     بواسطة البروفيسور علي عبدالله الراجحي     المشاهدات 201

د. علي الراجحي لـ«الشرق الأوسط»: أنجح العمليات و أقلها مضاعفات و أخفها خطورة

عمليات الجراحة لتصحيح النظر.. بين الدعاية والحقيقة جدة: د. عبد الحفيظ خوجة أثبتت عمليات التصحيح لقصر وطول النظر في السنوات الأخيرة نسبة نجاح عالية جداً، حتى قيل انها مضمونة وخالية من المضاعفات. وإن كان الأمر كذلك، فلماذا لا يُقدم أطباء العيون، ممن يستخدمون النظارات، على إجراء تلك العمليات لأ
نفسهم أو لأقاربهم؟.. أكيد أن النتائج غير جيدة، و«لو فيها خير ما تركها الـ ..» الخ. هل كل من يعاني من قصر أو طول النظر سيستفيد من عملية الليزيك، أم هناك بدائل أخرى؟.
أكد الدكتور علي بن عبد الله الراجحي، استشاري أكاديمي أول في طب وجراحة العيون، رئيس قسم الأبحاث والمشرف العام المساعد بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، رئيس تحرير المجلة السعودية لطب وجراحة العيون، رئيس المجلس العلمي لطب وجراحة العيون، لـ «الشرق الأوسط»، أن عمليات التصحيح لقصر وطول النظر، سواء بالليزر LASER (PRK)، أو بالليزيك LASIK، أثبتت بالفعل أن نسبة نجاحها عالية جداً، لكن ذلك يعتمد على عدة عوامل مثل درجة قصر وطول النظر، الجهاز المستخدم، وخبرة الطبيب.
ورغم ذلك، فإن عمليات الليزيك ليست مضمونة مائة بالمائة، مثلها مثل أي علاج طبي أو جراحي، فقد تكون هناك مضاعفات بسيطة، لكن النتائج ممتازة جدا إلى حد - 10 و- 12 بالنسبة لقصر النظر، وإلى + 5 بالنسبة لطول النظر. وتكون النتائج أفضل كلما قل قصر/ طول النظر. وكلما كانت سماكة القرنية أكثر، كلما ساعد ذلك على إجراء عمليات قصر النظر الأعلى، فمثلاً نتائج عمليات قصر النظر من -1 إلى -6 أفضل من النتائج -7 إلى -12.
أما ما يقال في الصحف عن بعض أجهزة الليزر، فهو لا يخلو من المبالغة الدعائية وينبغي على المرضى عدم التعلق أو الانسياق إليها، فمعظم الأجهزة الحديثة المصنعة في أوروبا وأمريكا أو اليابان متشابهة في النتائج في معظم الحالات العادية، التي تشكل حوالي (80%)، وتعالج بأجهزة الليزر بدون فروقات.
تصحيح النظر أما الاختيار بين الليزيك والليزر فيتم بناء على الطريقة التي يفضل الطبيب تصحيح النظر بها، وعلى درجة قصر النظر، وشدة جفاف العين، وسماكة القرنية أو وجود علامات القرنية المخروطية.
وعن سؤال: هل كل من لديه قصر أو طول نظر يستفيد من عمليات تصحيح النظر؟، يجيب د. الراجحي: نعم، إلا في الحالات التالية:
ـ ألا يكون مصاحباً لطول وقصر النظر كسل في العين.
ـ ألا يكون هناك قصر نظر ناتج عن قرنية مخروطية.
ـ ألا يكون مصاحباً لقصر النظر ماء أبيض، خصوصاً في سن متقدم من العمر.
ـ ألا يكون سبب قصر النظر تصلب العدسة الداخلية للعين.
ـ ألا يكون قصر النظر عالياً مثل أكثر من -12 أو -14، إلا إذا كانت سماكة القرنية كبيرة.
ـ ألا يقل عمر المريض عن 18 سنة أو أحياناً 17 سنة، بشرط أن يكون قصر النظر مستقراً.
وهناك بدائل كثيرة عن الليزيك لتصحيح قصر وطول النظر، من أهمها:
ـ زرع العدسات داخل العين، خصوصاً في قصر النظر العالي.
ـ إزالة العدسة الأصلية للعين وزرع عدسة مكانها، لا سيما إذا كان هناك ماء أبيض مع وجود بعض المضاعفات المتعلقة بذلك.
ـ الحلقات في القرنية، وهذه عادة تزرع في أطراف القرنية لتصحيح العيوب الانكسارية المحدودة مثل -5 أو أقل.
ـ عمليات الحرق في مناطق معينة من القرنية Conductive Keratoplasty.
مضاعفات الجراحة
* وهناك مضاعفات استثنائية ونادرة مثل بقاء قصر أو طول النظر بعد العملية، كأن ينقص -1 أو -2 بعد عمليات -8 أو -10، وجود الاستجماتزم (الانحراف)، التهاب بسيط بعد الليزيك، الالتهابات الميكروبية، أو القرحات والتي نادراً ما تحدث. إضافة إلى المضاعفات المصاحبة للمشرط الإلكتروني لعمليات الليزيك Flap complications، كأن يكون القطع غير كامل أو غير منتظم، أو يحتاج إلى الإعادة مرة أخرى، أو تحويله إلى ليزر وغيره من المضاعفات النادرة، أو أن يكون تسليط الليزر غير متوسط في البؤبؤ نتيجة خبرة الطبيب، الجهاز، حركة المريض، ومعظم هذه الحالات إن لم يكن جميعها يمكن علاجه.

وعموماً، فإن مضاعفات ما بعد الليزيك قليلة جداً وسهلة، فإذا بقي جزء من قصر أو طول النظر أو نتج بعد وقت من العملية، يمكن إعادة تصحيحه مرة أو أكثر أو لبس النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة. أما الالتهابات التي قد تحدث بعد الليزيك، فيمكن علاجها وإعادة النظر كما كان. وفي حالات الالتهابات الميكروبية التي تصيب القرنية إذا صاحب هذا ضعف نظر نتيجة وجود ندبات في وسط القرنية، فمن الممكن عمل زراعة قرنية، وهذا لا يحصل إلا في الحالات النادرة جداً لحسن الحظ.

لِمَ لا يقدم أطباء العيون على عمليات الليزيك/ الليزر لأنفسهم؟..

للإجابة على من يتساءل عن عدم إقدام أطباء العيون، ممن يستخدمون النظارات، على عمليات الليزيك، يقول الدكتور الراجحي ان الأصل في تصحيح عيوب النظر ليس بإجراء هذه العمليات، فهي غير ضرورية، وينبغي لمن ليس لديه الرغبة في التخلص من النظارة الطبية الإبقاء عليها. لهذا نجد كثيراً من الناس ومن بينهم أطباء عيون، لم يقدموا على إجراء عمليات الليزيك.

كما ان نسبة كبيرة من أطباء العيون، خصوصاً من روّاد جراحة عمليات الليزيك/ الليزر، أقدموا على تصحيح النظر لأنفسهم، وأن نسبة أطباء العيون الذين أجريت لهم عمليات الليزيك/ الليزر، أكبر من غير أطباء العيون. وقَلَّ أن تجد من أطباء العيون من ليس له قريب قد أقدم على عمليات تصحيح النظر بالليزر/ الليزيك، مثل الابن أو الزوجة أو الأخت والأخ.
إن العبرة فيمن أجرى العملية وليس مَنْ لم يجرها، فينبغي على المريض أن يسأل المرضى الذين أجريت لهم عمليات تصحيح قصر/ طول النظر وعن نتائجها وليس مَنْ لمْ يُجْرِ العملية.
وأخيراً تبقى عمليات تصحيح قصر أو طول النظر، من أنجح العمليات الجراحية من ناحية سرعة النتيجة وجودتها وقلة المضاعفات، كذلك قلة خطورتها. وينبغي أن يفهم القارئ أنه ليس هناك عملية جراحية خالية من المضاعفات أو مضمونة النتائج مثل أخذ الأدوية، مثل مخاطر ركوب السيارة أو الطائرة أو غيرها، لكن يبقى أن لابس النظارة الطبية له الخيار في الاستمرار عليها، إذا أراد أن لا يجري عمليات الليزر/ الليزيك، التي لا يمكن لأحد أن يضمن نتائجها.
الخصائص الفنية المطلوبة في الأجهزة الحديثة > ـ عدم حدوث غباش في القرنية مثل الأجهزة القديمة.
ـ أن تكون سرعتها جيدة أثناء بث الليزر.
ـ أن يتم إدخال المعلومات والعلاج بالكومبيوتر بطريقة مقبولة وحديثة.
ـ أن تكون أقل من غيرها في إزالة كمية طبقات القرنية خلال إجراء عملية الليزر. ـ أن يكون هناك ربط بين الصور الطوبوغرافية للمريض قبل العملية وجهاز الليزر عندما يبدأ العلاج بالليزر، ليتطابق العلاج مع الصور مثل النتوءات والانخفاضات في القرنية.
ـ أن يكون جهاز متابعة العين Eye Tracker سريعاً بسرعة حركة العين، بحيث يتبع العين حتى يكون تسليط الليزر في نفس المناطق قبل الحركة وبعدها، وينصح بأن يكون على الأقل 200 هيتز، وينبغي أن تكون أجهزة متابعة العين موصولةً بجهاز الليزر.
ـ بالإضافة إلى النظام الداخلي لجهاز الليزر، الذي قد يختلف من جهاز إلى آخر، فإن جهاز قطع القرنية Micro Keratone، قد يقلل أو يزيد من المضاعفات المتعلقة بالقطع أو سماكته ومعظم الأجهزة الموجودة مقبولة ويوجد جهاز ليزر لقطع القرنية يسمى Intralase تستخدم فيه «الفيمتوسيكوند» Femtosecond laser، قد تكون المضاعفات معه أقل.
* شكوك ومخاوف حول مضاعفات نجاح جراحة العين بالليزر
* لندن: «الشرق الأوسط» : اثار خبراء صحة بريطانيون واوروبيون نهاية العام الماضي، الشكوك حول الآثار البعيدة المدى التي قد تنجم عن عمليات تصحيح النظر بواسطة الليزر، وطلبت السلطات الصحية البريطانية بالتأني في اجراء العمليات. وذكرت المجلة الأميركية لصحة العيون، ان نسبة فشل عمليات الليزر هي واحد إلى عشرة، وليست واحدا إلى ألف، كما تدعي العيادات المتخصصة والمؤسسات التجارية التي تدعم هذه العيادات. كما أصدرت الأكاديمية الفرنسية لطب العيون، تقريراً يتحدث عن معاناة بعض المرضى من جفاف العيون، أو من مشكلات في الرؤية في الليل، مما قد يعرقل قدرتهم على قيادة السيارة أو العمل في الليل، أو في ظروف الإضاءة المتدنية والعتمة. واشار ديفيد غارتري، استشاري طب العيون بمستشفى مورفيلدز، الى ضرورة تحقق المرضى من كفاءة الطبيب الذي سيجري لهم العملية، خصوصا انهم يستجيبون في اغلب الاحوال للإعلانات التجارية. وحذر الخبراء من أن المرضى الذين يجرون عمليات جراحية بأشعة الليزر التي تتمتع بشعبية متزايدة، لا يحاطون علما بأخطار هذه العمليات. وكان تقرير اصدرته منظمة تدافع عن حقوق الجمهور في بريطانيا صدر قبل اكثر من عام قد اشار الى ان أي طبيب يمكنه اجراء هذه العلميات بعد تدريب يستغرق عدة أيام فقط، وان هذه العمليات لا تحتاج إلى مؤهلات طبيب متخصص. وهذا ما قد يلحق الضرر بالمرضى. ووجدت أن نتائج هذه العمليات تختلف باختلاف الطبيب المعالج والمشفى الذي تجرى فيه العمليات. وتجرى عمليات الليزر على حوالي 100 ألف شخص كل عام في بريطانيا، بقصد تصحيح رؤية العين من اجل التخلص من النظارات.


أخبار مرتبطة