تاريخ النشر 26 مايو 2015     بواسطة الدكتور احمد محمود زهر الليالي     المشاهدات 201

الورديَّة

حبُّ الشباب الوردي أو الورديةُ مرضٌ مُزمنٌ يصيبُ الجلدَ والعينين أحياناً، ويسبِّبُ الاحمرار والبثور، ويشيعُ حدوثُها عند النساءِ وأصحاب البشرة الفاتحة، وتبدأ عادةً بين سنِّ 30 و60، وتصيبُ الوردية الوجهَ لوحدِه في معظمِ الحالات. وتتضمَّنُ الأعراض ما يلي: • احمرار وجه متكرّر أو احتقانه. • خطوط حمر
اء صغيرة تحت الجلد. •	حب الشباب. •	تورُّم الأنف. •	جلد سميك، عادةً على الجبهة والذقن والخدين. •	احمرار وحرقة وحكَّة في العينين و مشاكل في الرؤية في بعض الأحيان. لا يزالُ سببُ الورديةِ مجهولاً، ولكن يرتفعُ احتمالُ الإصابة بها عند الذين تتورَّدُ وجوهُهم بكثرة أو عندَ من يشيع المرضُ في عائلاتهم، وهي ليسَت مرضاً خطيراً إذ يمكنُ علاجُه بالأدوية وأحياناً بالجراحة. 
مقدمة
الوردية مرضٌ مُزمن يصيبُ الجلدَ والعينين أحياناً، ويسبِّبُ الاحمرار والبثور، ويصيبُ الوجهَ لوحدِه في معظمِ الحالات. لا يزالُ سببُ الورديةِ مجهولاً، وهي ليست مرضاً خطيراً، إذ يمكنُ علاجُها بالأدوية وأحياناً بالجراحة. تَشرح هذه المعلوماتُ الصحية الوردية، وتتناولُ أسبابَ وأعراضَ الوردية، وتشخيصَها وعلاجَها. 
الجلد
يشكِّلُ الجلدُ غطاءً خارجياً للجسم، يحميه من الحرارةِ والضوءِ والإصابةِ والعدوى، وينظِّمُ درَجةَ حرارتِه. الجلدُ هو أكبرُ عضوٍ في جسمِ الإنسان، إذ يزنُ 2800 غرام، ويتألَّفُ من طبقتين رئيسيتين هما البَشَرةُ الخارجية والأدَمَة الدَّاخلية. البَشَرةُ هي الطبقة الخارجية من الجلد، تتألف في معظمِها من خلايا مُسطَّحة تُشبِهُ الحراشف، تُدعَى بالخلايا الحُرشفيّة، تقعُ تحتَها خلايا مدوَّرة تُدعى بالخلايا القاعدية. يتألَّفُ الجزءُ الأعمق من البشرة من خلايا تُسمَّى الخلايا الميلانينيّة، تنتجُ الميلانين الذي يعطي الجلدَ لونَه. الأدمةُ هي الطبقة الدَّاخلية من الجلد، وتتألَّف من:
أعصاب.
جُريبات الشَّعر.
غُدَد.
أوعية الدموية.
تنتِجُ غددُ الجلدِ العرقَ الذي ينظِّمُ درَجةَ حرارةِ الجسم، كما تنتِجُ الزُّهْم، وهو مادَّةٌ زيتيَّة تحفظُ الجلدَ من الجفاف. يصلُ العرقُ والدُّهن إلى سطح الجلد عبرَ فتحاتٍ صغيرةٍ جداً تُدعَى المسام. يحوي الجلدُ شبكةً دقيقة من الأعصاب تمنحُه القدرةَ على الشعورِ بالإحساسوالألم. 
الأسباب
لا يزالُ سببُ الورديةِ مجهولاً. ويمكنُ أن يرثَ البعضُ قابليِّة الإصابة بهذا الاضطراب، أي يزدادُ احتمالُ إصابة الشخصُ بالورديةِ إذا كان أحد أفرادِ عائلته مُصاباً بها. كما يكونُ الشخصُ أكثرَ احتمالاً للإصابة بالورديةِ إذا كان وجهُه يتورَّدُ بكثرة، ويعتقدُ بعضُ الباحثينَ أنَّ الورديَّةَ اضطرابٌ تتوسَّعُ فيه الأوعيةُ الدَّموية أكثر من اللزوم، ما ينتجُ عنه الاحتقانُ والاحمرار. قد تظهرُ أعراضُ الورديةِ لدى البعضِ بفعلِ بعضِ الأسباب ومنها:
تناولُ الأطعمةِ والمشروباتِ الساخنة أو المُبهَرّة.
معاقرةُ الكحول.
الشِّدَّة العاطفية.
من الأسبابِ المُحتَملةُ الأخرى للوردية:
التعرُّض لأشعة الشمس أو الرياح.
الإستخدام الطويل الأمد للأدوية الستيرويديّة على الوجه.
التمارين العنيفة.
درجات الحرارة المرتفعة جداً أو المنخفضة جداً.
قد تصيبُ الورديةُ أي شخصٍ، لكنها أكثرُ شيوعاً لدى النساءِ وأصحاب البشرة الفاتحة، وتبدأ بين سنِّ 30 و 60 عادةً. غالباً ما تُصابُ النساءُ بالورديةِ خلال سنّ اليأس، وهو الوقتُ الذي تتوقَّفُ فيه الدورة الشهرية، ويحدثُ بشكلٍ طبيعي بعد عمرِ 45 عاماً غالباً. 
الأعراض
تصيبُ الورديةُ الوجهَ لوحدِه في معظمِ الحالات، وأكثر الأعراضِ شيوعاً احمرارُ الوجه المُتكرِّر أو توهّجه. يتوضَّع معظمُ الاحمرار المُسبَّب بالورديةِ في مركزِ الوجهِ الذي يتضمَّن:
الجبهة.
الأنف.
الوجنتين.
الذقن.
قد تسبِّبُ الورديةُ أيضاً شعوراً بالحرقة وبعضَ التورُّم. وتظهرُ تحاديب على الجلدِ أحياناً مع الاحمرار، وقد تحتوي على قيحَ بداخلَها في بعض الأحيان ، وقد تصبحُ التحاديب الصلبة على الجلد مؤلمةً. كما قد تسبِّبُ الورديةُ خطوطاً حمراءَ صغيرة تحتَ الجلد تظهرُ عندما تكبرُ الأوعيةُ الدَّمويةُ تحتَ الجلد، وقد تصبحُ المنطقةُ المُصابةُ متورِّمةً وحمراءَ ودافئة. تتضمَّنُ الأعراضُ الشائعة الأخرى للوردية:
تورُّم الأنف واحمراره وظهور تَحاديب عليه.
التهاب العيون أو الأجفان.
تسمُّك الجلد على الجبهة أو الوجنتين أو الذقن.
تصيب الورديةُ العينين أحياناً، إذ يعاني 50٪ من المصابين بالوردية من مشاكلَ في العين. قد تسبِّبُ الورديةُ إصابةَ العين بما يلي:
الجفاف.
دمع مفرط.
الحكة أو الحرقة.
الاحمرار.
الشعور بوجودِ رمل في العين.
قد تسبَّبُ الورديةُ التهابَ الأجفانِ وتورُّمها، ويمكنُ أن تصبحَ العينُ حساسةً للضوء، وقد يعاني المريضُ من تغيُّم الرؤية أو بعضَ مشاكلِ الرؤيةِ الأخرى. 
التَّشخيص
يسألُ مقدِّمُ الرعايةِ الصحية المريضَ عن أعراضِه وعن تاريخه الطبي، ويجري له فحصاً جسدياً. لا توجدُ فحوصٌ مشخِّصةٌ للوردية، ويشخِّصها مقدِّمُ الرعايةِ الصحية غالباً بسؤالِ المريضِ عن أعراضِه ودراسة الجلد المُصاب بعناية. سيحتاجُ مقدِّمُ الرعايةِ الصحية أيضاً إلى استبعادِ الأسباب المُحتَملة الأخرى لأعراضِ المريض؛ فمثلاً، قد يختلطُ تشخيصُ الوردية مع اضطرابات الجلدِ الأخرى، مثل حبِّ الشَّباب أو الإكزيمة. قد يحوِّل مقدِّمُ الرعايةِ الصحية المريضَ إلى أخصائي الجلدية، وهو طبيب يختصُّ في تشخيصِ وعلاجِ اضطرابات الجلد. 
العلاج
الورديةُ مرضٌ غير قابلٍ للشفاء، إلا أنه ليس خطيراً، حيثُ يمكنُ علاجُه والسيطرة عليه، ويتحسَّنُ منظرُ الجلدِ مع الوقت. توجدُ عدَّةُ طرقٍ لعلاجِ الوردية، وتعتمدُ تلك الطرق على أعراضِ المريض. يُعطَى المريضُ المضاداتِ الحيوية لعلاجِ الجلد، وهي أدويةٌ تقتل الجراثيم أو توقفُ نموها. تُدهَنُ المضاداتُ الحيوية أحياناً على الجلد مباشرةً، وفي أحيانٍ أخرى تُعطَى عن طريقِ الفم، وقد تُعطى أدويةٌ أخرى لعلاجِ الورديةِ التي تصيبُ الجلد. قد تتحسّنُ تحاديب الجلد بسرعة، إلا أن تحسُّنَ الاحمرار والتورُّد أقل احتمالاً. ويجدُ البعضُ استخدامَ مستحضرات التجميل ذات الأساس الملوَّن بالأخضر جيدةً لإخفاء احمرارِ الجلد. قد يخضعُ المريض الذين يشكو من تورِّم الأنفِ وتوهّدِه لاستئصال نسيج الجلد الزَّائد لتصغيرِ حجمِ الأنف، ويجدُ معظمُ المرضى أن هذه العملية تحسِّنُ شكلَهم. تُعالَجُ الخطوطُ الحمراءُ الصغيرة بالجراحة الكهربائية وجراحة الليزر، ويجدُ البعضُ أن جراحة الليزر تحسِّنُ جلدَهم دون إحداثِ الكثير من التندِّبِ أو التَّلف. وعندما تصيبُ الورديةُ العينين تتضمَّنُ المعالجةُ عادةً المضادَّات الحيوية الفمويَّة، وعندَ الحاجة قد يصفُ مقدِّمُ الرعايةِ الصحية قطراتٍ عينيةً ستيرويدية لتخفيفِ التورُّم. لابدَّ أن يقومَ المصابُ بعدوى الأجفان بتنظيفِ عينيه باستمرار، ويمكن أن يحكُّ جفنيه بلطفٍ بشامبو الأطفال المُخفَّف بالماء أو منظِّف الأجفان الذي يُصرَف دون وَصفة طبيّة، ويجبُ أن يطبِّقَ رفادة ضاغطة دافئة عدَّةَ مراتٍ في اليوم. 
الخُلاصة
الورديةُ مرضٌ مُزمن يصيبُ الجلدَ والعينين أحياناً، ويسبِّبُ الاحمرار والبثور، ويصيبُ الوجهَ لوحدِه في معظمِ الحالات إلا أنه قد يصيبُ أجزاءَ أخرى من الجسد أحياناً، ومنها العينان. لا يزالُ سببُ الورديةِ مجهولاً. وقد يرثُ البعضُ قابليِّة الإصابة بهذا الاضطراب، ويكونُ الشخصُ أكثرَ احتمالاً للإصابة بالورديةِ إذا كان وجهُه يتورَّدُ كثيراً، ويشيعُ حدوثها عندَ النساءِ وذوي البشرة الفاتحة. والعرضُ الأكثرُ شيوعاً للوردية هو الاحمرار المُتكرّرِ أو توهّج الوجه، ويتوضَّع معظمُ الاحمرار المُسبَّب للورديةِ في مركز الوجهِ، ويعاني 50٪ من المصابين بالوردية من مشاكلَ في العين، كالاحمرار والجفاف والحكَّة أو الحرقة. يشخِّص مقدِّمُ الرعايةِ الصحية الورديةَ غالباً بسؤالِ المريضِ عن أعراضِه ودراسة الجلد المُصاب، قد يحوِّل المريضَ إلى أخصائي الجلدية، وهو طبيب يختصُّ في تشخيصِ وعلاجِ اضطرابات الجلد. الورديةُ مرضٌ غير قابلٍ للشفاء، إلا أنه يمكنُ علاجُه والسيطرة عليه، ويتحسَّنُ منظرُ الجلدِ مع الوقت. وتتضمَّنُ المعالجةُ غالباً المضاداتِ الحيوية. وقد تتضمَّنُ أدويةً أخرى والجراحة. 


أخبار مرتبطة