تاريخ النشر 30 سبتمبر 2013     بواسطة الدكتورة سميرة علي الغامدي     المشاهدات 201

عالجي طفلك من الاكتئاب بالثناء

نشرت المجلة الكندية للطب النفسي للأطفال والمراهقين دراسة علمية أعدتها الدكتورة سميرة علي الغامدي وهي مبتعثة سعودية في كندا عن العلاقة القوية بين الثقة بالذات لدى الأطفال وأعراض الإكتئاب لديهم نشرت المجلة الكندية للطب النفسي للأطفال والمراهقين دراسة علمية أعدتها الدكتورة سميرة علي الغامدي وهي م
بتعثة سعودية في كندا عن العلاقة القوية بين الثقة بالذات لدى الأطفال وأعراض الإكتئاب لديهم، وخاصة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة والحادية عشرة.
وتوصلت الغامدي من خلال دراستها إلى أن هناك فروقاً بين البنين والبنات حينما تتزعزع ثقتهم بأنفسهم ويحملون صورة سلبية عن ذاتهم.
وحول دراستها، قالت: "إن دراستي لاقت القبول والنشر لأنها سلطت الضوء على جانب لم تتطرق إليه الكثير من الدراسات التي ركز معظمها على دراسة الفروق الفردية بين المراهقين والمراهقات عند تدهور الثقة بالنفس وعلاقة ذلك بالاكتئاب، بينما بحثي تناول العوارض في مرحلة ما قبل البلوغ أي في الفترة من سن 8-11 سنة". وأضافت: "حيث تبين أن هناك صلة قوية بين تدهور الثقة بالنفس لدى الأطفال بالاكتئاب".
أعراض المرض:
أما عن أعراض إصابة الطفل بالإكتئاب أشارت الغامدي أنه من الضروري أولاً متابعة الأطفال والطلاب في المدارس وملاحظة أي تغيرات في سلوكياتهم أو درجاتهم العلمية، قائلة: "إن الطفل المكتئب يميل إلى الإنطواء على غير عادته وقد يلاحظ فقدان أو زيادة في شهيته للطعام، وقد يصاحب ذلك اضطراب في النوم بزيادة أو نقص مع وجود أحلام مزعجة".
وأكملت بقولها: "وإلى جانب أن الطفل المكتئب يميل إلى الكسل وفقدان المتعة وعدم الرغبة في الإستمتاع بالأشياء التي كانت تجلب له السعادة..فنحن قلما نجد أطفالا قادرين على التعبير عن آلامهم النفسية وإحساسهم بالحزن والإكتئاب، ولهذا نجدهم يميلون إلى البكاء غير المبرر أو إلى عصيان الأوامر، أو ادعاء المرض من أجل التغيب عن المدرسة، بالإضافة إلى رغبتهم الجامحة في تجنب العمل الجماعي والمشاركة في الصف وبالتالي تدهوره في تحصيله الدراسي".
علاج المرض:
أما فيما يتعلق بعلاج المرض، قالت الغامدي: "ومن أبرز تلك العلاجات العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد الطفل على التعرف على أفكاره السلبية المؤدية إلى الشعور بالحزن (مثال: أن يعتقد أنه السبب في انفصال والديه أو حدوث مشاكل بينهما، أو أن والداه قد توقفا عن محبته بعد أن أنجبا له أخاً أو أختاً).
وأشارت إلى أن هذا النوع من العلاج يساعد في تدريب الطفل على التعبير عن شعوره وإحساساته، وكذلك تعزيز ثقته بنفسه وذلك باكتشاف مهاراته وتشجيعه على إظهارها، ومساعدته كذلك على تعلم كيفية الاسترخاء وتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية.
دور الآباء والأمهات والمدرسين هو دعم الطفل نفسياً والاستمرار في طمأنته بأن ما يعانيه مجرد مرض يستطيع التغلب عليه، محاولة تعزيز ثقته بنفسه، قضاء وقت أطول ومتابعته عن قرب وتشجيعه للتعبير عن ما يضايقه وتخفيف الضغط المدرسي ومكافأته المستمرة على مقاومته للمرض.
فروق بين الجنسين:
وحول الفروق الفردية بين البنت والولد في مواجهة مشكلة فقد الثقة بالنفس، أشارت الدكتورة الغامدي إلى أن الدراسة التي قامت بها مع مجموعة من مشرفيها في جامعة تورونتو بينت أن هناك فروقاً بين البنين والبنات في المظاهر المرضية عند فقد الثقة بالنفس وعند إصابتهم بالإكتئاب، حيث وجد أن البنين يجدون أنفسهم غير قادرين على حل مشاكلهم ولا يثقون أنهم قادرون على المحافظة على السلوكيات التي تبقيهم بعيداً عن المشاكل، بينما البنات يعانين من تدهور وشعور بعدم ثقة في مظهرهم الشكلي وفي قدرتهم على التحصيل العلمي.
وأضافت: "بناءً على ما سبق من نتائج في الدراسة فإن تعزيز الثقة بالنفس بالنسبة للأطفال الذين يعانون من أعراض اكتئابية تختلف من البنين عن البنات، فالبنين في حاجة لمن يثني عليهم وعلى تصرفاتهم الحسنة وكذلك على قدرتهم في حل مشكلاتهم ومهاراتهم كذلك في تجنب وقوعهم في المشاكل".
أما بالنسبة للبنات، أوضحت: "فينصح بالثناء على شكلهن ومظهرهن العام وبأن لديهن مهارات تجعلهن قادرات على رفع تحصيلهن العلمي والتفوق، ولهذا ننصح الآباء والأمهات بذكر مواطن القوة لدى أطفالهم وتعزيزها ومساعدتهم على إظهارها والشعور بالفخر بها".
ونوهت إلى سلبية المقارنة بين الأطفال وأشقائهم أو أي طفل آخر، قائلة: "فكل شخص له نقاط قوة ونقاط ضعف ودورنا هو اكتشافها أولاً ثم تطوير نقاط القوة والعمل على تحسين نقاط الضعف والتغلب عليها".


أخبار مرتبطة