تاريخ النشر 15 اغسطس 2015     بواسطة الدكتور انتصار الطيلوني     المشاهدات 201

استئصال المبيض

هدف العملية: الغاية من اجراء جراحة استئصال المبيض هي ازالة احد المبيضين او كليهما، مع او بدون قنوات فالوب، التي تشكل جزءا كبيرا ومركزيا من جهاز التناسل عند المراة. اكثر اسباب استئصال المبيض انتشارا هي الاغراض العلاجية التالية: عند اكتشاف سرطان المبيض، عند الشك بوجود مرض سرطاني في الاكياس المب
يضية، كجزء من عملية تشخيص خلل اخر في المبيض (تورم في المبيض مثلا)، امراض الحوض مثل الالتصاقات (انتباذ بطانة الرحم)، عند تشخيص وجود تلوث في الحوض (الخراجات او الداء الالتهابي الحوضي - PID)، في حالة التعرض لالتواء المبيض الذي يسبب اضرارا دائمة للمبيض، وكذلك لعلاج الامراض السرطانية الاخرى في الحوض  مثل سرطان الرحم وقنوات فالوب او سرطان عنق الرحم.
سبب اخر يستدعي اجراء جراحة استئصال المبيض، هو اتخاذ هذه الخطوة كاجراء وقائي – مثل منع الحمل لدى النساء اللاتي لا يرغبن بالولادة مطلقا بعد ذلك – او للوقاية من الامراض السرطانية لدى النساء المعرضات لخطر الاصابة بسرطان المبيض (حاملات الجين - BRCA).
اليوم، يتم اجراء معظم عمليات استئصال المبيض – في جميع انحاء العالم - باسلوب تنظير البطن. اي بواسطة احداث ثلاثة شقوق صغيرة في البطن، وادخال جهاز رفيع وطويل في طرفه كاميرا دقيقة تمكن الطبيب من رؤية تجويف البطن على الشاشة، ومن ثم فصل المبيضين من موقعهما بواسطة ادوات خاصة.
امكانية اخرى لاستئصال المبيضين هي العملية الجراحية المفتوحة - فتح جدار البطن من خلال احداث شق كبير وازالة المبيضين - واذا كانت هنالك ضرورة، تتم ازالة اعضاء تناسلية اخرى. يفضل اجراء الجراحة المفتوحة عندما يكون هناك شك بوجود مرض سرطاني في المبيض.
الاستعداد للعملية:
قبل اجراء جراحة ازالة المبيض بسبب السرطان، يتم بالعادة اجراء عدة اختبارات استباقية، بما في ذلك تعداد الدم الشامل، فحص كيمياء الدم الذي يشمل واصمات الورم، اختبارات التخثر، اداء الكلى، وتحليل البول.
عادة، يتم ايضا اجراء فحص من اجل الكشف عن سرطان عنق الرحم - مسحات عنق الرحم PAP - وذلك من اجل ضمان عدم وجود اي مرض في عنق الرحم. بالاضافة الى ذلك، يفحص الطبيب النسائي الرحم والمبيضين بواسطة جهاز الامواج فوق الصوتية (الاولتراساوند). في بعض الحالات تكون هنالك حاجة للتصوير المقطعي المحوسب (CT)، او التصوير المقطعي البوزيتروني (CT – PET) من اجل التحقق من مدى انتشار الورم.
كيف يتم اجراء فحص الـ CT
كذلك، يتم اجراء الاستئصال الجراحي للمبيضين في حالات وجود كيس او خراج في الحوض. لكن بالغالب، لا تكون هنالك حاجة في مثل هذه الحالات لاجراء فحوص اولية موسعة، ما عدا فحص الامواج فوق الصوتية واختبارات الدم الاساسية المطلوبة بحسب جيل المريضة.
يتم اجراء جراحة استئصال المبيض تحت التخدير الكامل. ويجب استشارة الطبيب حول الادوية التي يجب التوقف عن تناولها قبل الجراحة، كما يجب الصوم 8 ساعات كاملة قبل الخضوع للعملية.
سير العملية:
من يجري جراحة استئصال المبيض هو طبيب مختص بالامراض النسائية.
في حالات الجراحة بالمنظار، يتم تعقيم منطقة البطن، وبعد ذلك يحدث الجراح ثلاثة شقوق صغيرة (حوالي 1-3 سم): شق في منطقة البطن - قرب السرة، وشقان اخران في مواقع اضافية بحسب نوعية الجراحة المطلوبة. يتم ادخال اذرع منظار البطن من خلال الشقوق المذكورة.
في المرحلة التالية، يتم توسيع تجويف البطن عن طريق ادخال غاز عبر الفتحات، وذلك لكي يتمكن الطبيب الجراح من رؤية جميع اعضاء البطن بشكل جيد وواضح، بواسطة المنظار. اما في حالات الجراحة المفتوحة، فيتم اجراء شق واحد طويل اسفل جدار البطن، حيث يكون بامكان الطبيب الجراح الوصول لتجويف الحوض من خلاله.
بعد ان يتفحص الجراح تجويف البطن والحوض، يتم تحديد موقع الرحم والمبيضين الواقعين بالقرب منه. يتم قطع تزويد الدم للمبيضين، ثم يتم فصل الاربطة التي تصلهما بجدران الرحم.
خلال عملية استئصال المبيضين، من الممكن استئصال مبيض واحد او الاثنين، بحسب  الدواعي الجراحية لكل حالة.
يتم اخراج المبيض بواسطة كيس يتم ادخاله عبر انبوب تنظير البطن. احيانا، تكون هنالك حاجة لتوسيع الشق من اجل ازالة المبايض المتكيسة التي تعتبر كبيرة بشكل خاص.
عند الشك بوجود ورم سرطاني خلال عملية استئصال المبيض، يتم اخذ عينات من العقد اللمفاوية في المنطقة. في بعض الاحيان، عند وجود ورم كبير يحتل مساحة كبيرة من تجويف البطن، تتم ايضا ازالة العقد اللمفاوية في البطن، الغشاء الصفاقي (Peritoneal)، الرحم، قنوات فالوب، وعنق الرحم... حسب الحاجة.
لاحقا، يتم اغلاق شق البطن / الشقوق الصغيرة بواسطة القـطـب (الغرز).
تستغرق عملية استئصال المبيض مدة تتراوح بين ساعة (في الحالات العادية) حتى عدة ساعات (عندما تكون الجراحة لاورام سرطانية تحتل مساحة كبيرة).
مخاطر العملية:
مخاطر العمليات الجراحية العامة:
تلوث الشق الجراحي – بالعادة، يكون التلوث سطحيا، ويتم علاجه بشكل موضعي. لكن في بعض الحالات النادرة، من الممكن ان يؤدي لحدوث تلوث اشد خطورة في الانسجة تحت الجلد، وصولا الى جدار وتجويف البطن / الحوض. لكنه نادرا ما يتطلب اعادة فتح الشق الجراحي من اجل التخلص من مخلفات البكتيريا.
النزيف – يحدث بالاساس في منطقة الجراحة، نتيجة لضرر موضعي قد يصيب الانسجة. يمكن ان يحدث النزيف فورا بعد الجراحة، خلال الساعات الـ 24 التي تلي العملية، او حتى - في بعض الحالات النادرة - بعد عدة اسابيع من الجراحة. في الحالات التي يشتد بها النزيف، يجب ايقافه بالوسائل الجراحية (عملية اخرى لكي او ربط الاوعية الدموية النازفة).
ندب – يتعلق تماثل الندب الناتج عن الشق الجراحي للشفاء بنوعية الـقطـب (الغـرز) وبالجينات. ليست هنالك طريقة للتنبؤ بكيفية وسرعة شفاء الندب بعد العملية.
مخاطر التخدير - غالبا ما تكون مثل هذه الظواهر ناجمة عن الحساسية لادوية التخدير. في حالات نادرة جدا، من الممكن ان يحصل رد فعل خطير يؤدي الى هبوط في ضغط الدم (صدمة تاقية – Anaphylactic shock).
المخاطر العينية المتعلقة بجراحة استئصال المبيض :
الاصابة المعوية - بسبب قربها من منطقة الحوض. نادرة.
اصابة المثانة - نظرا لقربها من جدار الرحم والمبيضين. نادرة.
اصابة في الحالب - نظرا لقربه من الشريان المؤدي الى الرحم. نادرة.
العلاج بعد الجراحة:
بالغالب، يستدعي اجراء العملية بالمنظار مكوث المريض تحت المراقبة في المستشفى لمدة تتراوح بين 24 و 48 ساعة. اما نزع الغرز فيتم بعد اسبوع.
بالنسبة لمدة النقاهة والشفاء بعد الجراحة، فانها قصيرة جدا، وذلك لكون العملية اجراء باضع بسيط (Minimal Invasive)، وتسبب قدرا اقل من الالم، وحاجة اقل للمكوث في المستشفى. عند الشعور بالالم، من الممكن استخدام مسكنات الالم وفق الحاجة.
بعد جراحة استئصال المبيض، قد يكون هناك القليل من النزيف المهبلي، الذي يتوقف تلقائيا مع الوقت. لكن بعد العمليات الجراحية الكبيرة في البطن، بسبب وجود امراض سرطانية في الحوض، فان فترة التعافي تكون اطول.
اذا كانت هناك الام متواصلة على الرغم من استخدام المسكنات، وافرازات قيحية من الشق الجراحي، او ارتفاع في درجة الحرارة، او نزيف حاد، فيجب التوجه للطبيب على الفور.


أخبار مرتبطة