تاريخ النشر 6 سبتمبر 2015     بواسطة استشاري علي حسن ال يحيى     المشاهدات 201

هل يعانى طفلك من التبول الليلى اللا ارادى ؟

التبول اللاإرداي عند الأطفال التبول اللاإرادي هو مشكلة لا يخلو منها بيت به اطفال قبل سن 4 سنوات, سيما اذا كان ليلا في الفراش, ويعرف بأنه خروج البول لا إراديا من المثانة البولية ليلا أو نهارا أو كلاهما. فالتبول اللاإرادي نوعان, التبول الليلي(nocturnal enuresis), والتبول النهاري(diurnal enuresis
), وكلاهما ينقسم الى قسمين, التبول الأولي (primary)المستمر, أو التبول الثانوي(secondary) المتقطع.
فالتبول اللاإردي الأولي : وهو استمرار تبول الطفل منذ الولادة وحتى بعد سن 4 سنوات وهو يمثل 80% من الحالات.
أما التبول اللاإرادي الثانوي : هو حدوث التبول لا إراديا في طفل استطاع التحكم في البول فترة لا تقل عن 6 شهور ثم فقد هذا التحكم.
وهذه المشكلة تكون أكثر شيوعا في الذكور عن الإناث وللأسف قد يخطئ بعض أولياء الأمور في التعامل مع مثل هذه الحالات, إذ أن الأسباب النفسية هي الأكثر تأثيرا عن الأسباب العضوية.
أسباب التبول اللاإرادي :
و أسبابه تنقسم إلى قسمين رئيسين وهما القسم النفسي التربوي والقسم العضوي.
وأهم الأسباب النفسية للتبول اللاإرادي:
إستخدام القسوة والعنف في التعامل مع الطفل.
تدليل الطفل المبالغ فيه أو الإهمال المتعمد في تربيته مع نقص الحب والعطف الحنان.
الغيرة من وجود مولود جديد يحوز اهتمام الوالدين.
تدريب الطفل على التحكم في البول قبل سن سنتين حيث أن سن سنتين هو السن المناسب لذلك.
قد يحدث التبول اللاإرادي أثناء بعد الوالدين عن الطفل بسبب السفر أو الإنفصال أو بداية دخول المدرسة.
أو ربما يكون السبب الانتقال إلى بيت جديد.
عدم تدريب الطفل على إستخدام المرحاض( التواليت ).
أما الأسباب العضوية للتبول اللاإرادي فتشمل
التهاب المجاري البولية, قد تسبب صعوبة في التحكم في البول
مرض سلس البول السكري وهنا يلاحظ أن الطفل قد تحكم فترة في التبول ثم بعد ذلك فقد التحكم الكامل ويكون ذلك مصاحبا عادة بالعطش الشديد
مرض سلس البول غير السكري ويكون بسبب اضطراب في هرمون ADH  وهوالهرمون المسؤول عن تقليل افراز البول خاصة في الليل.
مرض فرط النشاط ونقص الانتباه
المثانة العصبية وهي تحدث بسبب تشنجات في عضلة المثانة مما يؤدي إلى رغبة متكرره في التبول قد تصل إلى 8 مرات نهارا ومرتين ليلا .
الإمساك أو احتباس البراز في القولون وكذلك إحتباس البول في المثانة.
بعض الديدان مثل الحرقص أو الدبوسية oxyuris قد تسبب صعوبة في التحكم في عملية التبول.
ملحوظة : العامل الوراثي لا يجب إهماله سيما إذا أصيب كلا الوالدين في فترة الطفولة بالتبول اللاإراي أثناء النوم فهذا يزيد نسبة إصابة ابنيهما إلى 80%.
 الفحوصات المطلوبة لتشخيص التبول اللاإرادي:
لا وجود لفحوصات طبية مخصصة لتشخيص مشكلة التبول اللاإرادي، ولكن تأتي أهمية التحاليل والأشعة لاستبعاد وجود أى أمراض عضوية من التي أشرنا إليها في الأسباب المرضية، وبالطبع لابد من الرجوع لمتخصص لتحديد الإجراء المناسب.
متى يجب إستشارة الطبيب ؟
   يلزم الرجوع للطبيب في الحالات التالية:
إذا كان الطفل مازال يبلل الفراش بعد سن 4 سنوات.
إذا كان الطفل قد بلل الفراش بعد فترة من التحكم فى البول أثناء النوم.
إذا كان التبول اللاإرادى مصحوب بألم أو بعطش غير اعتيادي، أو شخير أثناء النوم، أو تغير لو البول إلى اللون الوردي.
هل سيظل الطفل يعاني هكذا؟
في العادة يختفى مرض التبول اللاإرادي فجأة ومع حدوث ذلك الشفاء المفاجئ، يشعر الطفل براحة وتحسن نفسي، وبذلك ترتفع الروح المعنوية للطفل، وتعود نقته بنفسه إليه، مما ينعكس على علاقاته الاجتماعية.ولكن يجب الحذر من أن نطلب من الطفل ملا يطيق ، فحتى لو حدث وتبول على نفسه على فترات متباعدة فإن ذلك أمرًا مقبولاً، فحوالي 80% من الأطفال لا يستطيعون إكمال عامًا كاملاً دون أن يحدث لهم مرة واحدة على الأقل من التبول اللاإرادي، وغياب ذلك نهائيًا لا نراه في الأطفال الذين بلغوا 8 سنوات، أما بعد 8 سنوات فلو حدثت ولو لمرة واحدة فيجب أخذ ذلك بجدية واستشارة طبيب متخصص في الأطفال فقد يكون ذلك بسبب عضوي.
ما هو علاج التبول اللاإرادى؟
معظم الأطفال يتم تدريبهم على استخدام المرحاض من سن سنتين إلى 4 سنوات ولكن التحكم الكامل في المثانة لا يحدث في سن محدد، ولكن إذا لم يختف الأمر من تلقاء نفسه ينصح بالآتي من قبَل الأطباء :
تجنب كثرة تناول المشروبات خاصة في المساء، فيكفي ربع لتر من السوائل فى المساء، ولكن هذا لا ينطبق على الطفل الذي يمارس الرياضة, فهر بالطبع يحتاج إلى كمية أكبر من السوائل.
في المساء يجب تجنب بعض المشروبات التي تسبب إدرار البول مثل الشاي والكوكاكولا, فهي تحتوي على مادة الكافين, وكذلك تجنب تناول الشيكولاتة.
تعويد الطفل على إفراغ المثانة مرتين, الأولى في بداية الليل والثانية قبل النوم مباشرة.
استخدام اضاءة لطيفة بالليل أثناء النوم حتى يتمكن الطفل من الذهاب إلى الحمام إذا أراد دون الخوف من الظلام.
تشجيع الطفل على الذهاب إلى الحمام عدة مرات نهارا وليكن كل ساعتين.
عند وجود إمساك فيجب الاسراع في معالجتة فهذا يجنب حدوث التبول اللاإرادي.
استخدام جدول النجوم والمكافآت؛ بحيث يتم تطبيقه على النحو الآتي:
يضَعُ الطفل لنفسه نجمةً لاصقة (★) أو علامة (√) أمام كل يومٍ إذا انتبه مِن نومه ووجد فراشه جافًّا، ويضع علامة (x) إذا بال في فراشه وثيابه وفي الإمكان مَنْح الطفل هديةً بسيطةً نهاية كل أسبوع عند حصوله على خمس نجوم، أو خمس علاماتٍ صحيحةٍ مجتمعة كانتْ أم متفرِّقة. وبالأسفل يوجد جدول لأيام الاسبوع يمكن تعليقه بالقرب من فراش الطفل ومن خلاله يتم تقيمه أسبوعيا.
استخدام مُنبه الليل، وهو جهازٌ يهدف إلى تنبيه مراكز التحكُّم في البول في الدماغ، ولعل مِن أفضلها وأكثرها فاعليةً جهاز Wet-stop
تخزين البول: معظم الأطفال المصابين بالتبول اللاإرادي في فراشِهم لا يَستَطِيعون الاحتفاظ ببولِهم في مثانتِهم، فلذلك يجب تدريب الطفل على تخزين كميات من البول يومًا بعد يوم، ويحاول الطفل الاحتفاظ بالبول لأقصى كمية وأقصى قدر يستطيع الاحتفاظ به، وعندما يصل إلى القدرة على اختزان من 350 إلى 400 سم، فإن ذلك دال ولا شك على أن الطفل أصبح مستعدا تمام الاستعداد على التحكم في مثانته، مما يقلِّل فرصةَ تبولِه في الفراش.
طريقة الجرس والوسادة: أرشد أهل التخصص أن أسلوب الجرس والوسادة أعطى نتائجَ معقولة في أغلب الأحوال، وهو عبارة عن وسادة خاصة تُوضَع فوق الفراش، وعندما يصيبها البلل ليلا يتم غلق دائرة كهربية في داخلِ الوسادة ويسبب ذلك رنين جرس، وإضائة مصباح؛ مما يؤدي إلى إستيقاظ الطفل، ويتوقف التبول، وبمجرد أن يتم تدريب الطفل على عملية التحكم في المثانة البولية، يتم إزالة الوسائد والجرس.
إذا لم تؤثر هذه الطرق في علاج الطفل, فلذلك يجب إستخدام بعض الأدوية التي تساعد على علاج هذا المرض, ويترك اختيار هذه الأدوية للطبيب وذلك لما لها من آثار جانبية, ومن هذه الأدوية :
أدوية تساعد على إبطاء عملية إنتاج البول بالليل.
أدوية تساعد تقليل تقلصات المثانة وتعمل على زيادة قدرة المثانة على سعة البول، وذلك في حالة صغر حجم مثانة الطفل.
أدوية تقوم بتغير طبيعة النوم وتساعد الطفل على الاستيقاظ.
في الختام .. الصبر هو مفتاح حل هذه المشكلة، وتجنب التعامل مع الطفل بقسوة ونهرة وتأنيبه على كل مرة فيها يحدث التبول اللاإرادي, والذي قد يؤثر على ثقة الطفل بنفسه وكذلك علاقته بالوالدين، مع تمنياتنا لكم ولأطفالكم دوام الصحة والسعادة والشفاء.


أخبار مرتبطة