تاريخ النشر 6 سبتمبر 2015     بواسطة الدكتور عادل محمد السنتلي     المشاهدات 201

تساقط الشعر أسباب وعلاج تساقط الشعر

تعتبر مشكلة تساقط الشعر من المشاكل الرئيسية التي نواجهها يوميا في عياداتنا، وقد يكون تساقط الشعر طبيعيا أو مرضيا. ويبلغ مجموع عدد الأشعار في الرأس حوالي 80 – 120 ألف شعرة ويتجدد الشعر كليا كل 4-5 سنوات. ويبلغ معدل سقوط الشعر الطبيعي في اليوم ما بين 50 -100 شعرة وتحل محلها 50-100 شعرة يوميا ولذ
لك فان سقوط هذا العدد من الأشعار يعتبر طبيعي و لا يستدعي القلق وإن كل جريب شعري يعمل كوحدة مستقلة بذاتها لذلك فإن الأشعار لا تتبدل جميعها في وقت واحد.
ويمر الشعر بثلاثة مراحل نمو مختلفة هي:
1- مرحلة النمو Anagen : وهي المرحلة التي تنمو فيها الشعرة بمعدل نمو حوالي 0.35 ملم يوميا وتستمر حوالي 3-4 سنوات في أشعار الرأس وتكون الشعرة في هذه المرحلة ملتصقة بشدة في جذر الشعرة ويكون نزعها مؤلما وتبلغ نسبتها 85%
2- مرحلة التراجع Catagen : وهي مرحلة انتقالية تستمر أياما فقط ( من أسبوع إلى أسبوعين ) ويتوقف في هذا الطور جميع نشاطات التكاثر وتنقرن بصلة الشعرة ويبقى فيها عدد قليل من الخلايا الظهارية غير المتميزة ويتجه جذر الشعرة نحو الأعلى باتجاه سطح الجلد وتبلغ نسبتها 0.5-1%
3- مرحلة الراحة Telogen : وتستمر هذه المرحلة نحو ثلاثة أشهر تأخذ فيها الطبقة الظهارية بالانكماش حتى تصل إلى مستوى العضلة الناصبة للشعرة ويحوي الجريب المنكمش على شعرة تشبه مضرب الطبل وبعد انقضاء هذه المرحلة تسقط الشعرة من تلقاء نفسها من جراء نمو شعرة جديدة تحتها.وتبلغ نسبتها حوالي 15%
هذا وتؤثر العوامل الفيزيولوجية المختلفة في مسيرة نمو الأشعار نذكر منها :
1- قص الشعر
يعتقد الكثيرين أن قص الشعر يساعد على نموه لكن هذا في الحقيقة غير صحيح فالقص لا يحفز نمو الشعر ولا يغير طبيعته وإنما يؤثر فقط على الجزء الخارجي من الشعرة وهو الساق ويمكن أن يزيد من كثافة القشرة في الطبقة الخارجية من الشعرة مؤدياً إلى سماكة الشعرة.
2- الجنس إن شعر الرأس أغزر لدى النساء بينما يزداد شعر الجسم لدى الرجال.
3- العرق يغزر الشعر لدى بعض الأجناس مثل القوقاز ويقل لدى آخرين مثل شعوب شرق آسيا
4- الهرمونات هناك بعض الهرمونات تزيد من نمو شعر الرأس وأخرى تزيد من شعر الجسم وهي:
هرمون الغدة الدرقية: يؤدي نقصه إلى قلة البصيلات النامية ويظهر الشعر غير لماعاً رفيعاً، ويتساقط بسرعة.
هرمون الغدة النخامية: يؤدي زيادة هذا الهرمون إلى تساقط شعر الرأس وزيادة شعر الجسم.
هرمون الغدة الكظرية: تؤدي زيادة الهرمون إلى زيادة نمو شعر الجسم.
الهرمونات المذكرة(التستوستيرون): وتسبب زيادته زيادة شعر الوجه والجسم وتساقط شعر الرأس ( الحاصة الأندروجينية).
5- التدليك :إن التدليك الخفيف لفروة الرأس ينشط الدورة الدموية وبالتالي بصيلات الشعر أما التدليك الشديد فيمكن أن يؤذي البصيلات.
6- التغذية: إن التغذية الصحية المتوازنة مفيدة للجسم وللشعر بشكل عام بعكس سوء التغذية التي يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر فوجود فقر دم نتيجة نقص الحديد من العوامل الرئيسية لتساقط الشعر وخصوصا عند النساء الذين يخضعون لحمية غذائية غير مدروسة لإنقاص وزنهم وكذلك عوز الزنك من العوامل المساعدة على تساقط الشعر
7- الضغوط النفسية: تؤثر الضغوط النفسية سلباً على نمو الشعر ومثالاً على ذلك ظهور الثعلبة(منطقة على فروة الرأس خالية من الشعر).
8- الأدوية: هناك بعض الأدوية تزيد من كثافة شعر الرأس وأخرى تقلله، فأدوية الأورام ومضادات انقسام الخلايا تؤدي إلى تساقط الشعر والجدول التالي يبين أهم الأدوية التي تلعب دورا في ذلك:
. Minoxidil المينوكسيديل- Diazoxide الديازوكسيد – Phenytoin sodium الفينوتوئين –
Cyclosporine السيكلوسبورين- PUVA المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية – Streptomycin الستريبتومايسين – Acetazolamide اسيتأزولأميد-
9- الأمراض المزمنة: تضعف بعض الأمراض المزمنة من نمو الشعر مثل أمراض القلب و الفشل الكلوي.
ولعل الأسباب المؤدية إلى تساقط الشعر هي :
1- الوراثة – وهي العــــامل الأكثر شيوعا –
2- القلق النفسي أو الخوف أو التوتر العصبي
3- الصدمة النفسية
4- فقر الدم
5- فترات الحمل والنفاس وفي أثناء الرضاعة
6- النزف الشديد من جراء جرح أو جراء حادث
7- الالتهابات المزمنة أو التهابات الأمعاء
8- تكرار صبغ الشعر
9- الاكزيمة الدهنية في فروة الرأس
10- الاستعمال المفرط لمجفف الشعر ( السيشوار )
11- التعرض للأشعة العلاج من الأمراض الخبيثة .
والعلاج الصحيح لتساقط الشعر هو علاج السبب الذي أدى ذلك فسقوط الشعر بحد ذاته ليس مرضيا ولكنه نتيجة سبب معين أو احد العلامات لبعض الأمراض .
و يقسم تساقط الشعر إلى نوعين مؤقت ودائم:
أولاُ: تساقط الشعر المؤقت:
هناك أسباب عديدة جداً لتساقط الشعر المؤقت ومنها:
1- فقر الدم ونقص الحديد:
يمكن أن يزيد فقر الدم تساقط الشعر بشكل واضح وملحوظ، وعادة يعود الشعر إلى طبيعته بعد العلاج.
2- التعرض للضغوط النفسية والصحية:
مثل إجراء بعض العمليات الجراحية أو الإصابة بمرض شديد أو التعرض لبعض المشكلات النفسية، فيمكن أن يتساقط الشعر بغزارة بعد التعرض لمثل هذه الأحوال ويعود الشعر إلى طبيعته بعد التخلص من هذه المشكلات، كما يمكن أن يتساقط الشعر من منطقة محددة من فروة الرأس أو من اللحية عند الرجال، ويعود الشعر إلى طبيعته بعد فترة من الزمن.
3- اختلال الهرمونات :
يمكن أن يحدث هذا خلال الحمل والولادة فيغزر الشعر أثناء الحمل بسبب زيادة الهرمونات الأنثوية ويتساقط بعد الولادة عندما ينخفض مستوى هذه الهرمونات بشكل مفاجئ، كما ان زيادة أو نقص هرمون الغدة الدرقية يمكن أن يتسبب بسقوط الشعر الذي يعود إلى طبيعته بعد علاج خلل الغدة الدرقية.
4- استعمال بعض الأدوية:
مثل العقاقير التي تستعمل لعلاج السرطان (ميثوتريكسات methotrexate)، والعقاقير التي تستعمل لتمييع الدم( الهيبارين haparin)، وعقار الكلوروكوين (cloroquine) الذي يستعمل لعلاج الملاريا والذئبة الحمامية.
5- زيادة الهرمون الذكري(التستوستيرونtestosterone) الذي يسبب تساقط شعر الرأس وكثرة شعر الجسد وذلك مثل ما يحدث في متلازمة المبيض متعدد الكيسات (polycystic ovary syndrome). وحدوث الحاصات الأندروجينية بعد سن اليأس
6- الإصابة ببعض الالتهابات الموضعية في فروة الرأس مثل الالتهابات الفطرية التي تسبب تساقط الشعر في منطقة العانة وسعفات فروة الرأس عند الأطفال.
7- يمكن أن يكون تساقط الشعر عرضاً لبعض الأمراض مثل الذئبة الحمراء الحمامية (lupus erythematousis).
8- إيذاء الشعر بالأصبغة الكيميائية أو بكثرة استعمال التجفيف بالحرارة نتيجة لاستعمال السيشوار أو بزيادة شد الشعر أثناء وضع اللفافات التي تستعمل قبل تزيين الشعر، أو بفرك الشعر بقوة أثناء تجفيفه، أو بتطبيق مواد حامضية أو كاوية قوية تؤدي لموت جذر الشعرة في حال المعالجة غير الدقيقة للثعلبة.
9- كثرة تعرض الشعر للهواء والشمس والغبار.
10- غسل الشعر بصورة متكررة بالماء المالح أو العسر أو المضاف إليه مادة الكلور.
ثانياً: تساقط الشعر الدائم (الصلع):
يحصل الصلع غالباً عند الرجال ويكون ذلك بتأثير الهرمونات الذكرية، ويبدأ بعد الوصول إلى مرحلة البلوغ، ويمكن القول بأن النساء يفقدن بعض الشعر مع تقدمهن بالعمر غير أن الصلع الكامل بسبب الهرمونات الذكرية لا يصيب النساء إلا فيما ندر.
كما أن الصلع يمكن أن يحدث بسبب إصابة بصيلات الشعر إما بالالتهابات الفطرية أو البكتيرية أو بالحرق بواسطة مجفف الشعر الهوائي، هذا إذا لم يتم تلافي المشكلة مبكراً وأدت الإصابة إلى تكون الندبات في منطقة البصيلات المتأثرة.
وتجدر الإشارة إلى أن الصلع يمكن أن يحدث في أحوال نادرة بسبب اعتلال مناعة الجسم الذاتية ويمكن أن يكون الصلع محدوداً في مناطق صغيرة أو أن يشمل فروة الرأس كلها وفي بعض الأحيان يمتد الصلع ليشمل شعر الجسد كله وهذه الحالة تسمى الصلع الكامل(alopecia totalis).
يسبب العلاج بالزيت الحار إصابة بصيلات الشعر ويمكن أن يحدث أذى فيها وهذا يؤدي إلى صلع دائم في المناطق المصابة ولذلك لابد من الحذر أثناء العلاج بالزيت أو أثناء عمل حمامات الزيت.
علاج تساقط الشعر:
يختلف علاج تساقط الشعر تبعاً للعوامل المسببة، فإذا كان السبب هو سوء التغذية وفقر الدم فيمكن علاج التساقط بالتغذية السليمة وحبوب الحديد، أما إذا كان السبب هو اختلال هرمون الغدة الدرقية فيمكن أن يعود الشعر إلى طبيعته بتصحيح الخلل.
إما إذا كان تساقط الشعر بسبب الالتهابات الموضعية لا بد من استعمال المضادات الحيوية المناسبة وإن كان السبب فطري فيعالج بمضادات الفطور الموضعية والجهازية وبعدها يتم الشفاء بإذن الله.
بالنسبة لتساقط الشعر الذي يحدث بسبب استعمال بعض الأدوية فإن التساقط يتوقف تدريجياً بعد توقيف العلاج، وإن كان لابد من استعمال الأدوية فيمكن استبدالها بأخرى ذات آثار جانبية أقل.
أما إذا كان تساقط الشعر بسبب زيادة الهرمونات الذكرية فلا بد من علاج المشكلة المسببة للزيادة في إفراز الهرمونات، وفي حالة استحالة العلاج يمكن استعمال بعض الأدوية الموضعية التي تنشط بصيلات الشعر وتزيد من نموها مثل المينوكسيديل(menoxidil) الذي يعمل على زيادة التروية الدموية مؤديا لتنشيط بصيلات الشعر .وحديثا يمكن للرجال في حال وجود تساقط شعر من منشأ هرموني استخدام الأدوية التي توقف عمل الهرمونات على الأشعار نتيجة لتأثيرها على خميرة تدعى 5 ألفا ريدوكتاز مؤدية لتوقف تساقط الشعر مثل مركبات الفيناسترايد واالمركب الأحدث يدعى دوتاسترايدDutastride .
وعند النساء يمكن اللجؤ في معالجة تساقط الشعر إلى السبيرانولاكتون أو إلى مضادات الأندروجين مثل سيبروترون أسيتات
وفي حالة الصلع الدائم فلا يوجد أدوية لإعادة الحياة للبصيلة المعطوبة ولكن يمكن حل المشكلة بتغيير شكل تسريحة الشعر أو بتجعيده لإخفاء المكان المصاب، أو باستخدام الباروكة ،ويمكن في الحالات الشديدة إجراء عملية زراعة الشعر التي هي عبارة عن نقل للأشعار من المنطقة الحاوية للأشعار في النقرة إلى الأماكن المراد زراعة الشعر فيها وقد أثبتت نجاحها وينمو الشعر بشكل طبيعي. وفي حال عدم وجود كمية كافية لنقل الشعر يمكن اللجؤ إلى إجراء زراعة للشعر الاصطناعي وهي طريقة كثيرة المخاطر.


أخبار مرتبطة