تاريخ النشر 8 سبتمبر 2015     بواسطة الدكتورة سميرة علي الغامدي     المشاهدات 201

أهم مشكلات فترة المراهقة .. و كيف تتعامل معها ؟

المراهقة مرحلة سنية تمر علي الانسان مثل كل مراحل العمر . المراهقة ليست مرضا او اضطرابا نفسيا و لكنها مرحلة يمر بها كل انسان ليتطور في نموه النفسي و الاجتماعي و تنضج سمات الشخصية الخاصة به. المراهقة قد تبدء من عمر 12 ال 14 سنة و تنتهي في عمر 17 الي 20 سنة . تنتهي مرحلة المراهقة بالنضج في سمات
 الشخصية للفرد و المقصود هنا ان سمات شخصية الفرد تثبت بدرجة يمكن تحديدها و التعامل معها و ليس ان الفرد يصل للنضج في سمات شخصية محببة
بمعني ان المراهقة قد تنتج شخصية بها سمات متزنة او شخصية بها سمات مندفعة و في كلتا الحالتين هذه السمات لها من الثبات في الشخصية .
المراهقة فترة تمر علي الانسان و ربما تتعلق في الاذهان بالفوران و النمو الجنسي للفرد و كذلك الاتمامات التي حول ذلك و لكن الحقيقة ان فترة المراهقة لها مميزات اخري نفسية و اجتماعية اكثر اهمية كما سنوضح .
المراهقة هي الفترة من العمر التي تتميز بتحديد الفرد لهويته و انتماؤه تجاه الاشياء كلها و القيم عامة فنري الشاب او الشابة تناقش معاني الجمال و الحب و الجنس و يهتم بالسياسة و المجادلات و التفكير في الله و الاديان و كذلك تامل العلاقات مع الاخرين من الاصدقاء و الشلل و معاني الصداقة و يقيم عائلته و قيمها و افعال و اقوال الاب و الام
المراهق فعلا اسم علي مسمي يرهق نفسه و الاخرين اثناء تقييمه لمن حوله و مساءلته لنفسه و تقييمه لنفسه و الاخرين .
و لكن لماذا يفعل المراهق كل هذا ؟؟ و لماذا يجادل ؟؟ و يحاور  ؟؟ و هل هذا الأمر  صحي ؟؟
كثير من الاباء و الامهات يعانون من ذلك و من العند و لا يعرفون كيفية التعامل مع هذا . الحقيقة ان المراهق في مرحلة تحول من الطفولة الي الشخصية الثابتة و كل مرحلة انتقالية تودي الي نتاج ثابت ربما تحتوي الكثير من التردد و التفكير لدرجة الارهاق و هذا ما يحدث في مرحلة المراهقة فهي المرجل او المصنع الذي ينتج الشخصية .
مرحلة المراهقة يصاحبها تغيرات جسمانية ناتجة عن افراز الهرمونات الجنسية في الذكور و الاناث و لكن التغيرات الجسمانية ليست اخر المطاف ففي هذه المرحلة يصل الانسان و ينضج لديه القدرة علي التفكير التحليلي و الاستنتاج و التفكير في الامور بطريقة مجردة تجعله يستطيع التفكير في القيم المطلقة .
بالطبع يشعر المراهق بقدراته الفكرية الجديدة التي لم تكن لديه في فترات الطفولة السابقة
كثير من الاباء و الامهات قد يعاملوا المراهق كطفل نظرا لعدم توازي النمو النفسي و العقلي مع الجسدي في كل الاشخاص
المراهق او المراهقة في استخدامهم لقدراتهم التفكيرية الجديدة في حالة من الحماس لاستخدامها فهم في جدل و حوار و كذلك سعداء بها و ربما يصيبهم بعض الغرور لانهم يستطيعون ان يفكروا مثل الكبار و ايضا هم في حالتهم الفكرية الجديدة ربما لا يستوعبوا ان الاخرين لديهم نفس القدرات في التفكير و من هنا ينشأ الجدل و العند و الغرور و عدم الاستماع للنصائح لانه مغرور بقدراته الجديدة و عقله.
المراهق نتيجة لادراكه لامكانيات و ادوات عقله الجديد يري انه مستقل و يجب ان يكون كذلك و لكن واقع حاله ليس كذلك لانه مازال في فترة المذاكرة و الاعتمادية المادية علي الاهل و كذلك ليس لديه خبرات حياتية تصقل ادواته الجديدة .
كثيرا ما نري ابناؤنا و بناتنا اطفال مهما كبروا .
قد ينتج الاحتياج للاستقلالية شبه ثورة في التعامل مع الاهالي و تمرد علي قيمهم او اوامرهم و بالطبع التعامل يكون اكثر سهولة مع الافراد الذين يفكرون بنفس الطريقة و هم الشلة و اصدقاء مرحلة المراهقة.
رغم اهمية مرحلة المراهقة و انها لازمة لتكوين الشخصية و الاستقلالية و لكن كل اب و ام يريدون ان تتم بسلام و ان يتعاملوا معها بطريقة صحيحة و برغم تقديرنا لما يتناوله ابناؤنا من افكار و مشاعر و ما يجول في عقلهم الا اننا نريد لهم الحياه السعيدة دون اخطاء او خسائر.
و من هنا يجب ان نتكلم في بعدين هامين جدا:
البعد الاول : نعبر عنه بتساؤل هام .. ما هي اكثر المشاكل المثارة مع المراهق او منه ؟
البعد الثاني  : هو كيفية التعامل معها ؟
اهم المشاكل في مرحلة المراهقة هي :
مشاكل في القدرة علي اختيار اصدقاء مناسبين و مفيدين.
العنف و الملل .
المراوغة مع الاهل لجذب الانتباه او الحصول علي احتياجاته العند و عدم الاهتمام بالاخرين و الانانية مشاكل في التعبير عن اراوه او التعامل مع الاخرين من انعزالية او اندفاعية الاندفاعية
مشاكل التعامل مع الجنس الاخر مشاكل التعامل مع الاخرين في ظل التقدم الالكتروني
مشاكل استعمال المراهقين للانترنت
مشاكل الادمان و العلاقات السرية
ظهور بعض الامراض النفسية مثل الاكتئاب و الاضطراب الوجداني و الوسواس القهري و الخجل و المخاوف الاجتماعية و اضطرابات الشهية و ادمان الطعام و فقدان الشهية للاكل و النحافة النفسية .
كيفية التعامل مع المراهق و المراهقة:
– اهم ما في الموضوع هو ايجاد طريقة للتواصل و التشجيع و الحكي و الدردشة مع المراهق و ربما يتطلب هذا البدء في ذلك قبل المراهقة و ذلك بالطبع يحتاج وقت و سعة صدر و قدرة علي المناقشة و ( المناهدة )  ايضا و لكن في كل الاحوال ابناؤنا يستحقوا هذا الوقت لاننا نريد ان نصقلهم و نوجههم نبتعد تماما عن العنف او التقريظ او اللوم او التأليس (السخرية) علي المراهق لانه سيرفض كلامنا حتي لو فيه مصلحته تفهم سعادته بادوات تفكيره الجديدة كما سبق و ذكرنا
– نتعامل مع المراهق كناضج و ليس كطفل و نشرح له و جهة نظرنا و نعوده علي تحمل القرار و خاصة في القرارات اليومية المتكررة لانه يمكن التجربة فيها و اعطاء مساحة للاختيار و يجب ان نحترم وجهه نظرهم و ان نحترم اخطاؤهم حتي يتكون لديهم القدرة علي الاختيار و الاستقلالية و التشاور معنا .
– يجب ان ندع المراهق او المراهقة ان يعبروا عن مشاعرهم و شرح نفسهم لنا كاهل دون سخرية منا في حالة النصح نحكي عن مواقف حدثت لنا في مثل عمرهم و تحتوي النصيحة يجب ان نتفهم المثالية التي يفكر بها المراهقون فهم لا يدركون في المواضيع او القضايا الا منطق الابيض و الاسود و هنا يجب شرح المواقف لهم و تشابكاتها لاكسابهم الخبرات اللازمة مع المواقف دون اللجوء للنصيحة المباشرة 


أخبار مرتبطة