تاريخ النشر 10 سبتمبر 2015     بواسطة الدكتور فايز عبدالله فلمبان     المشاهدات 201

الكسور

الكسرُ هو انفصالٌ في العظم. وإذا ما اخترقَ العظمُ المكسور الجلدَ، فإنَّ الكسرَ يُدعى مفتوحاً أو مركَّباً. تحدث الكسور عادةً بسبب حوادث السيَّارات أو السقوط أو الإصابات الرياضيَّة. وهناك سببٌ آخر للكسور هو تَخَلخُلُ أو هشاشة العظام، والذي يُسبِّب ضعفَ العظم. كما يُسبِّب الإفراط في استعمال العظام
 كسورَ الإجهاد، وهي شُقوق صغيرة في العظم. وتشتمل أعراض الكسور على: •	تشوُّه الطرف أو المفصل أو خروجه من مكانه. •	الانتفاخ أو التكدُّم أو النزف. • الألم الشَّديد. •	الخَدَر أو التَّنميل. •	تحدُّد الحركة أو عجز عن تحريك الطرف المُصاب. ويجب أن يحصلَ المُصابُ فوراً على العناية الطبِّية. ويمكن أن يحتاج المُصاب إلى الجبيرة، كما قد يحتاج أحياناً إلى عملية جراحية لوضع الصفائح أو المشابك أو البراغي التي تثبِّت العظم في موضعه. 
مقدِّمة
يحدث الكسرُ عندما يُكسَر أحدُ العظام في الجسم. يقدِّم هذا البرنامجُ المخصَّص لتثقيف المرضى شرحاً لعلاج الكسور في المستشفى. وهو يعلِّم المريض ما الذي يجب الاهتمام به في حالة استخدام الجبيرة لعلاج الكسر. 
علاج الكسور
تكون بعضُ الكسور شديدة جداً، وتحتاج إلى عملية جراحية لإعادة تثبيت العظام، ولكن، يُمكن علاج الكسور الأخرى من دون عمل جراحي. عندما يُصاب المرءُ بكسر في قدمه أو ذراعه، فقد يُضطرُّ لتثبيتها بوضعيَّة واحدة، ولا يُسمح للطرف المكسور بالحركة حتَّى يصل إلى الشفاء؛ وتُدعى هذه الطريقةُ بالتَّثبيت. للمساعدة على منع حركة الطرف المكسور، يتمُّ وضعُ هذه الذِّراع أو الساق في جبيرة. في حالة إصابة الشخص بكسر عظم الترقوة، فقد يُضطرُّ إلى وضع الذراع والكتف في الجهة المصابة ضمن وشاح لتثبيت حركة المنطقة كلِّها. تتألَّف الجبيرة من جزأين:
مادَّة قاسية تشبه البلاستيك، تساعد على تثبيت الذراع أو الساق بالوضعيَّة المطلوبة.
أربطة تحافظ على الجبيرة في مكانها، ويكون من السهل خلع هذه الأربطة.
تمثِّل مثبِّتات مفصل الركبة ومشدُّ المعصم والأساور المثبتة للمفاصل بضغط الهواء، والتي تَستخدِم الهواء المضغوط كإطار السيارة للمحافظة على الطرف في مكانه، أنواعاً مختلفة من الجبائر. تكون الجبيرة أقوى من الضماد عادة، والجبيرةُ مصنوعة من مواد لاصقة أو مواد صناعية، بحيث يكون الطبيبُ مضطراَ لاستخدام أدوات خاصَّة لنزع الجبيرة عن الطرف المصاب. 
التوقُّعات والاحتياطاتُ
لكي يساعد المصابُ نفسه على الشفاء، فقد يُضطرُّ إلى إراحة الذراع أو الساق المصابة وألاَّ يستخدمهما في أيِّ نوع من النشاط المجهد. يجب الحفاظُ على الذراع أو السَّاق المكسورة على مستوى أعلى من مستوى القلب لتقليل فرصة حدوث التورُّم في الطرف. ويكون بمقدور المصاب رفع الطرف بوضعه على شيء أعلى من مستوى الجسم في وضعية الاستلقاء أو الجلوس. يُمكن وضعُ كيس من الجليد على المنطقة المصابة، والتي قد تساعد على تخفيف الألم والتورُّم والالتهاب. يجب أن يحافظ المصابُ على الجبيرة أو الضماد جافاً، وذلك بتغطيته بكيس من البلاستيك خلال الاستحمام واستعمال المرش؛ كما يُمكن استعمالُ مجفِّف الشعر بوضعية الخفيف والبارد لتجفيف الضماد إذا أصابه البلل. يجب عدمُ إدخال أشياء غريبة بين الجبيرة والجلد لمحاولة تخفيف الحكَّة؛ فقد يؤدِّي هذا إلى تضرُّر الجلد وإصابته بالعدوى، كما قد يساعد مجفِّف الشعر على وضعية البارد في التخفيف من الحكَّة. يجب سؤالُ الطبيب عن إمكانية حمل أيِّ وزن على الساق المكسورة؛ وإذا لم يسمح الطبيبُ بوضع أيِّ ثقل على الساق أو على الجبيرة، فقد يحتاج المصاب إلى استخدام عكَّازين. لتجنُّب إصابة أعصاب اليدين بالأذى، بسبب الاتِّكاء عليهما عند استخدام العكَّازين، والتي قد تسبِّب الخدر في اليدين، يجب إراحةُ ثقل الجسم على داعمات اليدين بدلاً من إلقاء الحمل على الإبطين. بسبب عجز المصاب عن استخدام الذراع أو السَّاق المكسورة عند تثبيتها، تصبح عضلاتُ الطرف المصاب أصغر بسبب نقص التمرين، وتُدعى هذه الحالة باسم ضمور العضلات. بعد إزالة الجبيرة أو الضماد، يبدأ المصابُ بالعلاج الفيزيائي أو بالتمارين، حيث تتعافى العضلات عادة. تصبح المفاصلُ المثبَّتة متصلِّبة للسبب السابق نفسه، وتتحسَّن هذه الحالة بالعلاج الفيزيائي أيضاً. 
المخاطرُ والمضاعفات
تعدُّ الجبائرُ والضمادات آمنة جداً، لكن قد تظهر مخاطر أو مضاعفات قليلة جداً، ويكون المصاب مضطراً إلى معرفتهم لمساعدة الطبيب على اكتشافها في حال حدوثها. قد تكون الجبيرة أو الضمادة مشدودة جداً، بحيث تضغط على الأوعية الدموية والأعصاب للذراع أو السَّاق. قد يؤدِّي هذا الضغطُ إلى تضرُّر الأعصاب والشلل وإلى نقص دائم في الإحساس في الطرف. لذلك، من المهمِّ جداً أن يقوم المصابُ بإخبار الطبيب عن أيِّ خدر أو إحساس بالوخز في الذراع أو السَّاق، أو إذا شعر المصاب بأنَّ أصابع يده أو قدمه لا تتحرَّك بشكل جيِّد. إذا انقطعت الدورةُ الدموية عن الذراع أو السَّاق، فقد يشعر الإنسان بألم شديد، كما قد يفقد الطرفَ المصاب نتيجة ذلك. إذا أصبح لونُ الأظافر أزرق، أو إذا بقي لونها شاحباً بعد الضغط عليها، فقد تكون الدورة الدموية قد تأثَّرت، وهنا يحتاج المصابُ إلى إعلام الطبيب أو الممرِّضة. بمرور الوقت، قد يشعر المصابُ بأنَّ الجبيرة قد أصبحت متَّسعة، وبأنَّه قادر على تحريك المفصل المثبَّت؛ ويحدث هذا عادة لأنَّ العضلات الواقعة تحت الجبيرة قد صغرت بالحجم، أو بسبب أنَّ الجبيرة قد توسَّعت نتيجة البلل أو قد أصابها الأذى لسبب ما. في هذه الحالة، يجب أن يقوم المصابُ بإخبار طبيبه إذا احتاج إلى استبدال الجبيرة. قد تُصاب الرجل المكسورة بجلطة دموية، ويمكن أن تظهرَ هذه الإصابة بعد بضعة أيَّام من الكسر، وهي تسبِّب الكثير من التورُّم والألم في السَّاق المصابة. قد تترك هذه الجلطةُ مكانَها في السَّاق، وتنتقل إلى الرئتين، حيث تسبِّب ضيقَ التنفُّس وألماً في الصدر واحتمال الموت، كما قد يحدث ضيق التنفُّس من دون سابق إنذار. لذلك، يكون من المهمِّ جداً أن يخبر المصاب طبيبَه عند حدوث أيٍّ من تلك الأعراض. قد يكون الإسراع في مغادرة السرير بعد الإصابة مفيداً في التقليل من مخاطر الجلطات الدموية في السَّاقين. 
الخلاصة
تكون الذِّراعان والسَّاقان متشابهتان في تركيب العظام فيهما. تحدث الكسورُ عندما يُكسر أحد العظام. عندَ حدوث الكسر، يجب تثبيتُ الإصابة بواسطة ضماد أو جبيرة، وذلك بالاعتماد على شدَّة الإصابة. تكون الضماداتُ والجبائر آمنة جداً ومفيدة. كما لاحظنا، فإن هناك بعض المضاعفات النادرة، لكنَّها شديدة الخطورة. كما أنَّ العناية الجيِّدة بالضمادة والجبيرة وإعلام الطبيب حول المضاعفات المحتملة يساعد على شفاء الساق أو الذراع المصابة بشكلٍ كامل. 


أخبار مرتبطة