تاريخ النشر 14 سبتمبر 2015     بواسطة البروفيسور انور علي ناصر الجماح     المشاهدات 201

دواء السكري ميتفورمين قد يؤثر في الغدة الدرقية

بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ دواءَ ميتفورمين، المُستخدَم بشكلٍ شائع في علاج السكَّري، قد يزيد من خطر انخفاض مستويات هرمون مُحرِّض للغدة الدَّرقيَّة يُسمَّى الهرمون المنبِّه للدرقية TSH، عند المرضى الذين يُعانون من قصور الغدَّة الدرقيَّة. حذَّر الباحِثون من أنَّ المُستوياتِ المُنخفضةَ من هذا الهر
مون قد تترافق مع مشاكل في القلب وكسور في العظام، رغم عدم إظهار علاقة سببٍ ونتيجة في هذه الدِّراسة.
قال الباحِثون إنَّه من بين مرضى الدِّراسة، الذين لديهم قصورٌ في الغدَّة الدرقية، كانت هناك 495 حالة من المستويات المُنخفِضة للهرمون المُنبِّه للغدَّة الدرقية TSH في العام، بالمُقارنة مع 322 حالة عند مجموعة الغدَّة الدرقية الطبيعيَّة (مجموعة المُقارنة).
بالنسبة إلى المرضى، الذين تلقَّوا مُعالجةً لقصور الغدَّة الدرقيَّة، ارتبط الميتفورمين مع زيادة بنسبة 55 في المائة في خطر انخفاض مستويات هرمون TSH، بالمُقارنة مع المرضى الذين كانوا يتناولون دواء سلفونيل يوريا sulfonylurea المُستخدَم في ضبط السكَّري من النوع الثاني.
قال الدكتور لورنت أزولاي، من قسم علم الأورام لدى جامعة إم سي غيل في مونتريال: "أكَّدت نتائجُ هذه الدِّراسة الطولانيَّة أنَّ استخدامَ دواء ميتفورمين ترافق مع زيادة في خطر انخفاض مستويات هرمون TSH عند المرضى الذين يتلقُّون علاجَ قصور الغدَّة الدرقيَّة".
"لو أخذنا في الاعتبار الزيادةَ النسبية في حالات انخفاض مستويات الهرمون المنبِّه للدرقية، عندَ المرضى الذين يتناولون دواء ميتفورمين، سيكون من الضروري إجراءُ دراسات مُستقبليَّة لتقييم العواقب السريريَّة لهذا التأثير".
قال الدكتور غيرالد بيرنشتاين، مدير برنامج ضبط السكَّري لدى معهد فريدمان للسكَّري في مدينة نيويورك: "تطرح هذه الدراسةُ السؤالَ التالي: هل هناك أهميَّةٌ سريريَّة لكبح عمل الهرمون المنبِّه للدرقية؟".
"يأتي الجوابُ الصحيح على النحو التالي: هناك ملايين من البشر يُعانون من السكَّري، وملايين تُعاني من قصور الغدَّة الدرقية ويتناولون حبوبَ الدرقيَّة. وعندما نأخذ في الاعتبار الملايينَ المُتعدِّدة من المرضى الذين يتناولون دواء السكَّري ودواء الدرقيَّة في نفس الوقت، لن نجد مشكلةً سريريَّة شامِلة. كما أنَّ هذه الدراسةَ لم تحتوِ أيضاً على أية قياسات لِشَكلَي هرمون الدرقية في الدَّم. وقد تساعد تلك البياناتُ على توضيح: لماذا يتعرَّض الهرمونُ المنبِّه للدرقية إلى الكبح أو التثبيط".
قالت الدكتورة مينيشا سود، اختصاصيَّة الغدد الصمّ لدى مستشفى لينوكس هيل في نيويورك: "لا نعرف حالياً وبشكل واضح السببَ الذي يجعل لدواء ميتفورمين هذا التأثير في مستويات الهرمون المنبِّه للدرقية؛ كما أنَّه من غير الواضح أيضاً ما إذا كانت المستوياتُ المُنخفِضة من هذا الهرمون، والمترافقة مع دواء ميتفورمين، تضع المرضى في مواجهة خطر الإصابة بمُضاعفات أخرى، مثل أمراض القلب والأوعية".
يُستخدَم دواءُ ميتفورمين للتقليل من مستويات السكر في الدم، من خلال تحسين الاستجابة للأنسولين؛ وهو يعمل على تقليل إنتاج الغلوكوز في الكبد. وفي سعيٍ من الباحثين لتفحُّص تأثير الدواء في الهرمون المنبِّه للدرقية، درسوا بيانات جُمِعت من أكثر من 74 ألف شخص تناولوا دواء ميتفورمين، بالإضافة إلى دواء آخر يُستخدَم في علاج السكَّري يُسمَّى سلفونيل يوريا، وذلك عبر فترة استمرَّت إلى 25 عاماً.


أخبار مرتبطة