تاريخ النشر 16 سبتمبر 2015     بواسطة الدكتورة مياسة القرشي     المشاهدات 201

حقائق عن السكري

مرضُ السكَّري هو حالةٌ طويلة الأجل (مزمنة)، تؤثِّر في قدرة الجسم على التعامل مع السكَّر أو الغلوكوز. ويمكن أن يكونَ له عواقب صحِّية خطيرة. ولكن مع التدبير الحذر والدقيق، يمكن للأشخاص المصابين بمرض السكَّري الاستمرار في عيش حياة طبيعية وصحِّية ونشطة. يكون مستوى السكَّر في الدم مرتفعاً جداً في م
رضى السكَّري، وذلك لأنَّ هرموناً يُسمَّى الأنسولين insulin يكون غائباً من الجسم أو لا يعمل بشكلٍ صحيح.
يوجد السكَّرُ في الأطعمة النشوية، مثل المعكرونة والخبز والأرز والبطاطا، وفي الفواكه والأطعمة الحلوة. عندما نأكل الطعامَ الذي يحتوي على الغلوكوز، يساعد هرمونُ الأنسولين على نَقلِه من الدم إلى الخلايا، حيث يجري تحطيمُه لإنتاج الطاقة. ولكن عندما لا يُصنِّع الجسمُ ما يكفي من الأنسولين، أو عندما لا يعمل الأنسولين بشكل صحيح، تتوقَّف هذه العمليةُ، ويتراكم السكَّر في الدم. وهذا هو مرضُ السكَّري.
هناك ملايينُ المُصابين بمرض السكَّري في العالم، والعدد في ازدياد. كما أنَّ هناك أشخاصاً قد يكونون مُصابين بالمرض وليس لديهم أَعْراض واضحة، حيث يمكن أن تُفسَّر حالتُهم أو الأعراض لديهم على أنَّها نتيجة لأسبابٍ أخرى، مثل تقدُّم العمر أو كثرة المشاغِل.
أنواع مرض السكَّري
هناك نوعان رئيسيَّان لمرض السكَّري
● النوع الأوَّل: في هذا النوع، لا يستطيع الجسمُ إنتاجَ الأنسولين إطلاقاً. ويحدث هذا النوعُ من السكَّري عادةً ما قبل سنِّ الأربعين، ويُمثِّل حوالي 10٪ فقط من جميع الحالات. وهو الشكلُ الأكثر شيوعاً من داء السكَّري في مرحلة الطفولة.
● النَّوع الثاني: هو النوعُ الذي لا يُنتِج فيه الجسمُ كمِّيةً كافية من الأنسولين، أو يكون الجسم مقاوماً للأنسولين بحيث لا يعمل بشكلٍ صحيح. إنَّه الشكلُ الأكثر شيوعاً من داء السكَّري، حيث يمثِّل حوالي 90٪ من الحالات. ويرتبط في كثيرٍ من الأحيان مع زيادة الوزن.
كلُّ أشكال مرض السكَّري تبقى مدى الحياة، ويكون لها عواقبُ خطيرةٌ محتملة إذا تُركت من دون علاج، حيث يمكن أن يؤدِّي السكَّري إلى أمراض القلب والسَّكتة الدماغية وتلف الأعصاب والعمى.
ولكن إذا عولج على نحوٍ فعَّال، يمكن للأشخاص المصابين بداء السكَّري التَّقليلُ من خطر هذه المضاعفات، والحدُّ من الأعراض اليومية.
يعيشُ كثيرٌ من الناس المصابين بداء السكَّري حياةً صحِّية ونشيطة مثل الأصحَّاء.
أعراضُ السكَّري
تشتمل أعراضُ كلا نَوعَي مرض السكَّري على ما يلي:
- زيادة العطش وشرب الكثير من السوائل.
- كثرة التبوُّل.
- الشعور بالتعب من دون سبب واضح.
- نقص الوزن.
- الحكَّة التناسلية أو كثرة التعرُّض للعدوى الطُّفيلية والفطرية.
- بطء شفاء الجروح.
- تشوُّش الرؤية.
في مرض السكَّري من النوع الأوَّل، تظهر الأعراضُ عادةً خلال أسابيع قليلة، ولكن سرعان ما تصبح واضحةً جداً.
أمَّا في النوع الثاني، فيمكن للأعراض أن تظهرَ ببطء كبير، على فترة أشهر. ويكون لدى بعض المصابين بمرض السكَّري من النوع الثاني أعراضٌ خفيفة جداً، بحيث يعتقدون أنَّها لأسباب أخرى. وربَّما لا توجد أعراض على الإطلاق لدى عددٍ قليل من الناس.
معالجةُ مرض السكَّري
الهدفُ من أيِّ علاج لمرض السكَّري هو الحفاظ على مستويات السكَّر في الدم ضمنَ المجال الطبيعي قدرَ الإمكان.
يحتاج مرضى السكَّري إلى فهم كيفية تأثير الطعام والنشاط البدني في مستوى السكَّر في الدم.
بما أنَّ المصابين بداء السكَّري من النوع الأوَّل لا يمكن أن ينتجوا الأنسولين إطلاقاً، لذلك يجب عليهم حقن الأنسولين في أجسامهم بانتظام بقيةَ حياتهم. والطريقةُ الأكثر شيوعاً للقيام بذلك هو حقن الأنسولين يومياً بأنفسهم. ويمكن تعليمُ المصابين بداء السكَّري من النوع الثاني حقنَ أنفسهم. وبدلاً من ذلك، يستطيع بعضُ المرضى استخدامَ مضخَّة الأنسولين، وهي جهازٌ بحجم علبة الورق، يُرسِل الأنسولينَ في الجسم من خِلال أنبوب رفيع.
في السكَّري من النوع الثاني، يمكن لتغيير النظام الغِذائي إلى شكل صحِّي، وتعديل أسلوب الحياة، أن يحقِّقَ السيطرةَ على الحالة في كثيرٍ من الأحيان، من دون الحاجة إلى مزيد من العلاج.
ولكنَّ معظمَ المصابين بداء السكَّري من النوع الثاني يحتاجون في نهاية المطاف إلى تناول بعض الأدوية عن طريق الفم (أقراص)، كما يحتاج بعضهم الآخر إلى حقن الأنسولين.
وقد يحتاج مرضى السكَّري أيضاً إلى تناول أدوية للحدِّ من خطر حُدوث مضاعفاتٍ صحِّية؛ فعلى سبيل المثال، يتناول العديدُ منهم أقراصاً لخفض ضغط الدم؛ كما يستعمل بعضُهم الآخر أدوية الستاتين statins لخفض الكولستيرول في الدم، أو جرعاتٍ منخفضة من الأسبرين للمساعدة على الوقاية من السكتة الدماغية.


أخبار مرتبطة