تاريخ النشر 20 سبتمبر 2015     بواسطة الدكتور شادي طلال زارع     المشاهدات 201

حب الشباب

حبّ الشباب مرضٌ جِلديّ شائع يُسبّب البَثَرات، والتي تتشكّلُ عندما تنسدُّ الجُريبات الشعريّة تحت البَشرَة. وتتكونُ مُعظمُ البَثرات على الوَجه والرَّقبَة والظهر والصَّدر والكتفين. قد يُصابُ أي شَخص بحبّ الشباب، إلا أنه شائعٌ عندَ المُراهقين والشباب. وهو غير خطير ، غيرَ أنّه قد يسبّب نُدوباً. لا ي
ُعرفُ تماماً سبب حبّ الشّباب، بيد أنّ التغيُّرات الهرمونية، كما في تلك الحاصلة في سنين المُراهقَة والحَمل، قد تلعبُ دوراً في نُشوئه. يوجدُ العديدُ من الأباطيل عن أسباب حب الشباب، فكثيراً ما تُوجّه أصابع الاتّهام إلى الشوكلاتة والأطعمة الدهنيّة، غير أنّه لا يوجدُ دليلٌ بأنّ الأطعمة لها كبيرُ التأثير على حبّ الشباب عند غالبيّة البشر. وتتمثّلُ إحدى الأباطيل المنتشرة الأخرى في أنّ البشرة المُتسخَة قد تتسبّب بحبّ الشباب، إلا أنّ الرؤوس السَّوداء والبَثرات لا تحدثُ بسبب الإتساخ. لا يُسبّبُ التوتر حبّ الشّباب، لكنه قد يجعله يَتدهور. يجب في حال الإصابة بحب الشباب:
تَنظيف البَشرة برِفق.
محاولَة عدم لَمس الجلد.
تجنب الشّمس.
تشملُ علاجاتُ حب الشّباب الأدويَة والكريمات.
مقدمة
يعاني ملايين الناس من حب الشباب، مما يجعله أحد أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً. رغم أن حب الشباب لا يمثل تهديداً خطيراً للصحة، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى ندوب دائمة وتشوه الوجه؛ وهذا أمر مزعج لمن يصاب بهذا المرض. تساعد هذه المعلومات الصحية المصابين بحب الشباب على فهم حب الشباب وكيفية معالجته.
التشريح
يغطي الشعر جسم الإنسان باستثناء مناطق قليلة منه. ويكون بعض الشعر ناعماً جداً يمكن بالكاد ملاحظته. يتألف الشعر من مركب كيماوي يدعى الكيراتين، وهو يتشكل داخل الجلد في جُريب الشعرة. هناك غدد صغيرة حول جُريب الشعرة تنتج مادة زيتية تُدعى الزُهْم. وتدعى هذه الغدد بالغدد الزُهْمِيَّة. يتسرب الزُهم إلى سطح الجلد من خلال فتحة الجُريب. ويدعى جُريب الشعرة مع الغدد الزُهْمِيَّة الموجودة حوله باسم وَحدَة شعرية زُهمية. الوحدات الشعرية الزُهمية هي الأكبر حجماً وأكثر غزارة على الوجه وأعلى الظهر والصدر. وهذه المناطق هي المناطق التي يكثر فيها ظهور حب الشباب.
حب الشباب
حب الشباب هو اضطراب في الغدد الزُهْمِيَّة في الجلد يؤدي إلى انسداد المسامات وإلى آفات اسمها الشائع بثور أو حبوب. يظهر حب الشباب عادةً على الوجه والرقبة والظهر والصدر والكتفين. يحدث حب الشباب حين لا يستطيع الزُهم التَسَرُّب من خلال جُريب الشعرة. حين تَطّرح بطانة الجُريب الخلايا منها بسرعة فائقة، فإن تلك الخلايا تتجمع وتغلق فوهة الجُريب، وتمنع بذلك الزُهم من الخروج. إن مزيج الزُهم والخلايا يسبب نمو البكتيريا في الجُريبات المغلقة. وهذه البكتيريا تنتج مواد كيماوية وإنزيمات يمكن أن تسبب الالتهاب. حين يصبح الجُريب المغلق غير قادر على استيعاب محتوياته فإنه ينفجر ويُسَرِّب الزُهم وخلايا الجلد والبكتيريا على الجلد المجاور. يصاب الناس من مختلف الأعمار بحب الشباب، لكنه أكثر انتشاراً عند المراهقين. يظهر حب الشباب عند حوالي 85% من المراهقين والشباب بين سن الـ 14 و24 سنة. يظهر حب الشباب عند الناس من جميع الأعراق، لكنه أكثر شيوعاً عند القوقازيين. ويُشفى معظم الناس من حب الشباب في الثلاثينات من العمر، ولكن هناك من يبقى لديهم حب الشباب في الأربعينات والخمسينات من العمر.
الأسباب
إن السبب الدقيق لظهور حب الشباب غير معروف، غير أن الأطباء يعتقدون أنه ناجم عن عدة عوامل. والعامل الرئيسي هو المستويات العالية من الهرمونات. إن الهرمونات الجنسية الذكرية التي تدعى الأندروجينات تزداد عند الذكور والإناث خلال سن البلوغ. إن زيادة الأندروجينات تسبب تضخماً في الغدد الزُهميَّة، وهذا يعني إنتاج المزيد من الزُهم. وهناك عامل آخر يرتبط بحب الشباب وهو الوراثة. إن قابلية الإصابة بحب الشباب يمكن أن تكون موروثة عن الأبوين. فمثلاً، تبين الدراسات أن الكثير من الصبيان في عمر المدرسة الذين لديهم حب الشباب لديهم تاريخ عائلي بالاصابة به. هناك عوامل عديدة يمكن أن تفاقم حب الشباب. إن المستويات العالية من الهرمونات عند البنات والنساء من يومين الى سبعة أيام قبل بدء الدورة الشهرية قد تفاقم حب الشباب. إن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل يمكن أن تفاقم حب الشباب. حين تبدأ المرأة بتناول حبوب منع الحمل أو تتوقف عن تناولها، فإن التغيرات الهرمونية الناجمة عن ذلك يمكن أيضاً أن تزيد من حب الشباب. ويمكن أن يتفاقم حب الشباب بسبب التوتر النفسي، ولاسيما التوتر العاطفي الشديد أو المديد. هناك أدوية تسبب حب الشباب. منها:
الأندروجينات وهي الهرمونات الذكرية.
الليثيوم وهو دواء لمعالجة الاضطراب ذو الإتّجاهين.
الباربيتورات وهي أدوية تستخدم للسيطرة على نوبات الصرع.
إن مواد التجميل الزيتية يمكن أن تغير خلايا الجُريبات وتجعلها تتلاصق ببعضها البعض فتسبب ظهور حب الشباب. قد يؤدي الاستناد على الوجه أو فركه باليد إلى تفاقم حب الشباب. فالضغط الناجم عن خوذة الدراجة النارية أو عن حقيبة الظهر أو عن الياقات المشدودة يمكن أن تساهم في ظهور حب الشباب أو أن تزيده سوءاً. كما يمكن للمهيجات البيئية مثل التلوث والرطوبة العالية أن تزيد من سوء حب الشباب. وقد يزداد حب الشباب سوءاً إذا تم عصر البثور أو العبث بها، أو حين يفرك الجلد بقوة. لا ينشأ حب الشباب بسبب:
تناول الشوكولاتة.
تناول الطعام الدسم.
وساخة الجلد.
الأعراض
يسبب حب الشباب ظهور آفات تدعى الزؤان، وهي جُريبات شعرية متضخمة مغلقة بالدهن والبكتيريا. وغالباً ما تسمى زؤانة مجهرية لأنها لا ترى بالعين المجردة. إذا بقيت الزؤانة تحت الجلد، فإنها تدعى زؤانة مغلقة، أو الرأس الأبيض. وتبدو الرؤوس البيضاء عادة على شكل نتوءات بيضاء صغيرة على سطح الجلد. أما الزؤانة التي تصل إلى سطح الجلد وتنفتح فإنها تدعى الرأس الأسود لأنها تبدو سوداء. وهذا اللون الأسود ليس بسبب الاتساخ. إن الرؤوس البيضاء والرؤوس السوداء يمكن أن تبقى في الجلد لفترة طويلة. هناك أنواع أخرى من آفات حب الشباب مثل:
الحَطَاطات – وهي آفات ملتهبة على شكل حدبات صغيرة الحجم وردية اللون على الجلد ويمكن أن تكون مؤلمة عند اللّمس.
البثرات – آفات جلدية ملتهبة مليئة بالقيح يمكن أن تكون حمراء عند قاعدتها.
العقيدات – آفات جلدية صلبة مؤلمة وكبي رة تتغلغل عميقاً في الجلد.
الكيسات – آفات عميقة ملتهبة مليئة بالقيح يمكن أن تسبب الألم وأن تترك ندوباً.
المعالجة
طبيب الجلد هو طبيب متخصص بالأمراض والاضطرابات الجلدية. وهو الطبيب الذي يتولى في العادة معالجة حب الشباب. الهدف من معالجة حب الشباب هو تفادي حدوث الندبات. كما تهدف المعالجة إلى التقليل من عدد الآفات والتخفيف من الحرج الذي قد يسببه حب الشباب. يستخدم طبيب الجلدية عادة الأدوية لمعالجة حب الشباب. إن أدوية حب الشباب تقلل من:
تكتل الخلايا في الجُريبات.
إنتاج الدهن.
البكتيريا.
الالتهاب.
وتبعاً لشدة الحالة يمكن لطبيب الجلدية أن يصف دواءاً موضعي أو دواءاً فموي. والدواء الموضعي هو دواء يُطَبَّق على الجلد، أما الدواء الفموي فهو يؤخذ عن طريق الفم. أحياناً يصف الطبيب أكثر من دواء موضعي واحد، أو يصف دواءاً موضعياً ودواءاً فموياً في الوقت نفسه. من الأدوية الموضعية الشائعة لعلاج حب الشباب التي تُباع بدون وصفة طبية:
بينزويل بيروكسيد.
ساليسيليك أسيد.
الكبريت.
الكبريت والريزورسينول.
ومن الأدوية الموضعية لحب الشباب التي تُباع بموجب وصفة طبية:
بينزويل بيروكسيد.
كليندامايسين.
إيريثرومايسين.
تيتراسيكلين.
تريتينوين.
إن الأدوية التي تباع بموجب وصفة طبية تختلف عن الأدوية التي يمكن أن تباع دون وصفة طبية، فالأدوية التي تباع بموجب وصفة طبية تشمل مضادات حيوية ومواد كيماوية أخرى تكبح نمو البكتيريا. وقد تسبب أدوية حب الشباب عند بعض المصابين آثاراً جانبية مثل تهيج الجلد أو حرقه أو احمراره. وتزول الآثار الجانبية لهذه الأدوية عادة بعد فترة من مواصلة استخدام الدواء. أما إذا كانت الآثار الجانبية شديدة فيجب إبلاغ الطبيب. وقد تستغرق المعالجة أربعة إلى ثمانية أسابيع حتى يبدأ ظهور التحسن على الجلد. إذا لم يتحسن المصاب بحب الشباب عن طريق استخدام الأدوية فقد يلزم استخدام دواء اسمه إيزوتريتينوين، وهو دواء فموي يؤخذ عادة مرة واحدة أو مرتين في اليوم لمدة 16-20 أسبوعاً. ولكن الإيزوتريتينوين باهظ الثمن ويمكن أن تكون له آثاراً جانبية شديدة تشمل، ولا تقتصر على:
حكة.
رعاف.
ألم العضلي.
تحسس من الضوء.
جفاف الفم والأنف أو الجلد.
تراجع الرؤية الليلية.
عيوب خلقية عند الجنين إذا تناولته الحامل.
تختفي الآثار الجانبية للإيزوتريتينوين عند التوقف عن تناول الدواء. وللوقاية من الآثار الجانبية الشديدة، تتم مراقبة المريض قبل المعالجة وخلالها. وهذا ما يتضمن عادة أخذ عينات من دمه. كما يجب أن تستخدم النساء موانع الحمل قبل شهر من تناول الإيزوتريتينوين، وأثناء تناوله ، ولمدة شهر بعد التوقف عن تناوله. من العلاجات الأخرى لحب الشباب:
المعالجة الهرمونية.
جرعات خفيفة من الكورتيكوستيروئيدات.
الأدوية المضادة للأندروجين.
إزالة الزؤان من قبل طبيب الجلدية.
حقن المركبات الستيروئيدية في الآفات.
المعالجة بتقشير الجلد.
الجراحة التجميلية للتخفيف من ظهور الندبات.
العناية بالجلد
يجب أن يغسل المصابون بحب الشباب جلدهم بلطف باستخدام مادة منظفة خفيفة، مرة في الصباح ومرة في المساء. وأذا تم فرك مناطق حب الشباب، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقمه. يجب أن يغسل المصاب بحب الشباب جلده بعد التمارين الشاقّة. وعندها يجب أن يغسل وجهه من أسفل الفك السفلي حتى خط نمو شعر الرأس؛ ويجب عدم استخدام ليفة خشنة. ومن المهم أن يشطف جلده بالماء شطفاً جيداً بعد غسله. وينبغي على المصاب بحب الشباب أن يغسل شعره بانتظام. وإذا كان شعره زيتياً فيمكن غسله يومياً. ويجب عدم الإكثار من لمس الجلد، فإن عصر الآفات أو نكشها أو العبث بها يعرض لخطر تشكل الندبات المزمنة. وعلى الرجال المصابين بحب الشباب أن يكتشفوا في ما إذا كانت الحلاقة بالشفرة أم بآلة الحلاقة الكهربائية أكثر راحة لهم. فإذا استخدموا الحلاقة بالشفرة فيجب أن تكون الشفرة حادة، ويجب تليين شعر الذقن بالماء والصابون قبل وضع معجون الحلاقة عليه. يجب تجنب التسمير. رغم أن السمرة يمكن أن تخفي الآفات، لكن فوائدها مؤقتة. إن الشمس يمكن أن تسبب الضرر للجلد وتسرِّع من شيخوخته وتسبب سرطان الجلد. كما أن الكثير من الأدوية التي تستخدم لمعالجة حب الشباب تجعل الجلد سريع الإصابة بالحروق. ويجب على السيدات اختيار مواد التجميل بعناية. وقد تكون هناك حاجة لتغيير مستحضرات التجميل خلال تناول أدوية معالجة حب الشباب. كما يجب أن تكون جميع مستحضرات التجميل مثل كريم الأساس وأحمر الخدود ومواد تظليل العين والمرطبات خالية من الزيت. قد يكون من الصعب وضع كريم الأساس بالتساوي خلال الأسابيع الأولى من المعالجة، لأن الجلد قد يكون أحمراً أو متقشراً، ولاسيما عند استخدام التريتينوين الموضعي أو البينزويل بيروكسيد. إن مستحضرات الشفاه التي تحوي مواداً مرطبة قد تؤدي إلى تشكل زؤانات صغيرة مغلقة ومفتوحة. إن المستحضرات التي توضع على الشعر والتي تلامس الجلد على طول خط نمو الشعر يمكن أن تسبب حرق الجلد أو وخزه. ويجب استخدام المستحضرات التي تحمل عبارة "غير مولدة للزؤان" مما يعني أن المستحضر لا يحرِّض تشكل الآفات المشوهة.
الخلاصة
حب الشباب حالة جلدية شائعة جداً وقابلة للعلاج. وقد يكون من الضروري للمصاب أن يراجع الطبيب بشكل متكرر للمتابعة، وأن يجري بعض التغييرات في نمط حياته، وأن يستخدم طرق علاجية مختلفة. يستطيع معظم المصابين بحب الشباب أن يسيطروا عليه بالأدوية المتاحة في الوقت الحالي، والتي يمكن أن تقلل من الندبات أو تمنع تشكلها. بمساعدة طبيب الجلدية، يمكن للمصاب بحب الشباب أن يسيطر عليه وأن يواصل الاستمتاع بالحياة.


أخبار مرتبطة