تاريخ النشر 21 سبتمبر 2015     بواسطة الدكتور فوزي احمد عناني     المشاهدات 201

إدخالُ القثطار المزوَّد بمنفذ

المنافذ التي تُزرع تحت الجلد، مثل منافذ فيتال بورت® وبورت آكاث® وسمارت بورت® وباور بورت®، هي أجهزةٌ تُدخل في وريد كبير لتمكين الأطبَّاء والممرِّضات ومقدِّمي الرعاية الصحِّية من الوصول بسهولة إلى مجرى دم المريض بشكل متكرِّر وآمن. يُصنع المنفذُ من البلاستيك، أو الفولاذ غير القابل للصدأ، أو التيتا
نيوم، ويكون بحجم ربع الدولار عادة، ولكن بسماكة أكبر. يُمرَّر أنبوبٌ مرن رقيق أجوف وطويل تحت الجلد من المنفذ، ويُدخَل في وريد كبير بالرقبة أو الصدر، ويُدعى هذا الأنبوب قثطاراً. يتيح طولُ هذا الأنبوب وصولَه إلى الوريد الكبير الذي يدخل القلب. تُزوَّد المنافذُ المزروعة تحت الجلد بخزَّان يُدخَل تحت الجلد على الجزء العلوي من الصدر تحت عظمة الترقوة، أو الذراع. ويساعد هذا الخزَّان على تسهيل الوصول إلى الشرايين الكبيرة بطريقة موثوقة. تُوضَع المنافذُ أحياناً في البطن لإتاحة الوصول إلى الجوف البريتواني (الصِّفاقي) والكبد والجهاز العصبي المركزي. قد ينصح الطبيبُ بإجراء جراحة لزرع منفذ تحت الجلد. وهذه العمليةُ بسيطةٌ وآمنة للغاية. يساعد المنفذُ على جعل عملية سحب الدم وإعطاء الدواء عبر الوريد أسهلَ بكثير على المرضى. 
مقدِّمة
المنافذُ التي تُزرع تحت الجلد، مثل منافذ فيتال بورت® وبورت آكاث® وسمارت بورت® وباور بورت®، هي أجهزةٌ تُدخل في وريد كبير لتمكين الأطبَّاء والممرِّضات ومقدِّمي الرعاية الصحِّية من الوصول بسهولة إلى مجرى دم المريض بشكلٍ متكرِّر وآمن. سوف تُسمَّى هذه الأجهزة في هذا البرنامج التثقيفي "منافذ". تُستخدَم المنافذُ عندما يحتاج المريض إلى علاج يحقن عبر الوريد لفترة طويلة. يُصنع المنفذُ من البلاستيك، أو الفولاذ غير القابل للصدأ، أو التيتانيوم، ويكون بحجم عملة معدنية صغيرة عادة، ولكن بسماكة أكبر. يُمرَّر أنبوبٌ مرن رقيق أجوف وطويل تحت الجلد من المنفذ، ويُدخل في وريد كبير بالرقبة أو الصدر، ويُدعى هذا الأنبوبُ قثطاراً. يتيح طولُ هذا الأنبوب وصولَه إلى الوريد الكبير الذي يدخل القلب. تُزوَّد المنافذُ المزروعة تحت الجلد بخزَّان يُدخل تحت الجلد على الجزء العلوي من الصدر تحت عظمة الترقوة، أو الذراع. ويساعد هذا الخزَّان على تسهيل الوصول إلى الأوردة الكبيرة بطريقة موثوقة. 
تُوضَع المنافذُ أحياناً في البطن لإتاحة الوصول إلى الجوف البريتواني والكبد والجهاز العصبي المركزي. قد ينصح الطبيبُ بإجراء عملية لزرع منفذ تحت الجلد، لكنَّ القرار بإجراء هذه العملية أو عدم إجرائها يعود للمريض أيضاً. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي منافعَ ومخاطر المنافذ. كما يتحدَّث عن كيفية العناية بها أيضاً. 
التشريح
يستعرض هذا الجزءُ بعضَ الأجزاء والوظائف الأساسية للجسم التي تساعد على فهم مكان وكيفية إدخال المنفذ. ينقل الدمُ المواد المغذِّية والأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم. يضخُّ القلبُ الدمَ الغني بالأكسجين عبر الشرايين. تستخدم خلايا وأنسجة الجسم الأكسجين. يعود الدمُ الفقير بالأكسجين إلى القلب. الوريدُ الأجوف العلوي هو الوريدُ الرئيسي الذي ينقل الدمَ من الذراعين والرأس الى القلب. يمرُّ الدمُ في طريقه من الرأس إلى القلب عبر وريدين كبيرين في الرقبة، هما الوريد الوداجي الداخلي الأيمن والوريد الوداجي الداخلي الأيسر. يمرُّ الدمُ في طريقه من الذراعين إلى القلب عبر وريدين كبيرين تحت عظمة الترقوة، هما الوريد تحت الترقوة الأيمن والوريد تحت الترقوة الأيسر. ينقل الوريدان الوداجيان الداخليان والوريدان تحت الترقوة الدمَ إلى الوريد الأجوف العلوي. الوريدُ الأجوف السفلي هو الوريدُ الرئيسي الذي ينقل الدمَ من البطن والساقين إلى القلب. يضخُّ القلبُ الدمَ الفقير بالأكسجين إلى الرئتين. وفي الرئتين، يمتلىء الدمُ بالأكسجين، وينتقل إلى سائر أنحاء الجسم. ثمَّ يعود إلى القلب، وتبدأ الدورة من جديد. 
المنفذ
العلاجُ الوريدي هو علاج يُحقَن مباشرة في الوريد، ممَّا يسمح بدخول الأدوية والسوائل والمواد المغذِّية إلى مجرى الدم فوراً. 
يُدعَى المنفذُ الذي يُزرَع في البطن منفذاً داخل الصفاق. تتيح المنافذُ التي تُزرَع في البطن إعطاءَ المحاليل أو العلاج الكيميائي مباشرة في البطن. يتألَّف المنفذُ من قسمين:
حجرة، أو خزَّان مغطَّى بحاجز هو كناية عن فقاعة سيليكونية في وسط المنفذ.
أنبوب مرن رقيق أجوف يُدعى القثطار.
تُدخَل الحجرةُ تحت الجلد. ويمرَّر القثطارُ في الوريد الوداجي أو في الوريد تحت الترقوة وصولاً إلى الوريد الأجوف العلوي، وهو الوريدُ الكبير الذي يدخل القلب. قد يتضمَّن المنفذ أكثر من حجرة أو حاجز. وتُستخدَم إبرةٌ خاصَّة، تُدعى إبرة هوبر، للوصول إلى المنفذ. يجري إدخالُ الإبرة في وسط الحاجز، ممَّا يتيح الوصولَ إلى دم المريض. و هو يُستخدم مثل غيره من الأنابيب الوريدية لحقن أو إعطاء الأدوية والسوائل والمواد الغذائية. كما يمكن أيضاً استخدامه لسحب الدم. ولهذا المنفذ العديد من المزايا بالمقارنة مع الخطوط الوريدية الأخرى. تدوم المنافذُ لوقت أطول من الخطوط الوريدية العادية، ويمكنها أن تخدم لعدة سنوات. ونادراً ما يتعرَّض المنفذ للتلوُّث أو الانسداد أو التعطُّل عن العمل، مثل الخطوط الوريدية العادية. يقوم الطبيبُ عادة بإدخال المنفذ في المستشفى أو في عيادة جراحية خارجية، أو في قسم التصوير التشخيصي أو الأشعَّة السينية. 
العملية
يقوم الطبيبُ عادة بإدخال المنفذ في غرفة العمليات أو في غرفة خاصَّة في قسم المُداخلة الشُّعاعيَّة. يمكن إدخالُ المنفذ تحت التخدير الموضعي أو التخدير الواعي أو التخدير العام. ويتوقَّف نوعُ التخدير على اختيار الطبيب، وعلى حالة المريض الصحِّية. يقوم طبيبُ الأشعَّة التداخُّلية أو الجرَّاح عادة بإدخال المنفذ تحت التخدير الموضعي أو التخدير العام. يقوم الطبيبُ بتمرير القثطار في الوريد الوداجي أو في وريد تحت الترقوة باستخدام إبرة خاصَّة. ويجري هذا عادة بمساعدة الأشعَّة السينية أو الموجات فوق الصوتية، للتأكُّد من أنَّ طرف القثطار يصل إلى الوريد الأجوف العلوي. وبعدَ أن يتأكَّدَ الطبيبُ من وضعية القثطار، يقوم بوصله إلى الخزَّان. يُوضَع الخزَّان تحت الجلد من خلال شقٍّ صغير. الخزَّانُ يشبه النتوءَ تحت الجلد، ممَّا يساعد الطبيبَ على إيجاده عندما يريد الوصول إليه. يُنقل المريضُ بعدَ العملية إلى غرفة الإنعاش لانتظار زوال مفعول المخدِّر. يعود معظمُ المرضى إلى المنزل في اليوم نفسه، إلاَّ إذا كانوا يحتاجون إلى البقاء في المستشفى لأسباب طبِّية أخرى. بعدَ هذه العملية، قد تُؤخَذ صورة أشعَّة للصدر للتأكُّد من أنَّ طرفَ القثطار في المكان المناسب، وللتأكُّد أيضاً من عدم إلحاق الأذى بالرئتين خلال هذه العملية. قد يشعر المريضُ ببعض الألم بعد هذه العملية. يتوقَّف هذا الألمُ عادةً بعدَ حوالي 24 إلى 48 ساعة. عندما يريد مقدِّمُ الرعاية الصحِّية سحبَ الدم أو إعطاء الدواء عبر الوريد، فإنَّ كلَّ ما يقوم به هو تنظيف الجلد فوق الخزان وإدخال إبرة خاصَّة. قد يشعر المريضُ بوخزة إبرة صغيرة، ولكنَّها ليست مؤلمة. ومن الأسهل بكثير بالنسبة للمريض إدخال إبرة في منفذ من محاولة العثور على وريد في الذراع عندما تكون أوردةُ المريض صغيرة جداً وصعبة. يجب شطفُ المنفذ بمحلول خاص (محلول ملحي عادي وهيبارين) كلَّ شهر، للتأكُّد من عدم انسداده. 
المخاطرُ والمضاعفات
إنَّ عمليةَ إدخال المنفذ هي إجراءٌ آمن. ولكن هناك العديد من المخاطر، مثل أيَّة عملية جراحية أخرى. تضمُّ مخاطرُ التخدير العام الغثيانَ والتقيُّؤ واحتباس البول، وعضَّ الشفة وتكسُّر الأسنان، والتهاب الحلق، والصداع. أمَّا المخاطرُ الأكثر جديَّة للتخدير العام فمنها النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والجلطات الدموية والالتهاب الرئوي. يقوم الطبيبُ المخدِّر عادة بمناقشة هذه المخاطر مع المريض، ويسأله عمَّا إذا كان يعاني من سوابق تحسُّسية بسبب أدوية مُعيَّنة. يمكن أن تتشكَّلَ جلطاتٌ دموية في الساقين بسبب بقاء المريض ساكناً في أثناء العملية وبعدها. وهي تظهر عادةً بعدَ أيَّام قليلة من العملية، وتسبِّب تورُّمَ الساق والألم. وقد تنتقل الجلطاتُ الدموية من الساق إلى الرئتين، حيث تسبِّب ضيقَ التنفُّس وألماً في الصدر، وربَّما تؤدِّي إلى الموت. من المهمِّ للغاية إبلاغ الأطبَّاء عن هذه الأعراض فور حدوثها. يحدث ضيق التنفُّس في بعض الأحيان دون أيِّ سابق إنذار. المشيُ في أسرع وقت ممكن بعد العملية هو أفضل طريقة لمنع الجلطات الدموية في الساقين. هناك مخاطر أخرى تنجم عن معظم أنواع الجراحة، وهي تشمل:
النزف الذي قد يتطلَّب نقل الدم.
الندوب التي قد تكون مؤلمة أو قبيحة الشكل.
العدوى التي قد تتطلَّب تناول المضادَّات الحيوية لمدة طويلة، وربَّما إزالة المنفذ.
هناك مخاطر أخرى تنجم عن هذه الجراحة تحديداً. ولكنَّ هذه المضاعفات نادرة جداً. وهي تشمل إلحاق الأذى بأجزاء الجسم الداخلية على مسار إدخال القثطار. ويمكن أن يحدثَ انثقاب الرئتين، ممَّا يؤدِّي إلى تسرُّب الهواء من حولهما. وتُسمَّى هذه الحالةُ استرواح الصدر؛ فإذا حدثت هذه الحالةُ، قد يُضطرُّ الطبيبُ إلى وضع أنبوب يمرُّ من المنطقة حول الرئتين إلى خارج الجسم. يمتصُّ هذا الأنبوب الصدري الهواءَ الإضافي، ويمنح الرئتين الوقتَ اللازم للشفاء. و يدعى هذا الأنبوبُ "أنبوبَ الصدر". كما يمكن أن تتضرَّر أيضاً أجزاء أخرى في الرقبة أو أعلى الصدر. وهي تشمل الشرايين السباتية التي تنقل الدم إلى الدماغ، وأنبوب التغذية، وأنبوب التنفُّس والأعصاب الأخرى التي تمتد إلى الوجه والذراعين. وهذا قد يؤدِّي إلى مشاكل في التنفُّس، ومشاكل في البلع، وسكتات دماغية، وآلام في الوجه والذراعين، والضعف والشلل والموت. لكنَّ هذه المضاعفات نادرة للغاية. وقد يضطر الطبيب إلى إجراء عملية جراحية أخرى لمعالجة بعض هذه المضاعفات. وهناك مخاطر أخرى تتعلَّق بطبيعة المنفذ كجهاز ميكانيكي يمكن أن يتعرَّضَ للكسر أو الانسداد أو الالتواء أو إلحاق الأذى بالأوردة الموجودة فيها. وقد تتطلَّب أي من هذه المشاكل إزالةَ واستبدال المنفذ. وفي حال تعرُّض القثطار للكسر، يمكنه أن يطفو في مجرى الدم ليصل إلى الرئتين، حيث قد يحتاج إلى عملية لإخراجه. ويُصاب أحياناً عددٌ قليل جداً من المرضى بجلطات دم على طول القثطار وخارجه. يمكن أن تسبِّب هذه الجلطات تضيُّقاً في الشرايين، ممَّا يؤدِّي إلى تورُّم في الوجه أو الرقبة أو الذراعين. ويمكن أن تنتقل جلطات الدم على طول القثطار وخارجه إلى الرئتين. 
بعد العملية
يُنصح المريضُ بإبقاء الشق الجراحي نظيفاً وجافاً حتى شفائه. تجري إزالةُ الخيوط أو المشابك عادة بعد حوالي أسبوع من الجراحة. يستخدم طبيبُ الأشعَّة التداخُّلية أو الجراح أحياناً صمغاً طبياً خاصاً لوصل طرفي الجلد حيث تَّم إجراء الشقوق. يمكن الوصولُ إلى المنفذ باستخدام إبرة خاصة لسحب الدم أو إعطاء السوائل والأدوية. بعدَ استخدام المنفذ، أو مرة واحدة في الشهر في حال عدم استخدامه، تقوم الممرِّضةُ بشطف المنفذ بواسطة محلول ملحي عادي والهيبارين (مميِّع للدم) لمنع انسداده. وباستثناء هذا الشطف الروتيني، لا يحتاج المنفذ إلى أيَّة صيانة خاصَّة. يجب توخِّي الحذر لمنع إلحاق الأذى أو الصدمات بمنطقة تثبيت الخزان. على المريض الاتصال بالطبيب عندما يشعر بالأعراض التالية:
وجود علامات تشير إلى التهاب الجرح، مثل الاحمرار والألم عند الضغط عليه أو النزح.
ارتفاع درجة حرارته.
القشعريرة.
تورُّم في الرقبة والوجه والذراعين.
ضيق في التنفُّس.
الخلاصة
المنافذ التي تُزرع تحت الجلد، مثل منافذ فيتال بورت® وبورت آكاث® وسمارت بورت® وباور بورت®، هي أجهزة تُدخل في وريد كبير لتمكين الأطبَّاء والممرِّضات ومقدِّمي الرعاية الصحية من الوصول بسهولة إلى مجرى دم المريض بشكل متكرِّر وآمن. إن إدخال المنفذ هو عملية بسيطة وآمنة للغاية. يساعد المنفذ على جعل عملية سحب الدم وإعطاء الدواء عبر أنبوب وريدي أسهل بكثير على المرضى. يساعد المنفذ على تسهيل العلاج وتحسين نوعية حياة المريض الى حدٍّ كبير. 


أخبار مرتبطة