تاريخ النشر 21 سبتمبر 2015     بواسطة الدكتور محمد صالح عبدالفتاح قاري     المشاهدات 201

العمليات التجميليَّة غير الجراحيَّة

يمكن اللجوءُ إلى إجراءات التجميل غير الجراحيَّة، مثل حُقَن البوتوكس والمَوَالئ، لتغيير أو تعديل المظهر أو التشوُّهات، دون الحاجة إلى إجراء عمليَّة جراحيَّة؛ فهي بديلٌ شائع للعمليَّات الجراحيَّة. ولكنَّ هذه الإجراءات ليست منظَّمَةً بنفس طريقة جراحات التجميل، ولا يُطلَب من ممارسي العديد من هذه ا
لمعالجات حيازتهم على مؤهِّلاتٍ طبيَّة.
تتمُّ الإجراءاتُ غير الجراحيَّة المختلفة في المستشفيات والعيادات ومراكز التجميل من قِبَل الأطبَّاء البشريين وأطبَّاء الأسنان والمُمَرِّضين المُمَرِّضات واختصاصيي التجميل.
ينبغي التأكُّدُ من أنَّ الشخصَ الذي يُقدِّم العلاج مُدَرَّبٌ تدريباً كافياً، ويملك من الخبرة ما يُمكنُّه من تقديم العلاج بكفاءةٍ وأمان.
كما يجب التأكُّدُ من إعلام المريض عمَّا ينطوي عليه هذا الإجراء، مع المضاعفات المحتملة والآثار الجانبيَّة، ومعرفة الجهة التي ينبغي التواصل معها عند حدوث أيَّة مشاكل بعدَ ذلك.

حقن ذيفان الوشيقيَّة (البوتوكس)
تُستَعمل حُقَنُ ذيفان الوشيقيَّة، مثل البوتوكس، للمساعدة على إرخاء عضلات الوجه، وجعل الخطوط والتجاعيد أقلَّ وضوحاً.
ينبغي عدمُ صرف حُقًن ذيفان الوشيقيَّة إلاَّ بموجب وصفةٍ طبيَّة من قِبل الطبيب أو طبيب الأسنان أو الممرِّضة المؤهَّلة.
كما يجب ألاَّ يقومَ اختصاصيو التجميل، الذين يفتقرون إلى التدريب الطبِّي اللازم، بتطبيق العلاج.
يجري تنظيفُ البشرة وحقن كميَّاتٍ صغيرةٍ من ذيفان الوشيقيَّة في المنطقة المُراد علاجها خلال هذا الإجراء. ومن المعتاد أن تكونَ هناك حاجةٌ للقيام بالحقن في مواقعَ مختلفة.
يظهر تأثيرُ الحقن بعدَ حوالي 3-5 أيَّام من العلاج عادةً، ويمكن أن يحتاجَ الأمرُ إلى الانتظار لمدَّة أسبوعين للحصول على التأثير الكامل للحُقَن؛ ويستمرُّ مفعولُها حوالي 3-4 أشهر عادةً.
ما هي المخاطر؟
تعدُّ حُقَنُ ذيفان الوشيقيَّة آمنةً في العادة، إلاَّ أنَّ مخاطرَ استعمالها تشتمل على ما يلي:
يمكن أن تظهرَ أعراضٌ شبيهةٌ بأعراض الأنفلونزا خلال 24 ساعة التالية لتطبيق العلاج، كما يمكن أن تظهرَ كدماتٌ في مكان الحقن.
يمكن أن تكونَ ملامحُ الوجه في منطقة المعالجة ضعيفةً ومتدلِّيةً أو مترهِّلة بعد الحقن، رغم تحسُّن هذا المظهر مع زوال آثار العلاج عادةً (فمثلاً، يمكن أن تتدلَّى الجفون مؤقَّتاً إذا جرى استعمالُ الحُقَن لعلاج "خطوط التجهُّم أو العُبُوس" العمودية بين الحاجبين).
يمكن أن تظهرَ مقاومةٌ في الجسم تجاه هذا العلاج عندَ تكراره كثيراً.
في حالاتٍ نادرة، يمكن أن تحدثَ مشاكلُ خطيرة خلال الساعات أو الأيَّام أو الأسابيع التالية للعلاج، بما في ذلك تشوُّشُ أو ازدواج الرؤية ( عند حقن المنطقة المُحيطة بالعينين) وصعوبات في التنفُّس (عند حقن منطقة الرقبة).
ينبغي الحصولُ على الرعاية الطبيَّة الفوريَّة إن تأثَّر التنفُّس أو الرؤية بعدَ حقن ذِيفانِ الوَشيقِيَّة.
التقشير الكيميائي
المقشِّراتُ الكيميائية هي سوائل تهدف إلى إزالة الخلايا الجلدية الميِّتة من على سطح الجلد، وتعزيز نموِّ خلايا جديدة.  وهي تُستَعمل لتحسين مظهر الجلد، بما في ذلك الحدُّ من التصبُّغ غير المنتظم وحبُّ الشباب.
هنالك ثلاثةُ أنواعٍ للتقشير: سطحي ومتوسِّط وعميق.
التقشير السطحي
يُستَعمل التقشيرُ السطحي لإزالة الخلايا الجلدية من الطبقة العليا من الجلد (البشرة)؛ ويمكن أن يقومَ بهذا بعضُ اختصاصيي التجميل المؤهَّلين، وكذلك الطاقم الطبِّي.
تُترك مادَّة التقشير السطحي على الجلد بضع دقائق فقط. ويمكن أن يشعرَ الشخصُ، بعدَ ذلك، بشدٍّ في الجلد لساعتين.
تكون تأثيراتُ المقشِّرات السطحية مؤقَّتةً فقط، لذلك هناك حاجةٌ إلى علاجٍ منتظم للحفاظ على التأثير.
التقشير المتوسِّط
يُستَعمل التقشيرُ المتوسِّط لإزالة الخلايا الجلدية من الطبقتين العليا والوسطى من الجلد (الجزء العلوي من الأدمَة). ويجب أن يقومَ به متخصِّصُّون مؤهَّلون في الرعاية الصحيَّة.
تُترَك مادةُ التقشير المتوسِّط على الجلد بضعَ دقائقَ فقط. ويمكن أن يحدثَ شعورٌ بالحرقان أو بالوخز خلال التقشير، كما قد يصبح الجلدُ بنيَّاً أو أحمرَ في الأيَّام التَّالية للتقشير.
وقد تكون هناك حاجةٌ إلى الانتظار ستَّةَ أسابيع قبل أن تعودَ البشرة إلى وضعها الطبيعي.
يَتَطلَّبُ الحفاظُ على تأثير العلاج تكرارَهُ كلَّ 6-12 شهراً.
التقشير العميق
يصل تأثيرُ التقشير العميق للجلد إلى الجزء السفلي من الأدمة. وينبغي أن يقومَ بهذا الإجراء طبيب مختصٍّ ذي مهارة وخبرة في هذا المجال.
قد تكون هناك ضرورةٌ لاستعمال مخدِّر موضعي ومسكِّن خلال فترة العلاج. ويمكن أن يشعرَ الشخصُ "بالتجمُّد" خلال فترة تطبيق المُقشِّر.
يمكن تركُ المادة المُقشِّرة على الوجه لمدَّة تصل إلى 30 دقيقة أو أكثر، وذلك وفقاً للتأثير المطلوب من استعمالها.
يكون هناك بعض التقشُّر والاحمرار والانزعاج لبضعة أيَّامٍ، وذلك تبعاً لنمط المقشِّر المُستَعمَل. وقد يعاني بعضُ الأشخاص من تورُّمٍ لمدَّةٍ تصل إلى أسبوعين، ومن احمرارٍ يمكن أن يستمرَّ لمدَّة ثلاثة أشهر.
يتمُّ اللجوءُ إلى التقشير العميق مرَّةً واحدةً، لأنَّ تأثيرَه دائم، لذلك ليست هناك حاجةٌ إلى تكراره عادةً.
ما هي المخاطر؟
تُعدُّ المعالجاتُ بالتقشير الكيميائي آمنةً عادةً إذا أُجريَت من قِبلِ شخصٍ مؤهَّلٍ من ذوي الخبرة، ولكن توجد بعضُ المخاطر، والتي تشتمل على:
قد تبدو البشرةُ داكنةً أو فاتحةً أكثر من المعتاد بعدَ العلاج، ويمكن أن يكونَ ذلك دائماً.
هناك احتمالٌ لأن يؤدِّي العلاج إلى تكرُّر الإصابة بقرحات زكام سابقة.
يمكن أن يحدثَ تندُّبٌ أو عدوى بعدَ العلاج، رغم أنَّ هذا أمرٌ نادر الحدوث.
تصبح البشرةُ حسَّاسةً أكثر لأشعَّة الشمس بعدَ الشفاء، ولذلك سوف تكون هناك حاجةٌ إلى تطبيق كريمٍ شمسي لمدَّة شهرٍ أو أكثر بعدَ العلاج.
يجب على الطبيب، أو على العيادة التي جرى فيها العلاجُ، تقديمُ الإرشادات حول الرعاية الضروريَّة اللاحقة، وذلك لخفض خطر حدوث الآثار الجانبيَّة والمضاعفات. كما ينبغي الحصولُ على المساعدة الطبيَّة إن ظهت عدوى بعدَ العلاج.
الموادُّ المالئة أو الحشوات الجلديَّة
وهي حقنٌ تُستَعمل لملء تجاعيد وثنيات الجلد. كما يمكن استعمالُها لتحديد وزيادة حجم الشفاه.
تُوصِي معظمُ الشركات المُصنِّعة للحشوات أو الموالئ (المواد المالئة) الجلديَّة بأنَّه يجب أن يقومَ بهذه المعالجات اختصاصيُّون طبيّون فقط، رغم أنَّ هذا ليسَ شرطاً قانونيَّاً في الوقت الحالي.
تكون الحشواتُ أو الموادُّ المالئة الجلديَّة مصنوعةً من مجموعةٍ متنوِّعةٍ من المواد، ويمكن أن تكونَ تأثيراتُها مؤقَّتةً أو دائمةً، ويتوقَّف ذلك على نوع مادة الحشو (المادَّة المالئة).
يقوم الطبيبُ أو الاختصاصيُّ خلال هذا الإجراء بحقن المادَّة المالئة في سلسلةٍ من الحُقَن الصغيرة، وبتدليك المنطقة بلُطف.
تتطلَّب بعضُ المعالجات استعمالَ كرِيم (رُهَيم) أو حقنة للتخدير الموضعي. ويمكن أن تتفاوتَ مدَّةُ العلاج بين 30 دقيقة إلى ساعة.
يمكن أن تصبحَ المنطقةُ متورِّمةً ومؤلمةً قليلاً لمدَّة 24 ساعة، ويُنصَح خلال هذه الفترة بتجنُّب بعضَ الأشياء، مثل القهوة والكحول والمشروبات الساخنة والشمس.
ما هي المخاطر؟
تعتمد مخاطرُ المواد المالئة الجلدية على مهارة الشخص الذي يقوم بالعمل، ونوع المادَّة المالئة المُستَعمَلة. ويكون خطرُ التعرُّض للمشاكلَ أكبر عند استعمال المواد المالئة الدائمة.
تشتمل المخاطرُ العامَّة للمواد المالئة الجلدية على:
حدوث مشاكل، مثل الطفح الجلدي والتورُّم والحكَّة وظهور الكدمات.
يمكن أن تنتقلَ المادَّة المالئة بعيداً عن المنطقة المقصودة مع مرور الوقت.
قد تحدث ردَّةُ فعلٍ تحسُّسيَّة فوريَّة تجاه المادَّة المالئة، والتي يمكن أن تؤدِّي إلى الإصابة بحساسيَّة مفرطة (تَأَق).
يمكن أن تُشكِّلَ المادَّة المالئة كتلاً تحت الجلد في حالاتٍ نادرة (والتي قد تكون هناك ضرورة لعلاجها بالجراحة أو بالدواء)، أو أن تؤدِّي المادَّة المالئة إلى حدوث تموُّتٍ في الأنسجة (تنخُّر).
فرطُ الحساسيَّة أو التَّأَق حالةٌ طبيَّةٌ طارئة، لذلك ينبغي طلبُ الإسعاف السريع فورَ حدوث ردَّة فعلٍ تحسُّسيَّةٍ خطيرةٍ تجاه المادَّة المالئة. كما يجب طلبُ المساعدة الطبيَّة الفوريَّة عندَ فقدِ الإحساس بالجلد في المنطقة المُعالَجة، أو إن كان الألمُ فيها شديداً، أو إذا تغيَّر لونها؛ حيث إنَّ حدوثَ تغيُّراتٍ في إحساس الجلد أو في لونه  هما من العلامات المحتملة للإصابة بالتنخُّر، الأمر الذي يتطلَّب علاجاً فوريَّاً.
ينبغي مراجعةُ الطبيب إذا أصبحت المنطقةُ المُعالَجةُ متكتِّلةً في الأسابيع أو الأشهر أو السنوات التالية للعلاج. وقد يقوم الطبيبُ العام بتحويل الحالة إلى طبيب الأمراض الجلديَّة للعلاج.
إزالة الشعر بالليزر
يمكن استعمالُ الليزر غير الجراحي أو العلاج الضوئي المكثَّف لإزالة الشعر غير المرغوب فيه من الوجه أو الجسم. ويجب أن يجري العلاجُ بهذه الطريقة في عيادة خاصَّة فقط من قِبل طبيبٍ أو ممارس مؤهَّلٍ بشكلٍ صحيح.
وتشتمل إزالةُ الشَّعر بالليزر على استعمال الليزر لتسخين التجاويف الصغيرة في الجلد، والتي ينمو منها الشعر (الجُرَيبات). ويكون هذا مؤذياً للمسام، ويؤدِّي إلى منع نموِّ الشعر.
يمكن أن تستغرقَ كلُّ جلسة علاجيَّة ما بين 15 دقيقة إلى أكثر من ساعة. ويجب حمايةُ العينين باستعمال نظَّاراتٍ واقيةٍ مُصمَّمةٍ بشكلٍ خاص خلال إجراء العمليَّة، ولكن يمكن الشعورُ ببعض الألم. قد تُصاب المنطقةُ بالاحمرار مع طفح جلدي مرتفع، وذلك لمدَّةٍ قد تصل إلى 24 ساعة بعد انتهاء الإجراء.
يعتمد عددُ الجلسات العلاجيَّة اللازمة على المنطقة المُراد علاجها، وعلى النظام المُستَعمَل في العلاج.
يمكن أن تصلَ مدَّةُ البرنامج العلاجي إلى سنة، حيث إنَّه قد تكون هناك حاجةٌ إلى كلِّ هذه المدَّة قبلَ التأكُّد من خلوِّ المنطقة من الشعر تماماً.
تكون نتائجُ إزالة الشعر بالليزر طويلةَ الأمد عادةً، ولكنَّها ليست دائمة.
ما هي المخاطر؟
تشتمل مخاطرُ إزالة الشعر بالليزر على ما يلي:
يمكن أن تحدث بثرات في الجلد، ويُحتَملُ أن يتسبَّب ذلك بتندُّبٍ خفيف.
قد تصبح البشرةُ شاحبةً أو داكنةً بشكلٍ غير مألوف، وذلك لعدَّة أشهر بعدَ العلاج.
تصبح البشرةُ حسَّاسةً أكثر لأشعَّة الشمس بعد إزالة الشعر بالليزر، لذلك يجب تجنُّبُ التَّعرُّض المباشر لأشعَّة الشمس وأسرَّة السُّمرة الاصطناعيَّة لمدَّة أسبوعٍ على الأقل بعدَ العلاج؛ ويمكن أن تكونَ هناك حاجةٌ إلى استعمال كريمات الشمس لمدَّةٍ قد تصل إلى شهر حتَّى شفاء الجلد.
التسحيج المجهري للجلد
التسحيجُ المجهري للجلد هو العلاجُ الذي يتضمَّن استعمالَ بِلَّورات دقيقة وشفط بالتخلية لإزالة خلايا الجلد الميِّتة. وهو يُستَعمل لتحسين مظهر التجاعيد والعيوب الجلدية.
يستعمل الطبيبُ خلال هذا الإجراء جهازاً محمولاً باليد لتوجيه تيَّارٍ ناعمٍ من البلَّورات الصغيرة عبر الجلد، لخَلخَلة أيَّة خلايا ميِّتة وشفطها.
يمكن أن يقومَ الطبيبُ أو الممرِّضة أو اختصاصي التجميل باستعمال أحد أنواع الأجهزة، وذلك وفقاً لقوَّتها.
يستغرق القيامُ بالتسحيج الجلدي المجهري أقلَّ من 30 دقيقة عادةً.
ويُوصَى باتِّباع برنامجٍ علاجيٍّ مكوَّن من 4-6 جلساتٍ علاجيَّة غالباً، وذلك للحصول على أفضل النتائج.
قد يحدث احمرارٌ في البشرة لمدَّةٍ تتراوح بين 30 دقيقة و 12 ساعة بعدَ العمليَّة، ويتوقَّف هذا على قوَّة العلاج.
ما هي المخاطر؟
تميل الآثارُ الجانبيَّة للتسحيج الجلدي المجهري إلى أن تكونَ قصيرةَ الأجل، كالاحمرار والتورُّم. وقد يصبح الجلدُ جافَّاً ومتقشِّراً لبضعة أيَّامٍ بعدَ العلاج أيضاً، ويمكن أن يتسبَّبَ الشفطُ في حدوث كدمات مؤقَّتةٍ على الجلد.
تصبح البشرةُ حسَّاسةً أكثرَ لأشعَّة الشمس بعد العلاج، لذلك ينبغي تجنُّبُ التعرُّض لأشعَّة الشمس لبضعة أيَّامٍ بعد العلاج، والتأكُّد من استعمال كريم الشمس.


أخبار مرتبطة